أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - معارضة مدنية وطنية صاعدة؟ .. ملامح وتبلورات ( 1/2)















المزيد.....

معارضة مدنية وطنية صاعدة؟ .. ملامح وتبلورات ( 1/2)


عبدالامير الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 5453 - 2017 / 3 / 7 - 16:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


معارضة مدنية وطنية صاعدة؟:ملامح وتبلورات(1/2)

بعد عام 2003 ومع الغزو الأمريكي للعراق، تغيرت قسمات اللوحة العراقية، ولم تعد تزكي بوضوح الإحتمالات المتوقعة اذا ماقيست على ماكان مفترضا من استمرار نمو تبلورات الحالة على وفق ماكانت تستقرعليه قبل ذلك التاريخ، حين اخذت بالتمايز وجهتان داخل المعارضة العراقية باطارها العام الاوسع، بالاخص بعد عام 1992 مع تشكل "المؤتمر الوطني العراقي" برعاية غربية أمريكية مباشرة بالدرجة الاولى، مقابل تيار آخر مناهض للاستعانة بالاجنبي لتغيير النظام.
وقتها كان قد تزايد بسرعة وقع التمايز بين وجهتي الموقف من الدكتاتورية، ف"المعارضة الوطنية العراقية" تبنت في حينه خيار "الحل الوطني"، دون ان تهمل البعد الدولي، مع اسبقية حاسمه يمنحها هذا التيار للاليات الوطنية، مقترحا "تغييرا" يتمثل في الانتقال الوطني نحو الديموقراطية، لا يستبعد كليا عامل الضغط دوليا، الا انه يرفض الخيار الأمريكي التدميري، ولا يعتبره هو الموقف، او الخيار الدولي من النظام العراقي، فوجهة الحرب واعتماد الوسيلة العسكرية هي خيار امريكي صرف، نابع من اعتبارات أمريكية استراتيجية، نشأت بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، وتربع الولايات المتحدة على قمة هرم القوة والجبروت العالمي منفردة، بكل مايعنيه، او يتطلبه ذلك من إعادة رسم وترتيب للعالم وفق مايتناسب ووضعها الجديد، وبالأخص في المنطقة العربية والشرق الأوسط، وبما يتلائم وإعادة انتاج مصالحها، ومصالح حلفائها، وبمقدمتهم إسرائيل.
وقتها تنامى الاتجاه الجزئي على الصعد كافة واصبح طاغيا، في حين مال التاطير الوطني للتراجع، لتغدو مسالة الوحدة الوطنية والكيانية، عرضة للاهتزاز العنيف، ماقد وضع الفكر او الموقف الوطني امام تحد غير عادي، ويكاد يكون فريدا، فقد تبين وقتها ان منظور الوطنية في العراق لم يكن مؤسسا على قواعد واقعية، او على الحقائق البنيوية، وان الجانب الايديلوجي من "الوطنية" هو الغالب والمتداول منذ عام 1920 على وجه الخصوص، وبالأخص بعد قيام "الدولة المركزية الحديثة" على يد الاحتلال الانكليزي عام 1921، واهم لابل اخطر مابرز وقتها، حقيقة كون الدولة المركبه من اعلى منذ 1921 / 2003، أي على مدى 82 عاما، لم تفلح في صهر المجتمع العراقي( هذا على فرض انها كانت راغبة في صهره لافي سحقه)، وان جهاز الحكم القائم والمتوارث على مدى اكثر من ثلاثة ارباع القرن، لم ينجح في تجاوز أساسه الفوقاني، وبنيته غير المطابقة للنصاب الإجتماعي، فظل الى حد كبيربرانيا، مظاهر قوته وشموليته مرهونة بممارسة القوة والاكراه القمعي، ماجعل البناء الفوقي للدولة على ضخامته الاستثنائية، ينهار امام الغزو العسكري الأمريكي والإجراءات اللاحقة المنصبه على مهمه سحق الدولة القائمة.
لم يكن الغزو الأمريكي مجرد احتلال عسكري عادي، وكما ان الاحتلال الإنكليزي عام 1917 لم يكن حدثا عاديا، ترتبت عليه نتائج غير استثنائية، وصلت حد الانقلاب في عمل ووجهة سير الاليات الوطنية التاريخية، وقد تعرضت لاخطر اختبارعرفته على مدى تاريخها الطويل، جاء الاحتلال الأمريكي لا ليكرس الهيمنه الامبريالية فقط، بل ولكي ينهي طورا خطيرا للغاية من اطوار التشكل الوطني العراقي الحديث، المبتدء من القرن السابع عشر. فالحقبة الايديلوجية الحزبية الأخيرة الممتدة ذيولها الى الان، بعد الحقبة القبلية، والثانية الدينية التجديدية، بلغت وقتها نهايتها، على مستوي الدولة المركبة من اعلى، كما وعلى صعيدالأحزاب الايديلوجية.
ولم تكن الحقبة الرابعه الراهنة قد بدت ملامحها التصورية، او الفكرية في حينه، واستمرهذا النقص الفادح على وجه التعيين يرافق التحول الوطني العراقي، خلال العقود التي أعقبت ثورة 14 تموز، وصولا حتى صعود حزب البعث السلطوي المحور الى الحكم عام 1968 حين بدايتزايد وقتها باطراد، الانفصال بين اتجاهات عمل الشروط والاليات التاريخية، وبين القوى الحداثية الايديلوجية، وظهر من وقتها كبدايات أولية ممثلون للحقبة المستجدة غير محددة الملامح، والتي مازال وعيها بذاتها لم يتحول الى وعي للذات، فلاتعريف لها يفصلها عن ماقبلها، ومن افرزتهم الحياة لتضعهم بموقع تمثيلها المبكر، ظلوا في اسوا شروط يمكن تخيلها، يعانون من استمرار حضور الأفكار والهياكل والممارسات الايديلوجية، تقع عليهم احكامها وهيمنها، ونزعتها العصبوية الدساسة النمامة الحقودعلى كل ما، ومن يخالفها.
هذه الحالة تضخمت بعد عام 2003 ، فغياب الدولة وانهيارها، اطلق قوى ماقبل الدولة، وكرس المنظور والموقف الفرعي الجزئي، وفي حين طغت "المقاومة المسلحة" على المعسكر المناهض للاحتلال ولعمليته السياسية، قابلها على المنقلب الاخر، تبلور متزايد وتكتل للجزئية الطائفية المعاكسة، بحيث تحولت لسلطة تستند الى العصبية، وإذ عجزت المقاومة المسلحة عن ان تصبح وطنية شاملة، فان تكوينها السياسي والفكري ان وجد، ظل هو الاخر يتغذى من خلفيات مناطقية وطائفية، طغت هي الأخرى على هذا المعسكر، واحتوت داخلها ماهو متبق من تيارات غالبها "ايديلوجي"، كان في الأساس متحدرا من تيار "المعارضة الوطنية" المتشكل في الخارج، على أساس وقاعدة تغليب الوطنية منذ أوائل الثمانينات، على خلال أواخر الحرب العراقية الإيرانية، وبما يتعلق الموقف من احتمال احتلال ايران لاراض عراقية، وهو ماعرفت باياته وقتها في سوريا، حيث تتركز "المعارضة العراقية"، قبل ان تتطور لاحقا في التسعينات، على وقع المجابهة مع تيار الالتحاق بالولايات المتحدة، وتاييد عدوانها على العراق.
ولم يكن الموقف أصلا قبل 2003 يسمح بأكثر من التعبير عن المواقف، وبذل المساعي المتاحة على ضيقها، لرفع الحصار عن العراق، وكانت وجهات النظر المعلنة، والكتابة في الصحافة العربية، وبالأخص في جريدة "القدس العربي" الصادرة في لندن، قد اوجدت مناخا من الالتقاء بين قوى وشخصيات من اتجاهات متعددة، يسارية، وقومية، ومستقلة، التقت على رفض الحصار المضروب على العراق والمطالبة برفعه، وإدانة التعاون مع الأمريكيين وتاييد عدوانهم على العراق بحجة تغيير النظام الدكتاتوري، والمناداة بالتغيير الوطني الذاتي نحو الديموقراطية، ماقد سمح بان تتحول هذه الظاهرة الى صوت مؤثر، وقوة لايمكن تجاهلها ضمن اللوحة العراقية المتشابكة والتصادمة، والمعرضة للتغير، ولمختلف الاحتمالات الفاصلة والتاريخية.
غيران هذا المعسكر على تعدد اطرافه، لم يبق بعد 2003 مثلما كان، وطرات عليه ظروف أدت لانقسامه الحاد احيانا، فالقوى التي كانت ماتزال منضوية ضمن الأفق والممارسة الايديلوجية الحزبية، تراوح موقفها بين الاندماج في مشروع السلطة، وفي وقت متأخر لم يتعد الشهرين او الثلاثة قبل الغزو، اتبعته فورا بعد الغزو باندماج في الاطار العام للمقاومة المسلحة الجزئية، انما وفق برنامجها الايديلوجي المعتاد، تحت وهم مايسمى"الجبهة الوطنية" المعتاد، في حين ظهرمن داخل التيار المذكور اتجاه لم يكن قد عرف من قبل (من حيث طبيعة منطلقاته) في التاريخ العراقي الحديث، نادى ب "المؤتمر الوطني التأسيسي"، وقد تم التوجه وقتها وبعد أسابيع على الغزو، بنداء الى المرجع السيد السياستاني، كي يتبنى هو والنجف، الدعوة للمؤتمر المذكور، بحيث يضم كافة مكونات الشعب العراقي السنية والشيعية والكردية، ومن كافة الطوائف العراقية، والحركات والتيارات العلمانية والإسلامية والمستقلة.
ويبدو ان السيد السيستاني قد ترجم النداء في حينه، الى الشكل الذي عرف وقتها من اشارته ابان الانتخابات والاستفتاء على الدستور، معبرا بذلك عن العجز العام عن اعتماد مثل هذا الخيار، المقابل والمناقض للخيار المطلوب والمعتمد من قبل الغزاة المحتلين الامريكان، ناهيك عن أحزاب وقوى ومكونات ماقبل الدولة، والقوى الراغبة في استثمار الانتماء الجزئي أداة ووسيلة لتأمين السلطة والسيطرة السياسية.
ـ يتبع ـ



#عبدالامير_الركابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تهافت حملة مايسمى -القوى الديموقراطية-؟؟؟؟؟ تعبيرعن ازمة حوا ...
- كيف ولماذا هزمنا امام صدام حسين ؟ (25) نكوص مريع عن الماركسي ...
- لنين : عبقرية المشعوذ؟
- كيف ولماذا هزمنا امام صدام حسين ؟ (24) نكوص مريع عن الماركس ...
- -الغائية التاريخية- والانسان -الايل للانقراض- (2/2)
- -الغائية التاريخية- مقابل - المادية التاريخية- (1/2)
- كيف ولماذا هزمنا امام صدام حسين ؟ (23) - سلام عادل- شهيد، ام ...
- سفير يهودي عراقي في بغداد/ ملحق خطاب مفتوح للرئيس الفلسطيني ...
- هل من ابراهيمية عراقية ضد صهيونية (2/2)
- زمن فلسطين الابراهيمية العراقية (1م2)
- 8 شباط : يوم قتل حلم الخلاص من ظلام القرون السبعه
- كيف ولماذا هزمنا امام صدام حسين ؟( 22)حيث الحزبية الايديلوجي ...
- أهلا ب- ترامب- في بلاد الرافدين
- كيف ولماذا هزمنا امام صدام حسين ؟ ( 21) السقف الدكتاتوري ال ...
- كيف ولماذا هزمنا امام صدام حسين ؟ (20) التدبيرات الثلاثة : ...
- نحو اللقاء التداولي الاول ل- قوى التغيير الوطني- في العراق
- كيف ولماذا هزمنا امام صدام حسين ؟ (19) وطنية مابعد ايديلوجية ...
- كيف ولماذا هزمنا امام صدام حسين؟(18) الذين يدخلون الوعي ل-م ...
- كيف ولماذا هزمتا امام صدام حسين ؟ (17) -مجتمع اللادولة المس ...
- كيف ولماذا هزمنا امام صدام حسين؟ (16) حزب يموت فيجنب قاتلية ...


المزيد.....




- بايدن يرد على سؤال حول عزمه إجراء مناظرة مع ترامب قبل انتخاب ...
- نذر حرب ووعيد لأمريكا وإسرائيل.. شاهد ما رصده فريق CNN في شو ...
- ليتوانيا تدعو حلفاء أوكرانيا إلى الاستعداد: حزمة المساعدات ا ...
- الشرطة تفصل بين مظاهرة طلابية مؤيدة للفلسطينيين وأخرى لإسرائ ...
- أوكرانيا - دعم عسكري غربي جديد وروسيا تستهدف شبكة القطارات
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- الشرطة تعتقل حاخامات إسرائيليين وأمريكيين طالبوا بوقف إطلاق ...
- وزير الدفاع الأمريكي يؤكد تخصيص ستة مليارات دولار لأسلحة جدي ...
- السفير الروسي يعتبر الاتهامات البريطانية بتورط روسيا في أعما ...
- وزير الدفاع الأمريكي: تحسن وضع قوات كييف يحتاج وقتا بعد المس ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - معارضة مدنية وطنية صاعدة؟ .. ملامح وتبلورات ( 1/2)