أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد صلاح الدين - حزب الله الأولوية الأولى أمريكيا وإسرائيليا















المزيد.....

حزب الله الأولوية الأولى أمريكيا وإسرائيليا


عماد صلاح الدين

الحوار المتمدن-العدد: 5446 - 2017 / 2 / 28 - 00:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حزب الله الأولوية الأولى أمريكيا وإسرائيليا
عماد صلاح الدين
بعيدا عن كل المواقف من حزب الله بعد أحداث الربيع العربي، وتحديدا موقف الحزب مما جرى في الموضوع السوري، الا ان حزب الله ترتبط النظرة الامريكية والاسرائيلية له من منطور العلاقة والامتداد مع الجمهورية الاسلامية الايرانية؛ فايران دول قوية وفاعلة ومراكمة للنجاحات منذ عدة عقود وهي مكثفة لذلك التراكم والنجاح بوتائر متسارعة جدا، وهي دولة اقليمية طامحة ولديها استراتيجيتها الواضحة وتكتيكاتها العلمية والعملية في خدمة تلك الاستراتيجية، وقد نجحت في ذلك ايما نجاح كبير سواء في داخلها او على مستوى الاقليم او على المستوى الدولي والعالمي.
وايران منذ سنوات بدأت عمليا بتسجيل قيادتها للمنطقة داخلا فيها المنطقة العربية؛ قد يُسمى ذلك عربيا وخصوصا من مناوئيها تحديدا في السعودية وعموم الخليج العربي على انه تمدد ايراني ونفوذ متزايد لها خصوصا بعد بدء الصراع في سوريا والى هذا اليوم سواء كان ذلك في العراق او لبنان او اليمن او في اجزاء اخرى من المنطقة العربية الاسلامية، لكن الحقيقة تقول أن ذلك ناتج عن ضعف العرب وانظمتهم السياسية المرتبطة بالاجنبي الغربي خصوصا الولايات المتحدة الامريكية، ولصالح النفوذ الاستعماري الصهيوني في المنطقة العربية. صحيح انه حدثت ثورات عربية في غير قطر عربي منذ مطلع عام 2011، الا ان هذه الثورات في معظمها وربما حتى النهاية تم اجهاضها والقضاء عليها من قبل دول الاعتدال العربي. لم يكن العرب مهيئين لثورة على نظمهم فتقوم باقتلاعها من جذورها نهائيا، بل كانت ردّات فعل من تفاقم المرض الاخلاقي والاجتماعي العربي وضغط الاستبداد وقمع الحريات الى مستويات فائقة جدا. مسألة التهيئة والاقتلاع من الجذور كانت متاحة امام الايرانيين في مواجهة الشاه في نهاية العقد السابع وبداية العقد الثامن من القرن العشرين المنصرم، ولذلك فان الثورة الاسلامية الايرانية حققت اهدافها في القوة الداخلية وفي الصمود في مواجهة العدوان الذي شنه نظام الرئيس صدام حسين من الثمانينات وحتى آواخرها، ولمدة ثمانية اعوام، وهو ما عزز القوة الايرانية لاحقا واصبحت رقما صعبا في المعادلة الاقليمية والدولية، والداعم الحصري والوحيد في دعم قوى المقاومة العربية والاسلامية سواء في فلسطين او لبنان وحتى في العراق في مواجهة الغزوات الغربية والاستعمارية وفي المقدم منها امريكا واسرائيل.
في موجة الارتداد الرسمي العربي في مواجهة الثورات العربية غير المهيأة لصد هذا الارتداد عليها، كان لا بد من تدخل ايران لتقود العالم العربي والاسلامي سواء في سوريا او في اليمن او في العراق او في لبنان او من مساعدة وتضامن مع قوى المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة؛ في سوريا مثلا كان النظام السوري داعما للمقاومة الاسلامية في لبنان وللمقاومة الفلسطينية ومحتضنا لها خصوصا حماس في قلب القطر السوري نفسه، لم يكن السوريون معارضين بالكامل للنظام، وكان له ولم يزل قاعدة شعبية واجتماعية معتبرة ساهمت في صمود النظام بالاضافة الى عوامل الدعم الاقليمي من ايران وحزب الله ثم تاليا الدعم الروسي في مواجهة الجماعات المسلحة والمعارضة في القطر السوري.
في كل الاحوال كانت خسارة ما عرف بالثورات العربية محتومة في هذه المرحلة، سواء تدخلت الجمهورية الاسلامية الايرانية ام لم تتدخل وكذلك الامر بالنسبة لحزب الله، بسبب عدم تهيؤ الشعوب العربية لمواجهة استبداد وطغيان انظمتها السياسية. وعلى العكس من ذلك، فلو لم تتدخل ايران وحزب الله في سوريا او ايران في اليمن او في غيرها من الاقطار العربية، فسيكون منسوب التدخل الاستعماري الغربي والامريكي ومعه الاسرائيلي اقوى بعشرات المرات عما كان عليه الوضع من السابق، وسيتكرس النفوذ الاستعماري حتى في المناطق والبلدان العربية التي تعتبر مواجهة أو ممانعة للمنظومة الغربية الاستعمارية على المنطقة العربية الاسلامية. ومع ذلك، ورغم الدور الايراني ودور حزب الله في صد التغول الامريكي والغربي والاسرائيلي المتعاظم في البلدان العربية، الا ان دول الاعتدال العربي الممثلة في السعودية ومصر والامارات والاردن قد دشنت خططها مع الحليف الاسرائيلي وبرعاية ودعم امريكي لتشكيل محور الاصطفاف الاقليمي في مواجهة ايران وحزب الله البديل العربي والاسلامي عن المشروع الغربي والاسرائيلي في المنطقة، وفي مقابل الثمن لبقاء رؤوس انظمة الاستبداد والتبعية الغربية بإنهاء القضية الفلسطينية فلسطينيا اولا وعربيا تاليا من خلال القيادة البديلة المتساوقة مع الحل الاقليمي الذي تطرحه اسرائيل وترعاه امريكا وتوافق عليه قوى ما يعرف بالاعتدال العربي، ولقد كشفت صحيفة هآرتس الاسرائيلية ذلك التوجه مؤخرا من خلال تسريبات لقاء العقبة في العام الماضي، وما دار به من طرح الصفقة الإقليمية في مواجهة الجمهورية الإسلامية الايرانية وانهاء القضية الفلسطينية من خلال الحل البديل بدولة سيناء وغزة، وضم معظم الضفة الغربية، لتكون لاسرائيل السيادة من البحر الى النهر، باعتبار الضفة الغربية المجال الحيوي للكيان الاسرائيلي بما فيها غور الاردن، وكذلك لاعتبارات دينية صهيونية مدّعاة على أنها ارض يهودا والسامرة.
اما لماذا حزب الله اللبناني هو الاولوية الاولى في حساب صانع القرار الاسرائيلي والامريكي؛ فلأن الحزب، وعدا انه طرف اصيل في حلف المقاومة والممانعة العربية والإسلامية، إلا انه يُنظر له على انه امتداد حيوي واستراتيجي للجمهورية الاسلامية الايرانية التي يقع على عاتقها بحكم انها الطرف الاقوى اقليميا من بين اطراف المقاومة والممانعة العربية والاسلامية مواجهة النفوذ الاسرائيلي والامريكي المتعاظم في المنطقة، وهذه النظرة تمتد لتشمل حركات المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة وفي المقدم منها حركتا حماس والجهاد الاسلامي، وهي ذات النظرة الممتدة الى النظام السوري اختلف معه كثيرون او اتفقوا. والمواجهة اذن والحرب قائمة لا محال مع حزب الله وربما تتوسع لتشمل الاقليم كله بكل اصطفافه ان اجلا او عاجلا، وهي على كل حال قد تكون مؤجلة الى حين فقط .
ولذلك كانت هناك أصوات جدية في حماس تنادي بتحسين بل واستعادة العلاقة مع الجمهورية الاسلامية في ايران ومع النظام السوري ايضا، ولعل الحراك الذي جرى في انتخابات حماس الاخيرة، والذي افرز واظهر وجوها جديدة كيحيى السنوار هو احدى تجليات التغيير المطلوب في سياسة الحركة في اتجاه العلاقة مع ايران وسوريا وحزب الله. كانت نتائج تلك الانتخابات في جانب منها ترجمة لاستشعار الخطر القادم من تحالف الاعتدال العربي مع إسرائيل علنا هذه المرة لمواجهة الاطراف نفسها التي كان يجمعها حلف المقاومة والممانعة على ما بينهم من اختلافات وتناقضات في عديد رؤى ومواقف وسلوك على الارض.
لينتبه الجميع فالخطر الأمريكي والغربي والإسرائيلي الاستعماري الكولونيالي قادم باقصى قوته هذه المرة، وباحلاف وادوات عربية واضحة جدا وفجة جدا، لذا ينبغي رفع الحذر الى اقصاه، والعودة الى التوحد والتنسيق بين الاطراف العربية والاسلامية المجابهة للاستعمار الامريكي والغربي والاسرائيلي على وجه الاستمرار.



#عماد_صلاح_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هيت لك هيت لك
- أأرواحنا في أرواح أجيالنا
- يا ايها العربي
- ما بين المأساة والحقيقة أشواط حضارية كبيرة من التجسير العملي ...
- قرن من الزمن على تعثر نخب فلسطين السياسية
- فتح : أوضاعنا الداخلية أهم من مساعينا الدبلوماسية!
- الخوف المستقبلي: أمراء حرب في المناطق الفلسطينية!!
- النموذج السوسيولوجي في معالجة النخب السياسية الفلسطينية
- النخب السياسية الفلسطينية كجزء من مشكلة مجتمع متفاقمة
- هل ستفوز حماس في الانتخابات المحلية؟
- لماذا ترفض إسرائيل في البداية إجراء تبادل للأسرى ؟
- النخب السياسية الفلسطينية بعد النكبة والنكسة حتى عام 1988.
- جاهلية وفساد النخب السياسية الفلسطينية قبل عام 1948
- تعثّر رؤية النخب السياسية الفلسطينية بمرجعية أوسلو
- خلل البنية الإنسانية في فلسطين وسلوك النخب السياسية الفلسطين ...
- علل البنى العميقة للنخب السياسية الفلسطينية
- فلسطين: تعالوا بنا نبدأ من البلديات والمجالس المحلية
- تركيا... شكرا للمدرسة الغنوشية
- عسر النهضة وتطرف الحالة!!
- سوسيولوجيا الانقسام والشجار في فلسطين المحتلة


المزيد.....




- الإمارات تشهد هطول -أكبر كميات أمطار في تاريخها الحديث-.. وم ...
- مكتب أممي يدعو القوات الإسرائيلية إلى وقف هجمات المستوطنين ع ...
- الطاقة.. ملف ساخن على طاولة السوداني وبايدن
- -النيران اشتعلت فيها-.. حزب الله يعرض مشاهد من استهدافه منصة ...
- قطر تستنكر تهديد نائب أمريكي بإعادة تقييم علاقات واشنطن مع ا ...
- أوكرانيا تدرج النائب الأول السابق لأمين مجلس الأمن القومي وا ...
- فرنسا تستدعي سفيرتها لدى أذربيجان -للتشاور- في ظل توتر بين ا ...
- كندا تخطط لتقديم أسلحة لأوكرانيا بقيمة تزيد عن مليار دولار
- مسؤول أمريكي: أوكرانيا لن تحصل على أموال الأصول الروسية كامل ...
- الولايات المتحدة: ترامب يشكو منعه مواصلة حملته الانتخابية بخ ...


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد صلاح الدين - حزب الله الأولوية الأولى أمريكيا وإسرائيليا