أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - هشام حتاته - الحرية والفوضى وتداعيات الثورتين















المزيد.....

الحرية والفوضى وتداعيات الثورتين


هشام حتاته

الحوار المتمدن-العدد: 5153 - 2016 / 5 / 5 - 17:45
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


مصر الدولة الوحيدة فى العالم التى ظلت فى احتلال دائم لمدة 2500 عام ، من بداية الاحتلال الفارسى الاول لها عام 525 ق.م وحتى محمد نجيب ثم عبدالناصر
فاذا كان تاريخها الحقيقى يبدأ مع توحيد الشمال والجنوب على يد مينا نارمر فى العام3200 ق.م كحل وسط بين من يرى انه اقدم من ذلك ومن يرى العكس ، فيكون تاريخ مصر مقسم الى جزأين : 2500 عام حضارة فرعونية عظيمة و 2500 عام احتلال ، وهذا الموضوع يحتاج الى دراسة وتحليل للاسباب المنطقية التى جعلت صاحب الارض خانع
من ناحيتى ارى ان طبيعه الشعب المصرى القدرية هى السبب الرئيسى ، آراء اخرى تقول ان السبب يعود الى طبيعه التسامح للمصرى القديم والتى يتسم بها معظم الشعوب الزراعية ، والبعض يرى انه الخنوع الذى توليد لديه نتاج حكم ديكتاتورى مارسة الفراعنه ، ولكن الحقيقة ان زارع الارض تولد لدية الايمان بالقدرية حينما كان يضع البذور فى الارض ثم يراها تنبت بدون اى تدخل منه / اى انها تنبت قدريا
ومن هنا اصبح كل شئ لدي المصرى قدريا وحتى الان ثم جاءت الاديان الابراهيمية الثلاثة وعلى رأسها الاسلام ترسخ مفهوم القدرية فى كل ادبياتها
وعلينا ان نتصور مدى القهر والذل والمهانه التى عانى منها اى شعب عاش تحت الاحتلال نصف تاريخه
الفترة الوحيدة التى عاشها المصرى فى ظل نوع من الليبرالية كانت فترة الاحتلال الانجليزى لمصر حتى جاء ضباط يوليو 1952 رافعه شعار( ارفع رأسك يا اخى ) وفى نفس الوقت تنكل بأى صوت معارض وتمارس عليه عملية غسيل مخ واسعه ليصبح اسيرا لشعارت ثورة تحررية لم تجنى منها مصر سوى الخراب
حتى جائت اللحظة المفصلية فى ثورة 25 يناير 2011 وانهيار جحافل الشرطة وتنازل الرئيس عن الحكم
وبغض النظرعن اسباب الثورة وهل كانت ثورة ام كانت مؤامرة الا ان انهيار جحافل الشرطة امام الثوار والتى انتهت بتنازل الرئيس عن الحكم ـ فجرت لدى الناس كل المكبوت من مخزون القهر فى عملية تعويض نفسى انتهت به الى الفوضى
لاشك ان اى ثورة يعقبها الفوضى وبعد الفوضى ياتى النظام ، وتلك هى نظرية الفوضى الخلاقة التى جلسنا نتندر عليها عندما صرحت بها كوندليزا رايز وزيرة خارجية امريكا حتى رأيناها تنفذ على ارض الواقع ومازالت
الجيش المصرى ساهم فى انتصار الثورة على مبارك كما ساهم فى انتصار الثورة على محمد مرسى وجماعه الاخوان المسلمين ، وشيئا فشيئا بدات مصر فى تنفيذ خارطة الطريق وتم وضع الدستور ثم انتخاب رئيس الجمهورية وانتخاب برلمان ـ وكان المفروض ان تستقر الامور نسبيا ، ولكن رأينا الفوضى الشاملة مازالت قائمة - فما هى الاسباب ؟
لكل فعل رد فعل مساو له فى القوة ومضاد له فى الاتجاه
فيقدر القهر يكون رد الفعل حتى يتم التعويض النفسى
قبل الثورة بعدة سنوات جائنى شاب لدية محل بقالة صغير يسألنى
- صحيح ياعم هشام فيه كارنية بيتباع ب 7 آلاف جنيه يمنع الحكومة ( الشرطة ) انها توقفت وتفتشك وتحبسك من غير سبب ؟؟؟
- ليس صحيح
بعد الثورة تمنيت ان يكون لكل مواطن مصرى هذا الكارنية الذى يحصنه ويحمى حريته فى عقد اجتماعى جديد بين الحاكم والمحكوم ، وان كان الدستور المصرى الاخير سملت العديد من نصوصة على صيانه الحرية الخاصة وكفلت حرية الراى والتعبير ومنعت الحبس فى قضايا النشر ، الا انها وحتى الان تظل موادا دستورية يجب ان تصدر بقوانين من مجلس النواب ، وعندما طالبت الحزب العلمانى المصرى الى تبنى الدعوة لقنين كل ماجاء فى باب الحريات العامة فى الدستور ، تناسى هذا واندفع الى هيصة تيران وصنافير والسب والقذف لكل من خالفهم فى الرأى مما حدى بى الى الانسلاخ منه واعلنت ذلك صراحة وعلى الملأ ومن ساعتها بدا الحزب فى التفكك واستقال رئيسة وتم تعيين غيرة لحين اجراء انتخابات .... ماعلينا
وبدلا من العمل جميعا على اقامة وطن ديمقراطى يتمتع فيه الجميع بالحرية فى حدود الحقوق والواجبات المنصوص عليها فى الدستور والقانون , راينا كل فرد فى المجتمع يريد ان يكون له الحصانه وحده والحرية وحده وبدلا من تقبل الراى الاخر والحوار معه رأينا - وللاسف - انقسمت مصر الى فريقين كل منهم يتهم الاخر بالخيانه ، وكل منهم يعتقد انه يحمل الحقيقة المطلقة فى - الأنا - المطلقة والتى رأينا تداعياتها فى قضية تيران وصنافير ، او القبلية المطلقة التى مازلنا نشهد تداعياتها فى قضية نقابة الصحفيين
وينتقل فيروس الدين الى السياسة ،وينقل فكر اهل السنه والجماعه التى تكفر كل ماعداها الى اهل المواطنة الشريفه التى تخون كل ماعداها
وبدلا من قيام النقابات بدورها الحقيقى فى تحسين الظروف المعيشية لحياه منتسبيها والحصول على حقوقهم رأينا نقابة الصحفيين وكرا يختبئ فيه المطلوبين للعدالة
كتبت من قبل ان تحقيق العداله الاجتماعيه فى المجتمع الرأسمالى كان بفضل النقابات القوية وحق الاضراب والتى اصبحت ركيزة هامه فى هذا المجال ، ولكن ان تتحول النقابة الى قبيلة شعارها – انصر اخاك ظالما او مظلما – فنحن عدنا الى زمن الجاهلية الاولى
اطلق السادات على الصحافة وصف السلطة الرابعه ،ولاشك ان الصحافة بحانب الاعلام المراى والمسموع يشكلان وعى الجماهير ، ولاشك ان الثلاثة كان لهم دور كبير فى الثورة ضد مبارك وضد الاخوان ـ ولكن التهديد باسقاط السيسى اذا لم يتعتذر عما فعلته وزارة الداخلية هو وهم ، لان الغائب عن الناس انه لولا جور الجيش فى الثورتين ما نجحت اى منهما , ولكن ان تحاول نقابة الصحفيين ان تضع مقولة السادات من عبارة مجازية الى نصوص مكتوبة هو العبث بعينه
الشرطة المصرية دخلت الى النقابة للقبض على اثنين من اعضائها لصدور امر ضبط واحضار لهم من النيابة العامة ولكنها وهى تنفذ القانون لم تراعى القانون الذى يقول انه يجب التنسيق مع النقيب وبحضور عضو نيابة ، غلطة كان يمكن معالجتها بهدوء ، ولكن قرار النيابة فى منع النشر فى القضية يوضح لنا الصورة اكثر حيث جاء فيه :
- المتهمان نُسب إليهما جرائم جنائية معاقب عليها وفقًا لقانوني العقوبات والإرهاب، وهي جرائم غير متعلقة بعملهما الصحفي والمهني.
- يتعين على الكافة الإمساك على تفسير وتأويل نصوص القانون، وترك الأمر في هذا الخصوص للنيابة صاحبة الولاية.
- مقر نقابة الصحفيين لا يستعصي على ضبط وإحضار المتهمين الذين اعتصما بها لأنه أمر أباحه الدستور والقانون حتى لحُرمة المسكن الخاص الذي تتعاظم حرمته عن أي مكان آخر.
- المتهمان اتفقا مع نقيب الصحفيين على الاحتماء بمقر النقابة، ووعده لهما بالتوسط لدى سلطات التحقيق لإلغاء القرار الصادر بضبطهما وإحضارهما.

انقلبت الحرية الى فوضى وانفلات عام
والكل يبحث عن حصانة
وتصر نقابة الصحفيين الى اقالة وزير الداخلية ـ وان كان هذا جائز لها - الا ان طلبها باعتذار الرئيس هو اقحام الرئيس فى صراع بينهم وبين الداخلية ، وكنت ارجو ان تطالب النقابة بتدخل الرئيس لانهاء الازمة بدلا من الاصرار على اعتذاره
يقولون ان اقتحام نقابة الصحفيين من الشرطة هو الاول من نوعه فى تاريخ النقابة
صحيح ... ولكن لنمد الحبل على استقامته ونقول : ان ايواء اثنين مطلوبين للنيابة داخل نقابة الصحفيين هو الاول من نوعه فى تاريخ النقابة
حدثت مرة ايام النقيب مكرم محمد احمد وتم التواصل مع الداخلية وتم تسليمه للنيابة
ولكن يبدو ان قانون ( لكل فعل رد فعل مساو له فى القوة ومضاد له فى الاتجاه ) يحمل فى طياته 2500 عاما من القهر
والى اللقاء فى مقال قادم



#هشام_حتاته (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللوجوس الاسلامى
- هبلة ومسكوها طبلة
- مبارك ... ثالثة الأثافى
- السادات .. آخر الفراعنه العظام
- رسالة الى الرئيس السيسى
- عبد الناصر : الحقيقة والاسطورة ( 2- اخير )
- عبدالناصر : الحقيقة والاسطورة (1)
- اللاوعى محرك التاريخ 2/2
- ثلاثية : الحاكم - الكاهن - الشاعر
- اللاوعى محرك التاريخ
- اكذوبة الاصل الآرامى للقرآن
- اشكاليات فى الفكر الدينى
- هل كان ابراهيم التوراتى ديوثا ؟
- من هشام حتاته الى القمص زكريا بطرس
- رؤية تحليلية لسقوط طائرة شرم الشيخ
- العلاقة العكسية بين القهر والابداع
- السيسى وشباب البنطلون الساقط ... !!
- فى حضرة الفرعون العظيم رمسيس الثانى
- البغاء المقدس
- كتاب الموتى ومِنسَأَة النبى ابراهيم


المزيد.....




- الرئاسة اليمنية ترد على بيانات لوزراء ومسؤولين -دعموا انفصال ...
- الوفدان الأمريكي والأوكراني يعتبران محادثات السلام في ميامي ...
- عاجل | نيوزنيشن: ترامب يدلي اليوم ببيان مشترك رفقة وزراء الح ...
- عودة صورة ترامب إلى ملفات إبستين.. وكشف التفاصيل
- لماذا أصبح مخزون اللبان في العالم مهدداً بالنفاد؟
- الجاسوس الأزرق الذي يبتسم لك ثم يسحب كل معلوماتك
- هيئة فلسطينية: مستوطنات الاحتلال الجديدة حرب إبادة على الجغر ...
- فيديو: مقتل 15 وإصابة 19 في حادث مروري مروع بإندونيسيا
- تحذير إسرائيلي ومؤشرات على إعادة بناء قدرات إيران الصاروخية ...
- مصر.. وفاة سائحة في تصادم مركبين بالأقصر


المزيد.....

- معجم الأحاديث والآثار في الكتب والنقدية – ثلاثة أجزاء - .( د ... / صباح علي السليمان
- ترجمة كتاب Interpretation and social criticism/ Michael W ... / صباح علي السليمان
- السياق الافرادي في القران الكريم ( دار نور للنشر 2020) / صباح علي السليمان
- أريج القداح من أدب أبي وضاح ،تقديم وتنقيح ديوان أبي وضاح / ... / صباح علي السليمان
- الادباء واللغويون النقاد ( مطبوع في دار النور للنشر 2017) / صباح علي السليمان
- الإعراب التفصيلي في سورتي الإسراء والكهف (مطبوع في دار الغ ... / صباح علي السليمان
- جهود الامام ابن رجب الحنبلي اللغوية في شرح صحيح البخاري ( مط ... / صباح علي السليمان
- اللهجات العربية في كتب غريب الحديث حتى نهاية القرن الرابع ال ... / صباح علي السليمان
- محاضرات في علم الصرف ( كتاب مخطوط ) . رقم التصنيف 485/252 ف ... / صباح علي السليمان
- محاضرات في منهجية البحث والمكتبة وتحقيق المخطوطات ( كتاب مخط ... / صباح علي السليمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - هشام حتاته - الحرية والفوضى وتداعيات الثورتين