أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - احمد صالح سلوم - الاستشراق المعكوس وفكر سيد قطب..الإسلام السياسي عبر اليات الثالوث الامبريالي الأمريكي الياباني الأوروبي















المزيد.....

الاستشراق المعكوس وفكر سيد قطب..الإسلام السياسي عبر اليات الثالوث الامبريالي الأمريكي الياباني الأوروبي


احمد صالح سلوم
شاعر و باحث في الشؤون الاقتصادية السياسية

(Ahmad Saloum)


الحوار المتمدن-العدد: 5477 - 2017 / 3 / 31 - 14:04
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


يشكل سيد قطب مركز الثقل في توجهات أحزاب الإسلام السياسي وتعتبر مقولاته مجرد معالم بارزة للفكر الذي يصوغ ما يسمى بـ"الحل هو الإسلام" لهذا ان تفكيك خطابه ووضعه في سياقات اليات الثالوث الامبريالي الأمريكي الياباني الأوروبي مهم جدا حتى نتبين هل هو مشروع جدي ام مشروع تضليل للوعي ووضع المجتمع في دائرة مفرغة من الحلول الوهمية التي لاتنجز فعليا الا الخضوع الدوني للمقتضيات الثالوث الامبريالي بالتحكم بموار المنطقة العربية ..
وحول سيد قطب نسجت الاساطير التي جعلت من حكاية إعدامه رواية ملحمية اغلب حبكتها صاغته حركة الاخوان المسلمين المعروفة بقدرتها على امتهان التسويق الإعلامي للشركات الغربية وتجميل أي شيء ترغب به لاهداف سياسية رغم مخالفة ذلك التام للواقع وما جرى فعلا ورغم ان لا دليل موثق على كل ما ورد عن بطولاته قبل الإعدام التي صورته على انه مسيح إسلامي ينشد إقامة نظام رباني مثالي فوجد انه يحاكم ويعدم على جريمة تقترب من مسمى نشر الشعوذة الإسلامية
يبدأ سيد قطب كتابه في ظلال القران بشل القارئ لما يكتبه بانه يملك الحقيقة المطلقة بعد ان امتلك المعرفة الربانية بحيث يبدو ان كل مصادر العلوم والمعرفة التي عرفت ثورة لاسابق لها مجرد حواتيت وتصورات صبيانية لايمكن الا ان يتداولها أطفال لم يبلغوا سن الرشد..ويوهم القارئ انه يملك مفاتيح المعرفة المطلقة لأنه فهم القران..هذا الأسلوب تستخدمه جميع الحركات المسيحية واليهودية التي شكلت رأس الحربة في تنفيذ مقاولات التوسع الرأسمالي فهرتزل اب المشروع الصهيوني كان يطرح توظيف اليهودية ومقولاتها الدينية من اجل مشاريع التوسع الرأسمالي وكان اول من مول هذا المشروه هو بنك روتشيلد وأيضا تكفلت به الحكومات البريطانية والنازية الألمانية حتى وصل اليوم الى دعم مطلق من الولايات المتحدة لاضعاف مصر والسيطرة على موارد المنطقة العربية..
بدأ قطب بالمطلق واعدم النسبي مما جعله يخرج عن أي بحث علمي وبالتالي ترسيخ مقولات بسيطة مرجعها فهمه الخاص الذي استمده من اله يمتلك مفاتيح المعرفة ..لهذا فعلي الجميع ان يقبل منه كل شيء لأنه لايحتاج الى تفسير ومراجع علمية فقط الى فهم تلصق به كلمة رباني ووصف ما عداه بالجاهلية ومعارف الأطفال..
يقول سيد قطب بلغة انشائية :" وعشت - في ظلال القرآن - أنظر من علو إلى الجاهلية التي تموج في الأرض ، وإلى اهتمامـات أهلهـا
الصغيرة الهزيلة . . أنظر إلى تعاجب أهل هذه الجاهلية بما لديهم من معرفة الأطفال ، وتصورات الأطفال ،
واهتمامات الأطفال . . كما ينظر الكبير إلى عبث الأطفال ، ومحـاولات الأطفـال . ولثغـة الأطفـال . .
وأعجب . . ما بال هذا الناس ؟ ! ما بالهم يرتكسون في الحمأة الوبيئة ، ولا يسمعون النداء العلوي الجليـل .
النداء الذي يرفع العمر ويباركه ويزكيه ؟"
اذا لا أحد يسمع النداء العلوي الجليل الا سيد قطب وفي هذا منح القداسة لنفسه واصبح غير قابل للجدل بل انه امتداد لاله مطلق ينظر باستهزاء لمعرفة الأطفال ولثغة الأطفال والجاهلية التي تموج في الأرض..يسترسل سيد قطب بسرد انشائي لمديح ما جاء اليه في ظلال القران دون ان نجد شيئا ملموسا يمكن مناقشته سوى التحليق في اصورات ذهنية يتخيلها لكل شخص كما تسعفه مخيلته..في معرض هذا الحديث نجده يركن الى فطرة الانسان وميوله واستعدادته تجعله يأخذ المنهج الرباني ..اذا نحن امام عملية غسيل دماغ تام بحيث ينتزع الانسان من مداركه الوجودية ومشكلاته الحقيقية ليسبح في عالم هلامي اسمه الفطرة والميول والاستعدادات حسب المنهج الإلهي الذي لايدلنا ما هو بل على كل من يقرأ له ان يوطن نفسه على هذه العبارات بصفته علم قائم بذاته خلافا لكل علم حيث لانعرف مدلولات العبارات فقط لأنه الصق بالمنهج كلمة الهي فعلى القارئ ان يضعف ويقر بهذا الاله الجديد الذي اسمه سيد قطب ويستمع له ويقر ان كل ما امامه جاهلية
نصل بعد مقدمته الطويلة الى عبارته التالية "ولقد كانت تنحية الإسلام عن قيادة البشرية حدثا هائلا في تاريخها ، ونكبة قاصمة في حياتهـا ، نكبـة لـم
تعرف لها البشرية نظيرا في كل ما ألم بها من نكبات . ."
دون ان يرشدنا متى تمت تنحية الإسلام عن قيادة البشرية ..فما عرفته البشرية عندما جاء الإسلام انه كان في دائرة صراع لاتنتهي وانه لم يقدم حلا مثاليا بحيث ان الصراعات اختفت وهو ما يقره حول تناوله للنزاعات المجتمعية ممثلة بعثمان ومعاوية وأبو سفيان وذم الكثر من الصحابة..اذا متى قاد الإسلام البشرية يبقى هذا الشعار هذيانيا لأن الحضارة لم تنشأ الا في دمشق وبغداد والقاهرة يومها وكانت تحمل ارثا حضاريا عميقا ولم تات من عدم وكانت تراكما تاريخيا ولم يكن صدفة اذا أي حقبة قصد بها ان الإسلام تنحى عن قيادة البشرية ولاسيما ان الحضارة النسبية كانت في بغداد ودمشق والقاهرة بما يمكن تسميته حسب سيد قطب الجاهلية أي توارث العائلة الاموية او العباسية او غيرها الحكم بما يعنيه من تمثل للمصالح المادية يومها في حاضرة الشام او العراق او مصر وليس الى منجز يتعلق بدين او معتقدي مهما كان..
أخيرا نصل الى العبارة التي كانت الفصل بين عصر صعود الثقافة العربية الإسلامية من جهة وانحطاطها من جهة مقابلة أي الصراع بين قوى السلطة الزمنية الساقطة ومقتضيات التتقدم وهي الفصل الأهم من كل ما أورده حيث يقول:" هذا وهم . . إنه فصل بين نوعين من السنن الإلهية هما في حقيقتهما غير منفصلين . فهذه القيم الإيمانية هي
بعض سنن االله في الكون كالقوانين الطبيعية سواء بسواء . ونتائجها مرتبطة ومتداخلة ؛ ولا مبـرر للفـصل
بينهما في حس المؤمن وفي تصوره . ."
أي اننا نقف امام المحاججة بين فقيه السلطة الزمنية الانحطاطية ممثلة بابو حامد الغزالي الذي يقود العرب الى عصر الظلمات الإسلامي من خلال العودة الى حلول وهمية حسية لا احد يعرف كنهها ولا مقاييسهل وكل يتخيلها حسب وعيه وهذه الحلول السحرية تتمثل بكلمة الايمان وحس المؤمن وتصوره وكان اشد المعادين يومها لفكر الغزالي التلفيقي الفيلسوف العربي ابن رشد والذي دعى الى الاحتكام الى العقل والسبقبية لانهما أساس التقدم والاقلاع الحضاري..
سيد قطب اعلن عن نفسه عند هذه العبارات انه ليس شاذا بل انه نتيجة سياق انحطاطي لا يرغب الا بالدونية امام الاستعمار والاحتلال لأنه لايدعو للعقل ولفهم اليات الغزاة وافكرهم وتحليليها وإيجاد الطرف الفعالة للرد عليها واختيار طريق تنموي عملي كما فعلت الصين الماوية التي لخصت الحصارة الصينية العريقة بالفكر الماوي الشيوعي الذي أهلها من دولة اكثر تخلفا من مصر الى الدولة الأولى عالميا ..لا ان قطب يركن الى حلول الدروشة التي تلهث وراء الحس والايمان للوصول الى مستويات اعلى من الانحطاط

..........................
قسم من كتاب يفكك كتب السي أي ايه التكفيرية عبر شيوخها واولهم سيد قطب
يمكن طلب نسخة من الكتاب على موقع بيت الثقافة البلجيكي العربي
..................................
فليمال - لييج – بلجيكا
اذار2017
اصدارات بيت الثقافة البلجيكي العربي
La Maison de la Culture Belgo Arabe - Flémalle - Liège

https://www.youtube.com/channel/UCxEjaQPr2nZNbt2ZrE7cRBg

https://www.youtube.com/channel/UCXKwEXrjOXf8vazfgfYobqA



#احمد_صالح_سلوم (هاشتاغ)       Ahmad_Saloum#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- روسيا والسيادة السورية ،تجربة بيت الثقافة البلجيكي العربي في ...
- ترجمة لما كتبه المفكر العالمي سمير امين عن الثوري فيدل كاستر ...
- ملاحظات ..حول -حرر عقلك- وانت بعقال الخرافات ..حول رسل الموت ...
- ملاحظات عن الامية الاقتصادية للاعلام المقاوم..وجريمة الإبادة ...
- كوبا وكاسترو..شهادة من زيارتي لها
- مساهمة في ترجمة مقالة سمير امين عن انتخاب دونالد ترامب
- ديكتاتورية اعلام حلف الناتو وتنميطاتها الإسلامية العنصرية :س ...
- المخابرات الامريكية والألمانية والصهيونية والاردنية وصناعة ا ...
- نقاش مع الرفيق يوسف قدورة حول الإسلام السياسي ومآلات الأحوال ...
- قصائد:صلاة الكافر..فضاء عميق..كلمات ومعجم ..افاق..خيزران ..ح ...
- مناقشة مع رفيق عزيز حول طبيعة القصف ضد المنظمات الإرهابية في ...
- قصائد:نار..لييج ..الأعماق..من جديد..كسوف..كلمات حارقة..اشارا ...
- جيش السي أي ايه الإرهابي من القاعدة الى النصرة وليس انتهاء ب ...
- قصائد:مخمل..جوارير..سترة..قسوة ..جمود..غسق مرتعش..امتصاص..تف ...
- رمضان شهر الصناعة المصنعة للارهاب - 2 - الامريكي عمر متين نم ...
- لماذا اعتبرت المانيا ان روسيا أصبحت خصما لسلطة رأس المال الت ...
- قصائد:قبل..تأمل..ألوان..استدارة.. حواجز ..فارق زمني..توقع .. ...
- رمضان شهر التنبلة والعبودية لاله الرأسمالية :الربح
- شلل تام للدولة امام سياسات حكومة اقصى اليمين الليبرالي البلج ...
- قصائد:دهشة..تحولات..جريحا..روائح ..أجنحة..تمهلي..تدرج عبقري. ...


المزيد.....




- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...
- الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأمريكية مسؤولية أي اقتحام ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: وعود كييف بعدم استخدام صواريخ ATAC ...
- بعد جولة على الكورنيش.. ملك مصر السابق فؤاد الثاني يزور مقهى ...
- كوريا الشمالية: العقوبات الأمريكية تحولت إلى حبل المشنقة حول ...
- واشنطن تطالب إسرائيل بـ-إجابات- بشأن -المقابر الجماعية- في غ ...
- البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - احمد صالح سلوم - الاستشراق المعكوس وفكر سيد قطب..الإسلام السياسي عبر اليات الثالوث الامبريالي الأمريكي الياباني الأوروبي