أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - هشام حتاته - فلسفة الاخلاق (1)















المزيد.....

فلسفة الاخلاق (1)


هشام حتاته

الحوار المتمدن-العدد: 5481 - 2017 / 4 / 4 - 09:54
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


عندما تصبح الاكذوبة من المسلمات اليقينية ، وعندما تصل الى مرحلة البديهيات يكون من الواجب علينا ان نكتب ونوضح الحقيقة
يشيع رجال الدين – كلّ حسب ديانته – ان الاخلاق بدات مع الدين ، وان الاباحية الجنسية فى الغرب كانت نتاج لسقوط الإله الذى استتبع بالضرورة سقوط الاخلاق
والمشكلة ان المُخدرين بافيون الشعوب يتماهو مع هذه المقولات وتصبح لديهم من المُسلمات
ولهذا كان هذا المقال الذى يحاول ان يناقش هذا الموضوع من عدة جوانب

* ولنبدأ اولا بتعريف ماهية الاخلاق :
التعريف العام للاخلاق انها مجموعه من العادات والقواعد السلوكية التى يعتنقها ويؤمن بها اى مجتمع وبهذا تصبح ملزمة حتمية لسلوك الافراد ، ومنظمة لعلاقات الانسان بالاخر وبالمجتمع وتختلف هذه السلوكيات من مجتمع لآخر ومن زمن لآخر
الا ان هذا التعريف يختلف عند العديد من المدارس الفلسفية التى تعبرها دراسة معيارية للخير والشر وتهتم بالقيم والمثل العليا وتصل بالانسان الى حاله من الرقى عن السلوك الغريزى بارادته الحرة ، وبهذا فهى ترفض التعريف السابق القائل بأنّ الأخلاق ترتبط بما يحدّده ويفرضهُ الآخرون، وترى أنّها تخصّ الإنسان وحده، ومصدرها ضميره ووعيه
ويرى افلاطون ان الاخلاق تتمثّل في كبح شهوات الإنسان، والتّسامي فوق مطالب الجسد بالالتفات إلى النفس والروح وتوجيههما لتحصيل الخير والمعرفة ومحاربة الجهل.
اما ارسطو فيرى أنّ الأخلاق مُرتبطة بسعادة الإنسان التي هي غاية وجوده، فيعرّفها على أنها الأفعال الناتجة عن العقل، من أجل الخير الأسمى؛ السعادة.
كانط: ارتبطت الأخلاق عند كانط بالإرادة النّابعة من عقل الإنسان الواعي، لا من رغبته، ورأى أنّ التمسّك بالأخلاق وفعل الصواب واجب أخلاقي.
جان جاك روسو: يُعرّف الأخلاق على أنها الأحاسيس الطبيعية؛ التي تجعلنا نميّز بين الخير والشر ونتفادى ما يُلحق الأذى بنا وبالآخرين، ونميلُ إلى ما يعود علينا والمجتمع بالنفع، وهي ما تُميّزنا عن باقي الكائنات الحيوانيّة.
نيتشه: من رأي نيتشه إنّ الأخلاق يجب أن تكون نابعةً من الإنسان نفسه، فعلى كل فردٍ أن يبني عالمه الأخلاقي الخاص، الذي لا يعتمد على العقل وحده ، إنما يُمثّل الإنسان كلّه بنقائصه وانفعالاته قبل حكمته.

* العلاقة بين الاخلاق والضمير :
يتفق الفلاسفة على ان الاخلاق ( الضمير ) هى الوازع الذى يعين العقل فى التمييز بين الخير والشر وانه ينبعث من اعماق الانسان ، حتى ان البعض يرى انه الاخلاق غريزة فطرية منذ الميلاد ثم ياتى دور التربية والوعي في صقله وتنميته, أو أنه مكتسب وينشأ وينمو بفعل التربية التي يتلقاها الإنسان, ويتشكل على النحو الذي تقاس به المُثل والقيم الأخلاقية التي يسير عليها المجتمع الذي ينشأ فيه الفرد
وان كنت اتفق مع كل ماورد عن ماهية الاخلاق وارتباطها بالضميرالا اننى اختلف فيما قاله البعض ان الضميرغريزة فطرية ، فالردع هو المُكون والمحرك الاساسى للضمير سواء الردع عن طريق الميتافيزيق فى مرحله الاديان او ردع القانون عندما توارى مفعول الاديان ، ويختلف الرادع الدينى من دين لآخر وان كان متقاربا فى الاديان الفلسفية الوضعية (الهندوسية والبوذية و الكونفوشيوسية ) ومختلفا فى الاديان الابراهيمية الثلاث
مع ملاحظة ان عبارة الديانات الوضعيه لاتعبر عن واقع حقيقى لهذه الاديان بقدر ماهى تفرقة بينها وبين الاديان الابراهيمية ( السماوية )

* ونعود الى السؤال : هل الاخلاق والضمير مرتبطان بالاديان الابراهيمية فقط كما يردد رجال الدين ؟
والاجابه لأ .... ونستكمل
في الثقافة الغربية أو الشرق أوسطية الأخلاق في الأساس هي مسألة قواعد. هناك قوانين سماوية أُعطيت بواسطة الرب أو الله، وفي المجال المدني هناك القوانين التي صنعت بواسطة الملك أو المشرعين الحكوميين. في الثقافة الغربية فكرة الأخلاق قائمة بالكامل على الطاعة – إطاعة القانون الإلهي أو المدني أو كليهما. إذا أطعت فستعتبر شخص جيد أو مواطن جيد؛ إذا عصيت فستعتبر شخص سيء أو مواطن سيء. في المجال الديني، سيصنف الشخص عاصي وفي المجال المدني سيصبح مجرماً .
الا اننا نجد ان الديانات الوضعية الثلاثة التى اشرنا اليها سابقا ان المفهوم الغربى والشرق اوسطى للاخلاق مختلف

اولا : البوذية
تعنى كلمه بوذا فى اللغه الهندية القديمة " الرجل المتيقظ " وتترجم احيانا بكلمة " المستنير "
تتمحور العقيدة البوذية حول 3 أمور (الجواهر الثلاث): أولها، الإيمان ببوذا كمعلّم مستنير للعقيدة البوذية، ثانيها، الإيمان بـ "دارما"، وهي تعاليم بوذا وتسمّى هذه التعاليم بالحقيقة، ثالثها وآخرها المجتمع البوذي
في البوذية الأمر ليس قائماً على فكرة الطاعة، بل إنه قائم على ما يمكن ان نطلق عليه "الوعي التمييزي " التفرقة أو التمييز بين ما هو نافع وما هو ضار. إنه أمر مختلف تماماً عن التمييز بين ما هو قانوني وماهو غير قانوني في سياق النظام القضائي.
السياق البوذي بالكامل قائم على التحرر أو التخلص من المعاناة. وطريقة القيام بهذا هي بالقضاء على أسباب المعاناة. بمعنى الحاجة للتمييز بشكل صحيح لما هو سبباً في المعاناة. ومن ثم نحتاج الدافع للتخلص من هذا السبب أو التغلب على هذا السبب ، فياتى دور الالتزام الذاتى الاخلاقى ن وهى فى النهاية تبحث عن سعادة الانسانم فى الدنيا وفقا لقاعدة (لاضرر ولاضرار ) او ( كما لك كما عليك )

ثانيا : الهندوسية
ان التحلي في صفات الاله( براهمن – اتمان ) هو الضامن الحقيقي للوصول الى السعادة الارضية والتي من خلالها تتمكن النفس من الانعتاق والاتحاد مع براهمان بعد الممات
وهى تؤمن بتناسخ الارواح ، فإذا مات الإنسان يفنى منه الجسد وتنطلق منه الروح لتتقمص تحل في جسد آخر بحسب ما قدم من عمل في حياته الأولى ، وتبدأ الروح في ذلك دورة جديدة تحاسب فيها الروح وتعاقب لتعاقب على حسب ما قدمت في الدورة السابقة
ومن تحرر من رق الاهواء لايعاد الى حواسه ولكن تنطلق روحه لتتحد بالبراهما

ثالثا : الكونفوشيه
- الأخلاق هي الأمر الأساسي الذي تدعو إليه الكونفوشية، وهي محور الفلسفة وأساس الدين، وهي تسعى إليه بتربية الوازع الداخلي لدى الفرد ليشعر بالانسجام الذي يسيطر على حياته النفسية مما يخضعها للقوانين الاجتماعية والقانونية بشكل تلقائي
وتتمثل الاخلاق فى
طاعة الوالد والخضوع له ، طاعه الاخ الاصثغر لاخية الاكبر – طاعه الحاكم والانقياد له – اخلاص الصديق لاصدقائه – عدم جرح الاخرين بالكلام عند الكلام معهم
أن تكون الأقوال على قدر الأفعال، وكراهية ظهور الشخص بمظهر لا يتفق مع مركزه وحاله – البعد عن المحسوبية والوساطة والمحاباه وعلى الحاكم مسئولية تجاه شعبه وان يحكم بينهم بالعدل ويحاسب وزرائه وامرائه

*ومن قبل البوذية والهندوسية والكونفوشية باكثر من الفى عام كانت الضمير والاخلاق فى مصر الفرعونيه قد تاسست وترسخت وتوارثت قرن بعد قرن لتستقر فى وجدان المصريين حتى جاء ذو الوجه القبيح
وفى المقالة القادمه سنوضح بدايات الاخلاق فى مصر الفرعونية ثم نتناول الاخلاق لدى فلسفات كل من سقراط وافلاطون لنصل فى النهاية الى الاخلاق فى الديانات الابراهيمية الثلاثة
فالى لقاء



#هشام_حتاته (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انبياء صعدوا الى السماء وآلهه هبطوا الى الارض (2 - اخير)
- انبياء صعدوا الى السماء وآلهه هبطوا الى الارض (1)
- اوزير وترسيخ الاستكانه فى الفكر المصرى
- الجنس وحقوق الانسان
- اشكاليه مريم والنخله والرُطب
- العلمانيه واللادينية: تصحيح مفاهيم
- الى الرئيس السيسى : الخيار الايرانى اصبح ضرورة
- مصر بعد ثورتين : الارهاب والكباب
- بعد انهيار امبراطورية النفط : السعودية الى اين ؟
- تجلى السيدة مريم والهستيريا الجماعيه
- بولس : مسيح الاستكانه
- هلوسات صائم : من اين جئتى ؟
- الى د. عمر شريف : الالحاد حرية اختيار وليس مرض نفسى 2/2
- الى د. عمر شريف : الالحاد حرية اختيار وليس مرض نفسى 1/2
- التصوف فى الاسلام
- اسماء الله الحسنى والاسم الخفى
- الحرية والفوضى وتداعيات الثورتين
- اللوجوس الاسلامى
- هبلة ومسكوها طبلة
- مبارك ... ثالثة الأثافى


المزيد.....




- رغم الهدنة.. الحوثيون يهددون باستهداف بوارج وسفن أمريكا في ه ...
- الحرب بين إيران وإسرائيل.. هجمات جديدة وتداعيات وردود فعل
- غزة: 12 قتيلا بنيران إسرائيلية معظمهم قرب مراكز توزيع مساعدا ...
- صور للجزيرة تظهر تمركز قاذفات بي-52 في قاعدة دييغو غارسيا
- مختص بالشأن الإسرائيلي: تذمر من الحرب وبوادر مساءلة يتوقع ات ...
- مدير مكتب الجزيرة بطهران: حراك إسطنبول مهم لإيران ويؤسس لمظل ...
- عاجل| المتحدث باسم أنصار الله: في حال تورط أميركا في العدوان ...
- الاحتلال يهدم عشرات المباني بمخيم جنين وتصاعد اعتداءات المست ...
- رئيس وزراء قطر يبحث مع عراقجي العدوان الإسرائيلي ويشدد على ا ...
- زيلينسكي يتهم موسكو بتسليم جثامين 20 جنديا روسيا بدلا من الأ ...


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - هشام حتاته - فلسفة الاخلاق (1)