أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - وديع العبيدي - الثامن من فبراير..[2] الاوضاع الاقليمية..















المزيد.....

الثامن من فبراير..[2] الاوضاع الاقليمية..


وديع العبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 5427 - 2017 / 2 / 9 - 05:24
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


(8)
ما حصل في العراق لا ينفصل مبدئيا عما حصل في مصر، وبحسب سيناريو مرسوم وموجه. ولا يمكن فهم الحركة العراقية، من غير فهم الحركة المصرية بكل ابعادها وتصوراتها.
بمعنى ان الفهم غير الواقعي او المغلوط للفيلم المصري، سينعكس في فهم مغلوط للمسرحية العراقية. ولما كانت الثقافة العربية عموما والتاريخ المعاصر، لم يتوفر على فهم علمي اكاديمي معترف به من الجميع، لما حصل في مصر وللقائمين به. هل هو انقلاب ام ثورة؟.. هل هي حركة وطنية ام سيناريو اميركي؟.. هل عبد الناصر ضابط وطني ام وكيل لمخابرات خارجية؟.. هل هو علماني ام اخوني؟.. هل هو قائد الثورة، ام سرقها من محمد نجيب..؟.. هل التخلص من الملك كان مخططا او طارئا؟.. هل الثورة المصرية اشتراكية ام راسمالية؟....
كل هاته الاسئلة وغيرها كثير لم يحسم لليوم.. وقد مضت ستة عقود ونيف على ذلك الحدث.. وتخرج خلالها عشرات الاجيال والوف الكتاب والمؤلفين، وصدرت الاف الكتب والمقالات عن حركة يوليو المصرية وعبد الناصر، وليس في يدها خيط واضح او رأي ثابت ومقرر في الانسكلوبيديا العربية -المفترضة-..
وكل المواقف والاتجاهات والاتهامات المتعلقة بيوليو مصر، تكررت وتتكرر في الحالة العراقية.

(9)
كان عبد الناصر – مثل عبد الكري قاسم- خجولا ورعا بطبعه (كما يرد وصفهما)-.
وفي مقابل النزاع بين عبد الناصر ومحمد نجيب، كان الصراع بين قاسم وعارف. والاخير هو العنصر الرئيس والمؤثر في تنظيم الضباط الاحرار العراقي منذ بدايات الخمسينيات، والأكثر ثورية واندفاعا وجرأة، وصاحب فكرة ومخطط الانقلاب العسكري بتفاصيله..
بينما جاء انضمام/ ضم قاسم للضباط الاحرار متأخرا حتى 1957م، بعد تردد وتحفظ منه، ليتزعم التنظيم بعدها بحكم اقدميته العسكرية. عارف كان عروبيا مندفعا معروفا.. وكان قاسم شخصية منطوية كتومة..
دخول قوات عارف بغداد كان مبكرا.. وهو المسؤول عن ارسال مجموعة عسكرية الى قصر الملك، وسيطرته شخصيا على دار الاذاعة العراقية التي اذاع منها البيان رقم واحد بصوته، في الساعة السابعة صباحا.
وبعد الساعة السابعة صباحا وصل قاسم على راس قواته المزمع حركتها الى الاردن.
بحكم الاقدمية العسكرية فرض قاسم نفسه زعيما للحركة الجديدة.. وهو لا يعرف ما وراء الحدث واطاره الاقليمي، الذي كانت خيوطه وتفاصيله بيد عبد السلام عارف، صديق عبد الناصر وممثله في اختطاط وتوجيه تنظيمات الضباط الاحرار وبرنامج الانقلاب العسكري المدبر بجهد مشترك مع المخابرات المصرية.
(10)
كانت الامبراطورية البريطانية قد استبدلت احتلالها العسكري لبعض مستعمراتها، بصيغ الانتداب المؤيدة بقرار عصبة الامم، ثم اضطرت الى استبدال صيغ الانتداب الفاشلة باتفاقيات ستراتجية طويلة الامد، من بينها اتفاقية بورتسموث في العراق، والتي ردّ عليها العراقيون بمظاهرات واحتجاجات عنيفة عام 1952م.
في ذلك العام توجت الملكة اليزابيث الثانية [6 فبراير 1952م] ملكة على امبراطورية بريطانيا – ستة عشر دولة- التي ترأست مجموعة الكومنويلث – اثنين وخمسين دولة-، ورئيسة الكنيسة الانجليكانية.
وشهد العام التالي تتويج كل من الملكين فيصل الثاني في العراق والحسين الثاني في الاردن. وفي هذه الفترة بدأت لبنات اولية لتنظيمات سياسية في صفوف ضباط الجيش حملت اسم (الضباط الاحرار)، وباشراف مباشر من القيادة المصرية.
وكان لمصر حجرة اتصالات – مخابرات- في الاردن، كان مسؤولها انور السادات خلال الخمسينيات. تدير علاقاتها في الشرق العربي. بل ان اهتمام الحكومة المصرية يسبق العهد الناصري لما قبله، في اطار التنافس والصراع بين البلدين على جملة من ملفات عربية – مثل ملف فلسطين لدى بريطانيا-، وموضوع الزعامة العربية، الذي شهد مفاصل توتر عدة: [مؤتمر باندونغ، حلف بغداد- منظمة اوبك]، وكل طرف منها يحاول تهميش الثاني ومصادرة دوره.
(11)
التأميمات المصرية زادت من شعبية/ كارزما جمال عبد الناصر على الصعيد العربي والاقليمي، وكرسته زعيما يتحدى قوى الاستعمار والامبريالية بشكل مباشر وعملي. وجاء الهجوم الثلاثي (1956م) ليزيد من معدل تعاطف الجماهير والتفافهم حوله، وتجعل منه ومن بلده قوة محورية في قيادة بلدان المنطقة وتحررها من الاستعمار والرجعية والتخلف، التي ستتجلى في توسع نفوذه وتدخله المباشر في اليمن وسوريا.
ضمن هذا التعاطف الجماهيري ظهر ما عرف بالتيار الناصري كحزب قومي له مريدوه وانصاره وفروعه خارج مصر، ومنها التيار الناصري في العراق. كما شكل عبد الناصر محور ومركز استقطاب لعدد من الحركات والتيارات السياسية والحزبية القومية، فضلا عن حركات التحرر والثورات الوطنية في العالم الثالث واميركا اللاتينية.
وفي وقت مبكر من الخمسينيات ربطت صلات حزبية ونضالية بين قيادة ميشيل عفلق زعيم حزب البعث وجمال عبد الناصر. وعلى مثل تلك الارضية، كان التقاء انصار البعث والتيار الناصري في العراق، من دون ظهور ازمة القيادة والتنافس على الزعامة[تجاوز عارف هاته المعضلة في نوفمبر 1964م].
(12)
سواء على صعيد عربي او اسلامي او عالمثالثي، كانت الناصرية –بغض النظر عن خلفيتها العسكرية- حركة تحررية ثورية تقدمية، سجلت خطوات جريئة، واقترفت منجزات وطنية اساسية ناجزة، اجبرت الجميع على الاعتراف بها واحترامها.
هاته الريادة المصرية- الناصرية، ما أمكن تجاوزها او تجاهلها لأي مبرر. وهذا يقود الى اشكالية بنيوية في العقل السياسي العربي، هي غياب الرؤية الستراتيجية ومنظور الامن القومي.
وبدل من تدارك هذا الخلل وخدمته، كان الفعل والموقف العربي بالضدّ منه تماما، وهو الاحتراب العربي- العربي، والاحتراب الاسلامي- الاسلامي، وما من كارثة داخلية، أو مؤامرة خارجية، اكثر خطورة وتدميرا من التنازع الداخلي لايما سبب.
هذا الاحتراب والتناحر الداخلي البنيوي، المتجذر في العقلية والثقافة الشرقأوسطية هو شهادة تفضيل الاغراض الشخصية والفئوية على المصلحة الوطنية والعامة.
ليس دفاعا عن عبد الناصر، ولكن تقديرا للموقف الجاد والدور الفاعل الذي قدمه. وفضلا عن ضيق الاجانب به، جاءت الجهود العربية لبخس قيمته وتسييجه بالشكوك والاشاعات المغرضة، مستهدفة افشاله – شخصيا- وتحطيم مشروعه وسياساته، بوصفه انتصارا تاريخيا، للارث السياسي والقبلي المتداول.
وهكذا، كلما ظهر شخص، يقدمنا خطوة، وقفنا له بالمرصاد، طالما انه ليس من طائفتنا.. وليس من حزبنا.. واتجاهنا السياسي.. وليس من نسيجنا القبلي والطائفي.
ولم ندرك.. ان الامة لا تنجب قائدا كل يوم.. وان القادة لا يمكن شراؤهم من سوق الغزل..
ومع تدمير كل قائد، تعود الامة والمنطقة قرنا الى وراء..
ثم يبدأ الويل والنواح واللطميات حول سوء الحظ والبحث عن (المخلص)..
ولعل عراق ما بعد صدام، والمنطقة ما بعد خريف لويس برنار يثلج صدور السادية العربية.
(13)
شكري القوتلي.. الرئيس السوري الاخير قبل مشروع [الجمهورية العربية المتحدة] متنازلا عن الرئاسة لعبد الناصر، ينسب اليه قوله للاخير: أضع بين يديك شعبا نصفه يحلم ان يكون رؤساء جمهورية، والنصف الاخر وزراء خارجية؟..
وهذا ايجاز شديد للصورة العام لمجتمعاتنا..
في الغرب، ثمة أمران، لا يمكنك التحدث فيهما مع الفرد الغربي: الامور الشخصية، والامور السياسية العامة. الحديث بين شخصين ينحصر في مجال العلاقة الشخصية او امور العمل، أو احوال الطقس، لا غير.
وما يحدث في الحالة العربية هو العكس تماما..
الجالس قربك في الباص او المقهى او المدرسة، يداهمك بسؤال شخصي محرج، او يقحمك في خبر سياسي حكومي او دولي..
واليوم تتصدى مواقع التواصل الاجتماعي وحجافل الكتاب، لسياسات البيت الابيض.. وأمور تتعلق بالعلاقات السياسية والدولية التي تختص بها ممثليات سياسية ودوائر حكومية محددة حسب الاختصاص، فماذا يبقي لوزراء الخارجية والسفراء. والشعب يدير أمور الحكومة..
(14)
هل تستطيع مرثاة نزار قباني لعبد الناصر- إعادته للحياة أو تعويض الانكسارات..؟
قتلناكَ.. يا آخرَ الأنبياءْ/ قتلناكَ.. وليسَ جديداً علينا/ اغتيالُ الصحابةِ والأولياءْ/ فكم من رسولٍ قتلنا وكم من إمامٍ..ذبحناهُ وهوَ يصلّي صلاةَ العشاءْ/ فتاريخُنا كلّهُ محنةٌ وأيامُنا كلُّها كربلاءْ.. / نزلتَ علينا كتاباً جميلا/ ولكننا لا نجيدُ القراءهْ وسافرتَ فينا لأرضِ البراءهْ/ ولكننا.. ما قبلنا الرحيلا تركناكَ في شمسِ سيناءَ وحدكْ.. تكلّمُ ربكَ في الطورِ وحدكْ/ وتعرى.. وتشقى ..وتعطشُ وحدكْ ونحنُ هنا نجلسُ القرفصاءْ/ نبيعُ الشعاراتِ للأغبياءْ/ ونحشو الجماهيرَ تبناً وقشاً/ ونتركهم يعلكونَ الهواءْ/ قتلناكَ.. يا جبلَ الكبرياءْ/ وآخرَ قنديلِ زيتٍ.. يضيءُ لنا في ليالي الشتاءْ/ وآخرَ سيفٍ من القادسيهْ/ قتلناكَ نحنُ بكلتا يدينا وقُلنا المنيَّهْ/ لماذا قبلتَ المجيءَ إلينا؟/ فمثلُكَ كانَ كثيراً علينا.. سقيناكَ سُمَّ العروبةِ حتى شبعتْ.. رميناكَ في نارِ عمَّانَ حتى احترقتْ/ أريناكَ غدرَ العروبةِ حتى كفرتْ/ لماذا ظهرتَ بأرضِ النفاقْ لماذا ظهرتْ؟/ فنحنُ شعوبٌ من الجاهليهْ/ ونحنُ التقلّبُ.. نحنُ التذبذبُ..والباطنيّهْ نُبايعُ أربابنا في الصباح ونأكلُهم حينَ تأتي العشيّهْ..



#وديع_العبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثامن من فبراير.. دورة العنف والسلب.. [1]
- موقف من العالم.. [5]
- موقف من العالم.. [4]
- موقف من العالم (3)
- موقف من العالم..[2]
- موقف من العالم..!
- (أناركش..)
- (تمثيل)..! -ق. ق. ج.-
- من الكتابات الاخيرة للدكتور يوسف عزالدين
- هاتف الثلج.. و(بيت الشعب)..!
- دونالد ترامب.. قدّس سرّه!..
- المنظور الاجتماعي والسياسي في قصيدة عزمي عبد الوهاب: ثرثرة ع ...
- يسوع لم يتعامل بالمال ولا السيف ولم يلمسهما.. (9)- ق2
- يسوع لم يتعامل بالمال ولا السيف ولم يلمسهما..[9] ق1
- يسوع لم يحقد ولم ينتقم ولم يتوعد.. (8)
- يسوع لم يتكبر ولم يفتخر ولم يعيّر..[7]
- يسوع لم يتسلط ولم يتسلطن..[6]
- يسوع لم يهتم بالثياب والطعام والسكن..(5)
- يسوع لم يرسم كليركا ولم يصنف هيراركيا..(4)
- يسوع لم يؤسس كنيسة حجرية ..!(3)


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - وديع العبيدي - الثامن من فبراير..[2] الاوضاع الاقليمية..