أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمود عباس - هل كان للكرد أدباء وفلاسفة قبل الإسلام-الجزء الثاني















المزيد.....

هل كان للكرد أدباء وفلاسفة قبل الإسلام-الجزء الثاني


محمود عباس

الحوار المتمدن-العدد: 5429 - 2017 / 2 / 11 - 10:29
المحور: القضية الكردية
    


يقول ول ديورانت، في كتابه قصة الحضارة المجلد الأول الجزء الثالث عشر، في بداية القرن السادس قبل الميلاد " أخذ الفرس عن الميديين لغتهم الآرية، وحروفهم الهجائية التي تبلغ عدتها ستة وثلاثين، وهم الذين جعلوا الفرس يستبدلون في الكتابة الرق والأقلام بألواح الطين... أما أدبهم وفنهم فلم يبق منهما لا حرف ولا حجر"كما ويذكر أن كتاب زرادشت (أفيستا) كان مكتوبا على الرّق. تبين لنا هذا أن أسلاف الكرد ومنذ بدايات الحضارة الميدية اكتشفوا واخترعوا إحدى أهم المقومات التي ساعدت على انتشار الثقافة بشكل واسع وسريع في حضارتهم والحضارات اللاحقة، ولا شك تطوير هذه الأدوات كانت تفرضها الحاجة والتطور الثقافي، حتى ولو كانت في أروقة القصور الملكية ودواوينه، أو في المكاتب الخاصة بين شريحة معينة من المجتمع، إن كانوا من الكهنة أو رجال البلاط، وهذه على الأغلب خرّجت مجموعات أوسع من الفلاسفة والشعراء والأدباء، وسهلت لهم نشر نتاجاتهم، وهو ما لا نجد له ولهم من أثر، إلا ما تم ذكره شفهيا، أو ما يقال عن كتاب الزردشتية آفيستا على سبيل المثال أو ما تم ذكره في سطور بين الكتب التي حفظت من الضياع والتلف بطريقة ما، كالكتب التي تم فيها تخليد مآثر ملوك الساسانيين أو الأخمينيين، إلى جانب الاستقراء وقراءة غير مباشرة لأثار اركيولوجية ضمن أنقاض مدن الحضارات التي قامت على جغرافية كردستان الحالية، كالميدية التي دمرتها الأخمينيون الفرس، والتي تحتاج إلى التنقيب ، وأخرها الساسانية، التي قضت عليها القبائل العربية الإسلامية.
لا خلاف على ما ذكره أحد الكتاب العرب "أن الشعر عند بادية العرب هو المظهر الحضاري البارز عند البدو" بل وأن المقولة تزيد من التأكيد على أن كل بنية حضارية لا بد من وجود شريحة من الشعراء والأدباء والفلاسفة، وعليه فقد كان هناك شعراء كرد أو من الشعوب الأخرى كانت تعيش الحضارة الساسانية، قبل الاجتياح العربي الإسلامي. ولا بد من وجود أسباب على عدم ذكرهم في التاريخ الذي تم تدوينه بأمر من السلطات الجديدة. ونحن هنا لسنا بصدد تدوين الأسباب فقط، بل العمل على التنقيب عن فتات ربما بقيت تحت ركام التدمير المقصود أو العشوائي.
ولا يهمنا نوعية الشعر أو الأدب أو الفلسفة، بقدر ما يهمنا وجوده من عدمه، ونوعيته هي إشكالية أخرى، في حال إيجاده، رغم أن العديد من الكتاب العرب، يفتخرون أن الشعراء العرب تناولوا معظم جوانب الحياة، في الوقت الذي كان فيه الشعراء المصريون أو اليونانيون القدامى على سبيل المثال لا يتطرقون سوى إلى تمجيد الألهة، ورغم الخطأ الكبير والتحيز الفاضح في هذه المقارنة، يتناسون التطرق إلى شعراء الشعوب الأخرى، كالكرد والفرس والأمازيغ، ولربما يفعلونها لأنهم يدركون ما فعلته الاجتياحات الإسلامية العربية بمناطق هؤلاء الشعوب، وإن وجدت فهي على الأغلب كانت على مراحل لا تقارن حضاريا.
ولا شك أن القضية تتجاوز الشعر، من حيث التنقيب عن الثقافة السائدة بين الكرد (في قضيتنا المطروحة كمثال عن الشعوب الأخرى المجاورة) وهي تمثل الأدب السردي والملاحم، والفلسفة، والموسيقى، والفن وغيرها من المجالات الثقافية الحضارية، ونادراً ما يتطرق إليها المؤرخون العرب المسلمون، لضحالتها عند العرب الجاهلية، إن لم يكن عدمها، وهذا ليس انتقاصا للشعب العربي وتراثه، بقدر ما هو تبيان للحقيقة الغائبة، وتضييعهم لمآثر الشعوب الأخرى، والتي كانت على مستويات حضارية لا تقل عن اليونانيين والمصريين إن لم تكن أعلى في بعض المجالات، كشعوب الحضارة الساسانية الكرد والفرس والسريان النسطوريين خاصة وشعوب أخرى في المنطقة.
وإذا تتبعنا تاريخ مدينتي نصيبين والرها على سبيل المثال، نجدهما أكبر مركزين ازدهرت فيهما المذهب النسطوري في الديانة المسيحية، بدأت بعد المجمع المسكوني الثالث، والمنعقد في مدينة أفسوس عام 431م وحتى نهاية القرن السابع، وقد جعل آخر خلفاء الأمويين محمد بن مروان، (والمسمى بالحمار، أبن الأميرة الكردية من ويران شهر) نصيبين عاصمة له في فترة حروبه الأولى ضد جيوش أبو مسلم الخرساني، ، وهي دلالة على أن هاتين المدينتين كانتا تحتضنان مراكز ثقافية فكرية مهمة، ولا بد وأنه كان فيهما شريحة من الأدباء والشعراء والفلاسفة إلى جانب المجمع الكهنوتي النسطوري، والمدينتان في قلب جغرافية كردستان الحالية. والسؤال هنا: أين هي آثار هذه المراكز الدينية الثقافية العائدة لتلك الحقبة، كيف ومتى زالت؟ علما أنهما كانتا حاضرتين مهمتين حتى عند غزوات عياض بن غنم للمنطقة، وبنود صلحه التي فرضها على عليهم مشابهة للبنود التي وضعها عمر بن الخطاب لمسيحيي القدس، وعلى أساسها دخل الجيش الإسلامي العربي لمجمع نصيبين.
وتأكيدا على ما كانت عليه المدن الكردية من الرقي الثقافي والتطور الحضاري، نورد ما ذكره شوقي ضيف في كتابه (تاريخ الأدب العربي) الصفحة(94) " كانت تقوم ...قبل الإسلام مدارس مختلفة في الإسكندرية وقيسارية وأنطاكية والرها ونصيبين وحران وجنديسابور، فاتصلت العربية بكل هذا التراث وأخذت تعمل على المزج بينه وبين معارف العرب وآدابهم" وخير مثال كتاب (هزار أفسان) أي ألف خرافة، وهي القصص التي ترجمت وحورت إلى ألف ليلة وليلة، وكتاب هزار دستان وغيرهما العديد من الكتب التي ترجمت إلى العربية وضاعت الأصل. والسؤال هنا ثانية: أين هي ذاك التراث وتلك الآثار الأدبية والعلمية والفنية التي أخذت منها العرب ومزجتها في أدبها؟
ولتبيان جانب من احتمالية أن يكون هناك مخطط مدروس وراء عدم معرفتنا للماضي الأدبي الكردي، سنطلع على ماضي الشعوب التي لم تكن لها بنية حضارية وكانت غارقة في الضحالة الثقافية، لكنها تمكنت وبمساندة سلطاتها خلق ثقافة متينة من التراث الشعبي الشفهي الماضي، وتاريخ الأدب عند الشعب التركي خير مثال، فبناءً على نقوش (أورخان) لم يكن الترك يعرفون الكتابة حتى نهاية القرن السابع الميلادي، وبدأ نتاجهم الأدبي الكتابي المطبوع من بدايات القرن التاسع الميلادي، في الوقت الذي كانت فيها منطقة كردستان بشعوبها ومنهم الكرد على سوية عالية من الازدهار الثقافي، شعرا وأدبا وفلسفة، كتابة ونسخاً وترجمة، وجذورها الحضارية تعود إلى ما قبل الميلاد بقرون...
يتبع...

د. محمود عباس
الولايات المتحدة الأمريكية
[email protected]



#محمود_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل كان للكرد أدباء وفلاسفة قبل الإسلام- الجزء الأول
- الحورية السورية في مؤتمرات النخاسة
- لماذا لم تتحرر مدينة الباب
- خطأ الخالق أم المخلوق 2/2
- خطأ الخالق أم المخلوق 1/2
- كيف ستكون فيدرالية الكرد في سوريا 2/2
- كيف ستكون فيدرالية الكرد في سوريا 1/2
- ما دور الكرد في آستانه
- الوجه الأخر لخلافاتنا
- الكرد والإيديولوجيات والاستراتيجيات
- سوريا محمية روسية بامتياز
- ترمب من إمبراطورية إلى إمبراطورية
- عندما يدرس ترمب المستنقع السوري
- إيجابيات الصراع الكردي-الكردي-2/2
- أين إيجابيات الصراع الكردي-الكردي- 1/2
- ترمب ما بين تركيا والكرد
- انتخبتُ هيلاري
- من شنكال إلى صلاح الدين دمرتاش - 2/2
- من شنكال إلى صلاح الدين دمرتاش - 1/2
- حروب عالمية بالوكالة


المزيد.....




- اليونيسف تُطالب بوقف الحرب الإسرائيلية على لبنان: طفل واحد ع ...
- حظر الأونروا: بروكسل تلوّح بمراجعة اتفاقية الشراكة مع إسرائي ...
- الأمم المتحدة: إسرائيل قصفت الإمدادات الطبية إلى مستشفى كمال ...
- برلين تغلق القنصليات الإيرانية على أراضيها بعد إعدام طهران م ...
- حظر الأونروا: بروكسل تلوّح بإلغاء اتفاقية الشراكة مع إسرائيل ...
- الأونروا تحذر: حظرنا يعني الحكم بإعدام غزة.. ولم نتلق إخطارا ...
- الجامعة العربية تدين قرار حظر الأونروا: إسرائيل تعمل على إلغ ...
- شاهد بماذا إتهمت منظمة العفو الدولية قوات الدعم السريع؟
- صندوق الامم المتحدة للسكان: توقف آخر وحدة عناية مركزة لحيثي ...
- صندوق الامم المتحدة للسكان: توقف آخر وحدة عناية مركزة لحديثي ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمود عباس - هل كان للكرد أدباء وفلاسفة قبل الإسلام-الجزء الثاني