أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الحسين شعبان - البحر الميت ووعد بلفور














المزيد.....

البحر الميت ووعد بلفور


عبد الحسين شعبان

الحوار المتمدن-العدد: 5483 - 2017 / 4 / 6 - 21:05
المحور: الادب والفن
    


أنهى مؤتمر القمّة العربية الـ 28 المنعقد في البحر الميت ( الأردن ) أعماله في 29 مارس (آذار) 2017 وصدر عنه "إعلان عمّان" الذي تضمّن 15 بنداً مثّلت خطوطاً عريضة لما توصّل إليه الملوك والرّؤساء والأمراء العرب الذي كان حضورهم لافتاً، علماّ بأنّ مقعد سوريا ظلّ شاغراً بسبب تجميد عضويّتها في جامعة الدول العربية العام 2011.
وشدّد الإعلان على التمسّك بـ "مبادرة السلام العربية" التي تبنّتها "قمة بيروت" العام 2002 ، كما رفض نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، وأكّد رغبة القادة العرب في وضع حلول عربية للأزمات المتفجّرة في المنطقة ودعا إلى وقف التدخّلات العسكرية فيها وتكريس جميع الإمكانات اللّازمة لهزيمة الإرهابيّين في المواجهات العسكرية والأمنية والفكرية، بتأكيده على الهويّة العربية الجامعة وقلقه من ظاهرة الإسلاموفوبيا.
وعلى الرّغم من أنّه لم يحصل ما يعكّر صفو " قمّة البحر الميت" كما شهدت قمم سابقة، فقد أنجزت جدول أعمالها بصورة تكاد تكون روتينيّة، والتأمت بوقتها المحدّد، ولعب البلد المضيف دوراً كبيراً في تهيئة الأجواء للتّوصّل إلى تفاهمات و توافقات أوليّة، لكنّ بناء جسور الثقة وترميم ما تصدّع من علاقات يحتاج إلى وقت وجهد كبيرين وإرادة سياسية وتراكم تدريجيّ قد يكون بطيئاً لأنّ الخلافات والمشكلات القائمة المعلنة والمضمرة عميقة والحساسيّات شديدة وعدم الارتياح الشخصي كبير، ما يتطلّب وضع استراتيجيّات لتجاوزها بتغليب الجوامع وتقليص الفوارق وتطوير القدرات التكاملية وتنميتها في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتربوية والقانونية والبيئية والصحية وكلّ ما له صلة بمواطني البلدان العربية بتسهيل انتقالهم وحركتهم وعملهم، وذلك يمثّل جوهر العمل العربي المشترك وطموح الأمّة المستقبلي.
يضاف إلى ذلك أنّ ميثاق "الجامعة" نفسه مضى عليه 72 عاماً، ولم يجرِ تغييره أو إعادة النّظر فيه بما ينسجم مع التطوّرات الدولية وقواعد القانون الدولي المعاصر، ولا يزال نظام التصويت الذي يتطلّب الإجماع معطٍّلاً وهو بحاجة لإعادة نظر بين ما هو جوهري وما هو إجرائي وكذلك أجهزة الجامعة واختصاصاتها، حيث كانت قد تأسّست في 22 مارس (آذار) العام 1945 ولم يرتقِ ميثاقها إلى مصاف ميثاق الأمم المتّحدة التي تأسّست بعدها ببضعة أشهر.
وكان يُنتظر من القمة أن تتوجّه بخطاب إلى الحكومة البريطانية بمناسبة الذكرى المئوية لصدور وعد بلفور تطالبها بالاعتذار لما لحق بالشّعب العربي الفلسطيني من مأساة بسببه، وهو ما كانت نخبة من المثقّفين العرب قد ناشدت "القمّة" بذلك .
إنّ مطالبة الحكومة البريطانية التي هي المسؤولة عن إصدار وعد بلفور في 2 نوفمبر (تشرين الثاني) 1917 بالاعتذار للشّعب العربي الفلسطيني بسبب المعاناة التي لحقت به طيلة قرن من الزّمان ولا تزال مستمرة إلى الآن، باتت مسألة مناسبة وضروريّة وحان وقتها في ظلّ التطورات الدولية الراهنة. ويستوجب الأمر دعوتها لتحمّل مسؤوليّاتها إزاءه، لتمكينه من تقرير مصيره بنفسه وإقامة دولته الوطنية المستقلّة القابلة للحياة مع ضمان حقّ عودة اللّاجئين وتعويضهم .
ولعلّ ذلك يستدعي استذكار ما قامت به "إسرائيل" منذ تأسيسها خارج ما يسمّى بـ "الشرعية الدولية" وبالضدّ من قواعد القانون الدّولي والقانون الإنساني الدّولي وبشكل خاص تجاوزاً للقرار 181 ( العام 1947 )الذي تأسّست وفقاً له باحتلالها كامل فلسطين لاحقاً وأراضٍ عربية أخرى وعدوانها المتكرّر على الأمّة العربية، والقرار 194 ( العام 1948 ) المتعلّق بحقّ العودة، والقرار 242 ( العام 1967 ) والقرار 338 ( العام 1973 ) المتعلّقان بالانسحاب الإسرائيلي من الأراضي العربية المحتلّة ( العام 1967 ) .
إنّ خيار مطالبة بريطانيا بالاعتذار هو سابقة لجأت إليها شعوب ودول، وقامت على أساسها حكومات عديدة بتقديم اعتذارات، سواء بسبب استعمارها لشعوب و دول أو بسبب التعامل اللّا إنساني مع سكّان البلاد الأصليّين، والمسألة لا تتعلّق بالتاريخ أو الماضي فحسب، بل هي مسألة راهنية ومستقبلية، لأنّها تتعلّق بحقوق شعب فلسطين، ولا سيّما وإنّ الممارسات "الإسرائيلية" ذات الطبيعة العنصرية مستمرّة وهو ما دعا منظمة اليونسكو إلى إصدار قرار بشأن الأصول العربية لعدد من المناطق الأثرية في فلسطين وخاصة في القدس الشّريف وذلك لدحض المزاعم الصهيونية ، و قرار مجلس الأمن الدولي بخصوص عدم شرعية الاستيطان الإسرائيلي، وهما قراران تاريخيّان اتّخذا خلال شهري أكتوبر ( تشرين الأوّل ) وديسمبر ( كانون الأوّل ) من العام الماضي 2016 .
إنّ مطالبة بريطانيا بالاعتذار، يمكن أن يحرّك الساحة الدبلوماسيّة الدوليّة لصالح الحقوق الفلسطينيّة والعربية، وهو بلا أدنى شك جزء من المعركة القانونية الدولية التي لم تأخذ الاهتمام الكافي، وخطوة مثل تلك يمكن أن تجتمع عليها البلدان العربية في إطار تحرّك مشترك وفي الوقت نفسه فهي ترويج للمبادرة العربية وللرغبة في إقامة سلام دائم وعادل، ولا سيّما بتحميل المجتمع الدولي وقواه المتنفّذة مسؤوليّته على هذا الصعيد.



#عبد_الحسين_شعبان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أثمّة مشروع ثقافي عربي؟
- الحقوقي بعين الصحافي: شبيب المالكي وشرعية الإنجاز
- الذاكرة ولحظة الحقيقة
- وماذا عن الشتات العراقي..؟
- العقد العراقية المعتقة
- ترامب وحكم القانون
- آرا خاجادور: وطني نقرة السلمان وهويتي عراقية والهوى أممي
- صفاء الحافظ وصباح الدرّة: 37 عاماً على الاختفاء القسري
- قضم الضفة العربية: ماذا يعني؟
- ترامب وما بعد العولمة
- المثقف وظاهرة الاغتيال السياسي
- في نقيض التطرف
- عن أشكال العبودية الجديدة
- من وحي مؤتمر فكر - 15: -بصرة الإمارات-
- عن حكم القانون
- سؤال وستفاليا العربي: الخرائط الجديدة ما بعد داعش
- في نستولوجيا المثقف اليساري
- حوار الأمم الأربع
- ميانمار: أية تجربة تنتظرها؟
- كلمة د. عبد الحسين شعبان في ندوة حوار مثقفي الأمم الأربعة


المزيد.....




- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الحسين شعبان - البحر الميت ووعد بلفور