أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الأسعد بنرحومة - لماذا يرفضون عودة المقاتلين من بؤر التوتّر؟؟ من حقنا أن نسأل..















المزيد.....

لماذا يرفضون عودة المقاتلين من بؤر التوتّر؟؟ من حقنا أن نسأل..


الأسعد بنرحومة

الحوار المتمدن-العدد: 5464 - 2017 / 3 / 18 - 23:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ أن أعلن الباجي قايد السبسي الرئيس التونسي من العاصمة البلجيكية بروكسال في زيارته الرسمية يوم 30 نوفمبر الفارط عن استعداد تونس لاستقبال المقاتلين من بؤر التوتّر والتداعيات مازالت متواصلة حتى اليوم , فكلّ يوم يزيد اللغط بين السياسيين والأحزاب بين رافض وقابل مع الدعوة لمحاكمتهم . بل انّ البعض دعا لسحب الجنسية منهم , ولكن لا أحد منهم امتلك الجرأة لبحث حقيقة المسألة ولا عن ظروف خروجهم بل من الذي استدرجهم للخروج , ولا عن ظروف وملابسات دعوة رئيس الدولة التونسي وعلاقتها بما تعهد به حكام في تونس في اتفاقيات سبق أن عقدوها مع أميركا في مذكرات التفاهم أو بنود الحوار الاستراتيجي معها .
وقد أثار هذا التصريح حينها العديد من التساؤلات لدى المتابعين للشأن العام، وداخل الأوساط السياسية خاصة، من حيث التوقيت والغايات وخاصة أنّ الزيارة جاءت في إطار البحث عن سبل دعم الاقتصاد التونسي.
وقد تراوحت المواقف تجاه العائدين من بؤر القتال بين مؤيد لعودتهم ومحاكمتهم وفق قانون الإرهاب، وبين مطالب بسحب الجنسية منهم وتغيير الفصل 25 من الدستور. وذهب طرف ثالث مدعوم بمجموعة من الخبراء الأمنيين والسياسيين الى ضرورة عزلهم عن المجتمع ووضعهم في معتقلات خاصة في مناطق نائية تحت اشراف القيادة العسكرية والأمنية بمساعدة أطباء نفسيين كما ظهر ذلك من خلال مواقفهم في برنامج "لمن يجرؤ فقط" على قناة الحوار التونسي ليوم الأحد 18 ديسمبر 2016.
والمتأمّل في حقيقة هذه المواقف يدرك أنها دعوات من أجل فتح معتقلات على غرار معتقل غوانتانامو بكوبا الذي يخضع للقيادة العسكرية الأمريكية. وانّ هذه الدعوات المتزامنة مع تصريح رئيس الدولة الباجي قايد السبسي في هذا التوقيت بالذات تهدف الى أمرين:
فتح الطريق سالكا أمام إيجاد موطئ قدم رسمي لجيوش أميركا بعد تواجدهم الفعلي في كامل منطقة المثلث الحدودي بين تونس وليبيا والجزائر، ولقيادتها العسكرية "أفريكوم".
دفع هؤلاء العائدين إلى إعادة الانتشار في المنطقة خوفا من السجن والعزل في هذه المعتقلات، وهو ما يخدم مشروع الفوضى الخلّاقة الذي تعمل عليه أميركا في بلاد المسلمين، وخاصة مع وجود بعض التسريبات عن وجود موجة ثانية من الربيع العربي قد تطال الجزائر وموريطانيا والمغرب.
أما بالنسبة لمشروع تركيز القيادة الأمريكية "أفريكوم" في المنطقة فما زال يعرف تعثّرا رغم الخطوات الكبيرة التي تمّت باتجاه ذلك، كتواجد قوات من المارينز وانطلاق الطائرات بدون طيار للقيام بعمليّات قتالية في مالي وليبيا، وكذلك الاتفاقيات المبرمة بين تونس وأميركا كمذكّرات التفاهم والحوار الاستراتيجي معها.
ورغم الزيارات المتكررة من المسؤولين الأمريكان بخصوص هذا الأمر، فإن إنشاء مثل هذه القاعدة ظلّ مرفوضا من شعبيا، ولا يحظى بالدعم أو بالموافقة وخاصة مع السمعة السيئة للأمريكان عند الناس من جرّاء تلطخ أيديهم بدماء المسلمين في كلّ مكان. فمنذ 2011 وأميركا مصرّة على نقل قيادتها العسكرية "أفريكوم" من المدينة الألمانية شتوتغارد الى الجنوب التونسي المتاخم للمثلث الحدودي تونس ـ ليبيا ـ الجزائر، وقد توالت لقاءات القادة العسكريين الأمريكان مع المسؤولين في السلطة في البلاد بخصوص هذا.
وكانت الذريعة لإقناع الرأي العام بالحاجة لوجود هذه القاعدة هي محاربة الارهاب وتقديم الدعم المادي واللوجستي للدولة التونسية لتتمكّن من محاربته، ويذكر أنّ أوّل شرارات انفجار الألغام وقتل الجنود في جبل الشعانبي جاءت متزامنة حينها مع زيارة قائد الجيوش الأمريكية الجنرال "كارتر هام" لتونس يوم 27 مارس 2013 وتصريحه الشهير " تونس تتعرض لتهديد حقيقي "، ثمّ ارتفعت وتيرة العمليات المسلّحة بعد زيارة ثانية لقائد القوات الأمريكية الجنرال "دافيد رودريغيز" لرئيس الحكومة الأسبق علي لعريض بحضور وزير الدفاع رشيد الصباغ وسفير أميركا حينها "جاكوب والاس" وذلك في 11 نوفمبر2013، وبعدها بأيّام قليلة بدأت تتسرّب المعلومات عن تواجد فعلي لعدد من القادة العسكريين الأمريكان بمنطقة الجنوب التونسي، وبدأت الطائرات الأمريكية بدون طيار تنطلق من قواعد لها داخل التراب التونسي للقيام بعمليات قتالية داخل مالي وليبيا، وهو الأمر الذي حاولت السلطة إخفاءه والتستّر عليه طوال المرحلة الفارطة، إلى أن أُزيح الستار عن هذا الأمر في عدد من وسائل الاعلام المحلية والأجنبية منها ما أوردته صحيفة الشروق الجزائرية ليوم 30 ديسمبر 2013 عندما كشفت عن تواجد كثيف لضباط الاستخبارات الأمريكية وجنود "الأفريكوم" على الأراضي التونسية متمركزين على أربعة مواقع بين بن قردان ومدنين وجرجيس، وهو الأمر الذي أقرّ به أخيرا رئيس الدولة الباجي قايد السبسي عندما اعترف بوجود 150 جندي من المارينز الأمريكان بالجنوب التونسي .
واليوم باتت هذه القوات الأمريكية محتاجة إلى اعتراف رسمي وعلني من السلطة، وإلى قبول واسع لدى الرأي العام الداخلي وخاصة مع حجم التطورات المقبلة وآثارها في مشروع الربيع العربي الخادع، لذلك وقع تجنيد كل الإمكانات الإعلامية بدفع الإعلام المأجور والشخصيات المشبوهة للدعوة إلى إقامة معتقلات كبيرة تتسع لآلاف "الارهابيين" و "حاملي الفكر المتشدد" وللعمل على تضليل الناس واستغلال خوفهم من الإرهاب، ولتسويغ وجود القوات الأجنبية بالبلاد بتعلة أن ذلك يحتاج إلى مجهودات كبيرة وامكانيات لا تقدر السلطة على توفيرها، وهو ما سيكون ذريعة مقنعة لتبرير تواجد هذه القوات الأمريكية وتبرير عملها بحجة الحاجة اليها كقوة دعم وتحكم، وما هو في الحقيقة إلا تطبيقا للاتفاقيات المبرمة مسبقا في مذكرات التفاهم والحوار الاستراتيجي.
وعليه فان فتح هذا الجدال الآن، وكذلك تصريح رئيس الدولة الباجي قايد السبسي بخصوص العائدين من بؤر التوتر، لايمكن أن يكون عملا بريئا وإنما هو تهيئة للرأي العام في الداخل وتوجيه مقصود له باتجاه القبول بهذه الجريمة النكراء وهي التفريط في البلاد والعباد ووضع أمنهم ومستقبلهم تحت تصرف القيادة الأمريكية تعبث به كيفما تشاء، وهي تسليم لقواتنا العسكرية والأمنية لها تسخّرها لتنفيذ أهدافها ومخططاتها في المنطقة. فالسلطة الحاكمة في تونس سبق لها أن سلّمت البلاد وأمنها ومستقبلها لأميركا المجرمة من خلال توقيعها لمجموعة من الاتفاقيات الأمنية والعسكرية ضدّ مصالح البلاد والعباد، بمن فيهم من جيش وقوات أمن داخلي، وذلك تحت عناوين كاذبة مضللة مثل دعم مجهود الحرب على "الإرهاب"، وإن الدعوة الحالية لبناء معتقلات تستقبل هؤلاء العائدين من بؤر التوتر يُعدّ بمثابة الدعوة لغوانتنامو افريقيا يكون مبرّرا للاعتراف الرسمي بتواجد القيادة العسكرية الأمريكية وباستباحتها للبلاد ولأهلها وهو ما يمهّد لإدخال جميع المنطقة وليس تونس فقط في مرحلة مظلمة وفوضى خلّاقة ضمن خديعة الربيع العربي.
وأما الدعوة إلى رفض استقبال العائدين من بؤر التوتّر والاصرار على سحب الجنسية منهم، فهو مع أنه لا مبرّر له قانونيا وأخلاقيا، ولا يقنع أحدا من الناس، هو فضلا عن ذلك سيدفع بهؤلاء لرفض العودة وإعادة الانتشار في المنطقة بما يسهّل عمليّة إعادة توظيفهم وتسخيرهم واستدراجهم سواء من الاستخبارات الأمريكية والدولية التي صارت ترتع بمطلق الحرية في جميع مناطق البلاد، أو من الأنظمة الحاكمة في المنطقة لاتخاذهم عنوانا للإرهاب من أجل تسريب خدماتهم لأهداف الغرب الكافر بزعامة أمريكا. كما أن عدم قبول هؤلاء ممّن وقع استدراجهم والتغرير بهم والإيقاع بهم في مستنقع خديعة الربيع العربي سيساعد أميركا على خوض المرحلة المقبلة من مشروع الشرق الأوسط الكبير وخاصة مع الحديث عن موجة ثانية من الربيع العربي ستشهدها بعض دول المنطقة.
لقد بات ظاهرا اليوم للجميع خطورة هؤلاء الحكام وأذنابهم من الإعلام المأجور والشخصيات المضلِلة، وخطورة دورهم في خدمة أهداف أعداء الأمّة، فخطرهم على شعوبهم وبلدانهم لهو أشد من خطر الغرب نفسه، فهم الذين فتحوا له الباب على مصراعيه وسلّموا له البلاد والعباد، أما بخصوص هؤلاء العائدين من بؤر التوتر، والذين انغمسوا في الجريمة، أو الذين انساقوا وراء المخدرات، فهم في الحقيقة ضحايا هؤلاء الحكام الذين أهملوا رعاية شؤون الناس إلى حدّ الاستقالة منها، وتركوا أولئك وغيرهم فريسة لكل عابث، تستدرجهم المنظمات الأجنبية والدوائر الاستخبارية لجعلهم أعداء لأخوتهم أو تصنع منهم جواسيس محترفين على بلدانهم. ولا فرق بعد ذلك بين من دفعهم لبؤر التوتر وجعل منهم قتلة وبين دوائر التجسس وأوكارها التي احتضنتهم.
وإن معالجة المدفوع بهم إلى بؤر التوتر، ومعالجة الأوضاع الراهنة، لا تكون بالطرق التي يدعون إليها، فأما معالجة أولئك فلا يكون إلا بالفكر من زاوية العقيدة الإسلامية، لأن الفكر هو الذي يوجد المفاهيم الصادقة التي تعالج مناطق الاعتقاد والسلوك لدى الإنسان. وأما معالجة الأوضاع الراهنة فليس له إلا طريق واحد لا يتعدد وهو إزالة هذه الأنظمة الفاسدة التي تحكم الناس بالنظام الديمقراطي الرأسمالي العفن، وإحلال الإسلام والنظام القائم العقيدة الإسلامية محله، ولا يكون ذلك إلا بإزالة هؤلاء الحكام العملاء ووضع الاسلام موضع التطبيق والتنفيذ كاملا شاملا.



#الأسعد_بنرحومة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الربيع العربي وبشاعة الاستعمار .. تونس مثالا . ج3
- الربيع العربي وبشاعة الاستعمار .. ج2
- اضطهاد المرأة ... بين رؤية الثقافة وممارسة الفعل
- الر بيع العربي ... وبشاعة الاستعمار : تونس مثالا
- الوطنيّة ... جمع وتوحيد , أم عنصريّة وغريزة
- سوريا والعراق : ربيع العرب أم ربيع أميركا؟
- هل نحتاج فعلا الى ّ دولة مدنيّة - وعلمنة المجتمع؟
- الدّيمقراطيّة : سيادة شعب ؟ أم وجه آخر للاستبداد واستعباد ال ...
- ردّ مستنير على مقال - هل الاسلام هو سرّ تخلّف المسلمين ؟ ّ ل ...


المزيد.....




- صدمة في الولايات المتحدة.. رجل يضرم النار في جسده أمام محكمة ...
- صلاح السعدني .. رحيل -عمدة الفن المصري-
- وفاة مراسل حربي في دونيتسك متعاون مع وكالة -سبوتنيك- الروسية ...
- -بلومبيرغ-: ألمانيا تعتزم شراء 4 منظومات باتريوت إضافية مقاب ...
- قناة ABC الأمريكية تتحدث عن استهداف إسرائيل منشأة نووية إيرا ...
- بالفيديو.. مدافع -د-30- الروسية تدمر منظومة حرب إلكترونية في ...
- وزير خارجية إيران: المسيرات الإسرائيلية لم تسبب خسائر مادية ...
- هيئة رقابة بريطانية: بوريس جونسون ينتهك قواعد الحكومة
- غزيون يصفون الهجمات الإسرائيلية الإيرانية المتبادلة بأنها ضر ...
- أسطول الحرية يستعد للإبحار من تركيا إلى غزة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الأسعد بنرحومة - لماذا يرفضون عودة المقاتلين من بؤر التوتّر؟؟ من حقنا أن نسأل..