أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مسَلم الكساسبة - جولة في التاريخ ..نحو تجديد في الفكر والخطاب (2)















المزيد.....

جولة في التاريخ ..نحو تجديد في الفكر والخطاب (2)


مسَلم الكساسبة

الحوار المتمدن-العدد: 5493 - 2017 / 4 / 16 - 10:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في محاولة لتفكيك وحلحلة لغز الفوضى العارمة التي سادت الفكر الاسلامي تاريخيا منذ نشأته ولليوم والتي كان من نتائجها هذه الفوضى في المذاهب والفرق التي وصل التباين بينها في الفكر والاجتهاد حد التصارع واستباحة الدم وإخراج كلٍ صاحبه من الملة ، وكل يكفر ويلعن الاخر ..الخ.

هنا نحاول ان نجترح بضعة مقاربات حية لمسائل من واقعنا اليوم حتى لا نغرق في قضايا تراثية من الماضي مجرد سمعنا عنها ولم نشهدها .. بل من حاضرنا ، ونتناولها لا لذاتها بل كامثلة ولتكون قادحا يحرض الفكر على الاسئلة ..

ولكي نرى هل هناك مشكلة بنيوية في الفكر ذاته بينما الامر متعلق بما اعتدنا دوما نفسه به بان ننحو باللائمة على انفسنا ونتهم فهمنا ودمنا المهراق ، وبأننا نحن من قصرنا او لم نعِ او اختلفنا وما الى هنالك من تفاسير وتعليلات ..

وحينما نقول مقاربة او محاولة فهو يعني انها تعرض المشهد او الحدث او اللقطة وتعلق عليها كيفما اتفق بما يحرض العقل ويحرشه على تفكير تفكيكي تحليلي اعمق فيما يشبه عصفا ذهنيا وتداعيا حرا ..

فالمشاهد التي نتناولها ليست مقصودة لذاتها كما اسلفنا ، بل هي في هذا السياق كلقطات من هنا وهناك لتوظف في هذه المقاربة لتفكيك وتأويل سر هذا الصداع وتلك الفوضى التى تصل احيانا حد الخرف والذهان ..

(1)خطب حسب الطلب تكشف ما بان واحتجب
-----------------------------

تحديد وتوحيد موضوع خطب الجمع - شيء جيد من اوجه عدة .. سبما في ظل جمود وتكلس وتقليدية الخطاب وعدم اقترابه من ملامسة روح العصر .. وهو جيد من نواح عدة ، لأنه سيثبت ويكشف للناس في العلن ما كان يجري اصلا في الخفاء من قبل (ليس عندنا وحسب بل على طول تاريخنا كله ) وهو ان الدين حليف الغالب .. وان الخطباء لم يكن ما يخطبوا على الناس به هو قناعاتهم وما يجب ان يقال او ما امر الله به وأراده كما صوروا للناس فامّنوا خلفهم ..

بل انهم دائما سوقوا ارادة الساسة والسلاطين وطوبوها وباركوها وشهدوا لها باعتبارها ارادة الله .

وانهم -اي الخطباء - غالبا ما يعتلون المنابر فيسوقون ارادة الغالب وكأن من اوحى لهم بها هو الله ودون ان يكشفوا ان ما اوحى لهم بها سواه ..

وهو شيء جيد وكخطوة اولى
كي يزهد الناس في الخطب والخطباء ويكتشفوا سر الامر كله منذ بدءه لليوم - ..وهو ايضا بدوره مرحلة اولى كي يزهد الخطباء انفسهم ، في الخطابة فيرتاح الناس من هذا الجلد بالكلام الذي لا طائل منه ..

اما الاهم فهو ما قلناه سابقا انه تجربة واثبات عملي ان الدين طوال تاريخه كان لله بالاسم لكنه عمليا كان للسلطان الغالب وللتمكين له وما على الناس الا السمع والطاعة .

وكل حروبنا وكل مصائبنا غلفت بغلاف ديني ، حتى حينما ارادوا الاستدارة 180 درجة شرقا لأسباب سياسية ايضا قررها "السلطان الغالب " بدوره .. طلب من الفقهاء والخطباء التبرير .فهطلت الفتاوى والخطب. والناس قالوا بعدهم امين ...وصار لنا قضية جديدة هي المذهبية وصارت اللد والرملة هي تورا بورا والفاو والمحمرة ..الخ

دائما السياسة كانت تقرر والدين كان يلتمس التبرير والمباركة ويبحث في النصوص عن غطاء وفتيا لما تم تقريره اصلا لدواع اخرى لا علاقة لها بالأمر..

(2)"جهاد " الارهاب ، والجهاد على الارهاب
----------------------------

ولكي لا يبقى الكلام عاما نعطي امثلة ..

فاليوم بدورها تقرع الطبول للحرب على الارهاب في سياق توجه الادارة الأمريكية الجديدة للحرب عليه .. فققرع معها طبول المنابر هنا ان حي على "الجهاد"

ونحن عانينا وفطرت قلوبنا من الارهاب بشتى صوره ، فمن اكثر منا حماسا لمحاربة الارهاب اي ارهاب كان ؟

ولو اننا اصلا لم نعرف كيف وجد هذا الارهاب وتخلق ومن اين .. وان ما انقضى من هذا القرن فقط عدا عن سابقه كله كان في هذا السياق ، وتتحدث عم سبعى عسر عاما اي ما يعادل اربع ادارات امريكية ,, والإرهاب والحرب عليه لا يود ان ينجلي غبارها عن شيء ؟؟ من القاعدة وحتى داعش وما بينهما ولا ندري ما تخبئ الايام من مسميات ؟؟

فلا علاقة لهذا الكلام اذا بموقفنا من الحرب على الارهاب ودعمنا لها والتي هي حربنا ، لكن بفهم مخلص وصادق لطي هذا الملف لا للمتاجرة به .. بينما نسوق الحديث هنا فقط للتمثيل والتدليل على ما ذهبنا اليه سالبقا في (1) ..

فتحديد خطبة الجمعة الاخيرة ها لتكون عن فضائل الجهاد بينما من يتذكر منكم حين الغي الجهاد في قرارات احد مؤتمرات القمة الاسلامية ايضا القيت الخطب لتسويغ وتبرير الامر .. وحينما اقيم السلام الهش ايضا حدث الشيء نفسه .. وفي الحالتين كان الغاء الجهاد واحياء الجهاد هو بطلب من السلطان الغالب ذاته ، وفي الحالتين كان الخطباء والمفتون جاهزون ؟ هو اكبر دليل ان ولي الامر وخليفة المسلمين ومن يحدد لهم الاولويات كان دوما هو الغالب حتى لو كانت هي "الادارة الامريكية " مثلا ، او بشكل عام هو السلطان الغالب ..

وذا امعنت النظر ستجد ان الجهاد ذاته هو حجة الطرفين ؛ من يمارسون الارهاب ومن يودون محاربته والقضاء عليه .. فالذي يمارس الارهاب يستند الى حجج وفتاوى يصف نفسه من خلالها "مجاهدا" عن "دين الله" ضد المفرطين والمرتدين و,,, الخ ، والذي يواجه الارهاب ايضا يستند الى حجج وفتاوى تستند الى نفس الحجة والهدف "الدفاع عن دين الله " ضد الغلاة والمتشددين.

فهم يقتتلون وشيخهم واحد ؟؟ّ تماما كما حصل في معارك الاسلام الاولى في فتنة الخلافة وما تبعها ..

وهو اكبر دليل ان الامر برمته والرأي في الارض دوما كان لمن عز وغلب فادعى انه هو من استخلفه الله .. الذي كان دوما قناعا فقط لإرادة الغالب او السلطان الغالب بشكل عام ورغباته والتي كانت دوما تصدر باسم الله وحتى يكون من يعترض عليها ليس معترضا على الحاكم بل على ارادة الله .اما نحن فقد كان لنا من الامر فقط ان نصلي ونصوم وندعو الله بالنصر اما حصتنا في الفعل فهي ان نؤمّن وراء خطباء الغالبين الذين هم من يقررون ما يريده الله منا ولنا ..

هكذا كان دوما ، السلطان الغالب يغلف ارادته ورغباته بلبوس ديني ويطوبها ويباركها بفتوى شرعية .. وهذا وان كان واضحا لكنه قد يخفى على عامة الناس دون اعمال فكر او توضيح من ذي نظر ..سقته فقط للتمثيل والتدليل على ما نذهب اليه .

وإلا فان حاجة الامة - لولا ان الامر دوما وظف في خدمة السياسية - هي أن يتحدث الخطباء عن وحدة صف الامة ، وعن معاناتها بسبب ذلك الضخ والتلبيس عليها بتسمية النزاعات البينية والصراعات الطائفية بأنها .. "جهاد " او دفاع عن الله ..الخ

املين في الوقت نفسه للحرب على الارهاب ان تكون فعلا حربا على الارهاب لا غير ، وان نرى لها ثمارا تجعلنا نؤمّن وراء الخطباء ولو اننا نعرف انهم السنة الغالبين ومسوقوا ارادتهم ورغائبهم .













#مسَلم_الكساسبة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جولة في التاريخ ..نحو تجديد في الفكر والخطاب !
- الاعلان العالمي لحقوق الانسان بين المرجو والمتحقق ؟
- في اليوم العالمي للفلسفة ، لنُحَيي أم العلوم !
- عصف ذهني ومقاربات مستمرة نحو الفهم ..؟
- ترامب ، انقلاب جذري ام تحول مرحلي..؟
- هل يكون الفكر همجيا ومتى ، وكيف ننقذ اي فكر من همجيته ؟
- على بساط البحث : قطيعتنا مع الفلسفة والفكر الحر وتداعياته في ...
- الثورة الرقمية -اليوم العالمي للإنترنت- !
- البرمجيات الخبيثة والبشر .... !
- العمل بصفته مصدرا لكل رفاه وتحضر وقيمة مضافة .....
- جماليات العلم (4) .. التهديف نحو النجوم .. ! Aesthetics OF S ...
- تميمة الأعراب للخروج من السرداب ..
- لماذا تخلفنا ؟؟
- جماليات العلم (3) كونيات , Aesthetics OF SCIENCE (3) Cosmic ...
- جماليات العلم (2) الأمواج الكهرو-مغناطيسية , Aesthetics OF S ...
- جماليات العلم (1) الاقمار الصناعية , Aesthetics OF SCIENCE ( ...
- الشعب يريد أن يعرف ماذا يريد .... (3)
- الشعب يريد أن يعرف ماذا يريد ......(2)
- الشعب يريد أن يعرف ماذا يريد ......... (1)
- من جديد ، حلقات الاعتماد المتبادل .. أطروحة الاصلاح نموذجا .


المزيد.....




- اتهام 4 إيرانيين بالتخطيط لاختراق وزارات وشركات أمريكية
- حزب الله يقصف موقعين إسرائيليين قرب عكا
- بالصلاة والخشوع والألعاب النارية.. البرازيليون في ريو يحتفلو ...
- بعد 200 يوم من الحرب.. الفلسطينيون في القطاع يرزحون تحت القص ...
- فرنسا.. مطار شارل ديغول يكشف عن نظام أمني جديد للأمتعة قبل ا ...
- السعودية تدين استمرار القوات الإسرائيلية في انتهاكات جسيمة د ...
- ضربة روسية غير مسبوقة.. تدمير قاذفة صواريخ أمريكية بأوكرانيا ...
- العاهل الأردني يستقبل أمير الكويت في عمان
- اقتحام الأقصى تزامنا مع 200 يوم من الحرب
- موقع أميركي: يجب فضح الأيديولوجيا الصهيونية وإسقاطها


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مسَلم الكساسبة - جولة في التاريخ ..نحو تجديد في الفكر والخطاب (2)