أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد صالح عويّد - نصّ - رجاء














المزيد.....

نصّ - رجاء


محمد صالح عويّد

الحوار المتمدن-العدد: 5507 - 2017 / 4 / 30 - 10:55
المحور: الادب والفن
    


1 *

إذا دخلتَ المقبرة المُقفِرة وحيدا
لا تتلفّتَ متوجساً للوراء
لن ينهض أحدا ليطعن الخاصرة
لا تتصنّت ...
لن يتهامسوا عنك بهراء
هنا الشمس تفيضُ حناناً
والريح ساكنة
كل ما هنا حتى الحجر
يفيضُ بالندمِ ، بالرجاء
لا تستسلم ...... أنتَ غادرت والرأسُ شامخة
وبقيتُ أنا مشلولاً يأنفني الموتُ
كأنني بلاء
يُخطيءُ كل أهدافهِ
لكنه لأجلِ إقتطافكَ
حاصر ، عرف كل الثغور
تعال مرّة
جئتُكَ كأهل الكهفِ بيدي ورقٌ بائرٌ
لا جبلَ يأويني
بل فلاةً خاويةً ، وثبور
مات عهد الأوطانِ بيننا
ونحاذرُ الغدرَ في الظلامِ حتى من ظلِّنا
من ويلاتِ الغرور
يحرّقنا البرد ، والتشرّد
والجوعُ ، والجحود
وأنيابُ الدناءةِ من بعضنا
ناشبةٌ في أعناقنا
في الصدور

2 *
لا تستسلم، لا تتراجع رجاءً
حتى ولو أحرقك البرد
حتى ولو نهشك الجوع
حتى ولو غابت الشمس وسكنت الريح
ولجلجَ بك الروع
ما زال في روحك جذوة
ما زالت الحياة من صبركَ تفوع
كل يوم هو البداية الأولى
مثل الحياةِ تسرق زيتنا
كالقيامةِ
كالسطوع
لأنك لست وحدك

3 *
مجدُ اللهِ بالأرضِ :
كرامةُ امرءٍ برئ
ورغيفا نقيا
وطفلاً في بحورِ العلمِ
لا يضيع
وأنهارا بالماءِ العذب تجري
لا بالدماءِ
واخضراراتُ الروابي بهيةٌ
لا بالقمحِ وحدهُ
بل بالحبِّ
واقتصاص عدلٍ
وانزياحاً عنِ الظُلَمِ
وترك العِبادِ
يختارُ كلاً
لهُ
طريق

4 *
وحدنا
على مرمى كل الحجر
خبأوه :
في جيوبهم ، وراء ظهورهم ، كبيادر حقدٍ يبسَت من انتظار
مكوّمةً متاريسهم من زمنٍ بعيد
وحدنا
على مرأى الخذلان والشماتةِ والتشفّي
بوجوهنا يتقيأون المرار
وحدنا نتناول خلاصنا
قصائد بائتةٍ
وجحافل الغُزاة تمرُّ ، تطأنا هازئةً
وحدنا على شفيرِ الخيبةِ و الإحتقار

5 *
ثمّةَ فأسٌ مهووسٌ
مُصابٌ بالنهمِ
يتفيأ بظلِّ شجرة
يبكي ندماً ...
ثمّة حطابٍ بعد أن أحتطب غابة الوطن
يبحث عن ظلِّ
حطّابي الأرض شردوا عن دغلِ يعقوب
يقضمون أظافرهم
أصابهم الضجر
يرتعشون في دوّامةِ النزقِ الملعون
أحتطبوا أشجار الأخرين
حانقةً أدغالهم
مُكرهة على احتمالِ جمرِ جشعهم المجنون
والفأسُ : صليبٌ مُذهّب ، لا يتثلّم
والهلالُ : منجل بيدِ كهنة الغايات ، مسنون
والأفاعي تنسلُّ من بين أصابع إستير
يصنعون لنا من الأشباح المُلثّمة
أطيافَ أنبياء جدد
ليتسنّى لهم حشو الرؤوس الخاوية
بسيوف التكفير
والملاقط والزنازين والسياط
بالقبور تحت أحذية الجنود
كي يتسنّى لهم إعادة ترميمِ زرائبنا
مواقيت إجترارنا
طقوس تناسلنا
تحديد مذاهبنا
ورسم الحدود
ونبعُ الضوء
يخفتُ من لطمِ ريح الدناءة
واهنٌ
والليل يستعمر مساحات انطفاءنا
فيما يُقشِّرُ الجنّازين لحاء الأرض
يدسّون الإنسان
يُطعِّمونها ، لتستيقظ غدا براعم الحياة
ينتظرون من يحتطبَ
جذوع الظلم تحجّرت
على الدودِ
ينخرها بلا ترددٍ

6 *
هات غربالك
سنتهاوى ، وتبقى أنتَ
حتى دموعك لن تسيل
ودمعُ الحيفِ علينا خسارة
سريرٌ من تراب الوطن
ولحاف
خيراً لك
ها نحنُ نلوبُ بحثاً عن حفنة تراب
تشبه تكوين خلايانا

7 *
نرجع للديار أسرى الحنين
نتأسّف
لا يبقى غداً سوى شهود الزوّر
ولبلاب الخراب يُعرِّشُ
ويلحن اللصوص بالقولِ :
هذا حدود الممكنِ
وكلّنا عبدٌ مأمور



#محمد_صالح_عويّد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فكّ إشتباك الجغرافيا و إشكاليّة الهويّة الوطنيّة
- تكريس مبادئ الحريّة وعمارة الحياة .
- وليمة السيّاط :
- نص شعري - بعنوان - حدثيهم يا عشتار
- نصّ شعري بعنوان : مخاض الحلم المؤجّل
- تصويب لحُسنِ إستثمار الإعلام لصالح ثورات الحريّة :
- مراجعة لفهم بعض وقائع التغيير العربي وآلياته
- لا أنام


المزيد.....




- تظاهرة بانوراما سينما الثورة في الجلفة بطبعتها الثانية
- -بطلة الإنسانية-.. -الجونة السينمائي- يحتفي بالنجمة كيت بلان ...
- اللورد فايزي: السعودية تُعلّم الغرب فنون الابتكار
- يُعرض في صالات السينما منذ 30 عاما.. فيلم هندي يكسر رقما قيا ...
- -لا تقدر بثمن-.. سرقة مجوهرات ملكية من متحف اللوفر في باريس ...
- رئيس البرلمان العربي يطالب بحشد دولي لإعمار غزة وترجمة الاعت ...
- عجائب القمر.. فيلم علمي مدهش وممتع من الجزيرة الوثائقية
- كيف قلب جيل زد الإيطالي الطاولة على الاستشراق الجديد؟
- نادر صدقة.. أسير سامري يفضح ازدواجية الرواية الإسرائيلية
- صبحة الراشدي: سوربون الروح العربية


المزيد.....

- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور
- الذين لا يحتفلون كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي
- فرس تتعثر بظلال الغيوم / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد صالح عويّد - نصّ - رجاء