أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم الموسوي - الشعب اليمني والثمن الباهظ















المزيد.....

الشعب اليمني والثمن الباهظ


كاظم الموسوي

الحوار المتمدن-العدد: 5292 - 2016 / 9 / 22 - 00:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تعترف وسائل اعلام بريطانية ومنظمات دولية بالثمن الباهظ الذي يدفعه الشعب اليمني جراء الحرب والعدوان الذي تقوده المملكة السعودية وتحالفها في التدمير والقتل والانتقام والحقد الدموي. وليس اخر جرائمه قصف مشفى تشرف عليه منظمة أطباء بلا حدود، في عبس بمحافظة حجة، وهو ما دفع المنظمة إلى الإعلان عن انسحابها من 6 مستشفيات تشرف عليها في اليمن، والقصف كان مقصودا لإخراج هذه المنظمة وحرمان الشعب من مساعداتها الطبية، وتهديد غيرها بمثل ما حصل لها من العدوان. ولا التذكير بقصف مدرسة بصعدة لتدريس القرآن واستشهاد طلاب اطفال فيها بجرائم قتل الاطفال بتعمد وحسابات سوداء، وهذه سلسلة طويلة من هذه الجرائم راح ضحيتها المئات من الاطفال وطلاب المدارس وتدمير مباني المدارس والمعاهد. فما هو الثمن الباهظ الذي يدفعه شعب مسالم يعيش على ارضه ويريد ان يحيا بكرامة؟. اولى قوائم الثمن اعلنتها الامم المتحدة في بعض تقاريرها، وإقرارها بان اكثر من 6 آلاف شخص لقوا حتفهم منذ بداية النزاع المسلح، نصفهم مدنيون، و1100 منهم أطفال، حسب لغة صحيفة الغارديان البريطانية. وهذا ما نشرته احصائيات الامم المتحدة، ورغم انها غير دقيقة كما هي دائما، واقل بكثير من الوقائع التي تثبتها منظمات اخرى، محلية ودولية، تبقى حتى في تقديراتها ارقام كبيرة، وخسارة جسيمة. وهي بعض الثمن الباهظ الذي سمته الصحيفة البريطانية، ونقلته عن التقارير الاممية التي تتابع ما يجري ويحصل في اليمن. لكن في الارقام بعد 500 يوم من جريمة العدوان، سجل المركز القانوني للحقوق والتنمية، استشهاد 9755 مواطنا، وجرح 17256 وتدمير 15 مطارا، 12 ميناءا، 964 جسرا وطريقا عاما، 372936 دارا ومسكنا، 137 محطة كهرباء، 195 شبكة مياه وخزانا، 653 مسجدا، 654 مدرسة ومعهدا، 105 جامعة، 254 مركزا صحيا ومشفى، وأرقام ..ارقام كثيرة اخرى، كلها موثقة ومسجلة ولم تتوقف آلة الحرب واستمرارها وزيادتها، وحدها الارقام تعري الجريمة وتفضح القتلة..
لا تعترف دولة العدوان ولا مرتزقتها بهذه الاحصاءات وتتنكر لها وتكذب بصلافة لا مثيل لها، خصوصا من الناطق باسمها وهو يحمل لقبا من اسم مدينة يمنية محتلة ومنتزعة في غفلة من تاريخ. رغم ان هذه الارقام ليست كلية او جامعة لكل الثمن، فهي مؤشرات فقط عن امكانيات محدودة للعد والمتابعة والإحصاء.
منذ اكثر من عام ونصف ويدفع الشعب اليمني الثمن الباهظ يوميا، فقد حقق التفوق العسكري السعودي وتحالفه ومستشاروه حصار الشعب اليمني من الجو والبر والبحر وحول البلد الى سجن جماعي، كما انجز قصف وتدمير المصانع والمستشفيات والمدارس والجسور والمزارع ومجمعات السكن والمساجد والمكتبات ومحطات الوقود والمياه والاتصالات والأسواق والآثار التاريخية. كما اشير لها بالأرقام، وقد تكون ايضا غير كاملة، وربما صور الفضائيات والفيديوات التي تنشر عنها تقدم اكثر من دليل عليها.
قبل حوالي ثلاثة عقود من الزمن (85- 1986) حين اشتدت الازمة داخل الحزب الاشتراكي الحاكم في عدن حينها توسط لحلها غير قليل من الوفود القريبة من الحزب، وكان اكثرهم مصرا على مخاطبة الشهيد عبد الفتاح اسماعيل، والذي عاد من منفاه بعد توسط احزاب تلك الوفود، والضغط عليه للتنازل وقبول الامر القائم، ( اعلان استسلام لفرسان الازمة وصراعهم الشخصي)، ولم يطالبوا بمن هو في قيادة الحزب والدولة وصاحب القرار المباشر ودراسة الاسباب التي ادت الى تلك الازمة ونهايتها المأساوية، ولم يكن الشهيد منهم بل عمل على نهج الاستقرار والسلم وإقامة حكم ديمقراطي يخدم الاهداف والمصالح التي كان الحزب يرفعها او يعبر عنها. وانتهت الوساطات الى المجزرة المروعة والنهايات المؤلمة التي لم تدرس بعد.. واليوم تتكرر الصورة ويرمى السبب على "ميليشيات" الحوثيين و"قوات صالح"، ويصمت امام مجموعات "الجيش الوطني ولجان المقاومة" التي نُقلت بالطائرات الى اليمن مع اسلحتها المتطورة والمدمرة، وبتمهيد آلاف الغارات وتشديد الحصار، البري والجوي والبحري، الذي تقوده السعودية باسم تحالفها العربي الاسلامي. وتقوم بذلك منظمة الامم المتحدة وممثلها، الذي للأسف يكرر ما سبق، ومعروف اعادة مثل هكذا مشاهد في التاريخ. ولهذا فالنتائج لا تسر ولا تبشر بخير. بل تقول انها قسمة ضيزى، لا تحل إلا بما توصل اليه الشعب اليمني ذاته، في بلاده وعلى تراب وطنه. وتظاهراته في ميدان السبعين وغيرها تشدد على وقف الحرب والعدوان فورا، وإعادة الاعمار وتحميل تحالف العدوان تكاليفه بالكامل، وترك اليمنيين يجتمعون ويقررون بأنفسهم مصيرهم وفي يمنهم الذي حوله تحالف الدم والإرهاب الى بلد منكوب يعيش كارثة تاريخية لا مثيل لها في تاريخه.
حاولت الادارة الامريكية بعد كل ذلك الثمن الباهظ ان تتملص من عواقبه، لاسيما تقارير دولية تثبت بالأرقام جرائم حرب وإبادة بشرية وانتهاكات صارخة لحقوق الانسان والديمقراطية المضطهدة في الجزيرة العربية او المفتقدة اساسا فيها، حاولت في لقاء جدة ان تضع خارطة طريق لحل ما لما تعيشه اليمن اليوم، ولكنها كشفت مشاركتها الفعلية رسميا في جرائم العدوان، ولن تنفعها قرارات سحب مستشاريها او بعضهم، وهذه اللقاءات وبعض الضغوط التي تمارسها على تحالف الحرب والعدوان في المنطقة، واليمن منها. وهي في الوقت نفسه تزوده بالأسلحة والمعدات بصفقات مليارية مفضوحة، تعري دموع التماسيح الامريكية والغربية عموما وتدين الجرائم اليومية التي ترتكب في اليمن وضد شعبه وأرضه وسمائه وبحره. وكانت منظمة "كنترول آرمز" المعنية بمراقبة بيع الأسلحة، قد طالبت الولايات المتحدة وفرنسا بوقف مبيعاتهما من الأسلحة إلى السعودية بسبب حربها في اليمن. وقالت مديرة المنظمة في مؤتمر عقدته منظمة التجارة العالمية في جنيف حول معاهدة تجارة الأسلحة إن الدول الكبرى تمارس أسوأ أشكال النفاق باستمرارها في بيع الأسلحة للسعودية.
كما طالبت عدة منظمات معنية بحقوق الانسان واشنطن ولندن وباريس بوقف صفقات السلاح الى الرياض، فيما اتهمت بعض هذه المنظمات ومنها منظمة أوكسفام للإغاثة الإنسانية الحكومة البريطانية بتأجيج حرب وحشية في اليمن، وليس بعيد عنها ما اعلنته منظمة هيومن رايتس ووتش.
اخيرا متى يتم فعلا انقاذ الشعب اليمني من الاستمرار في دفع هذا الثمن الباهظ؟ ومتى تجبر دولة العدوان على دفع تكاليف عدوانها وإقرارها بهزيمة خططها ومشاريعها العدوانية المأساوية؟.



#كاظم_الموسوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة عتاب وتعقيبات ودية
- ماذا يجري في البحرين وأين منظِّرو «النظام يقصف شعبه»؟!
- عزيز نيسين والإضراب الكبير
- ستون مليون زهرة
- البديل الغائب فلسطينيا
- تذكروا مأساة هيروشيما وناغازاكي!
- حول الانقلاب العسكري والديمقراطية في تركيا
- اطفال اليوم في الوطن العربي: أي مستقبل؟!
- ثلاث روايات عراقية تسرد جريمة الاحتلال
- كوابيس الفلوجة او نكبتها
- كاظم الموسوي - كاتب صحفي وباحث سياسي - في حوار مفتوح مع القر ...
- إحتفاء بالكفاح من اجل الحريات وبالشهداء
- كلمات عن ايار والعمال والانتفاضة*
- اليمن: حصاد عام
- دور الليبراليين الجدد في تخريب الوعي العربي
- تحية الى الراحل الاستاذ
- تركيا- العراق: مشكلة الموصل من جديد
- خسائر العراق البشرية: ارقام في ارقام
- الجنود البريطانيون وجرائم حرب واحتلال العراق
- اللاجئون فرصة المستقبل


المزيد.....




- السعودي المسجون بأمريكا حميدان التركي أمام المحكمة مجددا.. و ...
- وزير الخارجية الأمريكي يأمل في إحراز تقدم مع الصين وبكين تكش ...
- مباشر: ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب ع ...
- أمريكا تعلن البدء في بناء رصيف بحري مؤقت قبالة ساحل غزة لإيص ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة (فيدي ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /26.04.2024/ ...
- البنتاغون يؤكد بناء رصيف بحري جنوب قطاع غزة وحماس تتعهد بمق ...
- لماذا غيّر رئيس مجلس النواب الأمريكي موقفه بخصوص أوكرانيا؟
- شاهد.. الشرطة الأوروبية تداهم أكبر ورشة لتصنيع العملات المزي ...
- -البول يساوي وزنه ذهبا-.. فكرة غريبة لزراعة الخضروات!


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم الموسوي - الشعب اليمني والثمن الباهظ