حسين عجمية
الحوار المتمدن-العدد: 1426 - 2006 / 1 / 10 - 09:57
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
تدمير وتقتيل ,تفجير واعتقال, اغتيل إدانة مؤامرات, حرائق فيضانات وكوارث اجتماعية ,محاكم تفتيش تجسس وتنصت رهيب, أجواء تقذف المتفجرات حروب وتهجير ومعسكرات, لاجئون يعانون نقص وسائل الحياة ,أمراض وفيروسات, لوحةٌ من الرعب العظيم تسود عالم ترتقي به العلوم والتكنولوجية وثورة الاتصالات وتطوير الاكتشافات أقلام وعقول موزعة تواجه وترصد هذا التنين الرهيب وابل من الكلمات والهجوم المركّز تستخدم كل ما هو همجي في إدارة وتنظيم الوجود البشري ,اعترافات خطيرة توزع الخطر الأكيد في بنية الشعوب هجوم خطير يوزع المخاطر ويؤجج بؤر التوتر بالانفجار من خلال تعميم الوهم وإدخاله بأوهام الحياة المتغيرة والمتغايرة في بنية العالم يريدون توزيع السلام ولا يعيشون السلام من يوزع المحبة عليه أن يُشبع قلبه بالمحبة ومن يوزع الحرية والديمقراطية عليه الالتزام بها بكل موقف وتصرف ومن يحارب التطرف والتعصب فليبتعد عن العصبية والحلول المجزأة والانتقائية حتى لا يعيش التناقض في قلب المتناقضات فيدعم الحلول المخالفة لنظام الحياة فالتباين الاجتماعي في نظام الدول تباين وظيفي وليس تبايناً عقلياً لأن الوعي الإنساني نظام من الطاقة الموزعة على جميع العقول فالاستغلال في توظيف المقدرات البشرية لخدمة اتجاهات مغايرة لنظام الحياة وأنظمة معادية للتطلعات الإنسانية يوزع الاحتجاج المرافق لجميع الأعمال العدوانية على الساحة العالمية .
فالعقل البشري لم يعد قاصراً على إدراك المغزى والهدف من الحملات المسعورة لتوجيه العقول نحو الارتباط والخضوع للهيمنة فالقوى المتآمرة على سلامة الوجود الإنساني ستواجه معارضة شديدة لوقف كل ما هو هدام للحياة الإنسانية.
فإذا كانت الديمقراطية هي الحصن الأكيد للعالم وهي النظام الاْمثل للوجود الإنساني
علينا أن نحسن من أدائها في هذا الوجود ونحرص على اتخاذ مواقف ديمقراطية في عملية التعميم والنشر المنظم لمحتواها الضمني فإذا اتبعنا الأساليب الانتقائية في البرامج الديمقراطية القادمة ستكون جميع الأساليب الديمقراطية المطبقة انتقائية
مترافقة مع المصالح الأنانية للدول .
من يصدق أن هذا العالم وصل إلى هذه المرحلة من الضلال فالعقل المحلل والمراقب
لا يستطيع أن يقف في أي اتجاه مبهم التوجهات الفكرية والسلوكية فيظهر وكأنه ضمن التركيبية المولدة للدمار فالاتجاهات الناقصة والمجزأة يغلب عليها الطابع الانتقائي المبرمج لأن العمليات الحقيقية والجارية لتنظيم وتطوير العالم تتراجع أمام الهيمنة والألاعيب المبرمجة من الأقطاب السياسية والأساسية لرأس المال على مستوى المعمورة .
نريد أن نعرف أساسيات البرمجة المتبعة من رموز الخفاء المبرمجون للألاعيب
المتحولة إلى واقع فالخليط غبر المتجانس للأنظمة العالمية متفق على تخريب العالم وتدمير مقوماته الأساسية في إطار التوجهات المستمرة نحو العسكرة وبناء الترسانة العملاقة من أسلحة الدمار الشامل وتحويل العالم إلى كبسولات قابلة للإنفجار في كل لحظة هذه الإنجازات العملاقة لا تخدم غير الهدف الأكيد في تدمير العالم , فالصناعات السلمية تتراجع بشك خطير أمام المهام العالمية والعقول المفكرة لا تمتلك الوسائل الكفيلة لتغيير هذه التوجهات ,لأن أول عملية قاموا على حظرها هو منع العقول السلمية من طاقة التأثير في بناء العالم وجميع الكتابات أصبحت مجرد تعليقات على هذه البرامج المجنونة .
فالمتغيرات السياسية في بنية العالم أحدثت تغيرات في طريقة بناء العقل وتغيرات في طبيعة الحروب لأن الحلول المتبعة دائما هوجاء والتغيير لا يأخذ بعين الاعتبار طبيعة المتغيرات في البنية الحقيقية للواقع الاجتماعي .
فالانتشار المتراكم للمشاكل أحدث تغيرات في بنية المشاكل نفسها لأن التغيير الجاري يتم بطريقة الإبادة وطريقة القتل وطبيعة الحروب والعقل يعمل دائماً على تطويرها والأساليب المتبعة قائمة على تطوير البرامج القادرة على تحقيق الرعب وتعميم الكوارث على وجودنا القلق وعلى كل الحياة في النظام الأرضي.
فالادعاء المتعمد بأن الحكام رسل المحبة يخلق أجواء خالية من المحبة نظراً لطبيعة الغموض في محتوى المحبة ذاتها فلصق الديماغوجية في بنية المفاهيم يفقدها المعنى المراد تعميمه فالمحبة نجدها في كل شيء ماعدا قلوبهم , والتلفيق المتعمد للأباطيل يجعل المحتوى هزيل وغير قابل للتطبيق يتلاشى مع المتغيرات الجارية في بنية المجتمع , فالبرنامج السلمي لايمكن أن يتحقق في وسط يسعى بكل طاقاته نحوى الحرب فالأهداف لا تسير نحو الهدف لنضمن الوصول .
فالعقل ينجرف نحو ألاعقلانية في الفكر والحرية نحو الأنانية والفردية والديمقراطية تستغلها الدكتاتورية أبشع استغلال , فليست مهمة الحياة تصدير الموت وليست مهمة الموت الحفاظ على الموت , فالموت كظاهرة طبيعية يزيد طاقة الحياة قدرةً في التعبير عن ذاتها ويدعم التطور في مسيرة الحياة , أما استغلال الموت لكبت الأنفاس ومنعها عن التعبير عن محتواها بحرية هو ما يؤدي إلى التلف في محتوى الأنظمة القائمة على تلفيق الأباطيل عن طبيعة نهجها المزيف , لأن المنطلقات والبرامج السرية وتنوع الوسائل المعدة للتعذيب تمنع الوعي من إظهار محتواه بحرية ينتظر ما يجري من الأهوال بردود أفعال سلبية لا تعبر عن محتوى النضال الحقيقي .
فالتوجه المتزايد نحو المثالية الهاربة من المواجهة والنزوع نحو الانغلاق والتفرقة والتقوقع يجعل المشهد السياسي في قمة التعقيد تكثر فيه الهزائم وتزداد الضغوط نظراً لتباين الهموم في طبيعة المشاكل المعتادة وانعدام الثقة بين الحاكم والمحكوم والخوف من إجراء إصلاحات تؤدي إلى تغيير المناهج المتبعة في أداء النظام والحيلولة من قيام وعي طليعي قادر على التأثير وقيام مجتمع يصعب التلاعب في مصيره السياسي.
#حسين_عجمية (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟