وهبي الحسيني
الحوار المتمدن-العدد: 5464 - 2017 / 3 / 18 - 01:47
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
الأَمَانَة
هي الحفاظ على كل شئ يخص الغير حيث مر الإنسان خلال حياته في مواقف شتى، ينبئ من خلالها عما في داخله من مكنونات، وما تراكم فيه عبر سنين حياته الطوال. في هذه المواقف يتعامل الإنسان مع غيره من الناس الذين قد يمنحونه ثقتهم وإخلاصهم ومشاعرهم وعطفهم وحنانهم وحبهم ومودتهم وصدقهم وقد يمنحونه أيضاً كل ما هو شرير من كذب وخيانة وتزوير واستهزاء وتثبيط للمعنويات وتدمير وسرقة وربما القتل. لذلك فالضامن الوحيد للإنسان أثناء مواجهته لهذه المواقف هو أخلاقه، التي تعد المعيار الذي يُلزم الإنسان الصراط الذي انتهجه في حياته. وهذه الأخلاق تُكتسب عبر حياة الإنسان وخصوصاً في السنين الأولى من حياته، وتكتسب أيضاً باتخاذ الإنسان القدوة الحسنة له، وتكتسب مما شاهده من مواقف وأحوال مرت عليه، فقد يكون الإنسان ذو أخلاقٍ رفيعة، ولكنها غير متأصلة في نفسه، فتراه يبيعها عند أول شهوة، وربما أيضاً يحارب من أجل إبقائها داخله ولكن ما رآه من ظلم وضياع للحقوق وتشويه للحقائق بالكذب والتزوير وخيانة وعدم تكافؤ الفرص والفساد المستشري في مجتمعنا اليوم مع الاسف ، يجعله يفكر ألف مرة قبل الإبقاء عليها كما هي. أما الإنسان النظيف ذو السريرة الصافية البيضاء الإلهية، فإنه لا يتأثر بما حوله من ظلم وعدوان أو أخلاق رديئة ولا يتأثر بأي شهوة تعترض حياته مهما كانت، فيبقى محافظاً على أخلاقه مستقيماً مهما حصل له ومهما واجه ومهما بغى الناس عليه وظلموه. وان حجم الأمانة يعتمدعلى حجم المسؤولية التي نتحملها.
#وهبي_الحسيني (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟