أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حسين عجمية - الديمقراطية بالمشاهدة














المزيد.....

الديمقراطية بالمشاهدة


حسين عجمية

الحوار المتمدن-العدد: 1434 - 2006 / 1 / 18 - 07:25
المحور: المجتمع المدني
    


الوعي القائم على النفعية في استغلال المفاهيم البشرية لتحقيق مصالح ومكاسب سلطوية ينخرط بالضرورة في مستوى المجابهة المباشرة مع منافسيه في المكاسب نفسها فتبقى الأزمات والمتغيرات جارية بنفس الإطار المنهجي لبرنامج تطبيق الوعي البشري ,فالصدام التاريخي يظل قائماً في هذا العالم حتى تتغير طريقة تعاملنا معه والأفكار التاريخية العملاقة والنظرية لغاية إحداث بنية مغايرة لطبيعة الوجود القائم في مجراه التاريخي , يُصاغ بطريقة مغايرة لمضمونه الحقيقي وإلا لما وصالت إليه النظريات إلى هذه الدرجة من الإهمال والتلاعب بمضمونها الفكري وكأن العقل البشري يرفض التعامل مع القضايا التي تنقذه من إرباكه التاريخي فيقوم على تغيير بنية المفاهيم بما يتوافق مع المسير التصادمي في الحياة الإنسانية .
فالديمقراطية كمفهوم عقلي ونهج عملي للوصول إلى مستوى راقي في العلاقات بين البشر والدول , استغلها العقل البشري بما يخالف مضامينها الجوهرية , فالدلائل المتوفرة عن الممارسات الديمقراطية وطبيعة تمثلها في بنية العالم تتخذ مسارات درامية في غاية التنوع وقد تكون مسلية لمن يهوى المشاهد المسرحية .
فالنظام العالمي الجديد وما يحتويه من بنى اجتماعية وأنظمة فكرية وسياسية متنوعة يمكن أن توضحها المشاهد الديمقراطية في الطبيعة الجغرافية للدول .
فالديمقراطية في البنية العالمية تظهر للوجود بالتعددية المتنوعة للأنظمة المختلفة والمتعايشة في بنية دولية واحدة ممثلة في الهيئة العالمية للأمم المتحدة كتمثيل جامع لأنظمة متنوعة الوجود والأسلوب في طريقة الحكم وقيادة السلطة السياسية .
فالبناء الديمقراطي العالمي يحتوي خليط غير متجانس من الأنظمة تعبر عن نفسها بحرية الوجود الديمقراطي في التعامل مع الطبيعة السياسية الداخلية لنظامها الخاص ,فنشاهد الحكم الديني الملكي وحكم الإمارة الملكي المرتبط بالدين وحكم السلطنة الديني والحكم الجمهوري الديني والحكم القومي بسياسة القائد الفرد والحزب الجمهوري بسياسة الحزب الواحد والحكم الجمهوري بسياسة تبادل الحزبين وحكم ملكي بسياسة حزبين , حكومات وسياسات متنوعة مختلفة التباين في النظام العالمي على المساحة الكاملة للجغرافية البشرية يمكن أن نعبر عنها بالديمقراطية العالمية في طريقة التعاطي مع الطبيعة السياسية للدول مفرزات وإفرازات سياسية متنوعة متواجدة بحكم الديمقراطية وهل يعني أن هذه هي الديمقراطية أم المفاهيم الديمقراطية متنوعة التنفيذ والحرية في بناء الأنظمة المختلفة وهل يمثل التعاطي مع الحرية كنهج للقيادة السياسية على المسرح العالمي أم الفصل بينهما ضرورة حتمية .
فالانتقال التنازلي يعطينا نتائج أكثر إثارة في معرفة الحياة الديمقراطية من خلال البنية الداخلية للدول
في بنية الدول الداخلية فالنظام التمثيلي مختلف على المستوى الديمقراطي بين نظام وأخر والعرض لا يخلو من الإثارة فالأحزاب المتباينة تطرح برامج مختلفة وتتسابق للحصول على المكانة في قيادة السلطة كنظام تمثيلي يعبر عن اختيارها بالاقتراع المباشر لتنفيذ برامج سياسية ويمكن أن تتعدد الأساليب في تنفيذ هذا الواقع السياسي وكل دولة تسلك طريقاً مغايراً في تركيبتها البنيوية وممارستها للديمقراطية ويمكن تحديد المفاهيم في هذا المجال بالطريقة الديمقراطية لوصول الأحزاب إلى السيادة السياسية ويمكن أن تكون هذه الأحزاب دينية أو عرقية أو قومية وغيرها تعبر عن واقع مقيت في الحياة الاجتماعية والإنسانية ويمكن أن نشاهد أحزاب اشتراكية وعلمانية ونازية وغيرها تستخدم الديمقراطية للوصول إلى برامج هدامة معيقة لبرنامج التفاعل الإنساني ويمكن أن نشاهد توزيع المناصب السياسية والحكومية من قبل الحكام والهيئة الحاكمة معتبرين توزيعها بشكل ديمقراطي ويمكن إزالة سياسيين وأصحاب مناصب وأحزاب وقوميات وطوائف وغيرها معتبرين بأن الإزالة تمت بشكل ديمقراطي ويمكن أن تقام الحروب وتزهق الأرواح وتدمر المدن والشعوب على أساس الحروب الديمقراطية ويمكن أن يفجروا العقل بشكل ديمقراطي ويمكن أن تنهب الثروات وتقمع الشعوب على أساس ديمقراطي إنه مشهد قائم في الوجود الإنساني يتم استغلال محتواه الديمقراطي لتشكيل واقع متأزم همجي البنية والسلوك بلائحة ديمقراطية تنشر الرعب والدمار في جسد الإنسانية الهزيل ويمكن أن نشاهد برامج متغيرة في بنية الديمقراطية لدرجة اعتبار الديمقراطية غير موجودة في الديمقراطي نفسها , أدبيات وأفكار وتحليلات قائمة على الديمقراطية والحصيلة النهائية لا تغيير في المعادلة الإنسانية عندما يقيم الإنسان من انتمائه وقوميته ودينه وعرقه وغيرها من الأساليب المذلة للكرامة الإنسانية .
فلا ديمقراطية في الدين ولا دين في الديمقراطية أساليب متنوعة في الوجود وتعيش على هامش الوجود , مخزون عقلي سلفي يراد نشره ديمقراطياً ,مظاهر عقلية متطورة وبناءة يتم إقصاءها ديمقراطياً خوفاً على مصالح أسياد العالم , بنى متقهقرة ورجعية ترشق الحياة بالتهم تكبت الأنفاس وتلغي العقل بأوامر من مصدر مجهول باسم الديمقراطية عالم يتخبط بالشر والإنسان هو المتهم الوحيد في تشكيل الدمار .
عندما يعيش الحكام خارج الحساب والقوة خارج العقل والجهل في تركيبة الحياة ستبقى الديمقراطية مجرد أقوال وفن التلاعب بالألفاظ لأن الرفاه والحرية وحدهما القادران على إزالة التجاعيد من الوجه الإنساني المعبر عن طبيعة التوافق بين الشعوب .



#حسين_عجمية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العلاقة بنية متوافقة مع طبيعة العقل
- ملاحم البحر
- موسيقى الدِّماغ
- مناخ العوادم
- الذكرونثوية --طبيعة التكوين المتحد
- ذاكرة الغار
- صواعق العصر --- قوة الشر وشر القوة --- للنهب الموجه
- نحلٌ وبلان
- السلاح هزيمة العقل
- سياسة المشاكل ومشاكل السياسة
- مدارات العليق
- شرنقة القز
- الحب في المجال الموسع
- رسلة كوكب آخر


المزيد.....




- واشنطن تريد -رؤية تقدم ملموس- في -الأونروا- قبل استئناف تموي ...
- مبعوث أمريكي: خطر المجاعة شديد جدا في غزة خصوصا في الشمال
- بوريل يرحب بتقرير خبراء الأمم المتحدة حول الاتهامات الإسرائي ...
- صحيفة: سلطات فنلندا تؤجل إعداد مشروع القانون حول ترحيل المها ...
- إعادة اعتقال أحد أكثر المجرمين المطلوبين في الإكوادور
- اعتقال نائب وزير الدفاع الروسي للاشتباه في تقاضيه رشوة
- مفوض الأونروا يتحدث للجزيرة عن تقرير لجنة التحقيق وأسباب است ...
- الأردن يحذر من تراجع الدعم الدولي للاجئين السوريين على أراضي ...
- إعدام مُعلمة وابنها الطبيب.. تفاصيل حكاية كتبت برصاص إسرائيل ...
- الأونروا: ما الذي سيتغير بعد تقرير الأمم المتحدة؟


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حسين عجمية - الديمقراطية بالمشاهدة