أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود عباس - الحورية السورية في مؤتمرات النخاسة















المزيد.....

الحورية السورية في مؤتمرات النخاسة


محمود عباس

الحوار المتمدن-العدد: 5422 - 2017 / 2 / 4 - 02:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هناك من يتحدث في الأروقة الدولية بأنه في جنيف-4 سيعرض بند لإجراء انتخابات في سوريا القادمة. إنها الديمقراطية واللعنة معاً، وأية لعنة أبشع منها، وهم سيجرون الموتى وأنصاف الموتى، من الشعب، إلى صناديق ستنصب على أطراف بنايات نصفها مدمرة، وتحت النصف الآخر أشلاء أطفال لم تتم إنقاذهم، وعلى بعد أمتار سيتم وضع صناديق الخبث والنفاق، لتمتلئ بالدماء السوريين الباقين على الحياة، والنتيجة هي تنصيب المجرم أو أحد المنافقين الانتهازيين على سدة الحكم.
ستسبق الانتخابات مرحلة حكم انتقالي، وفرض الدستور الروسي المقترح، وهو جزء بسيط مما يطمح إليه الشعب السوري، الحالم ببعض السلام والهدوء، وتخفيف المعاناة، ليعود بعض الروح إلى الجسم المنهك المثخن بالجراح، ويرجع البعض منهم إلى مناطقهم. لكن تتبين على أرض الواقع بأن الدول الكبرى لا تريد السلام للشعب السوري، ولا تغيير شكل النظام، في السلطة والمعارضة معا، الوجهين الشريرين لمأساة سوريا، وبالتالي الأمل أضعف من أن يتحقق الحلم، وتستقر الأوضاع، وتهدأ الحرب، واحتمالية أن تكون جنيف-4 مثل غيرها من مواخير الجنيفات والقاهرات والرياضات والإسطنبوليات، ومثل أستانة 1 و2 سوق آخر لوشوشة الخبثاء بين بعضهم، حول سعر الحورية السورية، وعلى الفترة الباقية لاغتصابها، ومن سيكون مولاها في المرحلة القادمة.
القضية السورية تباع في مواخير الدول الكبرى كعاهرة، تنافس عليها ومنذ البدء من سموا ذاتهم بأصدقاء الشعب السوري، وأعدائه، تعالت الأصوات، وأرتفع السعر، وتصاعدت المساومة إلى المليارات من الدولارات، دفعت للمقاولين، استلمت تركيا جزء منها، وصرفت عليها أئمة ولاية الفقيه وملوك العهر في السعودية وقطر، بعضها على المنافقين والانتهازيين من المعارضة الإسلامية والبعثية، وبعضها ليحافظ المجرم بشار الأسد على سلطته، وبها ظل راسخا لا يتزحزح، والمعارضة المنافقة مستمرة في الداخل والخارج.
وعندما تم تشويه القضية السورية، تحولت حورية العموريين والأراميين والفينيقيين إلى سبية في أقفاص المنظمات الإسلامية الإرهابية، الشيعية والسنية، واغتصبت وعلى مدى السنوات الست الماضية من قبل فاجرين، من الداخل والخارج، بدءً من المعارضة الإسلامية الراديكالية إلى سلطة بشار الأسد المجرمة، حينها تخلى عنها الجميع وتناقصت سعرها، وأبتذلها من أدعى بأنهم من المقربين، وعلى رأسهم تركيا والسعودية وقطر، وتناقلوها بين أسوق النخاسة، من جنيف والقاهرة واستانبول إلى سوق العهر في الرياض، وها هي تعاد عارية منهكة إلى جنيف وللمرة الرابعة، بعد أن تم البيع الأخير لها في سوق استأنه للنخاسة، وبيد تاجرين فاجرين اشتركا على تقسيم الحصة، روسيا وتركيا، وتابعيهما من المعارضة وسلطة بشار الأسد وإيران.
بعد تشكيل المعارضة المسلحة، العائدة من مؤتمر أستانة، تحالفات عسكرية بينية، قابلتها تحالفات (النصرة) جبهة تحرير الشام، وبينهم فصيل من منظمة نورالدين زنكي المدعوم تركيا بشكل مباشر، تحت حجة درجات التطرف والتكفير، لإبعاد شبهة الإملاءات الخارجية، أدخلت روسيا وعن طريق تركيا المعارضة المسلحة في صراع داخلي مميت من جهة، فلم يعد من ضرورة لروسيا بقصف المدن، ومن طرف آخر أسقطت المعارضة السياسية الخارجية والمتشكلة من الائتلاف والهيئة العليا المدعومة من السعودية، في صراع داخلي، فاقمت فيها التصريحات الدولية الصادرة من روسيا ومسؤول الأمم المتحدة، وآخرها حول تشكيل الوفد الذي سيحضر مؤتمر جنيف-4.
تظل الأمور غير واضحة بالنسبة لجنيف-4 لعدم تبيان الإدارة الأمريكية الجديدة موقفها، ففي أستانة كانت في طور التشكل من جهة، ومن جهة أخرى المؤتمر لم يكن لطرح القضايا السياسية، بل كانت عملية إخضاع للمعارضة المسلحة، وهو ما ترغبه إدارة ترمب، المتفقة مع بوتين في هذا المجال. واحتمال أن يكون المؤتمر القادم نسخة عن سابقاتها، في النتائج، أقرب إلى المنطق من خلافهم، خاصة وأن موازين القوى على الأرض السورية ضبابية، والظاهر لا يعكس الحقيقة، فالبعض الذي يرى أن سلطة بشار الأسد ربح المعركة يتجاوز المنطق، وأن المعارضة انتهت بانتهاء التكفيريين والإرهابيين، رغم أنها حقيقة، لكنها لا تعكس مطامح الشعب السوري، المطمور تحت ركام المدن، لكنها لم تمت، فهؤلاء لم يعكسوا يوما مطامح وأهداف ثورة الشعب السوري. ومعظم المحللين السياسيين يوافقون على أن المنتصر الأكبر هي روسيا، وليست إيران ولا تركيا، ولا سلطة بشار الأسد، والأخيرة صورة بالإمكان تغييرها في أية لحظة، ونحن الأن على أبواب تشكيل قوة عسكرية جديدة لسوريا، قد يكون البديل عن جيش الأسد العقائدي، وبها ستزول قوته كليا، وآخر ما قد تطمح إليها الطائفة العلوية وبشكل منطقي، هو إقليم فيدرالي، إما تحت الهيمنة الروسية حيث قواعدها العسكرية، أو كونفدرالية مع جيش للإقليم لحماية الطائفة من ثارات ستخطط لها الطائفة السنية.
والغريب أن المعارضة والسلطة تتفقان على رفض النظام الفيدرالي، علماً بأنه النظام الوحيد الذي سينقذهما من حروب أكثر دموية، ثارات قادمة لا تقل عن الجارية، سيستمر فيها سفك الدماء بدون رحمة، فبنظام فيدرالي وحده يمكن للطائفتين حماية نفسهما، وسبب معارضتهما لهذا النظام، أنهما لا يزالان يطمحان في احتكار السلطة المركزية، وهي نابعة من ثقافة الاستبداد المترسخة في أذهانهم، دون دراسة النتائج الصادرة والتي صدرت منها، بعد ست سنوات من الحرب الأهلية الطائفية. والأغرب أن تركيا والدول العربية كالسعودية وغيرها يشاركون إيران بتحريض الطرفين المتصارعين على معارضة النظام الفيدرالي، خوفا من تفشي الفكرة إلى سلطاتهم وجغرافياتهم.
وعلى الأغلب جنيف-4 مؤتمر آخر للنخاسة، سيتم فيها بيع الحورية السورية للمرة المائة، وهي الأن في أرخص أسعارها، فالمحاورون عليها متفقون على ابتذالها، والكل يتباحث على السلطة، دون قضية الشعب، والبنية التحتية، ومصير الطرفين الفاجرين المتصارعين، ولما لا إذا كان هذا التكتيك سيحافظ على قنوات ضخ الأموال إلى جيوبهم، وخاصة إلى الدول التي تتاجر بالمهجرين من الشعب السوري، كتركيا، التي جمعت من الأموال ما ترضيها لئلا ترسلهم إلى أوروبا، الدولة المصرة على تقطيع جغرافية سوريا، تحت حجة بناء المخيمات وإيواء المهجرين، وضرب القضية الكردية في جنوب غربي كردستان وبالتالي طمسها في شمالها، أي المحتلة من قبلها.
وما يجعلنا أن نرى بصيصا من النور في النفق المظلم، هو أنه قبل جنيف-4 عرضت روسيا مقترحها بتشكيل الإدارة السورية، بفيدرالية أو إدارات ذاتية، من خلال دستورها، واحتمالية الموافقة الأمريكية غير بعيدة. ففي هذه الحالة ومع بدراسة التكتيك الروسي في سوريا، يتوقع أن تكون قادمها عكس رغبات وطموح كل القوى المتصارعة على السلطة المركزية.



#محمود_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا لم تتحرر مدينة الباب
- خطأ الخالق أم المخلوق 2/2
- خطأ الخالق أم المخلوق 1/2
- كيف ستكون فيدرالية الكرد في سوريا 2/2
- كيف ستكون فيدرالية الكرد في سوريا 1/2
- ما دور الكرد في آستانه
- الوجه الأخر لخلافاتنا
- الكرد والإيديولوجيات والاستراتيجيات
- سوريا محمية روسية بامتياز
- ترمب من إمبراطورية إلى إمبراطورية
- عندما يدرس ترمب المستنقع السوري
- إيجابيات الصراع الكردي-الكردي-2/2
- أين إيجابيات الصراع الكردي-الكردي- 1/2
- ترمب ما بين تركيا والكرد
- انتخبتُ هيلاري
- من شنكال إلى صلاح الدين دمرتاش - 2/2
- من شنكال إلى صلاح الدين دمرتاش - 1/2
- حروب عالمية بالوكالة
- ما لا تود المعارضة السورية استيعابته
- لا خيار لمرشحي رئاسة أمريكا سوى الكرد


المزيد.....




- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...
- جهاز كشف الكذب وإجابة -ولي عهد السعودية-.. رد أحد أشهر لاعبي ...
- السعودية.. فيديو ادعاء فتاة تعرضها لتهديد وضرب في الرياض يثي ...
- قيادي في حماس يوضح لـCNN موقف الحركة بشأن -نزع السلاح مقابل ...
- -يسرقون بيوت الله-.. غضب في السعودية بعد اكتشاف اختلاسات في ...
- -تايمز أوف إسرائيل-: تل أبيب مستعدة لتغيير مطلبها للإفراج عن ...
- الحرب الإسرائيلية على غزة في يومها الـ203.. تحذيرات عربية ود ...
- -بلومبيرغ-: السعودية تستعد لاستضافة اجتماع لمناقشة مستقبل غز ...
- هل تشيخ المجتمعات وتصبح عرضة للانهيار بمرور الوقت؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود عباس - الحورية السورية في مؤتمرات النخاسة