أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد سيد رصاص - النص السياسي














المزيد.....

النص السياسي


محمد سيد رصاص

الحوار المتمدن-العدد: 1437 - 2006 / 1 / 21 - 10:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تتحدد قيمة النص السياسي من خلال أربعة محدِّدات، إما من خلال الكل أو الجزء أو أحدها:
1 ـ منهج التحليل.
2 ـ المعلومات.
3 ـ وجود أفكار جديدة في النص، أو شرح جديد لأفكار قديمة.
4 ـ قدرة النص على الصمود أمام الوقائع اللاحقة (أو أن يكون تنبؤياً بها).
تختلف مناهج التحليل عند الكتّاب السياسيين من خلال نظرتهم إلى (السياسة): نجد، عند الذي يؤمن بأن السياسة مبنية على التوازنات والأفعال الموضوعية وعلى الممكنات وإدارتها، أن التحليل يقوم على (الوقائع) (التي تشكل الحقائق السياسية)، وعلى إثبات فكرته من خلال الوقائع والمعلومات، للوصول إلى خلاصة أو فكرة محددة، من دون إقحام ذاته في النص، ولو أن اتجاهه وميوله يكونان متخللين ومتضمنين من خلال (المنهج)، مع معرفة مرافقة بأن مصالحه وأهدافه السياسية لا يمكن تحققهما إلا عبر طريق ممكنات الوقائع وتوازناتها. فيما نجد أن من ينظر إلى السياسة من خلال "نظرة ثقافية" يقوم بإقحام منطق التجريد النظري في فعل السياسة الذي هو قائم علي الممارسة، وعلى علاقة معقدة للأخيرة على الأفكار، مما يجعله يقدّم نصاً لا توجد فيه معلومات أو وقائع لإثبات الفكرة أو لتركيب الأخيرة عبر بنية نصية، وإنما نصاً مليئاً بالأفكار التي تريد أن تثبت نفسها برهانياً عبر الفكرة بالفكرة، أو من خلال المنطق الصوري وبناءاته الذهنية التي لا تقوم على علاقة بالمحسوسات، وإنما بالذهنيات والمجردات. بينما نجد أن من ينظر إلى السياسة من رؤية أو منطق أخلاقي، أو عبر ثنائية (الخير ـ الشر) المانوية، يكون وعظياً، وناصحاً ومرشداً، من خلال نظرة إرادوية تجاه الوقائع السياسية (وبغض النظر عن كون التوازنات لصالحه أم لا، وغالباً ما يكون من يقوم بذلك في موقع المهزوم والعاجز والمغتصب، مع تحليلات رغبوية تقفز ولا تعترف بالوقائع المعاكسة لها، أو تميل إلى وضع إرادتها (غالباً على الورق وليس في الواقع الذي لا تسعى الى تعديله وتغيير ممكناته) مقابلها مما يجعل نصوص الحالة الأخيرة مليئة بكلمات (ينبغي) و(يجب) و(من الضروري أن...).
انتصرت النظرة الأولى للسياسة في العالم الحديث على النظرتين "الثقافية"، و"الأخلاقية"، وقد تجسد ذلك بتبني اليمين (الوضعية + البراغماتية) واليسار (الماركسية بفرعيها الشيوعي والاشتراكي ـ الديموقراطي) لها على صعيد الفكر السياسي بالعالم المتقدم، فيما في ميدان الممارسة لا يمكن للسياسي العملي أن يكون في المعسكر المقابل لذلك.
لم تنتصر، بعد، تلك النظرة في الفكر السياسي، أو في السياسة العربيين، وإنما ما زالت الرؤية "الأخلاقية" و"الثقافية" هما السائدتان في الكتابات السياسية العربية: من هنا امتلاء الأخيرة بتحليلات رغبوية لها علاقة بأيديولوجية وتمنيات وإرادة كاتبيها، وليس برؤية تحليلية للوقائع (حالات نادرة قليلة)، مما يجعل الذاتية الوعظية، أو الرغبوية ـ الارادوية، طاغيتين في صحن معظم النصوص السياسية العربية، وهو الشيء نفسه الذي يجعلها فقيرة بالمعلومات من خلال كونها تدير الظهر للوقائع، بينما نجد أن هناك أيديولوجية (أو تحيزات وميول فكرية ـ سياسية) عند صاحب النص السياسي العربي، إلا أنه يدير قلمه من خلال منهج تحليلي للوقائع السياسية تكون فيه مكانة الذات السياسية في وسطها (الوقائع) بمثابة ذات فاعلة وفق ممكنات موضوعية تجدها أمامها انطلاقاً من فهم محدد يعتبر السياسة "مملكة للأفعال الموضوعية" وليس للذاتية الارادية، وهو ما يترافق مع معرفة بالفلسفة والتاريخ، مما لا يستقيم فهم الحراك السياسي من دونهما ولا القبض لمعرفي عليه.
عبر عدم التعامل مع الوقائع لا يستطيع الكاتب تشكيل أفكار سياسية جديدة (وكذلك لا يمكن أن يتم تقديم الأفكار القديمة عبر ثوب جديد)، لأن الأولى هي المادة الخام لتشكل الثانية، لذلك يمكن أن نجد كتّاباً، سوّدوا آلاف الصفحات، ولم يقدموا بعد فكرة سياسية جديدة، أو قديمة بشكل جديد، ولا قدموا تحليلاً جديداً لموضوع سياسي "ما"، إضافة إلى كون كتاباتهم مفارقة للوقائع منذ لحظة ولادتها، مما يجعلها مثل "الخبز البائت" عند لحظة خروجها من الفرن، فكيف بعد ذلك أمام الوقائع اللاحقة؟...
كم يبقى من نصوصنا العربية إذا تم تطبيق تلك المقاييس الأربعة؟...



#محمد_سيد_رصاص (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التفسير الثقافي للاسلام
- هل من مصلحة للعرب في أن تصبح ايران دولة نووية ؟ -
- ديموقراطية المكونات أم تلك القائمة على مبدأ المواطنة ؟
- الإنعطاف الأميركي الكبير
- أزمة الوسط السياسي السوري المعارض
- --صدام حضارات-في باريس؟....-
- انبعاث الليبرالية السورية
- -اعلان دمشق- : إلى أين ؟...-
- -الليبرالية والوطنية-
- انزياحات داخل المعارضة السورية
- النزعة الثأرية في السياسة-
- ثنائية فتح-حماس
- مابعد بغداد:انقلاب البيئة الاقليمية –
- أكراد سوريا: حق المواطنة أم حقٌ لشعب؟
- سوار الذهب جديد في موريتانيا ؟
- فشل الخاتمية -
- الجار الصغير
- حدود النزعة العالمية
- هل اسم الحزب بلا دلالة ؟ ...... -
- لماذا التكلم بما لاتعلمون ,و إن كا ن هناك علم فذلك أدهى ؟


المزيد.....




- -دبي ستحتضن أكبر مطار يشهده العالم على الإطلاق-.. كشف تفاصيل ...
- يعمل بسفارة السعودية في بيروت.. الأمن الداخلي يُعلق على انتح ...
- بايدن يحدد لأوكرانيا مسافة الأهداف التي يمكن قصفها بأسلحة أم ...
- ماذا نعرف عن الهجوم على السفارة الأمريكية في لبنان؟
- شاهد: -مصنوع محليًا وبعيد المدى-.. الحوثيون يكشفون عن صاروخ ...
- ماذا يعني منح جائزة DW لحرية الرأي والتعبير لأرملة نافلني؟
- السودان.. مقتل ما لا يقل عن 100 شخص على يد قوات الدعم السريع ...
- -تهديد للصحة العامة-.. تحذيرات من عدوى نادرة صعبة العلاج تنت ...
- المسبار الصيني يسلم عينات تربة الجانب الآخر للقمر إلى الوحدة ...
- بالفيديو.. وزير لبناني ينسحب من مؤتمر دولي عند بدء كلمة المن ...


المزيد.....

- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد سيد رصاص - النص السياسي