أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابراهيم محمود - عمر الشريف بارزانياً














المزيد.....

عمر الشريف بارزانياً


ابراهيم محمود

الحوار المتمدن-العدد: 1438 - 2006 / 1 / 22 - 11:54
المحور: الادب والفن
    


ربما يكون العنوان غريباً، عند من يعرف كلاً من الممثل المصري العالمي عمر الشريف، والقائد التاريخي الكردي الكبير ملا مصطفى البارزاني، ولكنها غرابة، سرعان ما تستحيل وضوحاً من جهة الرابط بين الممثل المذكوروالقائد التاريخي المشهور، عندما نعلم، أن المخرج المصري والكردي الأصل علي بدرخان، وهوالآن في زيارة لكردستان، قد هيأ نفسه لعمل فيلم يليق بقائد ثورة وتاريخ كرديين، يستحق التقدير والاعتبار التاريخيين، خارج الحدود الكردستانية، وتقديماً فنياً لمتابعي الفن السابع، وسحر الشاشة البيضاء، وتلك الصوروالأصوات التي تتجلى من خلالها، كما هو شأن القادة العظام في التاريخ( عمر المختارمثالاً قريباً)، وأن ثمة طاقماً من ممثلي مصر سيشاركون في الفيلم، دون نسيان دور هوليود في صناعته، إنما بالدرجة الأولى، دون تجاهل الشخصية السينمايئة العالمية والمبدعة: عمر الشريف، والذي سيقوم بدورالبارزاني ، وكما ورد هذا الخبر، في الموقع الانترنيتي الكردي (Avesta)، بتاريخ 20-1/2006.
ما أريد التعليق عليه، هو أن ثمة انفتاحاً من جهة الخارج المحلي والإقليمي والعالمي على كردستان: الجغرافيا والتاريخ والبشر: الكرد الفاعلين في محاولاتهم الحثيثة لصنع تاريخهم، كما ساهموا في صنع تواريخ الآخرين، وإن لم يُكَروا كما يجب التذكير فضلاً، بصور مختلفة، وأن الاستقرارالنسبي والمحفوف بالمخاطر والتحديات لكردستان العراق، من خلال عقد ونصف عقد من الزمن، كان مجالاً خصباً لتحريك الأنظار من الخارج، ليصبح الداخل الكردي مرئياً أكثر.
لا أتحدث عن رمز ملهم من رموز التاريخ الكردي النضالي والكفاحي واللغزفي حياته الممهورة بالمصاعب والمفاجآت والآلام والأمال معاً، طوال نصف قرن، كما لوأنه المارد الكردي الوحيد في التاريخ، أو عما يكون عليه حقيقة، إن تأثرت قليلاً بلون من ألوان العاطفة الانسانية والقومية، كما لو أنه البطل الميثولوجي الخارق، حيث لكل شعب رموزه، أبطاله، أكباش فداء لـه، رموز تحررقومي وإنساني معاً، وأبطال حياة انسانية كريمة منشودة، وكذلك أكباش فداء كما هي خاتمة كل مقتدر بروحه، وكل مندفع بها خارج جسدها. أتحدث عن التاريخ الكردي في مآسيه ومغانيه، عن مرتقب تاريخ، يصبح هذا التاريخ مرجعاً لذوي الفضول المعرفي والفني: مؤرخين وكتاباً ورحالة وسينمائيين، وهم يدخلون كردستان الحقيقة المعاشة، ويخرجون منها، وثمة مشاريع كتابة وتصويربرامج وأفلام، تأكيداً على مشروعية التاريخ الذي اُنتظر طويلاً ليبرز هكذا، وليكون البارزاني المنتقى جديراً بالاسم والصفات وألوان الحياة التي امتزجت بمناخات جغرافية كثيرة، ولكنها كردستان التي بقيت تشرق ولا تغيب في روحه، مهما قيل فيه خلاف ذلك.
وعندما يأتي الآخرون، كما في حال مخرج كبير هو علي بدرخان، وممثل أشهر من أن يُعرَّف، ليتحدث تاريخ غني بأحداثه ووقائعه سيناريوياً، وبالصوت والصورة، فإن في ذلك تجلي تاريخ آخر، يمكن للمعنيين الكرد التنبُّه لها، والاحتفاء بها، هواستضافة هؤلاء الرموز الكبيرة، والمحترفة لفنها والدور الملهم إنسانياً للفن، ولمهمتها القيمية،و البعد التنويري لكل ما تسعى إليه، وإتاحة المجال واسعاً لهم، ليقرأوا التاريخ الكردي ويتمعنوا في جغرافيته قدر مستطاعهم، وليدركوا أبعاده الانسانية، تلك التي غُيّبت كثيراً، ويكون الاحترام للتاريخ المذكور، من خلال أعينهم المبصرة والقارئة، لتلمس المختلف في المعاش، ليتحقق شرط الأبداع.
وليس مجيء بدرخان الكبير، ومعه النجم العالمي والهوليودي الكبير الشريف كذلك، إلا إفصاحاً عن التحول المرغوب فيه، أي أن يجري تمثيل الكردي فنياً هذه المرة، وتقديمه للملأ العالمي فنياً هذه، بعد أن عاش طويلاً حصاراً داخل تاريخه، وضمن كردستانه، وفي كل ما يمثله فعلياً.
سيكون ذلك حدثاً تاريخياً ولافتاً بالنسبة للفيلم إن تم إنجازه، وهو يخرج كردستانياً مُعتبراً بزيه الكردي وصوته المميزوبقائه في الريح، من عزلة المكان المحظور إلى فضاء عالمي منظور.
من هنا جاء العنوان: عمر الشريف بارزانياً، أشبه بلقطة خبرية، وتعليق باحث لا يستعرض كرديته، بقدر ما يشير إلى المستوجب التحدث عنه،ولو باختصار، وفي الآن عينه، بمثابة تحية ثالوثية لمن يستحق احتفاء في تاريخه بأثير دوره ومكانته هو : ملا مصطفي البارزاني، ولمن يستحق سلاماً لما يريد القيام به هو: علي بدرخان، ولمن يستحق مصافحة من القلب ، في دوره الأثير المنتظر أو المترقَّب هو: عمر الشريف.
ما أقوله في هذا المقال المقتضب، هو : جميل أن يقرأنا الآخرون، قراءة تخرجنا من عزلة تاريخية مفروضة علينا ككرد، والأجمل أن يقدمنا الآخرون فنياً لآخرين سواهم، فتكون القراءة والمشاهدة الفنية: المُسيَنمة، بداية علاقة جديدة، وتاريخ مختلف، من سلسلة التواريخ في علاقة الكردي بالآخر،هذا الذي يدخل معه في أكثر من حوارضمني وصريح، وبطرق شتى.



#ابراهيم_محمود (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فجيعة نفسي بنفسي- من وراء البللور السميك
- رسالة مفتوحة إلى صبحي حديدي: العربي الأثير في مزيج من كرديته ...
- الارتحال إلى الدكتور نورالدين ظاظا 13- دعوا جنازتي تمشي بمفر ...
- تصريح: الكتاب الكردي الأسود
- خارج الجوقة، بحثاً عن جوقة : خدام نموذجاً
- خارج الجوقة، بحثاً عن جوقة: خدام نموذجاً
- الارتحال إلى الدكتور نورالدين ظاظا 9- مفهوم الرفاقية كردياً
- الارتحال إلى الدكتورنورالدين ظاظا6- بين الوعيين : القومي وال ...
- نيران الكردي الفاشية
- الارتحال إلى الدكتور نورالدين ظاظا4- سيرة المكان في سيرة حيا ...
- رسالة مفتوحة إلى الأخ الرئيس مسعود البارزاني: حين يكون العدل ...
- الألفباء الكردية اللاتينية إنشاء امبريالي:ترجمة وتعليق وتقدي ...
- الارتحال إلى الدكتورنورالدين ظاظا2- د.نورالدين ظاظا وتفعيل ا ...
- الوصايا العشرلإفساد الثقافة الكردية
- الارتحال إلى الدكتورنورالدين ظاظا1- لحظة الكتابة الأولى
- الديون المستحقة على الحركة الكردية السورية راهناً
- رطوبة بيروت وأخواتها الضبابيات
- البيان الملغوم - حول بيان المثقفين الكرد في سوريا-
- العرب الذين نعوا عراقهم
- جبران تويني مهلاً


المزيد.....




- حماس: تصريحات ويتكوف مضللة وزيارته إلى غزة مسرحية لتلميع صور ...
- الأنشطة الثقافية في ليبيا .. ترفٌ أم إنقاذٌ للشباب من آثار ا ...
- -كاش كوش-.. حين تعيد العظام المطمورة كتابة تاريخ المغرب القد ...
- صدر حديثا : الفكاهة ودلالتها الاجتماعية في الثقافة العرب ...
- صدر حديثا ؛ ديوان رنين الوطن يشدني اليه للشاعر جاسر الياس دا ...
- بعد زيارة ويتكوف.. هل تدير واشنطن أزمة الجوع أم الرواية في غ ...
- صدور العدد (26) من مجلة شرمولا الأدبية
- الفيلم السعودي -الزرفة-.. الكوميديا التي غادرت جوهرها
- لحظة الانفجار ومقتل شخص خلال حفل محمد رمضان والفنان المصري ي ...
- بعد اتهامات نائب برلماني للفنان التونسي بالتطبيع.. فتحي بن ع ...


المزيد.....

- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابراهيم محمود - عمر الشريف بارزانياً