أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - ابراهيم محمود - دولة قوية دون شعبها














المزيد.....

دولة قوية دون شعبها


ابراهيم محمود

الحوار المتمدن-العدد: 1442 - 2006 / 1 / 26 - 10:07
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


شعبٌ يطيح بأصغريه الألأمُ ما بينه والذلّ ، عقدٌ مُبرَم
إن ديس بالبوط انبرى متباهياً طوبى لبوط ٍ كم أنا به أُكرَم
أو سيق بالكرباج قوَّس ظهرَه ليناله شرف ٌسفيه أرقم
يا دولةً، قهرٌ على عهر ٍ، على فسق ٍ مداها بالخراب معلَّم
شعب يموت، وليس يحيا جيفةً زمن تدوَّد فيه ماذا يعلم؟
ألِفَ الهوان المرَّلا فمه فمٌ جسد محيّره، ولا دمه دم

بين أن يكون المرء شاهداً على ما يجري في بلده، وما هو عليه البلد حالاً وحقيقة حال، فرق كبير من جهة الامكانات والتعبير عن الذات، وكيفية التواصل مع المستجدات.
ما يخص سوريا، وعلى صعيد الدولة كبناء وقوة سلطة وتعبير عن الهوية الخاصة بها، من جهة الامكانات وكيفية التكيف مع المتحولات المحلية والإقليمية والدولية، ومن خلال مجموعة وقائع، يمكن للمرء المتتبع لما جرى على مدى عدة سنوات، وخلال الفترة الأخيرة التي تغطي قرابة سنة، وتأثيرها في الشأن السياسي والأمني للدولة، ملاحظة مجموعة من الأمور الفارزة:
من الخطأ النظر إلى الدولة، بصفتها دولة ضعيفة، وأنها في ظل ذلك، قاب قوسين أو أدنى من التفكك، وفقدات الملامح التي تبقيها كياناً دولتياً، حيث إن سلسلة المقاومات الضارية، أو أوجه السياسة المتبعة من قبل النظام، تري أنها تمتلك الكثير من قوى التحدي لمن يعارضها داخلاً أو خارجاً، وكذلك المناورة لإدامة عمرها، ولا داعي لذكر الأمثلة، فهي أكثر من أن تحصى.
ورغم كل ما يقال ، عن أنها ليست دولة مؤسسات، وأنها إضافة إلى ذلك، تستمد قواها، من مجموعة من المرجعيات الداخلية( مؤسسات ذات طابع أمني وقائي، وحزبي خاصة بها، ورموز قوة مختلفة المرجعيات بدورها)، تعزز حضورها، وتبقيها ماضية فيما تنتهجه من سياسات متعددة المستويات، وخصوصاً إزاء الخارج، والضغوط الممارسة عليها.
وإن المضي قدماً على الصعيد النظري: التحليلي : الاجتماسي، ومعاينة الحراك السلطوي للدولة، يكشف الكثير من المفارقات ، تلك التي تشكل الرصيد الردعي أو المضاد لكل ما يتهددها، وتتمثل في مجموعة الخطوات المكوكية والمتقلبة، في السياسة الخارجية، ومن ثم ذات الطابع الشعاراتي داخلاً، وكيفية استنهاض القوى الشعبوية والاستزلامية، لإثبات خرافة الدولة الضعيفة، طالما أن مجريات الأحداث المتتابعة أرتنا الكثير مما يعرّفنا بأن الدولة هي أكثر مما هو مرئي فيها + أكثر مما هو مسموع ومقروء عنها مباشرة+ أكثر مماهوشائع ومتداول عنها أيضاً + أكثر مما يتردد بصور مبهمة أو نصف مفهومة عما يمكن أن يحصل لها تغيراً لاحقاً.
وإن بناء الدولة، وبصفتها دولة واقعاً، لا يساوي ما هو ممتد أمام النظر، أو مرسوم ومحكي عنه، بقدر ما يتحدد معمارياً، ومن جهة نفاذ القوة، خارج حدود النظر المحلي والإلقليمي والدولي بصورة اعتباطية. إنه البناء المعماري الصلد والخفي في أكثره، وراء، ربما، اتفاقيات وعقود ذات صلة بالدولة ككيان سياسي، وعلاقات تخفي أكثر مما تظهر، وتتأول أكثر مما تتفسر حقيقةً.
إن مسرحة القوة، بطريقة إيمائية، تتطلب الكثير من التدقيق، يمكن أن تقربنا من خاصية الدولة السورية، أو سوريا الدولة، هذه التي ننتمي إليها في مجمل أطيافنا السياسية والاجتماعية، حيث التلون بألوان عديدة ومختلفة، إزاء الخارج وتفاوت مراتبه قوة وضعفاً، والحفاظ كثيراً على ألوان محددة في الغالب، ترينا إياها قوية كلما تقدم بها الزمن، وكأنها حقاً موجودة حفاظاً على الشعب، وليس من أجله، أو أن الشعب موجود بفضل ٍ ومنة منها، وهي عدا عن ذلك، قادرة على الاستمرار، وكما تظهر بهلوانيات القوة المشخصة لشعبها، ولو تجاوزاً، وكما تؤكد ذلك للخارج: دولأ وأنظمة وجماعات دولية وتنظيمات، وأنها بذلك تكون الأقدر على تدبُّر أمورها، وهي أيضاً تستطيع تأمين احتياجات، وحتى تلبيتها أكثر مما لو تبدلت، فتكون معنية بمصالحها، حتى وهي تتبدى نقيض مظاهرقوة شد الحبل عكسياً، فلا يجب التمادي خارج هذا المنطوق الدولتي.
إن الاستمرار في نهب قوى الشعب وأحلامه، وحتى إرادته، بالمعنى الوطني، من خلال المزيد من التجويع والتصبيروالقهر المتعدد الأشكال، أوتعميق الإفقار المادي والمعنوي، تأكيد آخر على أن الشعب، هو آخر القوى التي يمكن للدولة( دولتنا الموقرة) أن تفكر فيها، من خلال البعد الهلامي له، كونه مجرد مفهوم تم اختلاقه، أو تمييعه، وأنه لم يكن، أو لا يكون القوة التي تصله بماض ٍ قريب، ولعل الإجراءات المتبعة خير دليل على ذلك، حيث لا تقدير لرد فعل شعبي، أو لا تمعين نظر لما يمكن أن يحصل إثر أي قرار يتم اعتماده، في شأن من شؤونه، كما في رفع أسعار المواد المهمة لهذا الشعب اللاشعب كالمحروقات والاسمنت حديثاً جداً، وما يعني ذلك من زيادة في اسعار الكثير من المواد الاستهلاكية اليومية، وخصوصاً ممن يعيشون تحت خط الفقر، وهم كثركنسبة، وكل ذلك لا يعني الدولة، لأنها ، ومن خلال المستجدات، لا يبدوعليها أنها مكترثة بوضعه أو مصيره، بعد الذي عُرض لـه، لتصدق مقولة الكثير من الشعراء أو الأدباء وحتى المفكرين العرب وسواهم، عن أن الشعب كمفهوم، غير موجود وغير معتبَر، في منظور الأنظمة القائمة، ولا أظن أن دولتنا بمعزل عن هذا التحديد، طالما أن كل ما تصدره الدولة: قرارات ٍ وأنظمة ومراسيم ، تخص الأوضاع المادية والنفسية والقيمية والثقافية للشعب، يكون من قبل أشخاص متربعين على رأس الهرم السلطوي، وهذا ما يثبته كل ذلك الاستنفارالذي أعلنته السلطة بشأن الفساد والمفسدين مؤخراً، ليكون الشعب ضحية الوعود الفاسدة بدورها، ولا ضير في ذلك، لأنه منزوع الخوف منه أصلاً، لهذا، وكما يظهر أخيراً، وليس آخراً، يستحق كل ما يناله من عقاب وضيم وعنف. تُرى هل من تفسيرآخر؟



#ابراهيم_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السورية تيتانيك 3- مرسى تيتانيك مرسومة
- السورية تيتانيك2- الإبحار الكارثي
- السورية تيتانيك 1- لحظة الإبحار
- عمر الشريف بارزانياً
- فجيعة نفسي بنفسي- من وراء البللور السميك
- رسالة مفتوحة إلى صبحي حديدي: العربي الأثير في مزيج من كرديته ...
- الارتحال إلى الدكتور نورالدين ظاظا 13- دعوا جنازتي تمشي بمفر ...
- تصريح: الكتاب الكردي الأسود
- خارج الجوقة، بحثاً عن جوقة : خدام نموذجاً
- خارج الجوقة، بحثاً عن جوقة: خدام نموذجاً
- الارتحال إلى الدكتور نورالدين ظاظا 9- مفهوم الرفاقية كردياً
- الارتحال إلى الدكتورنورالدين ظاظا6- بين الوعيين : القومي وال ...
- نيران الكردي الفاشية
- الارتحال إلى الدكتور نورالدين ظاظا4- سيرة المكان في سيرة حيا ...
- رسالة مفتوحة إلى الأخ الرئيس مسعود البارزاني: حين يكون العدل ...
- الألفباء الكردية اللاتينية إنشاء امبريالي:ترجمة وتعليق وتقدي ...
- الارتحال إلى الدكتورنورالدين ظاظا2- د.نورالدين ظاظا وتفعيل ا ...
- الوصايا العشرلإفساد الثقافة الكردية
- الارتحال إلى الدكتورنورالدين ظاظا1- لحظة الكتابة الأولى
- الديون المستحقة على الحركة الكردية السورية راهناً


المزيد.....




- أفوا هيرش لـCNN: -مستاءة- مما قاله نتنياهو عن احتجاجات الجام ...
- بوريل: أوكرانيا ستهزم دون دعمنا
- رمز التنوع - صادق خان رئيسا لبلدية لندن للمرة الثالثة!
- على دراجة هوائية.. الرحالة المغربي إدريس يصل المنيا المصرية ...
- ما مدى قدرة إسرائيل على خوض حرب شاملة مع حزب الله؟
- القوات الروسية تقترب من السيطرة على مدينة جديدة في دونيتسك ( ...
- هزيمة المحافظين تتعمق بفوز صادق خان برئاسة بلدية لندن
- -كارثة تنهي الحرب دون نصر-.. سموتريتش يحذر نتنياهو من إبرام ...
- وزير الأمن القومي الإسرائيلي يهدد نتنياهو بدفع -الثمن- إذا أ ...
- بعد وصوله مصر.. أول تعليق من -زلزال الصعيد- صاحب واقعة -فيدي ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - ابراهيم محمود - دولة قوية دون شعبها