عبد الكريم العامري
الحوار المتمدن-العدد: 1433 - 2006 / 1 / 17 - 08:31
المحور:
الادب والفن
(1)
المطر ينزل بالسخرية
من خللِ السقفِ ،
المطرُ يثقّبُ الوسادةَ ..
يرسمُ بفرشاةِ الغيمِ بركةً هادئة :
الأسماكُ المطرّزة حرّكت زعانفها ،
بعثرت خياشيمها كرات الهواء ز
على حافةِ السريرِ ، مدّت ساقيها ،
وهي تدغدغُ الماءَ بأصابعها،
أغمضت عينيها :
هكذا ، في غياب الشمس منحت نفسها
فرصةَ العري لترمم طيّات جسدها
بالطين ..
على الأرضِ الزلقةِ تكوّرت أسمالها
وهي تشهد آخر الحروب .
(2)
فوضى
الرجلُ ذو اللحية البيضاء
يحملُ غليونه
ويمضي.
خلف ضباب رمادي .. رايتهُ :
ينفثُ الكلمات
وسعالاً اصفر.
ذو اللحية البيضاء ن ذات صباح ،جاء.
حاملاً غليونه ، مخترقاً الجدار.
لم يقل شيئاً ، لكني سمعتُ أنفاسه
تبوح :
- أللعنة عليك أيها المكان...
تذكّرني بالفوضى !
(3)
فضاء
بمعطفي اخبّئُ حزني
لأرحلَ دونما
اتجاه.
ارتجلُ التيه ،
وفي الحدقاتِ
الصمت ازرعهُ :
لماذا .....؟
لماذا .........؟
لمـ................؟
من غيمةٍ لا فضاء لها ن
ارتوي ؟
(4)
فراغ
في شباط العام الماضي
في المكان ذاته
الشرفة ذاتها
النهر الصغير وهو يحمل أطيانه
بائعة الخبز
كل شيء يبدو كما لو لم يمضِ عام :
الشحوب والاخضرار
المطرُ وهو يرسم مئات المرايا
.................
................
................
في شباط العام الماضي
في المكان ذاته ،
جلستُ :
ثمة امرأة قبالتي
- لا ادري...
كانت هناك امرأة !!
البصرة 1999
#عبد_الكريم_العامري (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟