[اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب]

باب البيت

نوري حمدان

الحوار المتمدن-العدد: 5442 - 2017 / 2 / 24 - 12:31
المحور: الادب والفن

اقدام تضرب الارض بقوة...
باب البيت يطرق...
نعم انه باب البيت يطرق...
اطفال خائفون مرعوبون يصرخون.. ماما ماما من يطرق الباب
الام هي الاخرى مرتعبه.. لا أدري من يأتي لنا بهذه الساعة المتأخرة من الليل
تهُدئ الاطفال وتقول لهم لا تخافوا سأرى من في الباب
بخطوات متعثرة وسط الظلام.. الكهرباء الوطنية غائبة.. الوقت خارج فترة تشغيل المولد الاهلي
الباب مازال يطرق بقوة...
الام وهي ترتعش من الخوف تقول نعم نعم وصلت
من يطرق الباب...
الطارق.. افتحي الباب تفتيش
الام.. ماذا تفتيش عن ماذا تفتشون
الطارق.. قلت لكي افتحي الباب تفتيش
الام.. يا سيدي انا امرأة وحيدة ولي ثلاثة اطفال ونحن مرعوبون من الخوف ماذا تريدون
الطارق.. للمرة الاخيرة اقول لك افتحي الباب، تفتيش تفتيش، ان لم تفتحي الباب سأمر بتحطيمه
الام تنادي الاطفال.. ماما تعالوا عندي بسرعة
الاطفال يركضون وهم يصرخون البنت الكبرى تبكي الصغير يتعثر بعتبة الباب ويسقط ويصرخ من الالم اه اه يدي ماما قد كسرت يدي
الام تفتح الباب بعد ان جعلت اطفالها تحت ردائها
جنود يدخلون بسرعة وامرهم يصرخ فتشوا كل شيء كل شيء الغرف جميعها الدواليب حتى ملابس الاطفال
جنود يبلغون امرهم بانهم لم يجدوا اي شيء
الام عن ماذا تبحثون
الامر... اسكتي انت دعينا نكمل واجبنا، ثم خاطب الجنود هل جميعكم اكملتم التفتيش
الجنود نعم سيدي ولم نجد اي شيء
الامر... اذا الى الخروج والتفت الى الام وقال لها نعتذر عن الازعاج
الام... ماذا !! .. ازعاج لقد ادخلتم الرعب بقلوب الاطفال في هذه الليلة الموحشة وقلبتم البيت رأسا على عقب
الامر... اصمتي هل تريدين ان امر باعتقالك اين زوجك
الطفلة الاكبر... بابا شهيد
الطفل الاصغر... انتم تعتقدون اننا ارهابيين
الأمر... ماذا يقولون الاطفال
الام... نعم ان اباهم استشهد في تفجير بغداد الاخير
الأمر... اللعنة عليك ايها المخبر السري ثم طأطأ رأسه في الارض وخرج من المنزل دون اي كلام
الام... تغلق الباب
الاطفال... يبكون تحت رداء أمهم
ثم يظهر صوت خارجي يقول... ان الاطفال لم يبكوا من الخوف فقط بل من الجوع ايضا

#نوري_حمدان (هاشتاغ)

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل