أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - صلاح شعير - القوي الاقتصادية الصاعد تهدد عرش الدولار















المزيد.....

القوي الاقتصادية الصاعد تهدد عرش الدولار


صلاح شعير

الحوار المتمدن-العدد: 5442 - 2017 / 2 / 24 - 11:32
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


مازال الدولار يتربع على عرش العملات العالمية المستخدمة في التجارة الدولية؛ إذ يُستخدَم الدولار في نحو 90% من العقود التجارية على مستوى العالم، ويتم تداوله بمعدل 5 تريليونات دولار يوميًّا، ويمثل العملة الأكبر في نسب الاحتياطي النقدي في البنوك المركزية العالمية، بنسبة 71%؛ بينما يحتل اليورو المركز الثاني بمعدل23% ، ثم الجنيه الإسترليني والين بما يقدر بنحو 4%.

ويرجع تفوق الدولار إلي قوة الاقتصاد الأمريكي حيث بلغ الناتج المحلي عام 2015 إلي نحو 18.036 تريلون دولار، من أجمالي الناتج المحلي العالمي والبالغ 73.89 تريلون دولار لذات العام، وبما يوزاي 24.4% من اقتصاد العالم، تليها الصين، ثم اليابان، وتشير بعض الدلائل علي أن العالم مقبل علي حرب عملات طاحنة.

قوة الدولار: يستمد الدولار سطوته من قوة الاقتصاد الأمريكي، حيث يمتلك 321.4 مليون نسمة نحو ربع اقتصاد العالم، ويدعم الدولار جهاز إنتاجي متطور، ومستوي دخل مرتفع يضمن تحفيز القوي المنتجة على العمل، وتحتل الولايات المتحدة المرتبة رقم 6 من بين أكثر دول العالم دخلاً للفرد، ومن ثم لا تزال الطبقة الوسطى في الولايات المتحدة هي عامل التمييز نظرا لأن هذه الطبقة هي عماد التنمية الشاملة، وتعزز الولايات المتحدة قوتها الاقتصادية بمنظومة عسكرية هائلة، حيث تحرك قواتها لضمان السيطرة علي العالم بنفقات عسكرية كبيرة، بلغت في نحو 581 مليار دولار 2015م، ورغم أن الجنيه الاسترليني عملة مستقلة إلا أنه في تحالف مع الدولار نظرًا للعلاقات الوثيقة بين بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية.


اليورو: وينتج نحو 339.4 ملايين نسمة بالاتحاد الأوروبي نحو 16.331 تريليون دولار تقريبا، هي قيمة الناتج المحلي لهذه الدول، وتتمتع الدول الصناعية الكبري بمنطقة اليورو كألمانيا وإيطاليا، وفرنسا، باقتصاد قوي أما باقي الدول يتباين موقفها بين المتوسم، وفوق المتوسط ، وسوف تقاتل هذه الدول بقوة لحماية عملتها، للحفاظ علي معدلات الرفاهية، وسوف يعزز ذلك التفوق النهضة العلمية بعظم هذه الدول، بالإضافة إلي الغطاء العسكري من قبل حلف شمال الأطلسي. بيد أن الخطر الذي يهدد مستقبل اليورو والدولار يأتي من قبل اليوان الصيني حال استمرار معدل النمو بالصين علي نفس الوتير.

اليوان الصيني: يبلغ الناتج المحلي للصين كثاني أكبر اقتصاد بالعالم نحو11.007 تريلون دولار، وقد أنعكس ذلك علي رفع دخل الفرد وفقا لتعادل القوة الشرائية من 990 دولار عام 1990 إلي 1839 دولار عام 2015 ، من ثم زيادة حجم الطبقة المتوسطة كطبقة فاعلة في البناء، وتمتلك الصين 1054 طن ذهبيًا، وبما يعادل 54 مليار دولار أمريكي. وتتمع بكونها أكبر سوق استهلاكي في العالم، حيث يبلغ عدد سكانها 1.371 مليار نسمة، وهذا يمكنها من إقامات صناعات كبرى، وجلب الاستثمارات لتلبية حاجة السوق الداخلي، ومن ثم ارتفاع معدلات النمو. كما أن أسعار السلع والخدمات بها منخفضة أذا ما قورنت بمثيلتها بدول العالم الغربي.

بدأ الصراع الاقتصادي يطفو فوق السطح منذ عام 2003، عندما حققت الولايات المتحدة عجزًا تجاريًا قدره 124 مليار دولار، واستجابة الصين للضغوط 2005م، ورفعت قيمة عملتها بمعدل 20% ، ولكن الأزمة المالية العالمية جعلت الصين تتوقف عن رفع قيمة عملتها؛ كي تتمكن من دعم صادرتها بأسعارها تنافسية. واسفر الصراع بأن أصبحت الصين أكبر دائن للولايات المتحدة الأمريكية، بنحو 1.6 تريليون دولار.
ويعد سعر صرف اليوان الصيني من المشكلات التى تهدد اقتصاد الغرب، وتدعم الصين اقتصادها بجيش قوي، بأن أنفقت علي التسليح نحو 129.4 مليار دولار عام 2015، وهذا يعزز من فرص النمو، والزحف للاستحواذ علي جزء من أسواق النقد مستقبلا.

الين الياباني: ورغم أن متوسط دخل الفرد الياباني يبلغ نحو 32477 دولار سنويا، ألا أن الشعب الياباني يدخر من 20% إلى 40% من دخله، بسبب الإنضباط في الإنفاق، وإنتشار ثقافة الترشيد، وذلك يساعد في زيادة حجم الودائع بالجهاز المصرفي، ويدعم سياسية الإبقاء على أسعار الفائدة طويلة الأجل عند نحو 0%، ومن ثم تتحرك السياسة النقدية في اليابان نحو دعم المشروعات الاقتصادية بالمال دون فوائد بنكية، وبالتالي تنخفيض تكاليف الإنتاج ، وهذا يعزز فرص الاستثمار، ويتفق مع مبادئ الاقتصاد الإسلامي.

ويعد العامل الياباني هو نقطة القوة، من خلال إلتزامه بالنظام، والقوانين، وإخلاصه في العمل، علاوة علي الشعور الوطني، فلا يشتري المواطن الياباني سوى المنتج المحلي، أضف إلي ذلك جودة التعليم، فلا توجد أمية مطلقًا، ومن ثم يعد رأس المال البشري هو نقطة تفوق اليابان، وبفضلة احتلت اليابان مرتبة ثالث اقتصاد في العالم، وهذا يدعم الين الياباني في صراع العملات الدولية.

الروبيل: يقدر اقتصاد روسيا بنحو 2.1 تريليون دولار, وتصنف كتاسع أغنى دولة في العالم, ومتوسط دخل الفرد من الناتج المحلي الاجمالي نحو 18 ألف دولار, بيد أن في 11 % من سكانها تحت خط الفقر، ومن الممكن تعافي الاقتصاد الروسي نظرًا لتنوع مصادر الدخل، كما أن اقتصادها مدعوم بقوة عسكرية هائلة، حيث تقدر نفقاتها العسكرية عام 2015م بنحو 70مليار دولار، وهذا من الممكن أن يعزز عملتها.

الروبية الهندية: تحتل الهند المركز العشر عالميا، و يبلغ الناتج المحلي بها نحو 2 تريليون دولار, ولكن 29.8 % من مواطنيها تحت خط الفقر. إذ يبلغ متوسط دخل الفرد بها 1589 دولار سنويا، بيد أن نقطة القوة لديها أن بها ثاني أكبر سوق استهلاكي في العالم، حيث يقدر سكانها بنحو 1.311 مليار نسمة، وهذا يسمح بنمو المشروعات العملاقة لتلبية حاجة السوق، وتعزيز قيمة الروبية.

العملات العربية: تعد العملات العربية ضعيفة نظر لضعف الهياكل الإنتاجية بالعالم العربي، ولعل أبرز ما يمكن الحديث هو ضعف حجم الناتج المحلي بالعالم العربي، حيث لا يتجاوز نسبته 3% من الناتج المحلي العالمي.

وتعتمد الدول العربية علي الدولار سواءً كاحتياطي في البنوك المركزية، أو كودائع في البنوك الغربية، ومن ثم فهي من الدول التي تتأثر بالسلب جراء انفخاض قيمة الدولار، وقد بلغ احتياطي النقد الأجنبي بالعالم العربي نحو 616.4 مليار دولار نهاية عام 2015م. ويبلغ متوسط دخل الفرد العربي نحو 6545 دولار سنويا، وهذا المتوسط لا يعبر عن الحقيقة نظرا للتفاوت الكبير بين الدول، فمتوسط دخل الفرد في قطر نحو 73653 دولار، وفي السودان 2414 دولار، ونقطة الضعف أن الاقتصاد العربي مازال يعتمد علي النفط والمواد الأولية، ويعاني من الفقر المائي، ومن السابق لأونه أن تؤثر العملات العربية في أسواق النقد العالمية.

تراجع مملكة الدولار: تسعي دول العالم للهروب من مصيدة الدولار، نظرًا لأن تحريك سعر صرفه بالتخفيض يبدد مدخرات الدول، ويمكن الولايات المتحدة من ترحيل جزءًا من التضخم إلي الغير، ولذا هرول البعض للهروب من فخ الدولار، وكمثال وقعت السعودية اتفاقا مع الصين، تتم بموجبه التعاملات التجارية بين البلدين بـ"اليوان" الصيني و"الريال" السعودي. وبالتالي خرج نحو 49.2 مليار دولار من سوق التعاملات بالدولار بنهاية 2016، وأيضًا قررت روسيا وتركيا استخدام الروبيل والليرة في التبادل التجاري، لتحل محل نحو 30 مليار دولار سنويا، أما مصر والصين وقعا اتفاقية ثنائية لمبادلة العملات بمبلغ 18 مليار يوان مقابل ما يعادل هذا المبلغ بالجنيه المصري، على مدار 3 سنوات، وسوف تحذوا الكثير من دول العالم نحو هذا الاتجاه، وسوف يشهد العالم حرب عملات طاحنة، بيد أن الفيصل في كسب هذه الحرب يتوقف علي حجم الإنتاج بأي دولة حيث أن الطلب على العملات مشتق من الطلب علي السلع والخدمات.

ونظرا لأن النمو بالدول الصاعدة، يهدد منطقة الدولار واليورو، ربما يشهد العالم المزيد من الاضطرابات، وخاصة العالم العربي لأن إيدلوجية الدول المهيمنة تقوم علي تفتيت الكيانات الناشئة لضمان السيطرة علي اقتصاد العالم، متحصنة بترسانة مخابراتية، وعسكرية كبري.



#صلاح_شعير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- - أخلاق الفرسان - قصص قصيرة للطفل تستحق لقب - الكتاب الذهبى-
- المسرح المصري بين عبق التاريخ وأزمة
- -أخلاق الفرسان- تهتم بمنظومة القيم والبناء في عقل الطفل العر ...
- جنون العظمة آفة العصر
- المرأة العربية طاقة بناء منذ فجر التاريخ
- الدور الاقتصادي للنقل الخارجي والداخلي بمصر وأهمية دور الدول ...
- مستقبل صناعة الطاقة بمصر
- الجمعيات الأهلية بمصر تقوم بدور تكافلي، وتحارب الفقر، وتهتم ...
- شبه جزيرة سيناء بوابة العبور الاقتصادي لمصر
- دور المنتجات الفنية والإعلامية في بناء الاقتصاد المصري.
- خروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي ينذر بإنهيار الاقتصاد العا ...
- أوجاع المجتمع العربي
- العدالة أساس التقدم
- أزمة الدولار تعصف بالاقتصاد المصري
- الإرهاب بوابة لغزو العالم العربي وتفتيت تركيا بالإنقلابات
- الطائفية والتقسيم يدق ناقوس الخطر ويحذر من المخططات الغربية ...
- إنتحار الحكومة المصرية
- الحادث الأرهابي بولاية فلوريدا الأمريكية مرفوض ولا يمثل الإس ...
- الغش يدمر المجتمعات
- مشكلة الاقتصادي المصري


المزيد.....




- المغرب وفرنسا يسعيان لتعزيز علاقتهما بمشاريع الطاقة والنقل
- مئات الشاحنات تتكدس على الحدود الروسية الليتوانية
- المغرب وفرنسا يسعيان إلى التعاون بمجال الطاقة النظيفة والنقل ...
- -وول ستريت- تقفز بقوة وقيمة -ألفابت- تتجاوز التريليوني دولار ...
- الذهب يصعد بعد صدور بيانات التضخم في أميركا
- وزير سعودي: مؤشرات الاستثمار في السعودية حققت أرقاما قياسية ...
- كيف يسهم مشروع سد باتوكا جورج في بناء مستقبل أفضل لزامبيا وز ...
- الشيكل مستمر في التقهقر وسط التوترات الجيوسياسية
- أسعار النفط تتجه لإنهاء سلسلة خسائر استمرت أسبوعين
- -تيك توك- تفضل الإغلاق في أميركا إذا فشلت الخيارات القانونية ...


المزيد.....

- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى
- جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال ... / الهادي هبَّاني
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية / دلير زنكنة
- تجربة مملكة النرويج في الاصلاح النقدي وتغيير سعر الصرف ومدى ... / سناء عبد القادر مصطفى
- اقتصادات الدول العربية والعمل الاقتصادي العربي المشترك / الأستاذ الدكتور مصطفى العبد الله الكفري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - صلاح شعير - القوي الاقتصادية الصاعد تهدد عرش الدولار