حدّث الشّيطانُ قال

عبد الرزاق الميساوي

الحوار المتمدن-العدد: 5469 - 2017 / 3 / 23 - 21:57
المحور: الادب والفن
    

حدّث الشّيطانُ قال
-----------
رافعَ الرّأسِ وفي عينيه نارٌ
رغمَ بعضِ الحزنِ كانْ
هازئًا غيرَ مبالٍ بسيولِ اللّعنات
وسعيرِ المؤمنين الملتهبْ
حدّث الشّيطانُ قالْ:
«الْعَنوني وارجُموني
فأنا كنتُ السّببْ !
لوْ أَطعتُ أمرَ ربّي... وسجدْتُ
ما وُجِدتمْ... لا ولا كنتمْ عَرفتمْ
هذه الدّنيا العجبْ
سأُقرُّ الآنَ أنّي مخطئٌ
فأنا أوّلُ منْ...
رَفض الطّاعةَ جهرًا
وأنا أوّلُ منْ...
قال لا للانْحناءْ
وأنا أوّلُ منْ...
ملأَ الجنّةَ فوضَى وصخبْ
وأنا أوّلُ منْ...
علّمَ الرّبَّ الغضبْ
وأنا من وسوسَ السّرَّ لحوّاءَ فذاقتْ وأذاقتْ
من ثمارِ المَعرفهْ
وأنا منْ لكمُ الأرضَ وهبْ
الْعَنوني وارجُموني كيفما شئتمْ
لأنّي خطأً قدّرتُ حُلمي
حين حاولتُ جزافًا مَلأ هذا الكونِ حُبْ
إنّما...
كاذبٌ من قالَ إنّي أزرعُ الحقدَ
فليسَ الحقدُ ديني
كلُّ ما في الأمر أنّي
أعشقُ الإغراءَ والإغواءَ... لا محظورَ عندي
ليس ديني غيرَ حبٍّ وقصيدٍ وانتشاءٍ وطربْ
لَأقرّ الآنَ أنّي مخطئٌ
إذْ تنكّرتُ لدينٍ
يُرسلُ الحلَّ إلى يومٍ بعيدٍ
بينما في الآنِ يبكي النّاسُ خوْفًا
وعذابًا وصراعاتٍ وظلمًا وتعبْ
مخطئٌ إذْ كانَ حُلمي
أنْ أبثَّ الفرْحَ في قلبٍ حزينٍ
مخطئٌ إذْ كان بي تَوقٌ إلى يومٍ يكونْ
... فيه طينُ الأرضِ ربْ
الْعَنوني
لوْ أعاد اللهُ أمري بالسّجودْ
لتعاليْتُ... رفضْتُ الأمرَ معتدّا بنفسي
وأسأتُ... مرّةً أخرى الأدبْ»
-----------
عبد الرزاق الميساوي
2017/03/23

#عبد_الرزاق_الميساوي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل