أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - شاهين خليل نصّار - تذكر يا رجل أنه قد ولدتك امرأة....














المزيد.....

تذكر يا رجل أنه قد ولدتك امرأة....


شاهين خليل نصّار

الحوار المتمدن-العدد: 5454 - 2017 / 3 / 8 - 07:57
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


بعد أن تذكرت، اسأل نفسك، لماذا لست نسويا وقد وُلدت من رحم امرأة؟ لماذا لا تعتقد أن المرأة التي جلبتك على هذه الحياة والمرأة التي ستلد لك أولادك تستحق أن تقود مثلما أنت تقود؟ العائلة أو الشركة أو المجتمع؟
الفرق بين الرجل والمرأة هو بالكروموزوم الثالث والعشرين فقط من بُنية الحمض النووي الجيني الخاص بنا. اكس أو واي، هذا ما يحدد جنس المولود. هناك جملة شهيرة للفاروق - الخليفة عمر بن الخطاب "متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم احرارا؟"، ونسأل الرجال متى استعبدتم النساء وقد ولدتم من امرأة؟
الحديث عن المساواة بين الجنسين يتعدى حدود الكلمة "نسوية"! والتي باتت تعتبر للأسف جريمة في عصرنا. ولعنة غربية حلّت علينا فنسينا مفهومها الفعلي.
ان تكطون رجلا نسويا لا يعني فقط التصريح بذلك، بل الدفاع عن المرأة في كل محفل وفي كل مناسبة، خصوصا عندما يكون الرجال الذين تجالسهم يتحدثون عن مغامراتهم الجنسية مع النساء وفي النهاية يقول الشاب الذي فعل السبعة وذمتها "هذول مش للجيزة"، ويضيف "مع مرت اخوي بقبلش أقعد بنفس الغرفة لحالنا"، لكنه مستعد أن يجلس بنفس الغرفة مع بنت أخرى سمحت لنفسها أن تقتنع باكاذيبك وبكلامك المعسول عن الحب، ولا يكتفي بالجلوس، بل يسعى لمطارحتها، "لأنها لا تحترم نفسها"، وعندما تسأله عن اذا كان يحترمها ولو قليلا، يجيب بالنفي مؤكدا أنها "لو بتحترم حالها ما يتقعد مع شاب لحالها"!
هذه الأقوال سمعتها من أحد الشبان العرب من إحدى قرى الشمال، الذي يقطن ويعمل في يافا، عندما كنت جالسا قبل أسابيع قليلة في مقهى (كوفي شوب) للأراغيل في يافا. خرجت استراحة من العمل واستغليتها للتدخين بدلا من تناول الطعام. وصلت الى المقهى وبدأت أتجول عبر هاتفي الخليوي بالعوالم الافتراضية والشبكات الاجتماعية التي تجعلك تنسى أحيانا أن الحديث عن أصدقاء وأصحاب. الشاب الجالس الى جانبي كان يحادث صديقته عبر الهاتف، وشاب آخر ما إن وصل حتى مدد السجادة في إحدى الزوايا حتى ركع وبدأ يصلي، ولا ضير في ذلك. لكن أن تنطق بكل ما جاء بين هلالين في الفقرة السابقة وتقول في نهاية الأمر أنك "كنت جاهل"، و"ما كان حدا يوعيني"، ففي هذا الأمر بحد ذاته قمة النفاق.
عندما واجهته بالحقيقة أنه في واقع الأمر ليست هي التي لا تحترم نفسها، وإنما هو بذاته من لا يحترم نفسه ولا يحترمها، بدأ يكيل بالشتائم والصفات البذيئة للفتاة التي عمل كل ما بوسعه ليطارحها، ويضيف باتهامها بأنها أغوته ووقعت في فخه، لأنها عمليا أحبته... وكل ذلك دون أن يذكر ببنت شفة أي من شيمه، التي يعتقد أنها تجعل منه "رجلا محترما"، لأنه يرفض الجلوس مع امرأة شقيقه دون وجود شقيقه معهما، المسألة هي أنه لا يحترم ذاته، ولا يحترمها كامرأة، بالطبع لا يحترمها كامرأة شقيقه، ولا يحترم شقيقه، فبالنسبة له هي مجرد سلعة للجنس... كل امرأة هي كالحلوى المغلفة داخل آلة الحلوى، تدخل خمسة شاقل وتختار الحلوى التي تريد، فتزيل عنها الغطاء، وتتلذذ بطعمها...
ما علاقة هذا الموضوع بالنسوية؟ هذه الشتيمة العظمى؟
النسوية تعني بالأساس المساواة بين الجنسين، المساواة بالتعامل والمعاملة، بالمهام، والمساواة بالفرص بين الرجل والمرأة، النسوية تعني النضال لأجل تحقيق المساواة. ولأجل تغيير فكر المجتمع، الذي لا زال قسم متخلف منه يعامل المرأة، كقطعة حلوى، ويشعر بسكين تخزه في الصدر حين تذكره بأن من ولدته امرأة، والتي يرى بنفسه أفضل منها لمجرد أن الأعضاء التناسلية تختلف.

حيفا/ يافا 8/3/2017



#شاهين_خليل_نصّار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شكرا أبا الهادي
- قصة قصيرة – ايموجي
- “جيب الطابة” – قصرة قصيرة
- ورطة السيسي الأخيرة: بين جزيرتين وبحور من النفط
- القصيدةُ التي لم تُكتبْ بعدِ
- مستقبل تركيا الى أين؟ نحو الديكتاتورية!
- ارتحل
- إسرائيل تضرب الإرهاب في مصر
- مدمن الجوى
- تساؤلات حول النكبة وحق العودة!
- عيناها
- قصة حيفا ترويها شواهدها
- ملوك في عصر السرعة
- في عيد الحب
- تصريح بيركو غبي لكنه لم يولد من فراغ
- عن الموسيقى وفلسفة الروك!
- صفعة مدوية لليسار الإسرائيلي الواهم... ‏
- بالمرصاد
- على الجبالِ
- التقاليد غير المسيحية لعيد الميلاد


المزيد.....




- النساء يشاركن لأول مرة بأشهر لعبة شعبية رمضانية بالعراق
- ميقاتي يتعرض لموقف محرج.. قبّل امرأة ظنا أنها رئيسة وزراء إي ...
- طفرة في طلبات الزواج المدني في أبوظبي... أكثر من عشرين ألف ط ...
- مصر.. اعترافات مثيرة للضابط المتهم باغتصاب برلمانية سابقة
- الرباط الصليبي يهدد النساء أكثر من الرجال.. السبب في -البيول ...
- “انقذوا بيان”.. مخاوف على حياة الصحافية الغزية بيان أبو سلطا ...
- برلماني بريطاني.. الاحتلال يعتدي حتى على النساء الفلسطينيات ...
- السعودية ترأس لجنة وضع المرأة في الأمم المتحدة بدورتها الجدي ...
- تطورات في قضية داني ألفيش -المتهم بالاغتصاب-
- رومي القحطاني.. أول سعودية تشارك بمسابقة ملكة جمال الكون 202 ...


المزيد.....

- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع
- النسوية.المفاهيم، التحديات، الحلول.. / طلال الحريري
- واقع عمل اللمراة الحالي في سوق العمل الفلسطيني الرسمي وغير ا ... / سلامه ابو زعيتر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - شاهين خليل نصّار - تذكر يا رجل أنه قد ولدتك امرأة....