الأحداث تتكلم (24)

عادل عطية
كاتب صحفي، وقاص، وشاعر مصري
(Adel Attia)

الحوار المتمدن-العدد: 5449 - 2017 / 3 / 3 - 02:55
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

• عندما نحدد موعداً لمقابلة، نقول: بعد العصر، أو بعد المغرب، أو بعد العشاء. وعندما يسأل أحد عن الموعد المتوقع لحضور القطار، أو مغادرة الحافلة، نقول عادة: بعد شوية. وعندما يسألنا أحد عن مسافة ما.. ربما نقول: المسافة قريبة ـ فركة كعب!
ومع أن الدكتور "أحمد زويل"، انتقل بنا من ثقافة قياس الزمن باليوم إلى ثقافة تقيسه بالفمتوثانية؛ إلا أننا لا نزال نتمسك بثقافة التقريب، ولا نزال نقيسه بالفمتو بعد.. وبالفمتو كعب!
• يقولون: "القرش الأبيض ينفع في اليوم الأسود".. وهل هناك يوم أسود من اليوم الذي باع فيه "يهوذا" سيده بثلاثين من الفضة؛ فأصبح بياض الفضة: بسواد الخيانة؟!
ويقولون: "الكذب الأبيض ينفع في الورطة السوداء".. وهل هناك مناسبة أكثر سواداً من الوقوع في وحل: الخداع، والخطأ، والخطيئة؟!
ويقولون، ببشاشة الصباح: "نهارك أبيض".. لكننا نجعله مع أدنى مشكلة، أو ضيق، أو تجربة، نهاراً أسوداً، أكثر من قرن الخروب!
• نبغض الحرام، ولكننا نستخدم كلمة "الحرام" بولع عشقي شديد.. خذ عندك، هذه الكلمات: "حرمنا ـ الحرملك ـ حرم الطريق ـ الحرم الجامعي..."، حتى كادت هذه الكلمة تدخل في كل مناحي حياتنا، وتترأس هذه الممنوعات: "ممنوع من السفر، ممنوع من الغنا، ممنوع من الكلام، ممنوع من الأشتياق، ممنوع من الاستياء، ممنوع من الابتسام، ممنوع من المناقشة ممنوع من السكات"، على حد تعبير شاعرنا العاميّ فؤاد نجم!
• بعض الأزواج، يتوقون إلى: "حتة عيّل"، وبعضهم وصل به اشتياقه إلى طلب: "ظفر عيّل".. وفي هذا السبيل، يدفعون من دم قلبهم، ويتمرمطون عند الأطباء بجدوى وبدون جدوى.. ومع ذلك، نجد الكثير من الآباء والأمهات، الذين منحهم الله أولاداً، كهبة مجانية، يصرخون في وجه جنوح أبنائهم، قائلين: "يقطع العيال وخلفتهم"!
وتخيلت، ماذا يحدث لو أن الله استجاب لهم، و "قطع"، ثم نظر إلى ملايين البشر ممن يتمردون عليه، ويقاطعون تعاليمه، وقال: "سأقطع الإنسان من على وجه الأرض"؟!
• نؤمن بأن الأعمار بيد الله، لكننا من فرط محبتنا للذي نحبه، ندخل به إلى مزاد الأعمار، فالبعض يتمنى، قائلاً: عقبال مائة سنة"، والبعض يتنبأ، قائلاً: "يا طويل العمر". أما الغريب، فهو أن نطلب له من الله: "أن يأخذ من عمرنا، ويعطيه".. وكأن الله غير قادر أن يعطيه عمراً من غير ما يقص من عمرنا!

#عادل_عطية (هاشتاغ)       Adel_Attia#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل