|
نظرية مراحل النمو الاقتصادي .. والعراق الممنوعِ من الانطلاق
عماد عبد اللطيف سالم
الحوار المتمدن-العدد: 5459 - 2017 / 3 / 13 - 01:05
المحور:
الادارة و الاقتصاد
نظرية مراحل النمو الاقتصادي .. والعراق الممنوعِ من الانطلاق
تتلخّص نظرية مراحل النمو الاقتصادي لـ والت ويتمان روستو Walt Whitman Rostow في تحديد مراحل معينة لعملية النمو الاقتصادي عند الدول المختلفة ، تتسم كل منها بخصائص معينة. وهذه المراحل هي : 1- مرحلة المجتمع التقليدي The Traditional Society 2- مرحلة التهيؤ للانطلاق The Perquisites for Take-off 3- مرحلة الانطلاق The Take-off Period 4- مرحلة النضوج Move Towards Maturity 5- مرحلة الاستهلاك الوفير High Mass Consumption ومع وجود الكثير من التحفظّات على هذه النظرية ، والتي سبق وأنْ تداولتها الكتابات الاقتصادية منذ ظهورها في ستينيّات القرن الماضي ، إلاّ أنّ خطوطها العامة يمكن ان تنفع في تحليل مسارات التطور الاقتصادي والاجتماعي في بعض البلدان . وفي خمسينيّات القرن الماضي أعلن خبراء المنظمات الدولية (وبالذات خبراء البنك الدولي للأنشاء والتعمير الذين عملوا مع مجلس الاعمار في العراق) ، انّ مشاريع هذا المجلس ، مع وفرة الموارد النفطية الي تم تخصيصها بالكامل لتمويل انجازها ، ستضع العراق على "عتبة" مرحلة الانطلاق ، وستسمح في حال المضيّ بها ببلوغ العراق مرحلة "الانطلاق" نحو الرأسمالية . وجاءتْ الانقلابات العسكرية، لتفرض نمطاً مختلفاً للتصرف بالموارد النفطية. وكان إن وصل العراق (في حقبتين من تاريخه الحديث على الأقلّ) الى مرحلة الاستهلاك الوفير ، دون المرور بالمراحل الأخرى ، ليترافق ذلك (في حقب أخرى) مع انتكاسة نمط التنمية (والانتاج) الى عصور ما قبل الصناعة ، و الى دعم و تكريس التشكيل الاجتماعي الاقطاعي (أو شبه الاقطاعي) ، بكل ما يعنيه ذلك من سيادة قيم وسلوكيات تتعارض تماماً مع التوجّه الاقتصادي السليم لتخصيص الموارد الاقتصادية المتاحة ، والتصرّف بها . ولن أطيل عليكم بسرد المزيد من "الكآبات" الاقتصادية ذات الصلة بهذا الموضوع (فقد كُتب عنها الكثير، وهي متاحة لمن بذل القليل من الجهد في البحث عنها) .. غير أنّني أوّد الإعراب عن دهشتي الشاسعة حول عدم قدرتنا على بلوغ مرحلة الانطلاق ، رغم مرور أكثر من ستّين عاماً على بلوغنا مرحلة التهيّوء للانطلاق (على وفق نظرية عمّنا روستو سالفة الذكر) ، وعلى الرغم من انّ خبراء الصندوق والبنك الدوليّين(وأبناء عمومتهم وخالاتهم من الاقتصاديين العراقيين) قد صدعوا رؤوسنا بذلك منذ "ربيع" العام 2003،والى هذه اللحظة. لماذا لا ننطلقْ Take-off، أو نقلّع ممّا نحنُ عليهِ ، وفيه ، ولدينا مطارات "دوليّة" ، أكثر من أيّ بلدٍ (بمرتبتنا المتدنيّة في سلم التطور الاقتصادي والاجتماعي) على امتداد هذا الكون الفسيح ؟ لماذا لا نقلِع ، أو ننطلق ، ولدينا كم هائل من السياسات والاستراتيجيات والخطط (الاقتصادية والاجتماعية والأمنية) مقارنةً بغيرنا من الدول ؟ نعم .. لدينا : خطة التنمية الوطنية 2007-2009 خطة التنمية الوطنية 2010-2014 خطة التنمية الوطنية2013-2017 إستراتيجية التخفيف من الفقر2009-2014 إستراتيجية مكافحة الفساد2010-2014 إستراتيجية التربية والتعليم2011-2022 إستراتيجية النهوض بالمرأة الإستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان إستراتيجية الأمن الوطني إستراتيجية تطوير القطاع الخاص 2014-2030 إستراتيجية التنمية الصناعية2013-2030 خطة التشغيل الوطنية الإستراتيجية الوطنية المتكاملة للطاقة2013-2030 خطة إصلاح المنشآت العامة في العراق 2013 (غير محدد) خطة التنمية الإستراتيجية لإقليم كردستان 2012-2016 خطة تنمية سامراء !!!!! كلّ هذه المطارات والسياسات والخطط والاستراتيجيات.. وما نزالُ واقفين على "مُدرّجاتنا" السياسية والاقتصادية والاجتماعية المليئةِ بالمطبّاتِ والشروخِ والصدوع. متى "ننطلِق " و " نُقلِع" اذن ؟ لماذا لا تنطلقون ، و تقلََعونَ ممّا أنتم فيهِ .. وعليه ؟؟؟ ما الذي ينقصكم ؟ لماذا لا "تنطلقونَ" .. و "تقلعون" ؟؟؟؟؟ .
#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الهوية الاقتصادية لمحافظات ما بعد داعش
-
في الفيسبوك ، لا يبكي عبد الله الصغير ، ولا تسقطُ غرناطة
-
حذاءٌ مُهتريء .. و هواتف نقّالة
-
أعرفُ الآنَ .. أنّ هذا كُلَّهُ .. كانَ وهماً
-
ماذا تكتُب عن الاقتصاد ؟
-
هذا الرجل الوحيد
-
لي كوان يو .. و جاسم أبو المُوَلِدّة
-
أينَ بيتكَ ، و قبركَ .. يا جبرا ابراهيم جبرا ؟
-
بيتٌ على حافّةِ بستانٍ .. في العطيفيّة الثانية
-
ستخجَلُ أنْ تُغادِر البيتَ .. و تمشي في الشارع
-
فايروسات
-
دونَ قُبْلَةٍ واحدة .. فوق وجهي
-
يا ماو إحْزَنْ .. مات الهيبه
-
عندما كانت الأيّامُ واقفةً .. لا تسير
-
الفظاظة الشعبوية بدلاً عن بناء الثقة في العلاقات الدولية
-
مارلين مونرو و دونالد ترامب : عيد ميلاد سعيد سيدي الرئيس
-
نحنُ رهائنَ أنفسنا
-
يقولون ..
-
صديقي و حبّة القمح والدجاجات الشرسات
-
بنصفِ هدوءٍ ونصفِ غضَب
المزيد.....
-
الخصاونة: الهجوم على رفح سيكون كارثيا والأردن تأثر اقتصاديا
...
-
كيف جعلت أزمة تكلفة المعيشة بريطانيا دولة أكثر فقرًا وقلقًا؟
...
-
مدير فاو الإقليمي للجزيرة نت: السودان سلة غذاء العالم على شف
...
-
المنتدى الاقتصادي بالرياض.. شهباز شريف وبيل جيتس يبحثان القض
...
-
فيتنام تسجل نموا قياسيا بصادرات البن لتصبح ثاني أكبر مصدّر ل
...
-
ارتفاع الين الياباني بعد أدنى مستوى له منذ 34 عاما
-
فرنسا تخفض لأدنى حد صادرات أسلحتها لكيان الاحتلال
-
مصنع -إسرائيلي- لإنتاج المسيرات بالمغرب!
-
التنين الصيني وحكمة القطتين والفئران!
-
ماذا يقدم مكتب صندوق النقد بالرياض للسعودية والمنطقة؟
المزيد.....
-
تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر
...
/ محمد امين حسن عثمان
-
إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية
...
/ مجدى عبد الهادى
-
التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي
/ مجدى عبد الهادى
-
نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م
...
/ مجدى عبد الهادى
-
دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في
...
/ سمية سعيد صديق جبارة
-
الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا
/ مجدى عبد الهادى
-
جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال
...
/ الهادي هبَّاني
-
الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية
/ دلير زنكنة
-
تجربة مملكة النرويج في الاصلاح النقدي وتغيير سعر الصرف ومدى
...
/ سناء عبد القادر مصطفى
-
اقتصادات الدول العربية والعمل الاقتصادي العربي المشترك
/ الأستاذ الدكتور مصطفى العبد الله الكفري
المزيد.....
|