أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم الموسوي - الانسان موقف: استقالة ريما خلف مثالا















المزيد.....

الانسان موقف: استقالة ريما خلف مثالا


كاظم الموسوي

الحوار المتمدن-العدد: 5481 - 2017 / 4 / 4 - 15:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مهما كانت الظروف المحيطة، ومهما كانت الاراء حول ما حصل، تبقى قضية الاعلان والموضوع مهمة ولها عنوانها في الاهتمام السياسي والقانوني والاخلاقي. فكيف اذا تعلقت الامور بقضية فلسطين وحقوق الشعب الفلسطيني ومسؤول أممي عربي ودولي؟. في كل الحالات الاعلان عن نشر تقرير لمنظمة فرعية للامم المتحدة يدين سياسة الكيان الصهيوني ويصفها بما هي عليه، واستقالة الأمين التنفيذي للجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا التابعة للأمم المتحدة (إسكوا) من منصبها بسببه، وحوله، مسألة لها وقعها وتداعياتها.. والتقرير بما حمل من دلالات وقراءة قانونية مثبتة، لا تحتفل المنظمة الدولية به.. يتحول بما تضمنه وبما حملته الاستقالة الى كشف لما خفي ولكنه معلن، بشكل أو آخر لمن يتابع ويقرأ ما تحت السطور.. والى تعرية ما أستتر عليه وهو معروف ايضا لكل بصير وله بصر بشري طبيعي ودون نظارات سوداء. فقد علم العالم الان سياسة الامم المتحدة باكثر من الوضوح في الامر، وانتهازية مسؤوليها وازدواجية المعايير السائدة في قراراتها وتقاريرها وممارساتها وانتهاكاتها هي بذاتها لميثاقها والقانون الدولي والإنساني.
يظل ما قالته الدكتورة ريما خلف في رسالة استقالتها موقفها اولا وقرارها ثانيا، وهذا يحسب لها كانسان، وتقديم صورة الاعمال التي تقوم بها منظمة الأمم المتحدة ثالثا،ورابعا فضح مسارات التعويل القائم بين المنظمة الدولية والقضية الفلسطينية، لمن لم يعرف بعد، وهذا ما يتطلب الإنتباه له والاعتبار منه. وجاء في نص الاستقالة التي أعلنتها في مؤتمر صحفي في بيروت، تاكيد منها إلى اضطرارها وانغلاق السبل أمامها للإستمرار في عملها في المنظمة وهي ترد على طلب سحب التقرير من قبل الامين العام للمنظمة وغضب المندوبة الامريكية والناطقين باسم الادارة الامريكية والتابعين لها، "في هذه الأيام الصعبة والتي لا تترك خيارات كثيرة”.
كما وضحت الرسالة تعرض الأمم المتحدة، وامينها العام، الى ضغوط وتهديدات من دول من ذوات السطوة والنفوذ، بسبب إصدار تقرير الإسكوا، الذي حمل عنوان (الممارسات الإسرائيلية تجاه الشعب الفلسطيني ومسألة الأبارتايد). ولجوء هذه الدول، "التي تديرها اليوم حكومات قليلة الاكتراث بالقيم الدولية وحقوق الإنسان، إلى أساليب التخويف والتهديد حين تعجز عن الدفاع عن سياساتها وممارساتها المنتهكة للقانون. وبديهي أن يهاجم المجرم من يدافعون عن قضايا ضحاياه".
واكدت ريما خلف ايمانها بالقيم والمبادئ الإنسانية السامية التي طالما شكلت قوى الخير في التاريخ، والتي اسست عليها، الأمم المتحدة. "وان التمييز ضد أي إنسان على أساس الدين أو لون البشرة أو الجنس أو العرق أمر غير مقبول، ولا يمكن أن يصبح مقبولا بفعل الحسابات السياسية أو سلطان القوة. وأؤمن أن قول كلمة الحق في وجه جائر متسلط، ليس حقا للناس فحسب، بل هو واجب عليهم”.
وأردفت: “إن الأدلة التي يقدمها التقرير قاطعة، وتكفيني هنا الإشارة إلى أن أيا ممن هاجموا التقرير لم يمسوا محتواه بكلمة واحدة. وإني أرى واجبي أن أسلط الضوء على الحقيقة لا أن أتستر عليها وأكتم الشهادة والدليل. والحقيقة المؤلمة هي أن نظام فصل عنصري، أبارتايد، ما زال قائما في القرن الحادي والعشرين، وهذا أمر لا يمكن قبوله في أي قانون، ولا أن يبرر أخلاقيا بأي شكل من الأشكال. وإنني في قولي هذا لا أدعي لنفسي أخلاقا أسمى من أخلاقك أو نظرا أثقب من نظرك، غاية الأمر أن موقفي هذا قد يكون نتيجة لعمر كامل قضيته هنا، في هذه المنطقة، شاهدة على العواقب الوخيمة لكبت الناس ومنعهم من التعبير عن مظالمهم بالوسائل السلمية”.
وختمت: “فإن هذه العقدة لا تحل إلا بأن أتنحى جانبا وأترك لغيري أن يقوم بما يمنعني ضميري من القيام به. وإنني أدرك أنه لم يبق لي في الخدمة غير أسبوعين، لذلك فاستقالتي هذه لا تهدف إلى الضغط السياسي عليك. إنما أستقيل، ببساطة، لأنني أرى أن واجبي تجاه الشعوب التي نعمل لها، وتجاه الأمم المتحدة، وتجاه نفسي، ألا أكتم شهادة حق عن جريمة ماثلة تسبب كل هذه المعاناة لكل هذه الأعداد من البشر. وبناء عليه، أقدم إليك استقالتي من الأمم المتحدة”.
يتألف التقرير من 74 صفحة، وملحقين اختصر فيها معاناة شعب وتاريخ ظلم، ولعله اول تقرير علمي مبني على تعريف القانون الدولي لجريمة التمييز العنصري، الابارتايد. اعتمد على التوثيق للممارسات الاسرائيلية ضد كل الشعب الفلسطيني، سواء في الأراضي المحتلة، او في خارجها. واستدل بالممارسات العملية، الاداة والستراتيجية التي اعتمدها الكيان الصهيوني لسيطرة الفئة العرقية اليهودية على الشعب الفلسطيني. وخلص الى ان كل الادلة تشير الى ان "اسرائيل انشأت نظام فصل عنصريا في فلسطين". ومعلوم أن الفصل العنصري هو من أخطر الجرائم ضد الانسانية في القانون الدولي، وثمة معاهدة خاصة لمكافحة جريمتي الفصل العنصري والابادة الجماعية". وطبيعي استند التقرير إلى مضامين ومبادئ القانون الدولي لحقوق الإنسان ذاتها التي ترفض معاداة السامية وغيرها من إيديولوجيات التمييز العنصري، بما في ذلك: ميثاق الأمم المتحدة (1945) والإعلان العالمي لحقوق الإنسان (1948)، والاتفاقية الدولية للقضاء على التمييز العنصري بكافة أشكاله (1965). واعتمد التقرير في المقام الأول على تعريف الأبارتايد في المادة 2 من الاتفاقية الدولية بشأن قمع جريمة الفصل العنصري ومعاقبة مرتكبيها (1973).
مصطلح الأبارتايد ارتبط في الأصل بحالة جنوب أفريقيا، سياسات وممارسات العزل والتمييز العنصريين، إلا أنه أصبح يُطلق على نوع من أنواع الجرائم ضد الإنسانية بموجب القانون الدولي العرفي ونظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية. وهو ما انطلق منه التقرير ومن الإجماع على أن لا استثناء في حظر الأبارتايد وأن انهيار نظام الأبارتايد في جنوب أفريقيا وجنوب غرب أفريقيا (ناميبيا) لم يبطل ذلك. وما يقع اليوم في فلسطين يتوجب انهاؤه.
قرار سحب تقرير دولي يصف هذا التمييز العنصري الصارخ يبين صراحة ويضيف فضيحة قانونية وأخلاقية اخرى جديدة، تدين الامم المتحدة وكل من طالبها بسحبه، ولم يعرف الامر علنا هكذا لولا استقالة ريما خلف، التي حددت بها موقفا إنسانيا ومثالا اضافيا للتاريخ.



#كاظم_الموسوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انقرة- برلين: ما الحكاية ؟!
- قراءة في كتابين: كيف تشرح التقارير الامنية الخاصة التطورات ا ...
- عن هيكل بعد عام من رحيله
- العراق: احتجاجات الشوارع والانتصارات المؤجلة..
- ماذا يفعل ترامب في المملكة المتحدة؟
- قرارات تعبر عن دلالاتها..
- الخطيئة الامريكية، هل يكفي الاعتراف؟!
- مرة اخرى حصيلة عام من شهداء البحث عن الحقيقة
- حصيلة عام من شهداء البحث عن الحقيقة
- تناقضات تركية ومزاعم امبراطورية
- اخبار حزينة من بغداد
- ماذا تعني صور المجازر..؟
- ازمة البرلمان العراقي
- الشعب اليمني والثمن الباهظ
- رسالة عتاب وتعقيبات ودية
- ماذا يجري في البحرين وأين منظِّرو «النظام يقصف شعبه»؟!
- عزيز نيسين والإضراب الكبير
- ستون مليون زهرة
- البديل الغائب فلسطينيا
- تذكروا مأساة هيروشيما وناغازاكي!


المزيد.....




- شاهد.. رجل يشعل النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترامب في نيوي ...
- العراق يُعلق على الهجوم الإسرائيلي على أصفهان في إيران: لا ي ...
- مظاهرة شبابية من أجل المناخ في روما تدعو لوقف إطلاق النار في ...
- استهداف أصفهان - ما دلالة المكان وما الرسائل الموجهة لإيران؟ ...
- سياسي فرنسي: سرقة الأصول الروسية ستكلف الاتحاد الأوروبي غالي ...
- بعد تعليقاته على الهجوم على إيران.. انتقادات واسعة لبن غفير ...
- ليبرمان: نتنياهو مهتم بدولة فلسطينية وبرنامج نووي سعودي للته ...
- لماذا تجنبت إسرائيل تبني الهجوم على مواقع عسكرية إيرانية؟
- خبير بريطاني: الجيش الروسي يقترب من تطويق لواء نخبة أوكراني ...
- لافروف: تسليح النازيين بكييف يهدد أمننا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم الموسوي - الانسان موقف: استقالة ريما خلف مثالا