سليم نصر الرقعي
مدون ليبي من اقليم برقة
(Salim Ragi)
الحوار المتمدن-العدد: 5476 - 2017 / 3 / 30 - 10:14
المحور:
الادب والفن
في الغابة !!؟
(قصة قصيرة)
***********
شابان رفيقان في معسكر صيفي للشباب بالقرب من احدى الغابات النائية، توغلا فجأة ذات مساء في الغابة مخالفين توجيهات مدربيهم وحينما ارادا الرجوع للمعسكر فقدا طريق الرجوع وضاعا في الغابة الموحشة! ، ثم فجأة في الطريق واجههما نمر ضخم جائع بدا مستعدا لمهاجمتهما ، عندئذ جثا الأول على ركبتيه وأخذ يتضرع لله طلبا للنجاة، أما الثاني فانحنى يحكم ربط خيوط حذائه الرياضي بسرعة استعدادا للركض، قال له الأول : (ماذا تفعل!؟ هل تظن أنك قادر على أن تسبق النمر في الركض !؟؟) ، قال الثاني : (بل أريد أن أسبقك أنت في الركض حتى ينشغل النمر بك ويدعني وشأني !!) ، فجأة رأيا النمر يشن هجوما سريعا نحوهما فانطلقا يركضان من شدة الرعب، وبالفعل تمكن صاحب الحذاء الرياضي من التفوق في الجري بمسافة كبيرة على صاحبه!، وفرح بذلك متمنيا أن ينشغل النمر برفيقه كي يحصل على وقت كاف للفرار لكنه حينما ألقى نظرة خلفه رأى، ويا للهول ما رأى !!؟؟ ، رأي ما جعل الدم يتجمد في عروقه!، فالنمر كان قد تجاوز صاحبه ولم يمسه بسوء كأنه لم يلحظ وجوده (!!!؟؟؟) واستمر يركض خلفه هو بأقصى سرعة ! ، ففزع وحاول أن يزيد من سرعته ولكنه من فرط خوفه وسرعته تعثر وهوى وسقط على الأرض، وفجأة وفي ثوان معدودة أحس بالنمر يجثو فوقه وأحس بمخالبه وأسنانه تنغرس في رقبته بشكل سريع!، فحاول ،وهو يصرخ من شدة الألم والذعر، ابعاده عنه لكن هيهات فقد فات الآوان!، النمر كان جائعا جدا، النمر كان أقوى منه بكثير!، قاوم المسكين وقاوم ولكن دون جدوى!! ، في الوقت ذاته استدار الشخص الآخر على عقبيه ولاذ بالفرار مستغلا انشغال النمر بافتراس رفيقه ولكنه شعر فجأة بوخز الضمير والشعور بالعار! ، فتوقف عن الركض وأراد أن يساعد رفيقه بما يستطيع فأخذ يصرخ ويصرخ بقصد لفت انتباه النمر اليه أو اخافته لعله يترك رفيقه!، ولكن الغريب هنا أيضا أن النمر لم يلق إليه بالا كأنه لا يراه ولا يسمعه!!! ، فأدراك أنه لن يستطيع فعل شيء لانقاذ رفيقه خصوصا وقد رأى النمر وقد أطبق على رقبته بمخالبه وأخذ ينهشه بأنيابه بينما بدا رفيقه في استسلام تام!!، فأدار ظهره والألم يعتصر قلبه وانطلق يركض مبتعدا عن المكان محاولا النجاة بنفسه ليجد نفسه، بعد ركض طويل دون توقف، على مشارف سور المعسكر وهو في شدة الاعياء وشدة الخوف وشدة الحزن على فقدان رفيقه !!.
***********
سليم الرقعي
(*) أصل الفكرة التقطتها من حديث جانبي لبطل أحد الافلام لكنني تصرفت فيها بطريقتي الخاصة بشكل كبير!.
#سليم_نصر_الرقعي (هاشتاغ)
Salim_Ragi#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟