|
المغالطات المنطقية (6) مغالطات الحجج منقطعة الصلة بالموضوع
رمسيس حنا
الحوار المتمدن-العدد: 5449 - 2017 / 3 / 3 - 18:50
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
مغالطة رفض الحجة أو قبولها بسبب تداعياتها الغير مرغوب فيها
بعد أن عرفنا فى المقالات السابقة المغالطة الجينية أو مغالطة الأصول و هى التى تركز على الشخص أو المكان الصادر منه الحجة دون الحجة نفسها. و عرفنا مغالطات الحجة الفاسدة و الحجة الظرفية و مغالطة الإحتجاج بإجماع الناس و مغالطة حجة عربة السيرك أو إتباع سياسة القطيع؛ كما تناولنا مغالطات مناشدة الوطنية، و إنتهاج المباهاة و التفاخر، و درسنا مغالطات مناشدة التقاليد و الإستشهاد بسلطة أو مرجعية شهيرة ثم اللجوء الى سلطة أو مرجعية متحاملة و متعصبة، و درسنا مغالطة مناشدة العواطف خاصة عواطف الرثاء و الشفقة و الشعور بالذنب و تطبيقاتها من قبل رجال الدين لمحاولة إقناع الناس بحجة ما، و فى هذا المقال سنتعرف على مغالطة واحدة من مغالطات الحجج منقعطة الصلة بالموضوع و هى مغالطة رفض الحجة الصحيحة ذات التداعيات أو النتائج السلبية؛ و بالمقابل التمسك بالحجة الخطأ لأن فى رفضها أو نتيجة رفضها تكمن تداعيات و نتائج خطيرة تؤثر على كينونتنا الفكرية.
• مغالطة رفض الحجة ذات التداعيات أو النتائج السلبية (أى التى تكون عكس ما نريد أو نرغب) (Argument from Adverse Consequences): و يقابلها أيضاً قبول و التمسك بالحجة الخاطئة أو الزائفة التى يؤدى رفضها الى تداعيات خطيرة. و قبول أو رفض الحجة ذات التداعيات و النتائج السلبية تعنى الخوف و الرعب من هذه التداعيات و النتائج و عدم المقدرة على مواجهتها أو قبولها بشجاعة و من ثم يكون التأكيد على أن الحجة أو الجدلية زائفة أو خاطئة لأن كونها حقيقية و صادقة (و العكس صحيح ككونها كاذبة و غير حقيقية) يؤدى الى نتائج سالبة أو نتائج لا نتقبلها و لا نرغب فيها. كل هذا يعنى أننا نرفض الحجة الصحيحة لأننا لا نرغب فى النتائج المبنية عليها و فى مقابلها فأننا نتمسك بحجة خاطئة لأن نبذها أو التخلى عن هذه الحجة الخاطئة يؤدى الى نتائج لا نرغب فيها.
فعلى سبيل المثال فإن تقرير التحاليل الطبية الخاص بشخص عزيز علينا أظهر أنه يعانى من سرطان فى مرحلة متقدمة ؛ و التقرير هنا حقيقة صادقة و لا علاقة له بالأشخاص الذين توصلوا اليه و كتبوه غير المهنية فقط ... و لكن هذا التقرير تُبنى عليه نتيجة مرعبة و مخيفة بالنسبة لنا و لا نستطيع الهروب منها و هى موت الشخص العزيز لدينا و من ثم نحكم على هذا التقرير بأنه غير صادق لأن فى صدق هذا التقرير يكمن الموت المؤكد لهذا الشخص العزيز علينا؛ و لذلك نحن نرفض هذه النتيجة المبنية على هذا التقرير الصادق. و رفضنا للنتيجة يؤدى بنا الى رفضنا للتقرير الطبى برمته رغم كونه حجة قوية. هذا الرفض غير منطقى لأن مصداقية/صدق أو زيف التقرير الطبى لا يخضع لمدى حظنا منه و لا يخضع لهوانا أو لمزاجنا الخاص و لا يعتمد على كم الحب أو الكراهية لتداعيات هذه الحقيقة؛ فالشخص العزيز لدينا فى الحقيقة مريض بالسرطان الذى سينهى حياته سواءاً رضينا أم أبينا و دون أى إعتبار لتأثير هذه الحقيقة علي الشخص العزيز المريض نفسه أو علينا. و العكس فلو أن (تقرير خاطئ) أظهر خلو الشخص العزيز لدينا من أى مرض خاصة السرطان فإننا سوف نتعلق (نتمسك) بهذا التقرير رغم خطأه، و لو أعدنا الفحص و تم عمل تقرير صحيح يؤيد وجود المرض فسوف نجد لدينا الرغبة بطرح التقرير الصادق و التمسك بالتقرير الخطأ.
و قد تصل درجة رفض الحقيقة الى الهروب حتى من رؤية الشخص العزيز علينا المصاب بمرض مؤدى الى الموت (death-end disease) مثل السرطان. و هذا لا يعنى إطلاقاً تخفيف المعاناة لمتلقى الخبر أو الحجة ... و لكن هذه ميكانيكية الدفاع التى يلجأ اليها المخ لكى يتحمل الإنسان الصدمة ... و عندما قرأت التقرير الطبى (باللغة الإنجليزية) لأحد أعزائى شخصياً لم أستطع أن أصدق ما أظهره التقرير من وجود (carcinogenic lesions in the liver) و تعنى (بؤر سرطانية بالكبد) لم أصدق فهمى فتوجهت الى أقرب مكتبة إضطلاع و بحثت عن معنى الكلمة (carcinogenic) فى أكثر من خمسة قواميس (إنجليزى/إنجليزى و إنجليزى/عربى) و لم أعد الى البيت حتى المساء و أنا أتسكع فى شوارع المدينة و إحاسيس الهزيمة و الفشل تملأ نفسى. و لكن مشكلتى لم تتوقف عند التشكيك فى التقرير بل تشككت فى معرفتى أى تشككت فى سلامة عقلى فلجأت الى أكثر من مصدر معرفة محايد "القواميس" و عندما تأكدت من حقيقة الموقف هربت من البيت و لم أعد اليه إلا فى ساعة متأخرة من الليل أملاً فى أن يكون العزيز المريض قد خلد الى النوم فلا يرانى و لا أراه.
و كثيراً ما يخبرنا الطبيب المتخصص بالمرض الخطير لدى أحد أفراد العائلة؛ أو تبين الأجهزة و التحاليل الدقيقة نوع هذا المرض الخطير... و لكننا نرفض النتيجة ... أى نرفض تقرير تشخيص المرض لأنه صحيح ... و نتمنى أن يكون الطبيب مخطئاً – إن لم نتهمه بأنه لا يعرف شيئاً – و من ثم نتوجه بالمريض الى طبيب ثان و ثالث و رابع ليس من أجل التأكد من التشخيص و لكن من أجل تكذيب التشخيص السالب؛ و كثيراً ما نرفض نتيجة التحاليل الدقيقة و نتهم (أو نتمنى) أن من يقوم بها لا يعرف شيئاً... أو أن التقرير لا يخص مريضنا... أو أن التقرير بُدل بطريق الخطأ بتقرير شخص اَخر؛ ... و يتوقف تفكيرنا عند هذا الحد و لا نتطرق الى كيفية التعامل مع المريض و كيفية تخفيف الاَمه. ... و عندما يذهب أحد الطلبة و يجد نفسه رأسباً فيقوم بتحطيم أو تدمير لوحة إعلانات نتيجة الأمتحانات، ... أو يتهم إستاذه بأنه تعمد ترسيبه، و يطلب إعادة تقييم إجاباته. فهذه أيضاً صورة من صور مغالطة رفض الحجة ذات التداعيات أو النتائج السالبة؛ ... و عندما نشاهد المسلسلات العربية و المصرية بصفة خاصة تجد أن المخرج يصر على أن الممثل أو الممثلة تحطم المراَة بسبب رؤية النفس قبيحةً فى المراَة، أو تزيح الممثلة كل أدوات المكياج "التجميل" من على تسريحتها بسبب أنها لم تستطع جذب إنتباه الرجل المستهدف. فالمراَة، كالتقرير، هى الحجة الصادقة التى صدمتنا بنتيجة لا نرغب فيها و هى "قبحنا"
و نجد مغالطة رفض الحجة ذات التداعيات أو النتائج السلبية عندما قال العلم فى فرع الطب قولته الفصل فى مدة حمل المرأة لجنينها من تسعة الى عشرة أشهر بالتحليلات و التجارب المعملية؛ فرفضنا هذه الحقيقة الطبية العلمية لأننا نحن المؤمنين إكتشفنا أن قثم رسول الإسلام ولد بعد موت أبيه عبدالله بأكثر من أربعة سنوات مما يعنى أمراً من أمرين لا ثالث لهما. الأمر الأول هو أن مدة حمل السيدة اَمنة بإبنها قثم رسول الله هى أربع سنوات؛ أما الأمر الثانى فربما يكون الحمل من شخص غير عبد الله؛ و على أى حال فإن والد رسول الله قثم هو عبد لله فى جميع الحالات؛ و لكن مما يلفت النظر و الإنتباه هو أننا فوجئنا بعلماء الأزهر و كبار هيئة علماء المسلمين يهبون من سباتهم يضربون أخماساً فى أسداس ... و يتركوننا نحن "غلابة الفكر" حيارى ... نسأل أنفسنا و نسأل علمائنا: هل كان رسول الله إبن تسعة شهور حمل كبقية خلق الله من البشر أم إبن أربع سنوات حمل كخصيصة أو خصوصية إعجازية بخاتم الرسل و الأنبياء؟ فإذا كانت مدة الحمل برسول الإسلام أربع سنوات معجزة فما الهدف منها؟ ... لقد كان أسهل على شيوخ و علماء المسلمين أن يتحدثوا عن هذا الأمر كمعجزة و خصيصة يختص بها رسول الإسلام فقط (فقد إختصوه بأشياءاً كثيرة دون تابعيه) من أن يستنوا قاعدة عامة لمدة حمل المرأة تتراوح ما بين تسعة أشهر الى أربع سنوات. و أمام هذا الإكتشاف (أن رسول الإسلام ولِد بعد موت أبيه بأربع سنوات) فللعقل أن يختار بين تصديق أو تكذيب الإكتشاف ... و لكن عواقب تكذيب أو عدم تصديق الإكتشاف سوف تكون وخيمة ... و عواقب تصديق الإكتشاف سوف تكون أكثر وخامة و سوف تهدم صرحاً نحتمى به فى إنتظار الخلود ... و لذلك إضطر القائمون على حماية الدين أن يستنوا قاعدة أطلقوا عليها علمية و محتملة و ممكنة و فى الحقيقة هى "ليست علمية" و لا محتملة و لا ممكنة؛ فالشيخ مفتى جمهورية مصر يقول أن البشرية واسعة الأحوال مترامية الأطراف رصدت اربع سنوات و أن لا أحداً من الأئمة الأربعة (أبو حنيفة، و مالك، و الشافعى، و أحمد بن حنبل) تعرض لأكثر مدة للحمل فى كتاب أو سنة؛ يقول الشيخ: "فقال الإمام الشافعى و من معه من العلماء حدد القراَن و حددت السنة أقل مدة الحمل و تركت لنا أعلاه للوجود ... النص قد حدد الأقل ... و لم يحدد الأكثر يا أستاذ ... يبقى كذب على النص الشريف أن تدعى ... و من فى الأرض جميعاً ... أن النص قد حدد الأكثر ... يبقى فيه كذب فى المسألة ... يبقى إتقوا الله ... لأن هذا الكذب فى المسألة ... الكذب ده أنه قال أن النص حدد الأكثر ... غلط ... و مافيش نص حدد الأكثر .. و أنت تعلم هذا"؛ إنتهى الإقتباس من كلام الشيخ https://www.youtube.com/watch?v=RdTQ2IoGiJc ... و ككثير من ردود الشيوخ سواءاً كانت هذه الردود شفوية مسجلة أو مكتوبة فأنها تأتى متصنعة و غير مقنعة و يظهر منها خجل و خزى و إحساس العار و عدم مقدرة الشيخ على إيجاد نسق لما يريد أن يقول و بالتالى يدعى الشيخ أن الأئمة الأربعة و خاصة الإمام الشافعى قد رصدوا حالات الحمل أربع سنوات كما فى حالة إمرأة محمد بن عجلان و غيرها كثيرات كما يقول الشيخ. و قصة إمراة محمد بن عجلان تتلخص فى أنها كانت تحمل وتضع في أربع سنين، و كانت تُلَقَب بحاملة الفيل؛ و لا تعليق لنا على القصة... و لكن لنا سؤال: هل كانت تعلم النساء بصفة عامة و إمرأة محمد بن عجلان بصفة خاصة الليلة التى حدث فيها الإخصاب للبويضة فيحسبن مدة حملهن بداية من هذه الليلة أم كن يحسبن حملهن من إنقطاع الدورة حتى يتم الوضع أو تتم الولادة. ... هذا الفديو يرينا الى أى مدى توقف العقل لدرجة أن أحد السادة الضيوف يريد الا يفكر أحد أو يُعْمل العقل فى أمر قد تخطاه العلم بمراحل كبيرة و صلت الى إستنساخ صورة كربونية للكائن الحى ... و أترك لكم مقطع الفديو الذى يناقش فيه المدعوون مدة الحمل و كيف إختلف أأمة و علماء المسلمين فى مدة الحمل لأنثى الإنسان و أترك لكم مشاهدة هذا الفديو حتى تفكروا فى الأمر بأنفسكم و تستمتعوا بهذا الجدل الذى يتصارع فيه الإيمان و العقل لتروا بأنفسكم صعوبة الموقف؛ .
بينما يظهر هذا الفديو https://www.youtube.com/watch?v=GAC4M05DaNY ردود أفعال متنوعة من مختلف الناس (رجال و نساء) عندما تواجههم مراسلة البرنامج بأن مدة الحمل يمكن أن تصل الى أربع سنوات؛ فبعضهم، خاصة السيدات، يستنكرن تماماً أن تكون مدة الحمل أربع سنوات... و الجميع لا يصدقون أن يحدث مثل هذا النوع من الحمل. شاهدوا ثم قرروا بأنفسكم هل يمكن أن نثق فى عقولنا أم فيما يقوله الشيوخ. و لكى نعرف الى أى مدى يسيطر الفكر الإيمانى اللاعقلانى على عقول نسبة كبيرة من الناس عندما تواجه مراسلة البرنامج بأن الشرع يقول أن مدة الحمل أربع سنوات فتكون الإجابة بإنهم إما لا يعرفون هذا الشرع أو يردون بقبول رأى الشرع على مضض عندما تخبر مراسلة البرنامج إحدى السيدات بأن "الشرع بيقول تحصل" فترد السيدة: "لا ما سمعتش عن الشرع اللى بيقول تحصل" فتؤكد لها مراسلة البرنامج: "لو قلت لك أن الشرع بيقول تحصل ... تصدقى الشرع؟" فترد السيدة و تقول: "طبعاً ما دام الشرع قال ..." و سيدة أخرى تقول: "هذا عيب ... لو أصدق هذا فسوف أصدق أى حاجة... "
لقد وصل الأمر ببعض "الفقهاء" أن يجعل أقصى مدة لحمل أنثى البشر هى سبع سنوات و هذا ما قال به "ربيعة الرأى" و كثير من العلماء و الشيوخ الأجلاء القدامى أمثال أبي عبيد ، والشوكاني ، كما أفتى به بعض الشيوخ المعاصرون (فى عصرنا الحديث) أمثال الشنقيطي ، وابن باز ، والعثيمين: فقد أفتوا بعدم وجود مدة محددة للحمل و تركوها – على رأى المثل المصرى – مفتوحة على البحرى حتى يهيئ للمتلقى أن علماء و فقهاء الإسلام قد رصدوا بعض حالات حمل لمدة أكثر من أربع سنوات و بذلك تكون إمكانية و إحتمالية الحمل برسول الإسلام مدة أربع سنوات واردة؛ https://islamqa.info/ar/140103 و من ثم يسهل عليه إقناع المتابع بتقبل فكرة الحمل لمدة أربع سنوات. و بدلاً من أن يقرر الشيوخ و يحسموا القضية تركوها (أى إتفقوا على قبول أكثر من أربع سنوات حمل) لغرض الستر تطبيقاً للمثل المصرى القائل: "ربنا عمل على عبيده ستاَّر". فلو قبل الشخص و صدق أن مدة الحمل فى أنثى الإنسان يمكن أن تصل الى أربع سنوات و أكثر فإن المؤمن يشعر بتفاهة عقله و يعيش محتقراً لنفسه؛ و لو رفض الشخص أن تكون مدة الحمل أربع سنوات فعليه أن يتحمل إنهيار إيمانه الذى بنى عليه شخصيته و بالتالى فإن إنهيار الإيمان ربما يؤدى الى تصدع الشخصية إن لم يكن إنهيارها. فهو فى كلتا الحالتين بين فكى رحى إما أن يخسر عقله أو يخسر دينه ... و لكن للأسف الشديد فنحن قد تربينا على مغالطة منطقية و نربى عليها أطفالنا أيضاً و هى أن:"خسارة العقل تبدأ من الشك فى أو السؤال عن أى خرافة تتسربل بثوب التدين." و الأفضل كثيراَ عندنا هو "ضياع العقل و لا ضياع الدين" على وزن "النار و لا العار فى بلدنا". http://www.elbalad.news/1313753
و نجد مغالطة رفض الحجة ذات التداعيات أو النتائج السلبية فى موضوع الإستشفاء ببول البعير فى الحديث الذى رواه البخارى و مسلم فى صحيحيهما من حديث أنس بن مالك قال: (قدم رهط من عرينة وعكل على النبي صلى الله عليه وسلم، فاجتووا المدينة، فشكوا ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "لو خرجتم إلى إبل الصدقة فشربتم من أبوالها وألبانها" ففعلوا، فلما صحوا عمدوا إلى الرعاة فقتلوهم، واستاقوا الإبل، وحاربو الله ورسوله، فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم في آثارهم، فأخذوا فقطع أيديهم، وأرجلهم، وسمل أعينهم، وألقاهم في الشمس حتى ماتوا.) http://fatwa.islamweb.net/fatwa/index.php?page=showfatwa&Option=FatwaId&Id=12472. و فى مقطع فيديو ثان يقول شيخ أنه كان يشرب بول البعير فشعر براحة من أعراض كان يعانى منها (الإنتفاخ، مشاكل فى القولون)؛ و عليه فالشيخ يرفض الحجة ذات التداعيات أو النتائج السلبية و يقول: "لو جم قالوا لى أن كلية الطب أو كلية العلوم طلعت النتيجة موش مظبوطة، أقول لهم كذبتم و صدق رسول الله" و الرجل يقصد أنه لو أجريت الفحوصات و التجارب على بول البعير و ثبت أنه لا يعالج الأمراض، فإن الرجل سوف يكذب التجارب المعملية و يصدق قول رسول الله. و بالطبع لو صدق الشيخ نتائج التجارب العلمية فأنه بالتأكيد و على الأقل سوف يشك فى مصداقية حبيبه ورسوله؛ https://www.youtube.com/watch?v=plehU332eLk. و من ثم ستنهار شخصيته أو يسفه نفسه... لقد وصل الأمر بالرجل الى قمته لكى يقنع جمهور المشاهدين بالإستشفاء بشرب بول البعير لأن يقول أن حتى الزوجة يمكنها أن تتذوق بول زوجها حتى تعينه على الشفاء كما كانت تفعل السيدة والدته و تتذوق بول أبيه حتى تعينه على ما يأكل و ما لا يأكل بسبب مرض السكرى (diabetes)؛ كما يفتخر الشيخ بأن بول أبيه أصبح أشهر بول فى العالم الاَن ... و كأن الشيخ يسخر ممن يصدق أو لا يصدق ما يقوله هذا الشيخ من هراء. شاهد: https://www.youtube.com/watch?v=C1nKE-rLgA4 و هذا المقطع https://www.alwatanvoice.com/arabic/news/2013/03/11/370272.html. و فى هذا المقطع أيضاً https://www.youtube.com/watch?v=avZx7-X9y_w. يخرج فيه الشيخ عن الموضوع و يجعل من تذوق أمه لبول أبيه دليلاً على العلاقة الحميمية بين أمه و أبيه ... و طبعاً فإن الشيخ رغم ما يظهره من تقدير لأمه إلا أنه يخفى إحتقاره للمرأة بصفة عامة. فهل يستطيع الشيخ أن يقول أو ينصح أو يخبر باى حدث يكون فيه الرجل الزوج قد تذوق بول زوجته لكى يعرف نسبة السكر فى بولها، أو لو كانت أمه هى مريضة السكرى فهل كان أبوه سيذوق بولها حتى يعيتها على ما تأكل أو ما لا تأكل.
و محاولة المقارنة بين نتائج التجارب و المختبرات المعملية و العلمية المتاحة و "مجرد أقوال رسول الإسلام" مقارنة لا تتسق مع المنطق الصحيح و يجعل من المقارنة نوع من الهزل و عدم جدية البحث العلمى. فكونك أنت و الملايين معك تؤمنون بما يقول رسول الإسلام لا يعتى أن قول الرسول حقيقة علمية ... و حتى ننصف الرجل و نبرئه من طريقة تفكيرنا الفج نحتج بأن رسول الإسلام لم يكن طبيباً أو كيميائياً أو فيزيائياً أو عالم أحياء و لذلك لا يوجد أى دليل على مصداقية أقواله و لا على صحتها ... و حتى الناس الذين نصحهم رسول الإسلام بالإستشفاء ببول البعير لم يتمكن أحد من متابعة حالاتهم بعد شربهم لبول البعير لأن الرسول قطع أيديهم وأرجلهم، وسمر أعينهم جميعاً لقتلهم الرعاة و لشروعهم فى سرقة قطيغ الإبل و ألقى بهم فى الصحراء حتى ماتوا جميعاً و لذلك لا نعلم ما إذا كانت حالتهم شفاءاً تاماً و نهائىاً أم كانت أحد حالات كمون المرض. و من ثم لا يمكن إقامة أى دليل على صحة واقعة الشفاء. و الحقيقة أن رسول الإسلام لم يأت بالجديد ... فقد كان التداوى ببول الإبل معروفاً و مألوفاً عند العرب قبل ظهور الإسلام؛ فرسول الإسلام كأى كائن هو إبن بيئته؛ فلم يكن الرسول رافضاً لكل عادات و تقاليد مجتمعه فهو نصح بما كان يمارسه العرب فى ذلك الوقت (https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%84%D8%A7%D8%AC_%D8%A8%D8%A8%D9%88%D9%84_%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%A8%D9%84)... و من ثم لم يكن التداوى ببول البعير وحياً من السماء الى رسول الإسلام بل هو ممارسة فرضتها ظروف المجتمع الصحراوى بثقافته و عاداته و تقاليده. و بناءاً على فتوى الشيوخ بالتطبب ببول البعير فقد توصلت السيدات بالقياس (syllogism) الى أن غسيل شعورهن ببول البقر و الجاموس و الحمير سوف يعطيه نمواً صحياً و نعومة و إنسيابية، كما يقضى على حشرات الشعر ... و بالطبع هذه خصائص و إمكانيات لا توفرها أعتى الكريمات الكيماوية.
و كما عودنا الشيوخ عندما لا يستطيعون الرد على الحجة بالحجة و لا المنطق بالمنطق فإنهم يلجئون الى الشتيمة و السباب و الردح؛ و كأن السباب و الشتم حجج منطقية يردون بها على حجج خصومهم. فى هذا المقطع من الفديو https://www.youtube.com/watch?v=2L9D_3b5cio يبدوا أن الشيخ لم يستطع أن يقيم الحجة للرد على جدلية الشيعة ضد السيدة عائشة زوجة نبى الإسلام فما كان من الشيخ إلا أن يرفض حجج الشيعة لأنها ذات تداعيات أو نتائج سلبية، فيلجأ الشيخ الى مغالطة مناشدة العواطف فيدعو علي الشيعة بحرقة قلب و بأفظع الدعوات و مع الدعاء على الشيعة "الروافض" لم ينس الشيخ اليهود و الصليبيين ... و يريد الشيخ أن يبقى هو و من على شاكلته فقط على وجه الأرض ... و لكن حمداً لحالة النسيان التى جعلت الشيخ ينسى البوذيين و الكونفوشيين و الملحدين و الوثنيين و أتباع الاف الأديان غير اليهودية والمسيحية. ... و يصل الرجل الى قمة حرقته الكارهة لأن يجهش بالبكاء ... و يجعلنا الرجل نعيش لحظات من العجب العجاب ... و يجعلنا على وشك البكاء و النحيب معه ... لولا إننا إكتشفنا إن الرجل يبكى بدون دموع مثله مثل الذين لهم دموع بدون بكاء ... و نحن نتخيل أن الله جالس على عرشه فى سدرة المنتهى ... يصل اليه صوت الشيخ بدعواته مغلفاً بورق سلوفان الكراهية و الحقد ... فيرسل الله الملك جبريل للشيخ ليربت على ظهره و يقول له: (معلش تعالى عند حمه يا حبيبى – مع الإعتذار لمحمد صبحى – برافو يا شيخ ... لقد أديت دورك بنجاح تام ... اَكشن للمرة الألف ... و عليك الاَن لأن تتقدم لنيل جائزة الأوسكار لأحسن ممثل ... و لا يهمك يا مولانا أن تكون جائزة الأوسكار جائزة كافرة، فكل ما فى بيتك من أجهزة ... و سياراتك الفارهات ... وكل ما تستخدمه من أجهزة فنية لتبث بها سمومك فى البشرية هى صناعة الكفرة و صناعة كافرة... و ما عليك إلا أن تتلو عليهم عدد 13 من سورة الزخرف: "سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ" أى أن الله سخر لكم الملاعين الكفرة لينتجوا و أنت و أمثالك يا شيخ تعيشوا و تتطفلوا على منتجات الكفر و سبحان الذى سخر لكم هذا). دمتم بخيرو سلام رمسيس حنا
#رمسيس_حنا (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المغالطات المنطقية (5) مغالطات الحجج منقطعة الصلة بالموضوع
-
المغالطات المنطقية (4): مغالطات الحجج منقطعة الصلة بالموضوع
-
المغالطات المنطقية (3): مغالطات الحجج منقطعة الصلة بالموضوع
-
المغالطات المنطقية (2) مغالطات الحجج منقطعة الصلة بالموضوع
-
لماذا تفجير البطرسية؟؟؟
-
حالة عشق
-
المغالطات المنطقية 1
-
الدستور المصرى: دلالات الفالج فى المادة الثانية و المادة الس
...
-
إرفعوا أيديكم عن سيد القمنى الدستور المصرى تحت مجهر إزدراء ا
...
-
سيد القمنى وضع المعول على أصل الشجرة
-
سيد الكلمة (الى سيد القمنى)
-
الله و الإنسان ... هل هناك علاقة؟؟؟ 1
-
العقل ... عندما يسقط
-
المخ ، العقل ، الميتافيزيقا و الغيب الإسلامى
-
مفهوم الغيب الإسلامى و فلسفة الميتافيزيقا
-
مقدمة فى الحمل العذراوى
-
المنير
-
مفهوم العذراوية المريمية
-
مفهوم العقل فى معجزات شفاء المرضى
-
فاطمة ناعوت: رسالة
المزيد.....
-
اليونيفيل ترصد -توغلات إسرائيلية في كل مكان- على طول الخط ال
...
-
روسيا: الغرب يقامر بآلام ومعاناة الملايين ويستخدمهم -أوراق م
...
-
إصابة أرملة روبرت كينيدي بسكتة دماغية
-
ليبيا.. الإفراج عن العقيد العجمي العتيري بعد احتجاجات واسعة
...
-
احرص على تناولها في وجبة الإفطار.. -أطعمة خارقة- تمنحك الطاق
...
-
الحرب بيومها الـ369: حملة عسكرية دموية و400 ألف تحت الحصار ش
...
-
عاصفة عنيفة تقتل أكثر من عشرين شخصا في البوسنة والهرسك
-
أول محادثة بين بايدن ونتنياهو منذ سبعة أسابيع.. ترامب سبقه و
...
-
حرب إسرائيل بغزة ولبنان.. فشل أمريكي ذريع
-
حليفا مصر.. رئيس الصومال يصل إريتريا لبحث تحديات القرن الإفر
...
المزيد.....
-
الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا
...
/ غازي الصوراني
-
حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس
/ محمد الهلالي
-
حقوق الإنسان من منظور نقدي
/ محمد الهلالي وخديجة رياضي
-
فلسفات تسائل حياتنا
/ محمد الهلالي
-
المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر
/ ياسين الحاج صالح
-
الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع
/ كريمة سلام
-
سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري -
/ الحسن علاج
-
فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال
...
/ إدريس ولد القابلة
-
المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب
...
/ حسام الدين فياض
-
القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا
...
/ حسام الدين فياض
المزيد.....
|