أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مسَلم الكساسبة - عصف ذهني ومقاربات مستمرة نحو الفهم ..؟















المزيد.....

عصف ذهني ومقاربات مستمرة نحو الفهم ..؟


مسَلم الكساسبة

الحوار المتمدن-العدد: 5347 - 2016 / 11 / 18 - 20:37
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يسيطر الجزء الميتافيزيقي من افكار ومكونات العقل على بقية عقل العربي سيطرة فظيعة هائلة.. وهي سيطرة تتم حراستها وإعادة انتاجها بشكل دائب مستمر في الخطب والصلوات والمواعظ والمناهج المدرسية ووسائل الاعلام والقدوات والقيادات وكل شيء حول الانسان. الى درجة يوشك ان يكون دماغ العربي مخدرا او لنقل انه سكران بشكل دائم دون تعاطي الكحول .

صلوات الاستسقاء التي تمت في الجوامع اليوم تؤشر الى ان عقل العربي لازال لا يفرق بين الظاهرة الطبيعية الفيزيائية وأسبابها المادية وبين وظيفة الله وشغله في الكون .. ويظن ان المطر يأتي من السماء من خزائن الله وبأوامر مباشرة منه فيحجبه عن قوم ويرسله لقوم .. وليس بنواميس موضوعة في هذا الكون ومتروكة لتعمل ؟!

ولو نظر العربي حوله الى بقاع اخرى من الارض لم يكن لأهلها يوما ما اي صلة بالتدين او الغيبيات ولا يوجد في ثقافتهم للأدعية مكانا البتة ، مع ذلك هم لا يعرفون هل الماء ينبع من تحت ارجلهم او يسّاقط من فوق رؤوسهم .. وأرضهم تفيض بالخصب والخيرات دون صلوات ولا أدعية .. لأدركوا ان المطر ظاهرة طبيعية فيزيائية لا علاقة لها بالكفر والإيمان او الذنوب والحسنات ..

نحن لسنا ضد ان نؤمن برب نحبه ويحبنا ونشحد منه العون لكن ضد ان يعمينا ذلك الايمان عن فهم نواميس وسنن الكون وعن الاجتهاد في التعاطي معها وتسخيرها .. فنتكئ على ذلك الايمان في كل شيء ..ونقعد عن الفهم والفعل .. وهو بالفعل ما سيبقى هكذا مادام في المنطقة الميتافيزيقية من العقل لدينا فإن كل شيء هو من الله ، وانه هو المكلف بالفهم عنا او الفهم لنا ، ونحن مكلفون فقط بالعبادة والتوسل ..!

------

آمن كما شئت بما شئت ، لكن استعد للأمر او للنصر او للامتحان او ايا كان وكأنه ليس لك رب ترجو منه شيئا ..هذا هو ملخص مصيبتنا وسر نكبتنا في معتقداتنا وإيماننا وإلهنا الذي دوما امنا واعتقدنا به وفهمناه بصورة خاطئة مضللة فكان (اي ذلك الفهم ) سببا لهزائمنا وتخلفنا وبؤس واقعنا ..

وحينما تفسر تخلفا وضعفا أو خسارة او هزيمة ما ابطريقة تجعلك تتمسك وتدنو اكثر وأكثر من اسبابها ، وتبتعد اكثر وأكثر عما كان من شأنه ان يمنعها لو اخذت به ,,عندها فلا تتوقع ان تخرج من تلك الهزيمة او التخلف او الضعف حتى تدرك اسبابه الحقيقية .

تدمير المنطقة الميتافيزيقية في عقل ودماغ العربي بالشكل الذي هي موجودة فيه هو اهم نقطة في انقاذه من تخلفه ، وإلا بقي رازحا تحت نير ذلك الجزء الميتافيزيقي من دماغه يسيطر على باقي العقل ويشل طاقاته .. ويشكل في الدماغ ما يشبه نظام التشغيل في الحواسيب يسطر على ، ويوجه كل ما تبقى من برمجيات (بالنسبة للحاسوب ) ، او افكار ومكونات وطاقات بالنسبة العقل وكما هو حاصل الآن في العقل العربي بالفعل .

ثمة قصة تروى عن جائحة استفحلت وتدحرجت ككرة الثلج فاقمتها فتوى لأحد القساوسة وتفسيره لتفشي مرض الطاعون في اوروبا القرون الوسطى ، واجتهاده بأنه -أي المرض- كان بسبب القطط والكلاب (في حين هو حقيقة كان بسبب الجرذان واليرابيع ) وبالتأكيد فذلك القس قد اتكأ في فتواه على ايات او مزامير او نصوص لديه اوّلها وأسقطها على تلك الجائحة فكان ذلك التأويل وتلك الفتوى بدورها جائحة اخرى ..

وكان ان انصرف الناس بسبب فتوى دينية عن السبب الحقيقي وانشغلوا بقتل والتخلص مما كان من شأنه ان يساعدهم على محاصرة اسباب المرض فتفشى المرض واستفحل اكثر وأكثر .

وقد ذكرني ذاك ، وهو هنا كمجرد كمثال على التفكير والتفسير النيتافبزيقي ، بتفسيرنا لهزائمنا سيما نكسة 67 بأنها كانت بسبب ابتعادنا عن الله وعن الدين ، وهو تفسير خاطئ ومضلل بدوره .. فكان بسبب ذلك ان حدثت بعد النكسة ردة للتدين وعلا شأن الجماعات الدينية وتحكمت بتوجيه المجتمعات وبالذات المناهج والكتب التي استبعدت منها الفلسفة والفنون لحساب المواد الدينية .. وحدثت ردة الى مظاهر التدين كاللباس الشرعي والتزمت ...الخ وبذلك وقعنا في خطا التأويل او التفسير ، اي تعرضنا للتضليل كمن لا يرى امامه بسبب انه في نفق او دهليز لكنه بدلا من فهم الاحجية والخروج من النفق يذهب الى انه بسبب انه لم يهتم بالنفق ولم يجهزه بمصابيح وثقوب ليدخل الضوء اليه منها دون ان يلتفت ليفكر بالحل الجذري وهو الخروج من النفق ذاته اصلا ؟ وهو يطابق تماما تفسير ذلك الراهب او القس لتفشي الطاعون في اوروبا ..والذي فاقمه بدلا من ان يرشد الناس الى صحيح مكافحته ..

اذ اننا حقيقة هزمنا عام 67 بسبب تخلفنا العلمي والتقني وتخلف مستوى تدريب وتجهيز جيوشنا وأيضا وهو المهم بسبب عقيدتنا الدينية ذاتها او فهمنا الخاطئ لها ولما توجهنا اليه .. لان العسكري رايح للحرب وهو يضمر في داخله ان النصر ليس من سلاح متطور يجب ان يقتنيه ولا من شجاعته او من استعداده وتدريبه الجيد ولا من تقنيات الاسلحة ومستواها التي يستخدمها ولا من ايمانه بحقه وعدالة قضيته بل من عند الله وأننا بالتالي (في داخله ) لا نستحق هذا النصر لأننا ربما برأيه مقصرون في جنب الله ، اي انه رايح للحرب اصلا ليخسرها مقدما ..سواء باستعدادات تقنية متدنية المستوى من سلاح وتدريب وسواه نسبة للعدو وثانيا وهو الاهم نسبة لما في ذهنه من مفهوم مغلوط للنصر ، وهو انه من قوى غيبية لا من التدريب والاستعداد والإيمان بحقه ومن السلاح الجيد المتفوق ..الخ ، وفوق هذا وذاك فهو يعتقد انه لا يستحق النصر وان الهه غاضب عليه ولا يريد ان ينصره . يعني هو مستعد للهزيمة ومهزوم قبل ان تبدأ المعركة ..

حتى ان احد الدعاة المعروفين سجد وحمد الله على الهزيمة حتى نرجع للدين ولأننا لو انتصرنا برأيه فان ذلك سيكون فتنة لنا (تصوروا الى اين يصل التفكير الديني بالعقل ) ؟

ما ذا تتوقع من عسكري ذاهب للقتال وهو يعتقد انه هو وأمته لا يستحقون النصر او يعتقد ان النصر ليس من التدريب الجيد والسلاح المتطور والعقيدة القتالية بأنه صاحب حق يدافع عنه بل بسبب الادعية والصلوات اي انه ذاهب فقط كتنفيذ للأوامر العسكرية بينما في داخله هو مهزوم بل يتمنى الهزيمة لأنه في نظر نفسه لا يستحق النصر ..وهي عقيدة قاتلة وفتاكة ؟

بينما الطرف الاخر لا وجود البنة لتلك المعتقدات لديه وهو يؤمن بسلاحه وتجهيزاته ومستوى تدريبه ولا يرجو النصر من اية قوى غيبية . وقد رأينا فعلا كيف أن الذي يؤمن ان النصر بالسلاح الجيد والتدريب الجيد هو الذي انتصر في النهاية وهو برهان عملي لا يقبل الشك إلا عند من يكابرون ويجادلون بالواقع المحسوس ..


ناهيك عن العسكري ذاته وإضافة له ، وهو انشغالنا كأمة ورديف للعسكري ، انشغالنا واعتمادنا بدورنا على الادعية والصلوات وطلب النصر من الله دون الاستعداد التقني والعلمي والتدريب الجيد والذي اذا توفر اصلا يتحقق النصر حتى بدون ادعية ، بدليل عدم حاجة الآخر لتلك الادعية وتفوقه ونثره بدونها ..

لكن رجال الدين عندنا بعد الهزيمة للأسف فرحوا بها لأنها اثبات لنظريتهم تلك من وجهة نظر فهمهم ذاك ، فسارعوا وفسروا الماء بعد الجهد بالماء وبأنها كانت بسبب ابتعادنا عن الدين وعن الله وكما يتم عادة تفسير تخلفنا برمته بنفس الطريقة ، في حين ان الدين ذاته بالطريقة التي فهمناه بها هو سبب من اهم اسباب الهزيمة حين اعتقدنا ان النصر من قوى غيبية وليس مسألة استعداد وتدريب وسلاح متطور وإيمان بحقنا ..الخ ، أي بمعنى طبيعتنا الميثولوجية الغيبية واتكاءنا على الادعية واعتقادنا ان النصر من عند الله ولو لم نعد العدة كان في الحقيقة هو سبب تلك الهزيمة ..

وهكذا بدلا من أن تصحينا الهزيمة وتاخذنا باتجاه ما يعزز قدراتنا وما يجعلنا نفهم بشكل صحيح سببها ، على العكس من ذلك اخذتنا بالاتجاه الاخر نفسه الذي عمق اسباب الهزيمة ودورها وزادها حين اعمانا عن تلك الاسباب وأخذنا اكثر باتجاه التفسير الميتافيزيقي ذاته الذي اصلا هو سبب هزيمتنا من قبل ..اي بمعنى تدوير ودحرجة اسباب الضعف والتردي .. اي اعادة استخدام اسباب الهزيمة ذاتها كمدخلات من جديد في محاولة التغلب عليها والخروج منها .. وكالقط الذي يلعق المبرد ..























#مسَلم_الكساسبة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ترامب ، انقلاب جذري ام تحول مرحلي..؟
- هل يكون الفكر همجيا ومتى ، وكيف ننقذ اي فكر من همجيته ؟
- على بساط البحث : قطيعتنا مع الفلسفة والفكر الحر وتداعياته في ...
- الثورة الرقمية -اليوم العالمي للإنترنت- !
- البرمجيات الخبيثة والبشر .... !
- العمل بصفته مصدرا لكل رفاه وتحضر وقيمة مضافة .....
- جماليات العلم (4) .. التهديف نحو النجوم .. ! Aesthetics OF S ...
- تميمة الأعراب للخروج من السرداب ..
- لماذا تخلفنا ؟؟
- جماليات العلم (3) كونيات , Aesthetics OF SCIENCE (3) Cosmic ...
- جماليات العلم (2) الأمواج الكهرو-مغناطيسية , Aesthetics OF S ...
- جماليات العلم (1) الاقمار الصناعية , Aesthetics OF SCIENCE ( ...
- الشعب يريد أن يعرف ماذا يريد .... (3)
- الشعب يريد أن يعرف ماذا يريد ......(2)
- الشعب يريد أن يعرف ماذا يريد ......... (1)
- من جديد ، حلقات الاعتماد المتبادل .. أطروحة الاصلاح نموذجا .
- ... حلقات الاعتماد المتبادل وحل العقد في العُقَل لمبلّلة !
- حذار من تجزئة المجزءِ وتفكيك المفكك ...
- ميزة العلم والتفكير العلمي - العقلية العلمية - ..!
- تحالفات غامضة هشة وحروب أكثر غموضا ..!


المزيد.....




- الأرجنتين تطالب الإنتربول بتوقيف وزير إيراني بتهمة ضلوعه بتف ...
- الأرجنتين تطلب توقيف وزير الداخلية الإيراني بتهمة ضلوعه بتفج ...
- هل أصبحت أميركا أكثر علمانية؟
- اتفرج الآن على حزورة مع الأمورة…استقبل تردد قناة طيور الجنة ...
- خلال اتصال مع نائبة بايدن.. الرئيس الإسرائيلي يشدد على معارض ...
- تونس.. وزير الشؤون الدينية يقرر إطلاق اسم -غزة- على جامع بكل ...
- “toyor al janah” استقبل الآن التردد الجديد لقناة طيور الجنة ...
- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مسَلم الكساسبة - عصف ذهني ومقاربات مستمرة نحو الفهم ..؟