أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم الموسوي - ماذا تعني صور المجازر..؟















المزيد.....

ماذا تعني صور المجازر..؟


كاظم الموسوي

الحوار المتمدن-العدد: 5305 - 2016 / 10 / 5 - 02:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



مجازر تتلو اخرى، كل يوم او كل ساعة، تُنشر صور لمجازر فظيعة، صور ناطقة بإطاراتها، تتحدث عن الحدث، ماذا حصل؟، وترفع ضحاياها سباباتها لتقول او تناشد الضمير الانساني، متساءلة، لماذا وكيف والى متى؟!.
نعم.. المصالح الاستراتيجية والمجمعات الصناعية العسكرية وخطط السياسات الرأسمالية المتوحشة واحتكاراتها ولوبياتها ومكاسبها وقيمها واتجاهاتها الامبريالية ومشاريعها الساعية الى الهيمنة والنهب والتحكم. ولكنها هنا. لا تستطيع ان تخفي الصور الناطقة بما اقترفت وبما مارست. هذه الصور التي سجلت وتسجل المجازر التي ارتكبتها وترتكبها دوائر الجرائم المتحكمة في القرار السياسي العالمي وتوابعها، من حكومات او صنائعها من تنظيمات. تكشف في الوقت نفسه اكثر من هدف وبعد، ومن بينها يراد منها ترويع المشاهد لها وزرع الرعب والخوف وبث فظاعة المأساة، صور توثق وتؤشر الى لحظتها وساعتها وزمانها ودور المجرمين فيها، المرتكبين والمتفرجين والصامتين والممولين والمشتركين علنا وسرا. وفي كل الحالات هي صور معبرة عن التوحش والقتل والإرهاب بكل معاني الكلمات هذه، وتعكس اسباب التطرف والغلو والتفنن في صناعة المجازر وتلوينها بالدم والأشلاء..
اعادت صحيفة ديلي ميل البريطانية (24/9/2016) نشر 11 صورة توثق تلك الساعات التاريخية المؤلمة للمصور العسكري الياباني يوسوكي ياماهاتا، (توفي عام 1966 عن48 عاما) التي التقطها بعد 12 ساعة من إلقاء القنبلة الذرية على مدينة ناغازاكي، أظهرت الصور مدى الدمار الذي لحق بالمدينة وحالات الموت الجماعية والإصابات والتشوهات التي لحقت بسكانها. ووصل عدد الصور الملتقطة إلى 200 صورة، واستخدمت في العديد من وسائل الإعلام والمطبوعات اليابانية عقب القصف. ويعاد نشرها بين فترة واخرى، او في يوم المجزرة، للتذكير والذكرى، فهل هناك عبرة منها، او درس؟!.
روى المصوّر، الشاهد، في ذكرياته عن تلك الصور: أنه كان يسمع أصوات الناس وأنينهم وهم يستنجدون بالمارة ويطلبون الماء، رأى الوجوه المشوهة وسمع صرخات الأطفال الذين توفى أغلبهم فيما بعد بسنوات نتيجة أمراض السرطان التي نشرتها اثار القنبلة وتداعيات القصف.
عقود من الزمن مرت على المجزرة، ذكرت الصحيفة انها "واحدة من أسوأ الكوارث والانتهاكات التي ارتكبت في حق الإنسانية، جريمة اهتزت لها ضمائر العالم"، لكن للأسف كل هذا الكم من الكلام عن المجزرة لم يغير من الحقيقة شيئا، المجزرة حصلت والكارثة تمت.. قنبلة نووية ألقتها طائرة امريكية بقرار امريكي تسببت في تدمير كامل لمدينة عاش أهلها فيها بأمان واستقرار، ولم يخطر ببالهم في يوم من الأيام أن يستيقظوا فيجدوا الخراب والدمار ورائحة الموت في كل مكان. الصور التي التقطها ذلك المصور تلخص المأساة وتبقيها امام العين الانسانية صرخة غضب انساني واحتجاج دائم، ضد الحروب ومشعليها ومسببيها. ومعلوم أن هجوم ناغازاكي النووي أسفر عن وفاة 120 ألف شخص، وإصابة الآلاف الذين عاشوا فيما بعد يعانون من التشوهات والأمراض الخطيرة. حسب الوكالات.
هذه الصور كانت لمصور ياباني صوّر المجزرة الامريكية وأبقاها فضيحة وشاهدة عليها، كما هي، منذ ارتكابها عام 1945 والى الان، وما بعد، واليوم تتقدم تنظيمات صنعتّها الادارة الامريكية، او تعاونت على تصنيعها مع اجهزة المخابرات وتوابعها وخدمها او من يمولها ويدافع عنها ويروّج لها، وتتجرأ هي بنفسها على نشر صور مجازرها، التي ارتكبتها وترتكبها وليس اخرها الشريط الذي اعادت نشره صحيفة ميرور البريطانية (23/9/2016) وعنونته؛ "داعش" ينشر صورا فظيعة لمجزرة جماعية ارتكبها في العراق"، وأكملت "نشر تنظيم "داعش"، الثلاثاء 21 أيلول/ سبتمبر، شريط فيديو يحتوي على صور مرعبة لاقتراف المتشددين، أثناء تراجعهم من مدينة الطارمية شمال العراق، مجزرة جماعية بحق أكثر من 100 مواطن عراقي. ويظهر مقطع الفيديو مسلحي التنظيم، وهم يجبروا عشرات الرهائن معصوبي الأعين على النزول إلى خندق واسع، ثم يركعونهم، بعد وصفهم بـ"الكفار"، ويطلقون الرصاص على رؤوسهم من الخلف. كما يحتوي التسجيل على صور أخرى، تظهر إعدام الأشخاص المركعين في الليل، ويطلب أحد الرهائن من متشددي التنظيم الرحمة وعدم قتله، في محاولة يائسة لإنقاذ حياته. هذا التسجيل تم تصويره في مدينة الطارمية شمال العراق، والتي حررت من قبضة "داعش" في أواخر عام 2014، وتشكل هذه الصور أول أدلة على اقتراف مسلحي التنظيم مجازر جماعية في المدينة. كما يحتوي مقطع الفيديو على صور، تظهر الرهائن الذين يضربهم المسلحون بعصا، مجبرين إياهم على إعلان أسمائهم والجرائم التي يتهمون بها. وتشير بطاقات الهوية لعدة رهائن أنهم جنود عراقيون أسرى، ينتمي كثيرون منهم إلى طائفة المسلمين الشيعة". حسب الصحيفة البريطانية.
هذا شريط الفيديو ليس الاول، وبالتاكيد ليس الاخير، بل هو واحد من سلسلة متتالية من الاشرطة والصور والبيانات والمعلومات، منذ اعلان اسم "داعش" اعلاميا، وكلها تروي عن الجرائم والمجازر والفضائح، وقصصها مازالت طرية ولم تسجل كلها او تثبت رسميا في المحاكم والادعاء عليها وجمعيات او منظمات حقوق الانسان وأمثالها. والمأساة في الاشرطة والصور ومعها، دائرة بثها وتوزيعها ونشرها، في الفضائيات ووسائل الاتصال وغيرها، لاسيما التي تبث من عواصم عربية وتتحدث بلغة عربية. حيث تتخادم معها معنى وهدفا، بل وتروج لها برامجا وتحليلا وحوارا، وتصل في احايين كثيرة الى تبريرها او الايحاء بذلك، مستهينة بمشاعر اهالي الضحايا ودماء الشهداء.
ماذا تعني صور المجازر؟ وما هو الرابط بين ناغازاكي اليابانية والطارمية او القاعدة الجوية العراقية؟!، بين عام 1945وعام 2016. قنبلة واحدة انتهت بهذه النتائج، وتنظيم يقوم في النهاية بمثل تلك النتائج، المجازر والخراب والدمار، للانسان والعمران، للثقافة والحضارة، النتائج مستمرة والاخطار متتالية رغم كل هذا الزمن الطويل.. ومتى تأخذ العدالة طريقها وتوقف المأساة؟!.. الصور تبقى أدلة إدانة، توثيق مأساة، شهادة جريمة، فظاعة حدث، ومعها تظل الاسئلة عنها قائمة، ولابد من صحوة ضمير عالمية منظمة وقادرة على احقاق الحق وتنفيذ العدالة والقانون الانساني الدولي، ومنع المجرمين من الافلات من العقاب..



#كاظم_الموسوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ازمة البرلمان العراقي
- الشعب اليمني والثمن الباهظ
- رسالة عتاب وتعقيبات ودية
- ماذا يجري في البحرين وأين منظِّرو «النظام يقصف شعبه»؟!
- عزيز نيسين والإضراب الكبير
- ستون مليون زهرة
- البديل الغائب فلسطينيا
- تذكروا مأساة هيروشيما وناغازاكي!
- حول الانقلاب العسكري والديمقراطية في تركيا
- اطفال اليوم في الوطن العربي: أي مستقبل؟!
- ثلاث روايات عراقية تسرد جريمة الاحتلال
- كوابيس الفلوجة او نكبتها
- كاظم الموسوي - كاتب صحفي وباحث سياسي - في حوار مفتوح مع القر ...
- إحتفاء بالكفاح من اجل الحريات وبالشهداء
- كلمات عن ايار والعمال والانتفاضة*
- اليمن: حصاد عام
- دور الليبراليين الجدد في تخريب الوعي العربي
- تحية الى الراحل الاستاذ
- تركيا- العراق: مشكلة الموصل من جديد
- خسائر العراق البشرية: ارقام في ارقام


المزيد.....




- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم الموسوي - ماذا تعني صور المجازر..؟