أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - هشام حتاته - كتاب الموتى ومِنسَأَة النبى ابراهيم















المزيد.....

كتاب الموتى ومِنسَأَة النبى ابراهيم


هشام حتاته

الحوار المتمدن-العدد: 4944 - 2015 / 10 / 3 - 16:19
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


اولا : فى ظلال كتاب الموتى
منذ اكثر من خمسة آلاف عام آمن المصرى القديم بالحياه بعد الموت ثم المحاكمة امام الإله اوزيريس رب الخضرة والنماء وإله البعث والحساب وهو رئيس محكمة الموتى عند قدماء المصريين فى العالم التحت ارضى
كان المصرى القديم يدفع مالايقل عن 30% من دخله لكاهن المعبد التابع له ليضمن له الحياه بعد الموت بكامل هيئته ويزوده بالتعاويذ السحرية ليفوز بجنه اوزيريس ( وعلينا ان نعلم ان المصرى لم يمارس سحر وسائط الجن كمثيلة فى جزيرة العرب ولكن السحر بالنسبلة له هو سحر الكلمة ، فالكلمة خالقة )
كان التابوت مكلف حيث كان منحوتا فى قطعه مستطيلة من الصخر والتحنيط عملية مكلفة ايضا ، فقد كان الحرص دائما ان يصحو الانسان بعد الموت بكامل هيئته التى عاش بها والا فان القرين لن يتعرف عليه ، ونعرف ان اكثر ماكان يرعب المصرى هو حرمانه من حياته الابدية بدفنة بدون احد اعضاء جسده
وكانت التعاويذ يحفر بعضها على جدران التابوت والاخر مكتوب على ورق البردى برفقة الميت ، والثالثة هى مايتلوه الكاهن عليه ليقوله امام المحاكمة ( والتى استمرت حتى الان ولكن بصيغه اسلامية حيث يأتى مقرئ القرآن ليقرا على الميت بعض الايات ثم يقول له : اذا سألك ملك الموت ماهو دينك ؟ قل : الاسلام ، ومن هو نبيك ؟ قل : محمد بن عبدالله ،وماهو ربك ؟ قل : الله الذى لا إليه الا هو )
ولكن فى صيغتها الفراعونية كانت مايعرف باسم ( الاعتراف بالنفى )
( السلام عليك أيها الإله الأعظم إله الحق. لقد جئتك ياإلهي خاضعا لأشهد جلالك، جئتك ياإلهي متحليا بالحق، متخليا عن الباطل، فلم أظلم أحدا ولم أسلك سبيل الضالين، لم أحنث في يمين ولم تضلني الشهوة فتمتد عيني لزوجة أحد من رحمي ولم تمتد يدي لمال غيري، لم أكن كذبا ولم أكن لك عصيا، ولم أسع في الإيقاع بعبد عند سيده. إني (ياإلهي) لم أجع ولم أبك أحدا، وماقتلت وماغدرت، بل وماكنت محرضا على قتل، إني لم أسرق من المعابد خبزها ولم أرتكب الفحشاء ولم أدنس شيئا مقدسا، ولم أغتصب مالا حراما ولم أنتهك حرمة الأموات، إني لم أبع قمحا بثمن فاحش ولم أغش الكيل. أنا طاهر، أنا طاهر، أنا طاهر. وما دمت بريئا من الأثم، فاجعلني ياإلهي من الفائزين ) انتهى

المحاكمة :
تصور لنا لوحه المحاكمة المحفوظة في المتحف البريطاني محاسبة الميت أمام أوزوريس ، الإله توت يسجل بالقلم نتيجة الميزان، والوحش الخرافي " عمعموت " يقف مستعدا لالتهام الميت وقلبه إذا كان كاذبا مجرما في حياته. يقف الأربعة أبناء لحورس أمام أوزوريس على زهرة اللوتس
فى المحاكمة 44 قرد وهم عدد مقاطعات مصر حتى يكونوا شهودا على الميت اذا كذب
وكان تصور المصري القديم أن حورس سوف يأتي بالميت بعد نجاحه في اختبار الميزان ويقدمه إلى أوزوريس، ويُعطى ملبسا جميلا ويدخل الحديقة " الجنة". قبل ذلك لا بد من أن تتم عملية وزن أعمال الميت في الدنيا عن طريق وضع قلبه في إحدى كفتي الميزان وتوضع في كفة الميزان الأخرى ريشة معات، رمز "العدالة واللأخلاق السوية ". فإذا كانت الريشة أثقل من قلب الميت، فمعنى ذلك أن الميت كان طيبا في حياته وعلى خلق كريم فيأخذ ملبسا جميلا ويدخل حديقة "الجنة" ليعيش فيها راضيا سعيدا. وأما إذا ثقل قلب الميت عن وزن الريشة فمعناه أنه كان في حياته جبارا عصيا. عندئذ يُلقى بالقلب وبالميت إلى حيوان خرافي يكون واقفا بجوار الميزان - اسمه عمعموت : رأسه رأس أسد وجسمه جسم فرس النهر وذيله ذيل تمساح - فيلتهمه هذا الحيوان على التو وتكون تلك هي نهايته الأبدية.
وتقول لنا اسطورة ايزي واوزير وحور ان الاله ايزى حكم مصر فى سالف الزمان وسيعود فى ىخر الزمان ليملأ الارض عدلا بعد ان ملئت ظلما وجورا

والان ايها السيدات والسادة ، نرى تشابها شديد بين ما كتبناه اعلاه وبين ماجائت به الاديان الابراهيمية الثلاثة مع الفارق ان المحاكمة ستكون فى السماء بدلا من تحت الارض ومع اختلاف فى طريقة الثواب والعقاب بعد المحاكمة ، حتى انه تم الاستعاضه عن ال 44 قرد للشهادة على الميت اذا كذب بان الميت فى الصيغه الدينية ستشهد عليه ايديه وارجله
والان وبعد مرور كل تلك الآلاف من السنين ترانا وان كنا معجبين بالحضالرة التى تركوها لنا الا اننا نتبسم ونحن نرى الجثث المحنطه فى المتاحف وقد تهشم بعضها ، وتحت الارض لاشئ ، واوزير لم يعود ليملأ الارض عدلا بعد ان ملئت ظلما وجورا عبر 2500 عاما من الاحتلالات المختلفة ، ولكنه مازال موجودا فى صورة المهدى المنتظر والامام الغائب فى السردات والمسيح العائد
اننا مازلنا نعيش فى ظلال كتاب الموتى
** ونقول : ما ابهظ الثمن الذى دفعوه من وقتهم وعملهم ليكونوا فى النهاية جثث محنطه ياتى اليها السياح
** فهل ياتى يوما لاحفاد احفادنا ليقولوا علينا نفس الكلام ؟؟؟؟

ثانيا : مِنسَأَة النبى ابراهيم بين النقل والعقل :
كثيرة هى الايات التوراتية التى تتحدث عن الملك سليمان وعن الانشاءات الضخمة التى بناها وعن مملكته الواسعه والتى كان يتلقى منها الجزية وان كانت لم تنسب اليه النبوة ولا عفاريت الجن الذين ساعدوه
وكثيرة هى الايات التوراتية ايضا التى تتحدث عن حكمته ، وكان عاشقا للنساء وله سفر خاص به ملئ بالحكايات والغزل فى نسائه ( سفر نشيد الانشاد )
وكثيرة هى الايات فى القرآن التى تتحدث عن نبوته وتسخير الريح والجن ليشيدوا له القصور والحدائق والطرق والمعابد .... الخ

ولكننا هنا امام اشكاليه تتلخص فى الاية (فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلاَّ دَابَّةُ الأرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَن لَّوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ) (14) سبأ
كان يجلس على كرسيه امام الجن وهم يعملون مرتكزا على عصاته ليلاحظهم اثناء العمل حتى لايتهاونوا فى العمل المكلفين به ، حتى جائت الارضه ( السوس ) واكلت العصا فوقع على الارض فعرف الجن انه مات ، وتقول معظم التفاسير ان المدة التى قضتها الارضه هى عام

تفسير بن كثير
يذكر تعالى كيفية موت سليمان ، عليه السلام ، وكيف عمى الله موته على الجان المسخرين له في الأعمال الشاقة ، فإنه مكث متوكئا على عصاه - وهي منسأته - كما قال ابن عباس ، ومجاهد ، والحسن ، وقتادة وغير واحد - مدة طويلة نحوا من سنة ، فلما أكلتها دابة الأرض ، وهي الأرضة ، ضعفت وسقط إلى الأرض ، وعلم أنه قد مات قبل ذلك بمدة طويلة - تبينت الجن والإنس أيضا أن الجن لا يعلمون الغيب ، كما كانوا يتوهمون ويوهمون الناس ذلك ) انتهى

تفسير الجلالين
«فلما قضينا عليه» على سليمان «الموت» أي مات ومكث قائما على عصاه حولا ميتا والجن تعمل تلك الأعمال الشاقة على عادتها لا تشعر بموته حتى أكلت الأرضة عصاه فخرّ ميتا «ما دلهم على موته إلا دابة الأرض» مصدر أرضت الخشبة بالبناء للمفعول أكلتها الأرضه «تأكل منسأته» بالهمز وتركه بألف عصاه لأنها ينسأ يطرد ويزجر بها «فلما خرَّ» ميتا «تبينت الجن» انكشف لهم «أن» مخففة أي أنهم «لو كانوا يعلمون الغيب» ومنه ما غاب عنهم من موت سليمان «ما لبثوا في العذاب المهين» العمل الشاق لهم لظنهم حياته خلاف ظنهم علم الغيب وعلم كونه سنة بحساب ما أكلته الأرضة من العصا بعد موته ) انتهى

-كل المفسرون اهتموا بما ترمى اليه هذه الآية وهى ان الجن لايعلمون الغيب ، ولكن لم يسأل احدهم كيف لملك يسوس مملكة عظيمة وله جيش من النساء يدور عليهم كل يوم – كما يقول لنا التراث – كيف يجلس سنع كاملة على الكرسى وهو ميت دون ان يعرض عليه امور المملكة او تسأل عنه نسائه ، او حتى يرسلوا اليه الطعام لياكل حيث يقول لنا التراث انه كان ياكل عدة ابقار سمان كل يوم .
-سنفترض افتراضا آخر اكثر تواضعا
رب اسره صغيرة ( وليس مملكة كبيرة ) يجلس فى حجرته عدة ايام ( وليس عام ) ولاتسال عنه زوجته او ابنائه ولايتناول الطعام ؟؟
والى اللقاء فى مقال آخر



#هشام_حتاته (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرأة فى الاسلام ( 3- اخير )
- نيرون العرب يحرق اليمن
- الاسلام مع المرأة (2)
- المرأة فى الاسلام
- رحلة المراة من التقديس الى التبخيس
- قدم النبى محمد واسطورة خالد بن سنان
- عودة الروح : مصرترقص وتغنى
- الولدان المخلدون
- البدو فى الريفيرا
- الارهاب الاسلامى فى الغرب ( قراءه نقدية )
- بيوت الله وبيوت المسنين
- صائمون ... عابدون - خربشات شعرية
- ارتباط الديانات السماوية بالشرق الادنى
- العلاقة بين الزمن المتطاول والتقديس
- قراءة فى حيثيات الحكم على اسلام بحيرى
- المثقفون وقضية التنوير
- سيد القمنى ومرحلة الافول
- الحزب العلمانى المصرى : الحلم على ارض الواقع
- المسجد الاقصى بين التاريخ الدينى وعلم التاريخ
- السيسى بين مطرقة الارهابيين وسندان الازاهرة والسلفيين


المزيد.....




- فيديو البابا فرانسيس يغسل أقدام سيدات فقط ويكسر تقاليد طقوس ...
- السريان-الأرثوذكس ـ طائفة تتعبد بـ-لغة المسيح- في ألمانيا!
- قائد الثورة الإسلامية يؤكد انتصار المقاومة وشعب غزة، والمقاو ...
- سلي عيالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على النايل سات ولا يفو ...
- الاحتلال يستغل الأعياد الدينية بإسباغ القداسة على عدوانه على ...
- -المقاومة الإسلامية في العراق- تعرض مشاهد من استهدافها لموقع ...
- فرنسا: بسبب التهديد الإرهابي والتوترات الدولية...الحكومة تنش ...
- المحكمة العليا الإسرائيلية تعلق الدعم لطلاب المدارس الدينية ...
- رئيسي: تقاعس قادة بعض الدول الإسلامية تجاه فلسطين مؤسف
- ماذا نعرف عن قوات الفجر الإسلامية في لبنان؟


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - هشام حتاته - كتاب الموتى ومِنسَأَة النبى ابراهيم