أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - أماني أريس - نحن أهل الحبّ وحملة لوائه














المزيد.....

نحن أهل الحبّ وحملة لوائه


أماني أريس

الحوار المتمدن-العدد: 5074 - 2016 / 2 / 14 - 02:15
المحور: المجتمع المدني
    


لا يختلف عاقلان عن حجم التمزّق والتناقض الذي يعيشه الكثير من أفراد مجتمعنا اليوم، مرجفين مزاجيا، متأرجحين سلوكيا، يقفزون بالقيم عن واقعها فيصورون أنفسهم أبطالا مثاليين أكبر من حجم الحياة، بينما يرصدها الناظر في سلوكياتهم تتهاوى تباعا، وهذه النتائج في الحقيقة ما هي سوى تحصيل حاصل في مجتمع ضاعت منه بوصلته، وغدا أبعد ما يكون عن هويته التي ينافح عنها.
في الوقت الذي اِزدانت فيه واجهات المحلات بالدّباديب والقلوب والورود الحمراء، وضبط الكثير من المحبّون - صدقا أو زيفا- ساعاتهم على يوم " السان فالنتين " كلحت وجوه البعض وراحوا يخوضون حروبا واقعية وافتراضية، يرغون ويزبدون فيها حول أمر هذه المناسبة، ويفتون فيما هو مستهجن لدى الخاص والعام بالفطرة، قبل أن يكون بالتفقّه والإطلاع.
ليس غريبا أن يُربط الحبّ لدى بعضهم، بكل معاني الاستلاب الفكري والإسفاف والرذيلة، فالنصف الفارغ من الكأس هو قضية من لا قضية له، وشوك الورود هو حجّة النفوس النّاقمة على الجمال، وبعضهم لا يجدون ذواتهم سوى في التهجم والتضييق والمزايدات على غيرهم في التدين والأخلاق، متناسين أن دين الإسلام هو بالأساس دين المحبة، وأن العديد من أسماء الله الحسنى تحمل معاني الحب والمودة والرحمة.
نعم نحن المسلمون أهل الحبّ ونحن حملة لوائه، وحقّ لنا قبل غيرنا أن نوطّن هذا الشعور النبيل في مجتمعاتنا، ونجعل له مناسبات خاصة للتعبير عنه مطلقا، وليس فقط حصرا له بين الرجل والمرأة، وإن كان هذا الأخير من أعظم ما تعلّمه الغرب عن العرب، في شكله العذري النقي، فقد تأثر المستشرقون تأثرا كبيرا بطريقة الحبّ العفيف بين الرجل والمرأة، وأعجبوا أيما إعجاب بذلك الوِجد المنساب قصائدا خالدة، فانتثر عبق الزّجل والموشحات الغزلية في كل ربوع أوروبا.
إن كان هناك ما يعيب عن الحبّ في عصر الإشتراكية المعنوية هذا؛ هو تأميم " اِسمه " في أمّة تمر بأحلك ظروفها، حيث كثر الفاست لوفيون المقلّدون المزيّفون الذين لا يعرفون لحبّ ذواتهم سبيلا، فكيف يصدقون في حبّ غيرهم ؟ فهؤلاء الذين شابوا شعور الحبّ النبيل بنزواتهم وشهواتهم ومصالحهم، هم من خمس كفّ التحالف مع المتزمتين المتدعوشين ليطمسوا الحبّ النبيل من خلال تجاهل كل نماذجه السامية والتركيز على رهن اِسمه بكل قبح وفاحشة.
فما أكثر من يحاضرون اليوم في هوية المناسبة، ويحذّرون الشباب من مغبة الوقوع في الحبّ، بدل محاولة نفض الغبار عن معناه كنزعة فطرية روحية عذبة، تصقل الطباع، وتهذب النفوس، فهو كما وصفه الإمام ابن حزم الأندلسي في كتابه الشهير طوق الحمامة؛ ليس بمنكر في الديانة ولا بمحظور في الشريعة؛ إذ القلوب بيد الله عز وجل. وقد أحب من الخلفاء المهديون والأئمة الراشدون وكثير من الصالحين والفقهاء في الدهور الماضية، والأزمان القديمة.
وقلّما نجد من يستغل المناسبات ليجلّيه قصصا هادفة تكرس لمبادئ الإنسانية والوفاء والرجولة والمسؤولية، ويعود إلى عمق تراثنا الشعبي ليروي للأجيال عن قصة حب ذياب والجازية، ومحمد بن قيطون وحيزية، ومهنى ورابحة، إضافة إلى ما يعرفونه عن قصة قيس وليلى وعنتر وعبلة ليعلمهم كيف كان معنى الحبّ لدى أجدادنا.
وإنه لمن المؤسف أن نجد في مجتمع يدين بدين السلام والمحبة من يسعى إلى القضاء على الحبّ من خلال التركيز فقط على معناه لدى المتطفلين عليه والمتجارين باسمه، حتى غدت حياتنا جافة جافية، يستحي فيها الزوج من مغازلة زوجته، والإبن من تقبيل والدته، والأخ من ملاطفة أخته.
الحبّ هو ثروة كل إنسان لم تنتكس فطرته، وميراث كل حكيم ساس الحياة وفرز شطورها، وعرف أن السعادة الحقيقية لا تكون إلا بالمحبة والتسامح والخير، وقد كتب ستيف جوبز ملك شركة آبل آخر خواطره وهو على فراش الموت يقول فيها :" نحن كائنات يمكن أن تشعر بالحب، الحب كامن في قلب كل واحد منا، و مصيرنا يجب أن لا يكون فقط الجري وراء الأوهام التي تبنيها الشهرة أو المال الذي أفنيت من أجلهما حياتي، ولا يمكنني أن آخذهما معي الآن ، لا يمكنني أن آخذ معي إلا الذكريات التي تَعَزَّزَتْ بالحب... اِجمع كنزك من حب عائلتك، من حب زوجتكَ أو زوجكِ، من حب أصدقائك.. أعتني بنفسك جيدا و اهتم بأقربائك."



#أماني_أريس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خيال الزيف
- قيم اعتباطية !
- ولن تنكّلي بعد اليوم بوريقات البقدونس!
- المغاوير وحروب التنانير
- عيد بأية حال عدت يا عيد
- من أنت لأخوض معركة التنازلات لأجلك ؟ !
- شعب إذا عمَّت خَفَّت
- أنثى من ورق
- خلّدها بيكاسو في لوحة فنية وانتفض لأجلها كنيدي وماوتسي تونغ
- عندما يصبح التدين الملاذ الأخير من العنوسة


المزيد.....




- مسؤول في برنامج الأغذية: شمال غزة يتجه نحو المجاعة
- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - أماني أريس - نحن أهل الحبّ وحملة لوائه