أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالجواد سيد - مصر بين روسيا وأوربا














المزيد.....

مصر بين روسيا وأوربا


عبدالجواد سيد
كاتب مصرى

(Abdelgawad Sayed)


الحوار المتمدن-العدد: 5442 - 2017 / 2 / 24 - 08:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مصر بين روسيا وأوربا
تبدو العلاقة المصرية الروسية علاقة غريبة ، مثل قصص الحب من طرف واحد ، فقدت مبرراتها ، لكنها مازلت مستمرة . كان إرتماء مصر 30 يونيو فى أحضان روسيا له مايبرره ، بسبب موقف الغرب السلبى من إستجابة الجيش لإرادة الشعب المصرى وقيامه بخلع نظام الإخوان من الحكم ، وإعتباره ذلك إنقلاباً عسكرياً ، وليس إنقلاباً شعبياً ، أو إنقلاباً حارساً ، كما يسمى فى العلوم السياسية ، تم بإرادة شعبية ، كما كان الحال فى الواقع ، ولكن هذا الموقف سرعان ماتحلحل ، خاصة من الجانب الأوربى ، وكما هو معروف ، وعادت العلاقات المصرية الأوربية إلى طبيعتها وأكثر ، وأصبحت دول الإتحاد الأوربى ، خاصة فرنسا وألمانيا، أهم مصدر للدعم السياسى والإقتصادى والعسكرى لمصر ، فى مواجهة التحديات الخطيرة التى تخوضها فى معركتها الطويلة مع الإرهاب ، ثم تحلحل هذا الموقف الغربى تماماًً بوصول ترامب إلى الحكم فى أمريكا ، وإعلانه الصريح عن دعمه للنظام العسكرى الحاكم ، دون أى تحفظات تذكر، ومع ذلك ظل إرتماء النظام العسكرى فى مصر فى أحضان روسيا مستمراً ، بشكل بدا وكأنه توجه خاص بطبيعة النظام نفسه ، وليس تعبيراً عن المصلحة المصرية العامة ، وذلك بإ ستمرار تبنيه لمواقفها فى الصراع الإقليمى الجارى ، وللموقف فى سوريا ، وتخليه عن أى رؤية خاصة ، كان يمكن أن تساهم فى تقديم حلولاً بديلة للأزمة ، ثم بإستمرارإستجابته للرغبة الروسية بالتواجد فى جنوب البحر المتوسط ، بعد أن وطدت أقدامها فى شرقه ، من خلال الإصرار على منحها ، وبالأمر المباشر دون مناقصة ، حق إنشاء وإدارة محطة الضبعة النووية ، رغم ماينطوى عليه ذلك من مخاطر بيئية ، وتبعية إقتصادية وسياسية ، وتهديد لأمن البحر المتوسط نفسه ، المجال الحيوى المصرى الأول.
إن هذا الخضوع الغريب من النظام المصرى يقابله على الجانب الآخر إستهتار تام ، وعدم تقدير للظروف الإقتصادية الصعبة التى تمر بها مصر، من خلال الإصرار على عدم إستناف حركة السياحة الروسية إلى مصر ، رغم إدراكه أن السياحة الروسية تمثل نسبة كبيرة من السياحة المصرية ويمكنها أن تقدم يد المساعدة فى هذه الظروف الصعبة فعلاً ، وذلك رغم إستجابة القاهرة لكل ماوضعته روسيا من شروط ، وإنشاء صالات خاصة للسياح الروس بمطار القاهرة، فى الوقت الذى إستأنفت فيه معظم دول الإتحاد الأوربى حركة السياحة مع مصر بدون أى شروط ، وكأن روسيا بذلك تكافئ المعتدى الذى أسقط طائرتها فى سيناء فى أكتوبر 2015 ، وتساعده على تحقيق هدفه فى ضرب الإقتصاد المصرى ، وهو الذى لم تفعله مع الصديق التركى مثلاً ، رغم مصرع سفيرها هناك ، ورغم حوادثها الإرهابية الكثيرة ، والتى لم نسمع عن واحدة منها فى مطار القاهرة ، الذى شوهت سمعته أمام العالم، مع كل بعثة تفتيش روسية تعود بتقرير عن إنعدام أمنه.
إن العلاقة المصرية الروسية فى حاجة إلى تصحيح فورى ، حيث أصبحت خطراً ليس على حاضر مصر فقط ، ولكن على مستقبلها أيضا ، إنها علاقة غير متكافئة مع صديق لئيم يأخذ أكثر مما يعطى ، ويبطن أكثر مما يظهر، فمشروع الضبعة النووى ودون الدخول فى تفاصيله الغير منصفة الكثيرة ، لايمثل خطراً بيئياً وعبأً إقتصادياً فقط ، ولكنه فى النهاية سوف يسفر عن ثكنة عسكرية روسية فى جنوب المتوسط ، تهدد أمن أوربا ، و تهدد تكامل العلاقات معها ، أمل مصر المستقبل ، بعد أن بدت رياح الشرق الأوسط ، والعالم العربى ، شديدة الخطورة والتقلب.



#عبدالجواد_سيد (هاشتاغ)       Abdelgawad_Sayed#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ترامب وصراع الشرق الأوسط
- هدير مكاوى ، ورياح التغيير
- تاريخ البابوية القبطية المبكر-ترجمة عبدالجواد سيد
- قصة مصر فى العصر الحديت-الصعود والإنحدار
- مقتطفات من ترجمة كتاب المصادر الأصلية للقرآن-سان كلير تيسدال ...
- قصة مصر فى العصر الإسلامى ، وأكذوبة المدينة الفاضلة
- غزو العرب لمصر، وأكذوبة الجهاد المقدس
- بائع الخمور
- مختصر تاريخ الأكراد والثورة الكردية
- مقتطفات من ترجمة كتاب المصادر الأصلية للقرآن-سان كلير تيسدال ...
- الصراع السعودى المصرى، ونهاية النظام الإقليمى العربى
- مقتطفات من ترجمة كتاب المصادر الأصلية للقرآن-سان كلير تيسدال ...
- الإمارات والكفيل والعودة للوطن-مقطتفات من السيرة الذاتية
- مقطتفات من ترجمة كتاب سان كلير تيسدال- المصادر الأصلية للقرآ ...
- ذكريات من إندونيسيا-مقتطفات من السيرة الذاتية
- جريمة فى الحرم المكى-مقتطفات من السيرة الذاتية
- ترامب ، وشرق أوسط ، مضطرب الوعى والمبدأ
- يوميات مدرس فى الأرياف-مقتطفات من السيرة الذاتية
- مصانع الإرهاب-مقتطفات من السيرة الذاتية
- نحو تأسيس حزب مصر المتوسط


المزيد.....




- زيلينسكي ردا على دعوة بوتين للمجيء إلى موسكو: -لا أستطيع الذ ...
- تقرير يكشف تفاصيل عملية أميركية فاشلة للتجسس على كيم جونغ أو ...
- رئيس وزراء السنغال يعتذر عن عدم تلبية أول دعوة رسمية لزيارة ...
- فريق إغاثي يصل قرية سودانية منكوبة على ظهر الحمير
- فيديو.. حماس تضع رهينتين في سيارة وتجوب بهما شوارع مدينة غزة ...
- القوات الروسية تسيطر على بلدتين جديدتين في دونيتسك
- لبنان.. انتشار للجيش ولافتات -دعم- قبيل بحث خطة -نزع السلاح- ...
- الضربات التوراتية العشر.. رموز دينية تهيمن على جيش إسرائيل
- كاتس يعلن -فتح باب الجحيم- في غزة وتدمير برج شاهق
- إسرائيل تعلن اغتيال قيادي في -قسم المالية- بحركة حماس


المزيد.....

- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالجواد سيد - مصر بين روسيا وأوربا