أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - دانا جلال - دكتاتورية الشعب وديمقراطية الرئيس














المزيد.....

دكتاتورية الشعب وديمقراطية الرئيس


دانا جلال

الحوار المتمدن-العدد: 5430 - 2017 / 2 / 12 - 10:47
المحور: كتابات ساخرة
    


لَمْ يأتي بانقلابٍ عسكري، ولا يَحِملُ رُتباً ولا نَياشينْ، هو الرئيس والعبد الفقير الذي ابتلاه الله بِدكتاتورية شعوب كوردستان والاجزاء.
بُرج الرئيس في كوردستان أسد، وفي أنقرة هو الحمل، ومعَ مَنْ يكتب في الصحافة عَنْ العشقِ ومفاسدهِ، وعَنْ الحُرية وسرابه هو عقرب شهرزور وفي رواية اخرى نصيبين (1).
الرئيس ديمقراطي، وحزبه ديمقراطي، ولَنْ يَرحم دكتاتورية مِلل ونِحل الجبال، وأعورهم الديمُقراطي الذي اقترح الدستور، ببيان رغيف خبزه وتبيين حلم غده .
يطرح الرئيس دستور الجبال وما وراءها. فَصَلَهُ بمقاسِ أحذيةِ أطفال كوردستان، بٍقياسِ شروال الرجال، بِجمال ثوب النساء. يَرفضُ الشعب الدكتاتوري هكذا دستور، فالشعب الدكتاتوري مَشغول رغم عَنْ أنف رئيسه الديمقراطي بصيدِ الذُباب في طوابير الرواتب ومُشتقات المَعاش، ما تأخر مِنه وما نُهِبْ.
يترك الرئيس السُلطة، يهربْ، يَختفي، يتَّوسلْ، يتَّوسطْ، يصرخ: السُلطة مُفسِدة وانا الديمقراطي المُطلقْ، لَمْ ولَنْ اتلقفها، فلا يَربُطني بأمية وبنيه بشيء. يَمسُك الشعب الدكتاتوري برئيسه الديمقراطي بِجُرم الزُهدِ والتَّهرب مِنْ واجبه القومي فيعيده الى قصره صاغراً كي يحكم والى الأبدْ .
الشعب الدكتاتوري في جنوب كوردستان يَحفُر الخنادق على الحدود بوجه شقيقه الدكتاتوري في غرب كوردستان. يبكي الرئيس ويتَّضرعْ، يَمسُكُ بيديه المُقَدستين كومةِ تُراب لَمْ يملكُ غيرها مِنْ أرض كوردستان كي يردُم الخَندَقْ، فالرئيس لا يحبُ الخنادق إن كانت غزوة أو فجوة مِنْ ورق.
يهربُ رئيس البرلمان الذي جاء مِنْ على فوقِ ظهر الدبابة وسلطة القبيلة مِنْ برلمانه والعاصمة اربيل. يمسُكه الرئيس بِتُهمة دعم دكتاتورية شعب الجبال ومُصادرة حنجرته. يعود رئيس البرلمان تائباً بعد نصيحة الرئيس بِذاته وبِكتابه وبِجمعه الصالحين.
الشعب الدكتاتوري في الجبال لهم خِبرة بالتَّهريبِ ومسالك الجبال، يُهَربونَ المَدافع والدبابات التركية، جنود آل عُثمان وحفيده اردوغان الى جنوب كوردستان، يصرخُ الرئيس: يا للعار يَدخلون كوردستان آمنين، وتُطالبون برحيل الذي دافع عن شنكال وهي غشاء بكارة كوردستان.
يكتبُ الرئيس في صُحفه وبالتَّفصيل عَنْ عوائد النفطِ وفوائد تَخزين الشِروال المُستورد مِنَ الصين. في الصباحِ يُصادر الشعب الدكتاتوري صُحف الصَباح ويعلنُ عَنْ جائزة لِمنْ يمسكُ بالديك الرئاسي ويحرر دجاجاته من جهاد النكاح.
"خيرُ امةٍ اخرجت للناس" في قراءةِ الكفِ وأغصان شجرة الرئيس، هو الشعب الدكتاتوري في جبال كوردستان. جَمعوا مِنْ حاراتِ الفُقرِ، وخنادق الحربِ، وطوابير عُمال البناء جِوار المَساجدِ أقارب الرئيس ومَنْ هُم بدرجةِ حامل الحفاظة لِدرجةِ حامل الأبريق. تضرعوا، بكوا عند حائط الرئيس الطيني مبكى النساء، لطموا الخدود وشقوا الجيوب كي يُعيدهم الرئيس الديمقراطي لِيخدموا الشعب الدكتاتوري. بكى الرئيس وقال: سبقت ديمقراطيتي العذل فأعدتهم لِيوم الدين.
ملاحظة: في بيان رئاسي مُلحق ومَنشور في صحيفة الوقائع والنواهق الرسمية، ونزولاً عَنْ رغبة الشعب الدكتاتوري ولكي يُثبت الرئيس ديمقراطيته، فقد تَمَ رفع عدد من اسماء الشهداء من قائمة الشهداء وتم وضع عدد مِنْ أسماء الجحوش بديلاً عنهم لِيُكمِلوا المُباريات الديمُقراطية وسط تَصفيق وتهريج الجمهور الدكتاتوري. هذا وتم تكريم القيادات الديمقراطية في الاحزاب الدكتاتورية المُعارضة للرئيس بحصص من النفط وذلك لتعاونهم الديمقراطي مع الذات الديمقراطية للرئيس.
(1) العقاربُ القاتلةُ تكون في موضعين: بِشَهْرَزُور، وقرى الأهواز، إلا أن القواتلَ التي بالأهواز جرّارات، لم نذكر عقاربَ نصيبين، لأن أصلها - فيما لا يشكُّون فيه - من شَهْرَزُور حين حُوصِرَ أهلها ورُموا بالمجانيق، وبكيزان محشوَّة من عقارب شَهْرَزُور (الحيوان- الجاحظ - ص466 )



#دانا_جلال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن البرجوازية الكاريكاتيرية وظلال الدولة القومية في كوردستان
- ضَيعستان
- PKK
- مُراهقة زرقاء
- شسع نعل العراقية و تاج الوهابية
- البارزاني: لِتَستَّمر دبكاتِكُم..كِش حُلمْ
- الشيوعي أحمد حلاق يخرج من طقوس اختفاءه الثوري
- زحلة وجاجيك آغاي محموديان
- الف العراق و باء الطيب رجب . تفاصيل الخطة (ب)
- دكتاتور بلا دولة .. جنوب كوردستان نموذجاً
- مُتَّلازمة كوردستان و مُتَّلازمة ستوكهولم في كوردستان
- ج2 من معركة مرج دابق في كركميش
- أربيل ليست محررة يا بدر الدين
- اليسار الكوردستاني، الى اليمين دُر (ج1)
- حتى أنتَ يا صُباح؟ فليَمُتْ كَنَّجْ
- مُتَّرَدِدْ أم ْمُتَّسامي (قصة الشيوعي سلام)
- DNA أردوغان
- صورة المُستشار وتحولاته
- الوصايا العشر لانتهازي عصر العولمة
- عَنْ اسم الذئب الذي أكلَ يوسف في كوردستان


المزيد.....




- “فرحي أولادك وارتاحي من زنهم”.. التقط تردد قناة توم وجيري TO ...
- فدوى مواهب: المخرجة المصرية المعتزلة تثير الجدل بدرس عن الشي ...
- ما حقيقة اعتماد اللغة العربية في السنغال كلغة رسمية؟ ترندينغ ...
- بعد مسرحية -مذكرات- صدام.. من الذي يحرك إبنة الطاغية؟
- -أربعة الآف عام من التربية والتعليم-.. فلسطين إرث تربوي وتعل ...
- طنجة تستضيف الاحتفال العالمي باليوم الدولي لموسيقى الجاز 20 ...
- -لم أقتل زوجي-.. مسرحية مستوحاة من الأساطير الصينية تعرض في ...
- المؤسس عثمان الموسم 5.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 158 باللغة ...
- تردد قناة تنة ورنة الجديد 2024 على النايل سات وتابع أفلام ال ...
- وفاة الكاتب والمخرج الأميركي بول أوستر صاحب -ثلاثية نيويورك- ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - دانا جلال - دكتاتورية الشعب وديمقراطية الرئيس