أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - أماني أريس - أين تلك المضحية في الظلّ من قوائم العظماء !؟














المزيد.....

أين تلك المضحية في الظلّ من قوائم العظماء !؟


أماني أريس

الحوار المتمدن-العدد: 5482 - 2017 / 4 / 5 - 01:59
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


يقولون أن "المرأة هي نصف المجتمع، وهي التي تربي النصف الآخر" هذه المقولة التي يرددها البعض مناسباتيا، أو كلما احتدم النقاش حول تخصص المرأة وضرورة تسييج حيّز نشاطها بين جدران بيتها الأربع، نجده مجرد كلام إنشائي يقذف به إلى هوامش الصفحات عندما يستحضر تاريخ الشخصيات الرجالية العظيمة في كل المجالات.

فتسجل أسماءهم في ذاكرة التاريخ، وتُجرد الإحصائيات لأشهر المخترعين والفلاسفة والأدباء والعلماء، ويتم تجاهل اسم ذلك النصف الذي أنجب وربّى وسند وضحى وظل يؤمن أن أجّل الوظائف، وأعظم النجاحات هي صناعة هؤلاء العظماء والأبطال. وخدمتهم والفناء من أجل إرضائهم، وإشباع كل رغباتهم العاطفية والجسدية، ليكونوا على استعداد تام لأداء أدوارهم وتحقيق نجاحهم في الحيز الواسع الرحب الممتد بلا قيود.

والمؤسف أن الكثيرين - منهم علماء دين ومثقفون- في هوة القول الساذج بأن الطبيعة كانت متحيزة إلى الذّكر في منحها امتياز التفوق العقلي والذكاء والفطنة والقوة على حساب الأنثى، وأن هذه الأفضلية مشيئة الله وحكمه وحكمته التي لا ينبغي لمخلوقه الضعيف (المرأة) أن تعترض عليها أو تجادل فيها، كما لا يمكنها أن تشكّك في أمرها لأن إحصائيات الواقع عبر التاريخ تثبت ذلك!

إن من يؤمن فعلا بأسطورة النقص الطبيعي الذي حُكِم على المرأة أن تتجرّع على مرّ قرون من الزمن مرارة التذكير به من طرف شقيقها الرجل، هو في الحقيقة متناقض مع ذاته، وفيه من اللؤم ما يجعله يتناسى أن المرأة ما كان اسمها ليتضاءل في لوائح الاختراع والإبداع والبطولات؛ لولا امتثالها عن قناعة أو عن وراثة لأمر التخصص الوظيفي. فكم من واحدة حرمت من الدراسة، وكم من أخرى نجحت في دراستها بتفوق ولم تسمح لها ظروف البعد والجغرافيا من الانتقال لمدينة بعيدة، أو لبلد آخر من أجل إكمال دراستها في مجال الطب أو الهندسة أو الفيزياء أو الطيران .. طبعا لكونها أنثى، ولا ذنب لها سوى أن المجتمع غلّب تأثير جسدها، عن تأثير عقلها، وأبى أن ينظر إليها إلا بنظرة تشييئية، جعلت جسدها قضية عامة ومحورا إيديولوجيا، وشرف العائلة والقبيلة، والتركيز عليه أكثر من كونها إنسانا مكلّفا كامل الأهلية.

ولعل من يصرون على أطروحة "عيب المرأة الطبيعي" ومحاولة التغطية عن هذه الخدعة المسوقة عبر العصور بالقول أن عظمتها في ضعفها وعاطفتها لا في كمال عقلها، يتناسون أن المرأة كسرت بسلاسة وعفوية تلك القيود، وظلت الشريك الأساسي للرجل في التنمية الحضارية بفكرها وساعديها، ونحتت مكانها في مجال الإنتاج، وحضرت بقوة في الحكم وفي الحقول والأوراش الحرفية، والأسواق وميادين التبادل التجاري والمالي. وكانت صاحبة العديد من الاختراعات والانتصارات والتحولات التاريخية الكبرى.

ومن يستطيع تجاهل صورة جداتنا وهنّ يعملن في حقول الزيتون، أو القمح، أو يرعين الأغنام، أو حاملات للسلاح في الجبال والأحراش فداء للوطن سوى "مكابر". نعم لقد عملت جدّاتنا في كل هذه الميادين، ولم تنطفئ قناديل بيوتهن يوما، لذلك أومن أنّ أي محاولة لتقزيم دور المرأة، وحصره بين الجدران الأربعة هو خرق لسُنّة الحياة.

وكم من واحدة في الظلّ، كانت السّند الخلفي للرجل الناجح، وتركت آثارا جليّة على حياة كثير من النابغين، فـ "توماس إديسون " الذي اتهم بالغباء والعبث، وطرد من المدرسة، وجد مدرسة آمنت به وشجعته بكل ما استطاعت على مواصلة درب العلم، وتنمية ميوله في الاختراع، و كم كان كريما حينما كان يقول في كل مناسبة: "أمي صنعتني ! "



#أماني_أريس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة الى متزوج أحمق في زمن الفايس بوك
- الفزازيع والستوكهولميات
- ثورة المرأة لتحرير الرجل
- نحن أهل الحبّ وحملة لوائه
- خيال الزيف
- قيم اعتباطية !
- ولن تنكّلي بعد اليوم بوريقات البقدونس!
- المغاوير وحروب التنانير
- عيد بأية حال عدت يا عيد
- من أنت لأخوض معركة التنازلات لأجلك ؟ !
- شعب إذا عمَّت خَفَّت
- أنثى من ورق
- خلّدها بيكاسو في لوحة فنية وانتفض لأجلها كنيدي وماوتسي تونغ
- عندما يصبح التدين الملاذ الأخير من العنوسة


المزيد.....




- ليدا راشد.. ضحية العنف الطبي في لبنان
- دراسة: النساء استهلكن كميات أكبر من الكحول مقارنة بالرجال خل ...
- -المدرسة تلبي أوهام صبي يتظاهر بأنه فتاة-.. غضب بعد فوز عداء ...
- لبنان.. العثور على جثّة امرأة مقطّعة في المية ومية
- ما هي العوائق التي تواجه النساء في إجراء تصوير الثدي بالأشعة ...
- توصية بتشريع الإجهاض في ألمانيا.. بين الترحيب والمعارضة
- السعودية.. القبض على رجل وامرأة ظهرا بطريقة -تحمل إيحاءات جن ...
- -ملكة جمال الذكاء الاصطناعي-.. الإعلان عن مسابقة هي الأولى م ...
- ازاي احمي المراهق/ة من التنمر؟
- كيفية التسجيل في منحة المرأة الماكثة في البيت 2024 والشروط ا ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - أماني أريس - أين تلك المضحية في الظلّ من قوائم العظماء !؟