أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابراهيم محمود - فجيعة نفسي بنفسي- من وراء البللور السميك














المزيد.....

فجيعة نفسي بنفسي- من وراء البللور السميك


ابراهيم محمود

الحوار المتمدن-العدد: 1426 - 2006 / 1 / 10 - 10:31
المحور: الادب والفن
    


رأيت كما يرى الصاحي تماماً، وتحت وطأة حالتي النفسي الفارطة التي صارذكرها على كل شفة ولسان، أنني في مكان، لا أدري كيف توغلت فيه، ليس حباً في استطلاع، فهذه هواية معروفة بعواقبها الوخيمة، وإنما كان ركضاً أو هرولة وراء معاملة، لا يمكن توقع النتيجة المترتبة عليها.
القاعة كانت فسيحة، لذلك تجلت مخيفة، وأنا أجدني وحدي تقريباً، إلا من همسات وأصوات ما كان بوسعي تحديد مصدرها، أو جنس المتكلم بها، حيث التحرك في وضع كهذا، كما هو معلوم يثير الريبة فعلاً.
لهذا دفعت بالمعاملة من خلال كوة بالكاد سمحت ليدي الناحلة بالمرور، لتستقبلها يد، بالكاد تمكنت من رؤيتها، وما إذا كانت يد ذكر أم أنثى، أم جامعة بينهما.
طال الوقت، وهو يخيف في مكان كهذا، ومن ثم تردد صوت، تبين أنه يعنيني:
سمك!
لم أنتبه إلى الكلمة التي جاءت أشبه بهمس أو هسيس كلام، حتى تكرر مرة أخرى:
سسسمك!
لاشعورياً قلت مستفسراً:
نعم؟
سسـ اسمك.
كان ذلك سؤالاً، لكنه لم يكن واضحاً، كون الصوت جمع بين ( سمك)، و(سمُّك) و( اسمك) مخففة، فقلت:
أتريد اسـ اسسـ اسمي؟
جرى ذلك دون وعي مني، ثم أردفت:
فلان.
جاء الصوت معلقاً:
لللماذذا فففأر؟ هللل صاححب الممعاممللة فففأرر؟
شعرت بإهانة موجهة إلي، رغم إدراكي أن ثمة خللاً في جهاز السمع لديه، فقلت:
أي فار يا رجل؟
كأنه لم يسمع صوتي، غير أنه أدركني، كما يظهر، منزعجاً ومستاء مما يقول، فقال بنبرة مشوبة بغضب ملحوظ:
كككأننك انززعجت، الففأر ححييوان، من مخخللوققات اللله!
أسمعته صوتي ليعرف اسمي جيداً.
ساد صمت، ولا أدري هل سمع ما قلته، أم تجاهلني، لكنه بعد قليل قال لي سائلاً:
أيين أننت؟
الببلور كان سميكأ إلى حد ما، قلت بيني وبين نفسي: أي مصيبة أنا فيها، وكيف أخرج من هذه الورطة، حيث تقدمت من اللبلور السميك أكثر من ذي قبل.
أننا لا أررراك!
لكنني أمامك!
كأنه اقترب مني، ودقق النظر، من خلال حركة معينة:
لمماذذا تححمل كييس التبببن معععك؟
يا للمصيبة! أي كيس تبن، كان الذي معي كيساً صغيراً من رز( صنوايت) أحبت أن أجربه، بسبب الدعاية الهائلة التي سخرت له، لا يمكن إخفاء تأثيره علي:
تبن ماذا يا أخ؟ إنه رز، رز!
ساد سكون من جديد، وبعد لحظة كانت الحركة الجسمية تقترب من الكوة، وبدت معاملتي مفروشة في الطرف الآخر منها، وقد تناهى إلى مسمعي صوت تساقط جسم خفيف، ربما كان ذلك لعاباً، كما تبين، ثم جاء صوت لافت:
فرررر!
فاجأني الصوت كثيراً، إذ لأول مرة أسمع صوتاً كهذا، فلا كان عطاساً لأقول: خيراً، ولا سعالاً، لألتزم الصمت، وأعتبره حركة رد فعل عضوية لوجود اعتلال في الصحة. خلتني لوهلة أنني ألمح رأساً بمنخرين وأذنين لحميتين مشعرتين قد استطالتا دون تجاويف.
وقققع هنا!
مددت يدي لأوقع!
أصصاببعك لححممية رففيعة!
ألا ترى يا رجل؟ إنها يدي، وهي طبيعية!
كان صمته المقلق لي، يزيد في فضولي، لأعلم ما به، غير أنني لم أستطع بسبب الواجهة البللورية، ولا هو أراني وجهه، ومن يكون فعلاً.
ثمة حركة واحدة قمت بها، بعد إتمام المعاملة، في القاعة الفسيحة المخيفة حقاً، وغير المعهودة بالنسبة لي، تمثلت في ارتدادي إلى الوراء، والاندفاع نحو الباب الخارجي.
شعور ثقيل الوطء تلبسني، يتعلق بنفسي التي توهمت وأوهمتني لبعض الوقت أنني واقع بين صوت أشبه بنهيق، وهيئة أُسقطت صورتها علي، فأرية تماماً، لكنني حاولت طيها، دون أن أعلم أحداً بذلك، مقفلاً محضري النفسي هذا، فالذي تعرضت له سابقاً يكفيني همه وغمه.



#ابراهيم_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة مفتوحة إلى صبحي حديدي: العربي الأثير في مزيج من كرديته ...
- الارتحال إلى الدكتور نورالدين ظاظا 13- دعوا جنازتي تمشي بمفر ...
- تصريح: الكتاب الكردي الأسود
- خارج الجوقة، بحثاً عن جوقة : خدام نموذجاً
- خارج الجوقة، بحثاً عن جوقة: خدام نموذجاً
- الارتحال إلى الدكتور نورالدين ظاظا 9- مفهوم الرفاقية كردياً
- الارتحال إلى الدكتورنورالدين ظاظا6- بين الوعيين : القومي وال ...
- نيران الكردي الفاشية
- الارتحال إلى الدكتور نورالدين ظاظا4- سيرة المكان في سيرة حيا ...
- رسالة مفتوحة إلى الأخ الرئيس مسعود البارزاني: حين يكون العدل ...
- الألفباء الكردية اللاتينية إنشاء امبريالي:ترجمة وتعليق وتقدي ...
- الارتحال إلى الدكتورنورالدين ظاظا2- د.نورالدين ظاظا وتفعيل ا ...
- الوصايا العشرلإفساد الثقافة الكردية
- الارتحال إلى الدكتورنورالدين ظاظا1- لحظة الكتابة الأولى
- الديون المستحقة على الحركة الكردية السورية راهناً
- رطوبة بيروت وأخواتها الضبابيات
- البيان الملغوم - حول بيان المثقفين الكرد في سوريا-
- العرب الذين نعوا عراقهم
- جبران تويني مهلاً
- الملف التقييمي الخاص بالحوارالمتمدن


المزيد.....




- تابِع مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة 23 مترجمة على قناة الف ...
- قيامة عثمان 159 .. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 159 مترجمة تابع ...
- -روائع الموسيقى الروسية-.. حفل موسيقي روسي في مالي
- تكريم مكتب قناة RT العربية في الجزائر
- الحضارة المفقودة.. هل حقا بنيت الأهرامات والمعابد القديمة بت ...
- مصر.. القبض على مغني المهرجانات -مجدي شطة- وبحوزته مخدرات
- أجمل مغامرات القط والفار.. نزل تردد توم وجيري الجديد TOM and ...
- “سلي طفلك الان” نزل تردد طيور الجنة بيبي الجديد 2024 وشاهد أ ...
- فرانسوا بورغا للجزيرة نت: الصهيونية حاليا أيديولوجية طائفية ...
- الحضارة المفقودة.. هل حقا بنيت الأهرامات والمعابد القديمة بت ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابراهيم محمود - فجيعة نفسي بنفسي- من وراء البللور السميك