عندليب الحسبان
الحوار المتمدن-العدد: 5451 - 2017 / 3 / 5 - 12:02
المحور:
الغاء عقوبة الاعدام
هل تظن نفسَك تقفُ مع العدل إن أيّدتَ حكم الاعدام ؟ , ليس بالضرورة أن تكون ما تظن, ربما أنت تفعل هذا لحاجتك لإراحة ضميرك بأن ترى العدالة مجسدة أمامك في جسد شرير تفيض مع روحه نذرالشرالتي تستشعرها تحيط بك , قد يكون الأمر حاجتك النفسية والوجودية لمسرحة الشرالمتربص بك بجسد ومقصلة ...
وليس بالضرورة أن تكون الحكومة تقتص لك مدفوعة بنية تحقيق العدل ,أنت تعرف أن هاجسها الأكبر إحكام السلطة عليك عبر اعادة مسرحة الجريمة أمامك .ولكنك مرعوب فتستجيب .
___________
عِلميا الإعدام عقوبة غير رادعة فما وقعَ وقعَ وانتهى , وعمليا المجرم في قبضة الدولة فهو ليس حرا , وأخلاقيا هولديها ليس لتقتله " فتفعل ما فعله هو " , بل لتسارع بانقاذ ما أخفقت فيه مؤسساتها من حماية للمقتول وتأهيل للقاتل ,...ولكن لأننا مأخوذون مجتمعاتٍ وحكوماتٍ بذهنية الثأر ونظام العائلة المستند على البيولوجيا نسارع دائما إلى محاكمة الجسد أولا وأخيرا, فهو حامل الاسم والابن والذكرالطيّب والشروالجريمة وهووطن العقوبة .....
_________
أنت المؤيد لحكم الإعدام , لماذا تضع نفسك دائما مكان أقارب المقتول ؟! هل تظن نفسك وأقاربك ومحبيك بمنأى عن الوقوع في الجريمة ؟! هل تظن أن القاتل ليس من البشر ولا أحبة له ولا أما ولا أختا ؟! ألم تتصور أنك في لحظة يمكن أن تكون واحدا منهم ؟! هل كنت ستصفق حين تهوي المقصلة بعنق ابنك القاتل أو ابنتك القاتلة ؟! أم كنت ستحفر في الصخر حتى تنجيهما من الموت ؟!!..افتراضك دائما أنك من أقارب المقتول فتسارع لتتمثل أحاسيسهم , يحمل شوفينية وتفوقا أخلاقيا على الآخرين , وكأنك تقول أنك من عرق اجتماعي نظيف لا يحمل استعدادا للجريمة , وهذا غير علمي ولا أخلاقي , ..
أنت المتحمس لحكم الاعدام تحقيقا للعدالة , تبدو وكأنك توثقت من عدالة الظروف الاجتماعية والنفسية والقانونية ولم يبق أمامك إلا هذا الجسد الهرموني الصغير المثقل بأفكار ومعتقدات وقيم لا يعرف من أين تسللت إليه وكيف استوطنته ؟! لكنه تاريخ طويل من الاستقواء على الجسد الفردي الأضعف دائما بصفته الضحية والقربان , تاريخ يحكمنا ولم نحاكمه .
_________
ولأني أمّ , حين أحزن أحاول أن أتمثل حزن أم القاتل وأم القتيل سواء بسواء .. فحزن الأم واحد .
#عندليب_الحسبان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟