أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - توفيق أبو شومر - خرافات ألفية الجهالات














المزيد.....

خرافات ألفية الجهالات


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 5419 - 2017 / 2 / 1 - 10:02
المحور: كتابات ساخرة
    


تُجرِي بعض مواقع التواصل الاجتماعي العربية اختباراتٍ وامتحانات للأطفال والناشئين، ليس لغرض تنمية قدراتهم العقلية، وتوسيع كفاءة عواطفهم، وحبهم لوطنهم وشعبهم، بل لغرض منحهم شهادات في الجهالات.
هذه الشهادات، شهادات الجهالات، هي اليوم مصدر الدخل الوحيد للفقراء والمحتاجين، وللنشْ اليائسين من مصاعب الحياة، ممن يفضلون اللجوء إلى هؤلاء الجاهلين لغرض كسب المال، بلا أعمال، أو نضال.
هذه الاختبارات تجري وفق برنامجٍ تجهيليٍ شعبوي، للأسف، فإنها تحظى بنسبٍ عالية من المتابعات، وتجتذب الأطفال بخاصة، ممن لم تنضج أفكارهم.
هؤلاء المهرطقون بارعون في نصب الشباك لصيد الأطفال، لغرض الإشراف على تنشئتهم وإعدادهم لحرب هدفها، توسيع رقعة الجهالات، هذه الحربُ تجري بالفعل الآن، لعلَّ أبرز نتائجها تتلخص في استبعاد التنوير العقلي، وتفريغ الأوطان من ثقافاتها التوعوية، لترويج صناعة صكِّ الجهالة، المتمثلة في فنون القتل، والذبح، والحرق، وسبي النساء، واغتصابهن، ونحت مسوغات الجهالات، واختلاق القصص الخيالية، وإلباسها عباءات الدين، هذه كلُّها علاماتٌ فارقة على اضمحلال عصر العقول النيرة، والعواطف الجيَّاشة. إن اختبارات الجهالات تتنوع، وتتوزع، وتتعدد، وتتمدد في شبكة الإنترنت، التي كان مفروضا أن تكون شبكة العقول النيِّرة، وتوزيع الثقافات التوعوية، هذا يُثير الاستغراب، فكيف يستخدم المهرطقون أحدث تكنلوجيا العصر، بمهارة فائقة، وهم، في الوقتِ نفسِه، ينكرونها، ويرجمون مكتشفيها بوابل من حجارة الفتاوى المُضلِّلة، ويخرجون مهندسيها من رحمة السماء.
والأغرب، أن مالكي الشبكة، لا يحجبون مواقع تدريب النشء على اغتيال العقول، ولا يمنعون المهرطقين من اغتيال عقول أبنائنا، بل يعززونها، ويدعمون ناشري التُّرَّهات، فهي مصدر دخلهم الإعلاني! إذن، فالأمر جِدُّ خطير، هناك تنسيقٌ غير منظور بين مالكي الشبكة، وبين مهرطقيها، بل إن مالكي الشبكة، هم مؤسسو الجهالات، وناشرو فايروسات العقول المستنيرة. فهم يراهنون على احتكار الإبداعات العقلية، ومنع الآخرين من ركوب موجتها، فهم لا يتمكنون من الاحتفاظ بالريادة، وإبقاء الاحتكار الأزلي لهم، إلا باحتضان مواقع التجهيل، ونشر امتحانات الجهالات، لإيقاف عمل العقول المنتجة للإبداعات.
إليكم ثلاثة نماذج مما يُنشر في باب أسئلة الجهالات للأطفال، مع العلم أن هناك جوائز تُرصد للمتفوقين في الجهالات والهرطقات.
السؤال الأول: ما اسم النملةِ التي كلَّمتْ سيدنا سليمان؟ السؤال الثاني: ما نوع الدابة الغريبة التي تخرج في آخر الزمان؟ السؤال الثالث: هل مات الحوتُ الذي ابتلع سيدنا يونس؟
إليكم إجابة السؤال الأول: اسم النملة التي كلَّمتْ سيدنا سليمان، جَرْسا.
أما عن موطنها، فهي مِن نمل الطائف بالسعودية، من قبيلة صيصبان (النملية)!!
حجمها كحجم الذئب، فيها علامة مُمَيَّزَة، وهي أنها عرجاء!!
أما إجابة السؤال الثاني: أشهرُ وأغرب الدواب: هي دابة، على صورة بغل، له ريش، وزغب، وحافر، ولحية، تخرج في آخر الزمان عندما يشيع الفساد، تُكلم الناس، وتَعِظُهم!!
أما إجابة السؤال الثالث: ما يزال حوت يونس حيَّا إلى يوم يُبعثون، يعيشُ في البحار البعيدة، لا يأكل ما تأكله الأسماك.
هذا غيضٌ من فيضٍ، تزخر به شبكات الجهالات العربية، وتحظى بمتابعةٍ وتشجيعٍ برعايةٍ من جهاتٍ ومؤسسات كبيرة في عصر العولمة، عصر ألفية تكنلوجيا!!



#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فسيفساء فلسطينية منسية
- لا تأكلوا... كنافة بالدّبس
- اللغة العربية في غرفة الإنعاش
- بارانويا كاليغولا تصيب نتنياهو
- مرحلة ما بعد اليسار في إسرائيل
- لقطتان، لا تتشابهان!
- مطاعم الفنان كولوش
- ثلاث لقطات للضد
- صور من براءة الطفولة
- وصية، احرقوا تراثنا بعد موتنا!
- جهنم هي عيونُ الآخرين!
- مَن أيقظَ الوحشَ؟
- لا يحدث إلا في أوطان اليأس!
- هل التجارة خساسة؟
- الكلام المهموس مسموع
- أطباء آخر زمن!
- هل الزواج العربي زواج؟
- بيت الطاعة العولمي
- الأنبوش والأنابيش
- ورم الزعامة عند الفلسطينيين


المزيد.....




- الكويت.. تاريخ حضاري عريق كشفته حفريات علم الآثار في العقود ...
- “نزلها لعيالك هيزقططوا” .. تردد قناة وناسة 2024 لمتابعة الأغ ...
- تونس.. مهرجان الحصان البربري بتالة يعود بعد توقف دام 19 عاما ...
- مصر.. القضاء يحدد موعد الاستئناف في قضية فنانة سورية شهيرة ب ...
- المغربية اليافعة نوار أكنيس تصدر روايتها الاولى -أحاسيس ملتب ...
- هنيدي ومنى زكي وتامر حسني وأحمد عز.. نجوم أفلام صيف 2024
- “نزلها حالًا للأولاد وابسطهم” .. تردد قناة ميكي الجديد الناق ...
- مهرجان شيفيلد للأفلام الوثائقية بإنجلترا يطالب بوقف الحرب عل ...
- فيلم -شهر زي العسل- متهم بالإساءة للعادات والتقاليد في الكوي ...
- انقاذ سيران مُتابعة مسلسل طائر الرفراف الحلقة  68 Yal? Capk? ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - توفيق أبو شومر - خرافات ألفية الجهالات