أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - أماني أريس - قيم اعتباطية !














المزيد.....

قيم اعتباطية !


أماني أريس

الحوار المتمدن-العدد: 4978 - 2015 / 11 / 7 - 15:53
المحور: المجتمع المدني
    


حينما نعرّف الأخلاق في مجتمع ما؛ فإننا نعني بها ذلك الحيّز الواسع التي تنضوي تحت لوائه جميع القيم والمبادئ؛ التي تترتب عنها تصنيفات الناس من حيث الصلاح والفساد، غير أنّ مفهوم هذه الأخلاق لا يخضع دائما لمنظار أحادي، فقد تجد هناك فروقات في تعريف هذه الأخلاق ووضعها في سلّمها الإستحقاقي وغالبا ما تعتبر هذه الفروقات نشازا مستهجنا عن التوجه العام.

ولأن مجتمعنا يعيش وفق نظام جماعي لا يعنى بغربلة الموروث الثقافي، ويستهلكه كمقدّس لا يمكن أن يأتيه الباطل متناسيا كل العوارض والتحولات السلسة التي تؤثر فيه فتجعله مسخا، فإن الشرخ في النسيج الإجتماعي في تفاقم مستمر، والتناقضات بين التنظير والممارسة أصبحت السّمة البارزة في حياة الناس.

فقد باتت مفاهيم العيب والخطأ والذنب اِعتباطية في الكثير من الأحيان، وبعضها يتم التعامل معها بازدواجية واِنتقائية تعلّيها في موضع، وتتجاهلها في آخر، حيث تجد الناس تعطي اهتماما للأخلاق المظهرية التي تمنح الفرد صكّ الغفران العام، بينما تهمل أخلاق الجوهر التي تشمل الإخلاص لله في جميع الأفعال، فتتولد ظاهرة التنمّط على المعصية، واِرتكاب أخطاء ذات تأثير سلبي كبير على الحياة الإجتماعية لكنّها تسقط من قائمة الممنوعات بحكم التقادم وتستباح بشكل عفوي قلّما يتم استنكاره، فيما تجد أخطاء أخرى أقل سلبية من سابقتها، لكنها تدرج في خانة العظائم التي تثير الضجة الجماعية، وتُؤخذ كمعايير لوصم من وقع فيها، والنّظر إليه بعين الصّغار، ولا تشفع له جميع فضائله الأخرى.

إذ لم يعد من العجب رؤية الظلم، والفتنة، وتلويث المحيط، وتخريب الممتلكات العامة، والغشّ، فقد أصبحت ممارسات نمطية تكتسح جميع مناحي الحياة، فلا تكاد تجد لها حنجرة ناهرة ولا يدا مسيطرة. وحتى الحياء الذي يتعفف به الإنسان عن السقطات، وتعرض للتشويه فأصبح الكثير يستحون بما لا حياء فيه، فيما تجدهم يجاهرون بما هو أحق أن يستحى به.

وهنا اِستحضر حادثة حصلت قبل أيام قليلة أودت بحياة عروس في مقتبل العمر قبل وصولها إلى بيت زوجها، حيث اِستحت هذه الأخيرة من طلب الذهاب لقضاء حاجتها، وهي بفستانها الأبيض وكامل زينتها، في موكب انطلق من العاصمة متّجها نحو إحدى مدن الشّرق، فانفجرت مثانتها وتسمم بدنها، وفارقت الحياة بسبب امتثالها لبروتوكولات تملي عليها أن تمثل دور الملاك المنزه عن كل ما يجرح الذّوق العام، حتى الحاجة البيولوجية!



#أماني_أريس (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ولن تنكّلي بعد اليوم بوريقات البقدونس!
- المغاوير وحروب التنانير
- عيد بأية حال عدت يا عيد
- من أنت لأخوض معركة التنازلات لأجلك ؟ !
- شعب إذا عمَّت خَفَّت
- أنثى من ورق
- خلّدها بيكاسو في لوحة فنية وانتفض لأجلها كنيدي وماوتسي تونغ
- عندما يصبح التدين الملاذ الأخير من العنوسة


المزيد.....




- استدرجهم ثم خنقهم وقطّعهم.. إعدام قاتل متسلسل في اليابان تصي ...
- البيت الأبيض يوصي بإنهاء تمويل تحقيقات جرائم الحرب
- الأونروا تطالب برفع حصار غزة وآلاف الأطفال يواجهون سوء التغذ ...
- مجزرة جديدة في غزة.. الاحتلال يقتل 19 فلسطينيا في قصف استهدف ...
- اتفاقيات أميركية مع غواتيمالا وهندوراس لترحيل طالبي اللجوء
- إعدام قاتل متسلسل في اليابان تصيّد ضحاياه عبر -تويتر-
- اتفاق دولي على زيادة ميزانية المناخ للأمم المتحدة بنسبة 10% ...
- شهداء ومصابون في استهداف النازحين في قطاع غزة
- معوّقات عدة أمام عودة اللاجئين السوريين من تركيا
- السعودية تعلن إعدام ثالث مصري في تبوك خلال يومين وتكشف تفاصي ...


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - أماني أريس - قيم اعتباطية !