أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - دلور ميقري - الإجتماعيات الكردية : طِباعٌ وأعراف















المزيد.....

الإجتماعيات الكردية : طِباعٌ وأعراف


دلور ميقري

الحوار المتمدن-العدد: 1437 - 2006 / 1 / 21 - 08:02
المحور: القضية الكردية
    


حتى منتصف خمسينيات القرن العشرين ، كان المجتمع الكردي بدمشق ( وتحديداً في حيّ الأكراد ) ، ما فتيءَ على إنطوائه وحياته الداخلية ، المتماسكة . المأثور عن المجتمعات شبه المغلقة ، تمكنها من المحافظة على عادات وطباع وتقاليد ، متوارثة ؛ وبدرجة أقل ، على اللغة القومية . وبما أننا بصدد عرض ِ ميراث مجتمعنا هذا ، فالأجدى التطرّق أولاً لشخصية الكرديّ ؛ وكما عرفها الأجانب من رحالة وباحثين وكردولوجيين . هاهو ، آبو فيان ، الكاتب الأرمني الكلاسيكي ، لا يخفي إعجابه بصفات جيرانه ، الجبليين : " من الممكن معرفة الكردي من النظرة الأولى ، برجولته وقيافته المهيبة المعبّرة ، التي تشير في نفس الوقت إلى الهزء بالخوف . بالإضافة إلى هذا ، أنّ وجه الكرديّ يتصف بعيون كبيرة برّاقة ، وحواجب كثيفة ، وجبين عال ، وأنف طويل أقنى ، وخطوات متينة ؛ أو بعبارة اخرى ، صفات الأبطال القدماء " (1) . ثمة رحالة إنكليزيّ ، تسنى له ، عن قرب ، مراقبة الحياة الكردية : " الخطر الدائم ، خلقَ عند الكرد عدمَ الثقة والشجاعة والخفة المتناهية والرقابة العالية ، المتطوّرة " . وهذا مواطنه ، فريزر ، يُشبّه الأكراد بالإسكتلنديين القدماء ؛ بإحتقارهم لكل مهنة غير حمل السلاح ، ووفائهم بالعهد والأخذ بالثأر والتميّز بالكرم (2) . فضلاً عن الأرمن ، فالعرب أيضاً محضوا جيرانهم الكرد ، تلك النظرة الودية . إنّ الباحث العراقي ، كاظم حيدر ، على سبيل المثال ، يكتب عنهم : " إنهم سلالة شعب متكبّر ، مستقل ، رفض منذ فجر التاريخ الخضوع مدة طويلة لأيّ فاتح أو دولة .. وعل العموم ، فإنّ الأكراد يمتازون بالعناد والإستقامة والوفاء والعطف على الأهل والتضحية من أجل العشيرة والفخر برئيسهم وبلادهم " (3) .
بالمقابل ، فإنّ بعض المصادر الغربية ، ولأغراض سياسية ، أو تبشيرية ربما ، دأبتْ على تناول الصفات السلبية للكرد ، مركزة عليها . فالباحث هلموت كريستوف ، في معرض حديثه عن فئات المجتمع الكردي ، يقول : " وفيهم المحاربون ، الذين تتشكل منهم معظم المدن الكردية ، وهؤلاء يعيشون على السلب والنهب " . كذلك ما نقرأه في موسوعة " كييه " ، الفرنسية : " وكثيرون من الأكراد هم رعاة ، محاربون ، نهابون ، كانوا الأداة التي إستعملت ضد أرمينيا " (4) . ما من شكّ في أن الكرد ، شأن كافة الشعوب في المعمورة ، طووا في دواخلهم بعض الجوانب غير الجيدة ، المنعكسة على تعاملهم مع بعضهم البعض ، أو مع جيرانهم سواءً بسواء ؛ نظير العصبية الشديدة ، وضيق الأفق ، والعنف المبالغ فيه أحياناً ، المتمثل في عادة أخذ الثأر ، المشؤومة . بيْدَ أنّ ذلك ، للمفارقة ، لم يسِمْ إلا نادراً موقفهم من المرأة ، أو الأقليات المذهبية المتعايشة معهم ؛ فقد كانوا بهذا الشأن أكثر إنفتاحاً وتفهماً وإحتراماً ؛ على الأقل ، من الشعوب الإسلامية المجاورة .
المستشرق الروسيّ ، مينورسكي ، يؤكد على مظاهر ثلاثة ، أثرت في الجوانب الخلقية عند الكرد ، بشكل عام ؛ وهي : حياة القرون الوسطى للإمارات الكردية الصغيرة ، والنظم القبلية للعشيرة الكردية ، وإستغلال الأكراد لأغراض سياسية فظة من قبل الأتراك (5) . ربما لا نكون مبالغين في القول ، أنّ مجتمع أكراد الشام ، شكّلَ نموذجاً بالنسبة لتلك الجوانب النفسية ، الخلقية ، الواردة في قول المستشرق الروسي : على الصعيد الأول ، فإنّ وجودهم في بلاد الشام ، وخاصة ً مركزها الدمشقيّ ، تأسس على قاعدة الإمارات الكردية ؛ المتصلة نسباً ، بشكل رئيس ، بالعائلة الأيوبية . إنّ مينورسكي ، نفسه ، نوّه بهذه الحقيقة ، في معرض حديثه عن توزع الكرد جغرافياً ، قائلاً بوجود : " مستعمرات كردية متفرقة في سورية ، حوالي جبال دمشق ، وفيها محلات كردية " (6) . أما على صعيد النظم القبلية للعشيرة الكردية ، فمن النادر أن تجدَ كردياً دمشقياً ، في وقتنا الحاضر ، لا تحمل بطاقته الشخصية كنية َ العشيرة ، المنتمي إليها . وفي هذا الشأن ، يكتب الأستاذ أديب معوّض ، في كتابه الرائد " الأكراد في سورية ولبنان " : " وفي صالحية الأكراد بدمشق عائلات تمثل جميع الأنساب الكردية ، المنتشرة في العالم الكردي " (7) . المعروف عن أكراد الشام ، تاريخياً ، تمسكهم بعاداتهم وأعرافهم ، المستمدة من تقاليد العشيرة لديهم ؛ التقاليد المترسبة في أعماق نفوسهم ، وكانت إلى منتصف القرن الماضي ما فتئتْ تشدّ لحمة مجتمعهم ، شبه المعزول . وهذا الباحث السوري في جغرافية دمشق ، نصوح خيّر ، يكتب عن أكرادها ، معتبراً جماعتهم : " أشدّ الجماعات الأثنية محافظة على عصبيتها القومية وروابطها القبلية " (8) . النقطة الثالثة ، الواردة في إشارة مينورسكي ، وعلى الرغم من أنها متأثرة بالصراع الروسي _ التركي ، آنذاك ؛ إلا أنها صائبة تماماً . هنا أيضاً ، يمكن إعتبار المجتمع الكردي الدمشقي ، نموذجاً ؛ خاصة ً ما نعلم عن نشوئه العسكريّ ، المترسّخ في الفترة العثمانية ؛ تلك الفترة الشاهدة على تكوّن أرستقراطية كردية ، بيروقراطية ، إرتبط أبرز أفرادها ، بشكل وثيق ، بأوساط الباب العالي : " وجاء دمشق دفعة من الأكراد ، إستقروا في الصالحية وحيّ الميدان ، تاركين مواطنهم الأصلية ، وأتوا إلى دمشق بحكم وظائفهم فيها لدى الدولة العثمانية " . (9)
من المهم ألا نسلو حقيقة هامة ، فيما يخصّ حديث مينورسكي عن العوامل المؤثرة في الشخصية الكردية ؛ ذلك أنه كان يشير ، تحديداً ، لمواطني كردستان العثماني ، لا لإخوانهم المهاجرين إلى خارجه ؛ في دمشق وغيرها . وعلى هذا ، لا بدّ من البحث عن مظاهر اخرى شكّلت نفسية " الكردي _ الشامي " وبلورتْ شخصيته ، وبالتالي غيّرت في أنماط معينة من طباعه وعاداته . من النافل هنا القولَ ، أنّ المقصود بإشارتنا الأخيرة ، هو التفاعل الحضاري بين الكردي وبيئته الشامية ؛ التفاعل المرتقي حقبة إثر حقبة ، منذ ترسّخ دولة بني أيوب في عاصمتهم ، دمشق . وكما نوهنا أكثر من مرة في دراستنا ، فمجتمع أكراد الشام يُدين بوجوده ، أساساً ، لتلك الدولة الكردية ، التي كانوا عمادها من الناحية العسكرية ؛ مواصلين صفتهم تلك ، وإن بدرجة أقل ، فيما جاء بعدها من دول مملوكية وعثمانية . أول سمات شخصية العسكري الخادم في بلد أجنبيّ ، هو القسوة المتسمة به علاقته بالآخرين . دون أن ننسى التأكيد على مرحلة الصراع المصيريّ مع الصليبيين ، الموجهة ميول الجند الغرباء ، من كرد وغيرهم ، جهة َ الجبهة الخارجية ؛ أين سحر الجهاد والغنائم والسبايا !
هذه الحقيقة تحيلنا إلى أختها ، وهي المتعلقة بمدى مطابقة المصلحة الخاصة للكرديّ ، الغريب ، مع المصلحة العامة للبلد المضيف . ثمة ، في هذا الجانب ، إشارات تاريخية ، متناقضة . إنّ كتاب " معجم البلدان " لياقوت الحموي ، كمثال ، لا يخفي سخريته من جند صلاح الدين ، وهم في قلب الصراع مع فرنجة الساحل ، الغزاة ؛ بحديثه عن بلدة " جبيل " اللبنانية : " لم تزل بأيدي الإفرنج حتى فتحها صلاح الدين . ورتب فيها قوماً من الأكراد لحفظها ، فبقيت على ذلك إلى سنة 593 للهجرة ، فباعها الأكراد الذين كانوا بها وإنصرفوا عنها إلى حيث لا يُعلم ، فهي إلى الآن بأيدي الإفرنج " (10) . صعوداً ، إلى مراتب الطبقة الاولى من رجالات الدولة الأيوبية ، تتواتر الإشارات التاريخية ، الأصلية ، عن سلوك العديد منهم ، المتسم بالجشع والأثرة والإستهتار . فرغم تأكيد معظم تلك المصادر على نزاهة صلاح الدين وعفة يده وتسامحه ، هاهم بعض أشقائه ، على شاكلة تورانشاه ؛ المالك في عهد السلطان إقطاعات واسعة في الشام . فعندما يموتُ ، بغتة ، يخلف ديوناً باهظة يقضيها عنه صلاح الدين . (11)
عرضنا لبعض جوانب الشخصية الكردية ، من إيجابية وسلبية ؛ فما هي المؤثرات الطارئة عليها ، دمشقياً ؟ وعندي ، أنّ شهادات الرحالة ، من مسلمين وأجانب ، هي الأصدق والأكثر حيادية ، فيما يتعلق بأخلاق أهالي الشام . إنّ إبن جبير ، الأندلسي ، الوافد على المدينة في عهد صلاح الدين ، يُندد بالدماشقة في حديثه عن سلوكهم المتسم بالمبالغة في اللياقة ، فضلاً عن نعتهم لأهل الذمة بالكفار (12) . هذه الإشارة الأخيرة ، تفسّر المفردة الكردية : كَاور ( أيْ كافر ) ، التي ما زال يستعملها أكراد الشام ، للتدليل على النصراني ؛ فيما أنّ أشقائهم في الأقاليم الشمالية من سورية ، يستعملون مفردة اخرى : فلاّه . وعلى أيّ حال ، فإنّ إبن بطوطة ، رحالة عصر المماليك ، له وجهة نظر اخرى ، أكثر ودية ، في أخلاق أهل الشام . إنه يشيد ُ بتضامنهم الإجتماعي ، المتجلي بالمرافق الملحقة بالأوقاف وإستعمالاتها : " فمنها أوقاف على العاجزين عن الحج يعطى لمن يحج عن الرجل كفايته ، ومنها أوقاف تجهيز البنات إلى أزواجهن وهن اللواتي لا قدرة لأهلهن على تجهيزهن ، ومنها أوقاف لفكاك الإسارى ، ومنها أوقاف لأبناء السبيل يعطون منها ما يأكلون ويلبسون ويتزودون لبلادهم .. " (13) . فيما تلى من قرون ، يفدُ رحالة اوربيون إلى دمشق العثمانية ، مسجلين بالكلمات والرسوم ، بعضاً من إنطباعاتهم عن حياة المدينة وطباع ساكنيها : " يغلب عليهم بياض البشرة وجمال الطلعة مع ملاحة التكوين ، ويتمتعون بصفاء الذهن والرقة والظرافة والدهاء ، ويتصرفون بتهذيب مع من يحسن معاملتهم ، وتجد مظاهر الحرية الدينية عكس المدن الاخرى " (14) . كلام رحالتنا الفرنسيّ ، من القرن السابع عشر ، يستعيده بعد قرنين آخرين مواطنه ، لامارتين ؛ الشاعر الكلاسيكي ، المشهور : " إنّ الصورة التي كونتها عن جمال نساء اوربا وأثينا ، قد إضمحلت وفقدت قيمتها برؤيتي نساء سورية ، وخصوصاً نساء دمشق " . (15)
هذه الإشارة الأخيرة ، تحيلنا إلى وضع المرأة ، في ذلك العصر . وبداية ، نستهلّ حديثنا بإشارة اخرى ، هامة ، للمستشرق الروسي ، مينورسكي ؛ بتأكيده أنّ حالة المرأة هي التي تلعب الدور الأهم لتحديد أخلاق أيّ شعب . وبما أننا في وارد البحث في الطباع والأعراف الشامية ، يستوقفنا بعض الإشارات الوارد فيها وضع المرأة السيء ، إجتماعياً ، في دمشق ؛ وبشكل خاص عند الطبقات الراقية ، المنتشر فيها تعدد الزوجات والتسري والتعصب الشديد . وبلغ الأمر حداً ، كان فيه الأشقاء يمنعون أختهم من الزواج تاركينها للعنوسة ، بهدف إستحواذ حصتها من الميراث (16) . بالمقابل ، فإن أخلاق الكرد ، عشائرياً تحديداً ، أتاحت لنسائهم شروطاً أفضل . لقد نوّه الباحثون والرحالة الأجانب بإختلاف نساء الأكراد عن بنات جنسهن ، من الشعوب المجاورة : " فهن غير محجبات ، يجلسن في الجماعة بشجاعة وبدون إستحياء وغالباً ما يشاركن الرجال في الحوار " ، يقول الرحالة " سون " ، مضيفاً أنّ المرأة الكردية : " لم تتظاهر بالعفة الكاذبة أو سذاجة النساء التركيات أو الفارسيات " (17) . الباحث الروسي ، ليرخ ، من القرن التاسع عشر ، أجرى على الأرض دراساته الموسعة ، عن كرد الإمبراطوريتين التركية والفارسية ؛ متوصلاً إلى قناعة بما تمتعت به المرأة الكردية من حرية ، لم تحظاها نساء الشعوب المسلمة ، الاخرى . لا بل وينتهي باحثنا الروسيّ ، في إشادته بالعلاقة بين المرأة الكردية وزوجها ، حدّ القول : " بأنها أعادت إلى ذهنه الحياة العائلية في الغرب ". (18)
بما أنّ بحثنا ما زال يراوحُ في دولة بني عثمان ، فلننوه إذاً بوضع المجتمع الكردي الدمشقي ، زمنئذٍ . فعلى الرغم من جوّ الجمود والتزمّت ، المهيمن على المجتمع أيام الأتراك ، إلا أننا نملك إشارات تاريخية ، من هذا المصدر أو ذاك ، تفيدنا بحال أكثر تقدماً للمرأة الكردية في الشام ؛ طبعاً في سياق المقاربة عموماً . ففي مدينةٍ مُحافِظةٍ كدمشق ، كان من المثير للدهشة ، فعلاً ، أن يوقفَ سعيد باشا شمدين ، زعيم أكراد الشام ، قصره الباذخ في محلة سوق ساروجة ، فضلاً عن أملاكه كافة ، على سبطيْه عبد الرحمن باشا اليوسف وشقيقته زهراء خانم (19) . وعموماً ، فلدى مدونات ذلك العصر ، المضطرب ، الكثير مما ترويه لنا . هذا تاريخ الشيخ البدري ، العائد للقرن الثامن عشر ، يشير إلى واقعة جنائية ، بحتة ، كادت أن تشعل حرباً مع والي الشام : " قتل رجل من الأكراد بتحريض من زوجته ، بدعوى أنه ينام مع مملوكه ولا ينام معها ، وله قهوة بسوق الخيل ، وإسمه درويش آغا . فقامت الأكراد على ساقها في سوق الخيل ، وإستدلوا على القتلة وهم طبجي الباشا ( قائد المدفعية ) وأخو الزوجة ورجل آخر ، قطعوهم قطعاً والمرأة غرقوها بنهر بردى ولم يسألوا على الحاكم " (20) .
من ناحية اخرى ، وردَ في أخبار ذلك العصر قصصاً عن وقائع مهولة ، شاركت فيها المرأة الكردية الرجلَ جنباً إلى جنب ، في خوض غمارها . في فتنة دمشق للعام 1860 ، التي إنقضّ فيها رعاع المسلمين على الحيّ النصرانيّ في المدينة ، يشهد أبو السعود الحسيبي ، في مذكراته ، بالتالي : " والذي ظهرَ من الأكراد مشهودٌ ، حتى أنّ نساء المذكورين كانوا ينهبون أكثر من رجال أهالي دمشق الأشقياء المدلسين " (21) . ومن تاريخ العلاف ، الذي يستعرض أخبار دمشق في أواخر القرن التاسع عشر ، نستلّ واقعة طريفة ، جرتْ في حارة الأكراد : " حيث أنّ الضابطية ( الشرطة ) تأكدوا من وجود مطلوب في الحارة ، عند خليلة له . فكبسوا البيت ، وأخذوه وهو في حالة من السكر الشديد . سمعتْ أخته بذلك ، فأخذت عصا الشوم الشهيرة ( النبوت ، باللهجة المصرية ) وسبقتهم عن طريق الشركسية إلى الجسر الأبيض ، ثم باغتتهم وإنهالت بالعصا عليهم وأنقذت أخاها ! " (22) . ومن هذا المصدر الأخير ، نعرف أنّ دمشق في مطلع القرن العشرين ، كانت متسامحة بشأن تعليم البنات ، بشكل عام : ففي حيّ الأكراد ، وُجدتْ ثلاثة مدارس للذكور ومثلها للإناث ، وفي الصالحية كان هناك أربعة مدارس للبنات ، ومثلها كذلك للأولاد (23) . وفي دراسة قيمة ، نادرة ، عن المجتمع الكردي الدمشقي في منتصف الخمسينات ، نعلمُ أنّ نسبة الفتيات المتعلمات في حيّ الأكراد ، كانت آنذاك هي الأكبر على مستوى المدينة . (24)

هوامش ومصادر :

1 _ مينورسكي ، الأكراد _ الطبعة العربية في بغداد 1968 ، ص 36
2 _ علي سيدو كوراني ، من عمّان إلى العمادية _ القاهرة 1939 ، ص 10
3 _ أحمد فوزي ، قاسم والأكراد _ غير معروف مكان وزمان الطبع ، ص 21
4 _ المصدر السابق ، ص 30
5 _ مينورسكي ، مصدر مذكور ، ص 61
6 _ المصدر نفسه ، ص 18
7 _ منذر الموصلي ، عرب وأكراد _ بيروت 1986 ، ص 453
8 _ نزيه خيّر ، مدينة دمشق : دراسة في جغرافية المدن _ دمشق 1982 ، ص 236
9 _ يوسف جميل نعيسة ، مجتمع مدينة دمشق _ دمشق 1986 ، ص 90 ج 1
10 _ ياقوت الحموي ، معجم البلدان _ دمشق 1983 ، ص 267 ج 3
11 _ إبن شداد ، النوادر السلطانية والمحاسن اليوسفية _ دمشق 1979 ، ص 369
12 _ رحلة إبن جبير _ القاهرة 1992 ، ص 285
13 _ رحلة إبن بطوطة _ القاهرة 1967 ، ص 237
14 _ لوران دارفيو ، وصف دمشق في القرن السابع عشر _ دمشق 1982 ، ص 70
15 _ يوسف جميل نعيسة ، مصدر مذكور ، ص 630 ج 2
16 _ المصدر نفسه ، ص 526 ج 2
17 _ مينورسكي ، مصدر مذكور ، ص 74
18 _ ب . ليرخ ، دراسات حول الأكراد _ الطبعة العربية في دمشق 1992 ، ص 21
19 _ الشيخ الشطي ، أعيان دمشق في القرن الثالث عشر _ دمشق 1973 ، ص 57
20 _ الشيخ البديري ، حوادث دمشق اليومية _ القاهرة 1959 ، ص 155
21 _ أبو السعود الحسيبي ، مذكرات / ضمن كتاب : بلاد الشام في القرن التاسع عشر ، للمحقق سهيل زكار _ دمشق 1982 ، ص 294
22 _ أحمد حلمي العلاف ، دمشق في مطلع القرن العشرين _ دمشق 1976 ، ص 258
23 _ المصدر نفسه ، ص 204
24 _ وداد الفقير ، حي الأكراد في دمشق : دراسة إجتماعية _ دمشق 1956 ( رسالة جامعية غير منشورة ، أطلعتُ عليها من أرشيف الدكتور حسين حبش ، بموسكو )




#دلور_ميقري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإجتماعيات الكردية : فقهٌ وتصوّف
- القصبات الكردية (2 / 2)
- الإجتماعيات الكردية : عامّة وأعيان
- رؤيا رامبو
- الميلاد والموت
- القصبات الكردية
- المهاجر الكردية الأولى
- كي لا ينام الدم
- سنوات النهضة الكردية: مدرسة الشام
- المصادر الاسطورية لملحمة ياشار کمال ..جبل آ?ري


المزيد.....




- کنعاني: لا يتمتع المسؤولون الأميركان بكفاءة أخلاقية للتعليق ...
- المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة: روسيا في طليعة الدول الساع ...
- مقر حقوق الإنسان في ايران يدين سلوك أمريكا المنافق
- -غير قابلة للحياة-.. الأمم المتحدة: إزالة الركام من غزة قد ت ...
- الأمم المتحدة تحذر من عواقب وخيمة على المدنيين في الفاشر الس ...
- مكتب المفوض الأممي لحقوق الإنسان: مقتل ما لا يقل عن 43 في ال ...
- مسئول بالأمم المتحدة: إزالة الركام من غزة قد تستغرق 14 عاما ...
- فيديو.. طفلة غزّية تعيل أسرتها بغسل ملابس النازحين
- لوموند: العداء يتفاقم ضد اللاجئين السوريين في لبنان
- اعتقال نازيين مرتبطين بكييف خططا لأعمال إرهابية غربي روسيا


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - دلور ميقري - الإجتماعيات الكردية : طِباعٌ وأعراف