أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - احمد صالح سلوم - كوبا وكاسترو..شهادة من زيارتي لها















المزيد.....

كوبا وكاسترو..شهادة من زيارتي لها


احمد صالح سلوم
شاعر و باحث في الشؤون الاقتصادية السياسية

(Ahmad Saloum)


الحوار المتمدن-العدد: 5357 - 2016 / 11 / 30 - 09:25
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


*زرت كوبا وتفقدت العاصمة هافانا على سعتها الخرافية على قدمي..حاولت ان اجد بيوت صفيح او احياء عشوائية فلم اجد لا يوجد فيها متسولون او اشخاص معاقون في الشوارع او ان احدا لايجد مأوى ومأكلا وعلاجا وتعليما..وجدت طوابيرا لانهاية لها من اجل حضور مسرحية او عرض فني..لا يوجد فيها ازقة..وشوارعها اوتسترادات في اغلبها ..وضواحيها في غاية الجمال ..عندما كنت اضيع فيها كنت استغرب ان الناس لاتقفل على نفسها الابواب ..فالابواب مشرعة و لا احد يخاف السرقة ..الابيض والاسود والخلاسي يعيشون بوئام..كانت من انظف العواصم فاغلب شوارعها لاتقطعها الا الدراجات وباصات النقل العمومي وسيارات قليلة بموديلات قديمة ايضا شبه عامة لان راكبها يقف لك احيانا ليسألك عن وجهتك ليأخذك معه..حين الصعود الى الباص وهو عادة مزدحم فانك تطلب من الواقفين من هو اخر واحد لتعرف دورك وتصعد بالترتيب حين يأتي الباص ولايتسابق احدهم على الاخر..لا تجد ان هناك نخبة او فئة تحمل مسدسات مفضلة او انها بمواكب امبراطورية او انها تخيف احدا..رغم شح الوقود يومها كانت الناس تتناول وجبات صحية صحيح انها ليست متنوعة واغلبها فاصولياء فانه اكل صحي مضاد للكوليسترول والفواكة متوافرة تجدها حتى حول الاشجار لا احد يتناولها سواء موز او نخيل او غيره..مساحات خضراء على مد البصر ..ضعت في احدى المرات بسبب فضولي قرب مقر كاسترو ولم يكن هناك لا حراسات على الاقل ظاهرة..تحدثت مع مترجمة لكاسترو وعرضت علي امكانية لقاء ويومها كنت في عبور سريع لكوبا استغرق اكثر من شهر وانشغلت بانهاء امور معقدة..التقيت مع بعض الرتب العسكرية الكبيرة نسبيا لوقت قصير..البلد الوحيد الذي اعطاني فيزا يوم لم اجد بلدا يستضيفني كانت كوبا ومازالت الفيزا موجودة في وثيقة سفري طبعا بالاضافة الى دخولي الى ليبيا ايام المرحوم القذافي دون فيزا - وهما البلدان اللذان لم يطرداني رغم طبيعة شخصيتي الناقدة والتي زادها التعذيب في سجن الامن السياسي في حلب بسورية شراسة - وثم سفارة بلجيكا واقصد فيزا صالحة ..مساكن الطلاب مثلا في الجبهة الشعبية هي فلل بطابقين وبحديقة يمر جنائني يرتبها وقربها فلل لكوبيين خلاسيين او غيرهم معتنى بها بنفس المستوى تصلك انبوبة الغاز المنزلي بالمجان وتأخذ حصتك من كل شيء بالمجان وحتى ضيفني احد رفاقي في الجبهة الشعبية سيجارا وعندما سألته من اين اشتراه قال لي انها من حصته من السيجار الكوبي الفاخر ..كنت اعاني يومها من ثقب طبلة الاذن بعد تعرض قوادي اجهزة عرفات المفطوس واجهزته الارهابية لي في ليبيا بعد طردي من هذه الاجهزة من تونس بطلب من جهاز امن الدولة التونسية وعميل الموساد ياسين في سفارة العهر الفلسطيني بتونس فكانت كوبا رحمة لي فمناخها دافئ حتى في شهر كانون الذي زرتها فيها مما ساعد في شفائي نسبيا بينما كانت مالطا عند مروري بها بسبب البرد مؤلمة ..لا حاجة لك بالفلوس في كوبا فهي لاتشتري لك شيئا فيكفي ان تملك بطاقة مواطنة او رعاية كمواطن حتى تنال اكلك وشرابك وطعامك وسيجارك والعلاج الصحي والتعليم كله بالمجان فليس كان من هو اشقى مني حيث كنت في مرحلة عبور ولا رعاية لي فلو كنت املك الف دولار فهي لاتكفي لتناول صندويشات صغيرة في فنادق نادرة تتعامل بهذا الحجم ..يومها جميل ان كان لي اصدقاء من اليسار اي من الجبهة الشعبية والجبهة الديمقراطية واخص رفاقي من الشعبية لم وجدت ما اكله او مكان انام فيه..اقمت في فللهم وكنت ازور معهم مطاعم الدولة حيث يقدم لنا طعاما جيدا بل وفاخرا ومعه البوظة وكل شيء مقابل لاشيء فقط لان رفاقي معها بطاقة دخول لعدد من الاشخاص كانوا يضموني اليهم..هذه كوبا باسطر حيث المواطن او من في حكمه من اليساريين المقيمين هو الاهم اما السائح او حتى العابر مثلي فعليه ان يدبر حاله


*ليس هناك شيء كامل وعلى مستوى التنظير يمكن الحديث عن الطريق ونصيبه من الاشتراكية ولكن في كل الاحوال هو نمط متمركز على الذات والاستقلال والتضامن وهو نمط ناجح رغم كل العدوان والضغوط الامريكية الغربية ..ما يرعب الامبريالية ان يظهر نموذج ككوبا ويقول للشعوب شوفو لدي قيادة لاتستحمرني وتقول لي كما يقول الليبراليون ان تخفيض الضرائب وزيادة التفاوت الطبقي سيوجد فرص عمل وهذه خرافة فمعدل البطالة اكثر من ربع سكان القوة العاملة في الولايات المتحدة باعتراف ترامب وتزداد البطالة مع تخفيض الضرائب على الاغنياء ورغم انها الدولة الوحيدة التي تستفيد من الليبرالية بنهب ثروات الشعوب التي توفرها اليات الشفط الليبرالية كالبورصات والخوصنة مع ذلك فهي في مأزق وتهالك نمطها الرأسمالي فكيف لبلد صغير ككوبا ان يوفر لشعبه كل حاجاته ويوظف كل الشعب ويطعمه ويؤمن السكن والتعليم المجاني والعلاج الصحي الراقي ولا يدمر البيئة بالاستهلاك الاستعراضي والبذخ حيث وجدت ارادنة يعالجون بكوبا رغم تكلفته على الاجنبي وبطاقات السفر من امراض العيون لان فيها اكفأ اطباء العيون..كيف ستواجه الليبرالية المتوحشية وطبقاتها اللصوصية وشركاتها العابرة للقارات بان تجربة بلد صغير لافضل من كل البؤس الليبرالي الذي تنشروه وانه اكتفى بنفسه ونفسه اي ان الرأسمالية وتوحشها وتدميرها النهائي الكارئي للبيئة ليست قدرا ..يمكن ان نحافظ على انسانية الانسان بتجارب تسير بطريق الاشتراكية ككوبا وان نرفض الانسان الغبي الاستهلاكي الذي يجلس امام وسائل اعلام امريكية صهيونية غربية سعودية قطرية تستحمره بالدين والاستهلاك



*ترجل الرئيس الكوبي السابق فيديل كاسترو عن مهامه راحلا وتاركا خلفة ارثا انسانيا وتجربة فريدة حاصرتها الامبريالية بكل فجورها ونازيتها..فالامبريالية لاتريد لاحد ان يرى غير تجارب العبودية التي تقدمها..بتفان وبارادة لاتلين قدم كاسترو تجربته رغم كل حجم الضغوط والمؤمرات والاموال القذرة الامبريالية التي اشترت الكثير من بغال المال الاستعماري..ظل كاستروصامدا شامخا رغم ان هبوب الرياح والاعاصير والتونسامي الامريكي لاقبل لقارب صغير ان يصارعه..فظلت كوبا الجزيرة الفردوسية الحالمة التي تراها من الطائرة وهي تلوح لك بانها صغيرة جدا ومتروكة في محيط واسع من الاعداء الامريكان الانذال تحيط بها الغيلان والعقارب والوحوش الاستعمارية الامريكية والبريطانية والصهيونية من كل الاصناف الانحطاطية..صعدت كوبا بثورتها وقدمت بموذجا اثار رعب واشنطن ولندن وتل ابيب وبروكسل من لف لفهم ..اثارت كوبا رعب لوبيات الادوية فقد قدمت بجهودها العلمية اكتشافات لادوية فعالة لاتملك براءاتها لوبيات النهب والاستعمار واحقر لوبياتها لوبي الدواء والتلاعب باقدار الناس..نجحت كوبا كاسترو فقدمت بموارد تكاد ان تكون لاشيء فلانفط ولا موارد مقدمة افضل الكوادر الطبية وبعشرات الالاف لفنزويلا وانغولا والكنغو وغيرها رغم ان فنزويلا كانت لعشرات السنين تحت الهيمنة الامبريالية فقد كان شعبها لايجد الدواء ولا المأكل ولا التعليم الا حين وصل الاشتراكي شافيز.. كوبا لم تملك الا العقل الشيوعي المبدع الذي اثبت انه قادر على انجاز المعجزات بينما تحولت كل امريكا اللاتينية الى بؤر فقر مدقع فحيث ثمانين الى تسعين بالمئة من الشعوب فاقدين لاي حقوق انسانية ويعملون كالعبيد كان فقط عشرة بالمئة من وكلاء الاستعمار ينهبون كل شيء ويحولوه الى الارصدة الاستعمارية في نيويورك لصالح اسيادهم..استمرت كوبا كتجربة مشرقة : شعبها يحصل على التعليم الراقي والطبابة الافضل والرعاية الشاملة مجانا ولتحقق اعلى معدلات التنمية الاجتماعية باعتراف المؤسسة الاستعمارية مكرهة التي اسمها الامم المتحدة..اثبتت كوبا ان بالامكان ان يكون هناك تجربة افضل للبشرية وبتكلفة بسيطة وبرعاية تامة للبيئة وباحترام تام للانسان من خلال الاشتراكية وان طريق العبودية الامبريالية ليس قدرا..كل التحية والمودة والاحترام لذكرى الرئيس الكوبي السابق والثوري الحقيقي فيديل كاسترو

*تنميطات سلطة رأس المال الأمريكي عن كوبا هذه التنميطات العنصرية التي تفرضها اكبر ديكتاتورية متوحشة على وجه الارض واكثرها انحطاطا الا وهي الولايات المتحدة انما تصنع كائنا امريكيا حقيرا ومسطحا والاغبى على وجه الارض وهو مسمر امام ديكتاتورياتها الإعلامية كالتلفزيون والدعاية التي تعلفه بانه يعيش في بلد ديمقراطي ويأكل افضل الاكل بينما واشنطن تطعم شعبها الخرا وكل المواد المسرطنة والمعدلة جينيا لانها محكومة من فئة فاشية اسمها سلطة اللوبيات الشركات العابرة للجنسيات والتي توهمه ان مهرجاناتها الفلكورية المتنافسة بين شخصين تختارهما اللوبيات نفسها لان شرط ترشحهما محكوم بتمويلهم ويصدق الكائن الامريكي الحمار او الفيل انه ينتخب او انه في بلد ديمقراطي هههههههههههههههههههه

...............................
لييج – بلجيكا
تشرين الثاني 2016
.........................



#احمد_صالح_سلوم (هاشتاغ)       Ahmad_Saloum#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مساهمة في ترجمة مقالة سمير امين عن انتخاب دونالد ترامب
- ديكتاتورية اعلام حلف الناتو وتنميطاتها الإسلامية العنصرية :س ...
- المخابرات الامريكية والألمانية والصهيونية والاردنية وصناعة ا ...
- نقاش مع الرفيق يوسف قدورة حول الإسلام السياسي ومآلات الأحوال ...
- قصائد:صلاة الكافر..فضاء عميق..كلمات ومعجم ..افاق..خيزران ..ح ...
- مناقشة مع رفيق عزيز حول طبيعة القصف ضد المنظمات الإرهابية في ...
- قصائد:نار..لييج ..الأعماق..من جديد..كسوف..كلمات حارقة..اشارا ...
- جيش السي أي ايه الإرهابي من القاعدة الى النصرة وليس انتهاء ب ...
- قصائد:مخمل..جوارير..سترة..قسوة ..جمود..غسق مرتعش..امتصاص..تف ...
- رمضان شهر الصناعة المصنعة للارهاب - 2 - الامريكي عمر متين نم ...
- لماذا اعتبرت المانيا ان روسيا أصبحت خصما لسلطة رأس المال الت ...
- قصائد:قبل..تأمل..ألوان..استدارة.. حواجز ..فارق زمني..توقع .. ...
- رمضان شهر التنبلة والعبودية لاله الرأسمالية :الربح
- شلل تام للدولة امام سياسات حكومة اقصى اليمين الليبرالي البلج ...
- قصائد:دهشة..تحولات..جريحا..روائح ..أجنحة..تمهلي..تدرج عبقري. ...
- قصائد: تشوش..تنافر..أبعاد..فيصل الريال..تفاحة ..فضاء قتيل
- قصائد:عفوية..فيض..كعبة الانتحار..سراب..تجسيد ..خلايا جذعية.. ...
- لم غيرت حركة النهضة لباسها؟
- قصيدة :حلب ، بلاغة الانسان المقاوم
- حلب ، المسمار الأخير في نعش التفرد الامريكي الدولي ولن ينفع ...


المزيد.....




- فن الغرافيتي -يكتسح- مجمّعا مهجورا وسط لوس أنجلوس بأمريكا..ك ...
- إماراتي يوثق -وردة الموت- في سماء أبوظبي بمشهد مثير للإعجاب ...
- بعد التشويش بأنظمة تحديد المواقع.. رئيس -هيئة الاتصالات- الأ ...
- قبل ساعات من هجوم إسرائيل.. ماذا قال وزير خارجية إيران لـCNN ...
- قائد الجيش الإيراني يوضح حقيقة سبب الانفجارات في سماء أصفهان ...
- فيديو: في خان يونس... فلسطينيون ينبشون القبور المؤقتة أملًا ...
- ضريبة الإعجاب! السجن لمعجبة أمطرت هاري ستايلز بـ8 آلاف رسالة ...
- لافروف في مقابلة مع وسائل إعلام روسية يتحدث عن أولويات السيا ...
- بدعوى وجود حشرة في الطعام.. وافدان بالإمارات يطلبان 100 ألف ...
- إصابة جنديين إسرائيليين بجروح باشتباك مع فلسطينيين في مخيم ن ...


المزيد.....

- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة
- فريدريك إنجلس . باحثا وثوريا / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - احمد صالح سلوم - كوبا وكاسترو..شهادة من زيارتي لها