أرجوكم

بنعيسى احسينات

الحوار المتمدن-العدد: 5510 - 2017 / 5 / 3 - 00:32
المحور: الادب والفن
    

أرجوكم..


بنعيسى احسينات – المغرب



أرجوكم..
دعوني وشأني..
أتخلصُ من القيل والقال..
من عناء التكثير، من طرح السؤال..
فيما يعني ولا يعني، من الحال والمحال.

أرجوكم..
دعوني وشأني..
لا هروبا مني من الواقع..
أبحث عن فضاء حر، فمَنِ المانعِ؟؟
لأستريح ولو لحظات، من مرارة التصارع.

أرجوكم..
دعوني وشأني..
أفعل، بكل حرية، ما أريده..
دون إملاءات من أحد فيما أختاره..
ولو للمرة الواحدة، لتحقيق شيء أحبه.

أرجوكم..
دعوني وشأني..
أستمتع بلحظات الهدوء..
أتسكع في بساط الطبيعة العذراء..
في الحقول الفسيحة المبتهجة الخضراء.

أرجوكم..
دعوني وشأني..
أتسلق قممَ الجبال العالية..
بعيدا عن الضوضاء، في رحاب الغابة..
علني أعثر في أحراشها عن سر الحرية.

أرجوكم..
دعوني وشأني..
أهيم بالوادي مع الأنسام..
أصغي لخرير الماء، مرددا لأحلى الأنغام..
تسري بالروح، نحو عوالم الخيال والأحلام.

أرجوكم..
دعوني وشأني..
أسير على شواطئ البحر..
أمتع ناظري بتلاطم الأمواج على الصخر..
أنتظر غروبَ الشمس المرتقب، وطلعة الفجر.

أرجوكم..
دعوني وشأني..
أغرد مع عصافير المساء..
تزقزق فرحة، في الحدائق الباسقة الغناء..
ترتل بحبور، آية التسبيح والحمد لرب السماء.

أرجوكم..
دعوني وشأني..
أسافر مع الطيور في الفضاء..
تسوق قطعان السحب في قبة السماء..
تبحث عن وجهة آمنة يخلصها من كد العناء.

أرجوكم..
دعوني وشأني..
أسبح مع نسيم البراري..
يغازل الطبيعة؛ من نبات وأشجار..
يداعبها بحنان، لتنام قبل مجيء الأمطار.

أرجوكم..
دعوني وشأني..
أشم أريجَ الأزهار الفائحة..
تتماها مع النحل والفراشات الزاهية..
تضفي على المكان سحر الطبيعة الفاتنة.

أرجوكم..
دعوني وشأني..
أناجي بهجة النجوم المتلألئة..
تتراقص نشوة على أديم البحيرة الهادئة..
في ليلة مقمرة، أنتظر طلعة الفجر البهية.

أرجوكم..
دعوني وشأني..
أعيش في الأمن والسلام..
أتقاسم التفاهم والتسامح مع العالم..
أنبذ الكراهية والإرهاب المهدد لبني آدمِ..

أرجوكم..
دعوني وشأني..
أبحث عن الإخاء والاطمئنان..
أدعو لمقاومة أشكال الظلم والاحتقان..
بالعدل والقانون، بالحب وحقوق الإنسان.

***

أرجوكم..
دعوني لوحدي..
لم أعد أتحمل نفاق العباد..
وكذبهم القاتل، والإغراق في الفساد..
والكل يرغب بالتحايل، أن يكون من الأسياد.

أرجوكم..
دعوني لوحدي..
أرتب أفكاري وأولوياتي..
لقد اختلط الأمر بين الماضي والآتي..
لم نعد نميز بين منطق اليقظة والسبات.

أرجوكم..
دعوني لوحدي..
أتصالح مع نفسي وذاتي..
لأتخلص من ثقل رواسب الخرافات..
المعششة في العقول منذ بداية الحياة.

أرجوكم..
دعوني لوحدي..
أعارض ما يجري من الآن..
من إرهاب وعنف وتشييء للإنسان..
المُهددةُ للبشرية في حياتها بكل عدوان.

أرجوكم..
دعوني لوحدي..
أحلم بالمستقبل الآتي..
ينعم بالأمن والسلم، وبالعدل والحريات..
يعم العالم المقبل، بتجاوزهِ كل الخلافات.

أرجوكم..
دعوني لوحدي..
مع ربيع أحلامي الخوالي..
أقطف للسعادة ما تبقى من الآمال..
قبل حلول الآجال المحتوم المفاجئ كمآلي.

أرجوكم..
دعوني لوحدي..
ينتزعني الوجودُ من العدم..
قبل أن تلفظني الحياة من شر النعم..
وأنسحبُ في هدوء، بدون حزن ويأس وألم.

أرجوكم..
دعوني لوحدي..
أمارس التأمل في الوجود..
بعيِدا عن الكراهية والتعصب والجحود..
خارج الأنانية والإقصاء، والتاريخ والحدود.

أرجوكم..
دعوني وحدي..
لشعري مع إحساسي..
ينساب بلا حرج، على أديم قرطاسي..
يفيض بالمشاعر الفياضة وقضايا الناس.

أرجوكم..
دعوني لوحدي..
أستمتع بعبقِ الكلمات..
تفوح بالصدق الفصيح وجمال العبارات..
تحملني إلى عوالم الصفاء مع الذكريات.

أرجوكم..
دعوني لوحدي..
أسترجع ما تبقى من أمسي..
في حضن الطبيعة، لتحرير أنفاسي..
أرتاح من شر ما خلق، من الجِن والناس.

أرجوكم..
دعوني لوحدي..
فهمسات البرية تنعشني..
براحة البال وهدوء النفس تزودني..
ومن مشقات الحياة وآلامها تخلصني.

أرجوكم..
دعوني لوحدي..
أستعيد أجمل ذكرياتي..
أحياها بعنفوان كِبَري وشيخوختي..
قبل تلبية نداء الوداع الأخير مع مماتي.

أرجوكم..
دعوني لوحدي..
أستريحُ من طرح السؤال..
من عناء ترويج كثرة القيل والقال..
فيما يفيد ولا يفيد، خارج منطق المقال.

---------------------------------------------
بنعيسى احسينات - المغرب

#بنعيسى_احسينات (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل