شعب إذا عمَّت خَفَّت

أماني أريس

الحوار المتمدن-العدد: 4633 - 2014 / 11 / 14 - 08:44
المحور: المجتمع المدني
    

عبارة تُستَحْضَر حال حلول المصائب أو المشاكل الجماعية أبعدها الله عنا وعنكم دون محاولة الوقوف عند خطورة معناها وفساد مغزاها، المتأمل لهذه العبارة يجدها تحمل مدلولا يقودنا الى اسقاطها على الكثير من الأمثلة الواقعية؛ حيث نجدها تتجسد بصورة محسوسة أو ملموسة، وكتفسير أكاديمي يمكن وصفها بحالة الرضى التي تنتاب الكثير من الاشخاص حال شمولية مشكلة ما عكس لو كانت قد حلت به وحده، وهنا تسقط قيمة من بين القيم الاخلاقية الكثيرة المفقودة لدى افراد المجتمع، كما تبرز بشكل واضح علة ذهنية أخرى وهي قصر النظر ومصلحة الذات ولو على حساب أمة برمتها فالمصيبة اذا عمت تعني أن الأوضاع في الحضيض في الكثير من الأمثلة، والامر لا يتعلق بمثال يضربه التلاميذ حال حصول الجميع على علامات سيئة وان كانت شعورا ملازما واقعيا بالغبطة حال عموم المصيبة لكن الأمر يتعداها الى أمور أخطر ومثالي بالتحديد لن يحيد عن القيمة الأخلاقية التي أراها جوهرية جدا في المجتمع وهي التقيد بعدم الازدواجية ، فهذه القيمة تفقد بسبب تكريس الافكار الهشة تلك التي تحمل الكثير من اللغط حول المثاليات التي يزعم انها مستمدة من دين عرفناه ثابت في أصوله مرن في فروعه لكن التقديس البشري لها لمختلف الأسباب البشرية الذاتية مع مرور الوقت |أصبحت تقولب وتسوق على أساس أنها ثوابت لا تقبل الجدل حتى لو كانت تقفز على الواقع وتحلق في الخيال وتنسحب من الراهن لتعيش الماضي فتحدث شرخ في العقول والقلوب وتنشر الازدواجيات ان من يقتات فكريا وجسديا على هذه الاساليب سواء عن قناعة فعلية او عن قناعة متوهمة بسبب طغيان حب الذات وبالتالي المصلحة الفردية هو أخطر فيروس فكري تبتلى به أمة من الأمم لان الفكر الهش الذي يروج له حال اصطدامه بالواقع المرير لا مناص له من سلوك سبيل أعرج آخر يناقض نفس المبادئ التي يتغنى بها بطريقة سلسة أقرب الى التحايل منها الى العفوية، كم عدد الاشخاص الذين سيحملون أكفهم الى السماء ويبيتون لربهم سجدا وقياما، من أجل تحقيق المعجزات التي تنقذهم من براثن الواقع المر المفروض عليهم وكم عدد الاشخاص الذين ستستجاب دعوتهم علها تعمم وتربح تجارتكم! فكافكم استنادا الى نظرية اذا عمت خفت من أجل تعميم النفاق والانسحابية والقفز على الواقع فقطاره يسير قاطعا عباب الأوهام .

#أماني_أريس (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل