السماوة .. مدينة الجمال والمحبة

بلقيس الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 5376 - 2016 / 12 / 19 - 12:26
المحور: الادب والفن
    

قرأت في موقع صوت العراق بتاريخ 18 ديسمبر 2016 ( أن محافظة المثنى سجلت اصابة 14 شخصا اثر مشاجرة في السماوة ) تألمت جدا وتذكرت أيام الزمن الجميل يوم كانت السماوة نسخة مصغرة من العراق، بكل طوائفه من شماله الى جنوبه يتعايش اهلها سلميا في كل شيء. الجميع مسلمون ومسيحيون وصابئة ويهود يعيشون بسلام ومحبة وحين تسعفني ذاكرتي، اذكر الأطباء كامل عجاج المسيحي وبولص خمو اليهودي ومنير السداوي الصابئي وغيرهم يمارسون اعمالهم باخلاص ويعالجون الناس بكل محبة والعلاقة بينهم ومرضاهم علاقة انسانية تمشيا مع مقولة الأمام علي ( الناس لك صنفان اما اخوك في الدين أو في الخلق ) وثانوية السماوة للبنات كانت مديرتها مسيحية . هكذا هي مدينة السماوة الباسلة .. مدينة الجمال والمحبة وبساتين الخوخ ودوالي العنب التي تمرغ فيها العديد من جنود الأحتلال البريطاني بين السماوة والرميثة عام 1920 . أين نحن الآن من هذا الجمال الأنساني؟ أين نحن الآن من تلك الأيام الجميلة ، لافرق بين مسلم ومسيحي ويهودي وصابئي ولابين كردي وعربي وتركماني. انها السماوة النسخة المصغرة للعراق المتعايش سلميا. فحين يصفون فردا من السماوة يقولون :

" مملوح وعذب ينكط حلاوة
طبعه سمح ما بي قساوة
"سألته منين ؟ كال من السماوة "


قبل ثلاث سنوات كنت في حفلة عقد قران ابنة صديقتي وهناك التقيت بأمرأة كردية سبق وان هُجرت وعائلتها من قبل النظام السابق الى السماوة. ما ان عرفت اني من السماوة ،اقتربت مني و عانفتني بحرارة وقالت : ” احببت السماوة واهلها الطيبين .. عندما يُجبر الشخص على الذهاب الى السماوة يبكي وعندما يغادرها يبكي . ” استغربت وسألتها : ” ما الذي تقصدينه ؟ " وأجابت : ” عندما يُجبر المرء على الذهاب الى السماوة يتراى له بأنه سيُرسل الى نقرة السلمان حيث السجن الصحراوي الرهيب . وبعد ان يستوطن السماوة ويختلط بأهلها الكرماء يحبهم . وعندما يُنقل منها يبكي لأنه لايريد مغادرتها . ” أهل السماوة يتميزون بالتواضع الجميل والترحيب بالغرباء والكرم الذي لايخالطه تصنع


سلام على السماوة واهلها الطيبين

#بلقيس_الربيعي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل