|
أمريكا - الترامبية - الى أين ؟
صلاح بدرالدين
الحوار المتمدن-العدد: 5418 - 2017 / 1 / 31 - 12:44
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
أمريكا " الترامبية " الى أين ؟ صلاح بدرالدين
بحسب وقائع الأسبوع الأخير فان ادارة الرئيس الأمريكي – دونالد ترامب – تعقد العزم على تطبيق الشعارات الانتخابية على أرض الواقع عبر المراسيم والقرارات الرئاسية المباشرة خاصة ماتتعلق منها بمسائل حظر دخول رعايا سبعة دول مسلمة الى أراضيها والتشديد تجاه طالبي اللجوء والمهجرين وخاصة السوريين والامعان في المضي قدما لبناء الجدار الفاصل بين أمريكا والمكسيك مما خلق كل ذلك انطباعا عالميا سائدا في وصم الرئيس الأمريكي المنتخب حديثا بالعنصرية ومعاداة المسلمين والأجانب وانتهاج سلوك انعزالي أرعن حيث الدلائل تشير الى ظهور وتصاعد معارضة قوية تشمل حتى قطاعات من حزبه الى درجة احتمال توسع الشرخ والانقسام في المجتمع الأمريكي برمته في قادم الأيام وفتح الأبواب أمام امكانية ازدياد التوترات والحروب حول العالم بمافي ذلك منح جرعة جديدة لفعل واجرام الجماعات الارهابية . ومن أجل صيانة السلم العالمي ونشر العدل وتثبيت واحترام حق تقرير مصير شعوب كوكبنا وتجنب الحروب على الادارة الجديدة للولايات المتحدة الأمريكية كونها الدولة العظمى تصحيح أخطاء الادارة السابقة واعادة التوازن الى المشهد العالمي شرقا وغربا شمالا وجنوبا والقيام بمهامها ودورها في تحقيق قرارات وتوصيات هيئة الأمم المتحدة بخصوص السلم ومواجهة الارهاب حتى القضاء عليه والحفاظ على البيئة نظيفة وتقديم المساعدات للشعوب الفقيرة والتي تتلظى بنيران العنصرية والشوفينية والاستبداد ووضع حد للتوسع الايراني في تغيير التركيب الديموغرفي في المناطق السورية والعراقية واثارة الفتن المذهبية في المنطقة . ومايتعلق الأمر بالادارة الجديدة والرئيس ترامب الذي تحوم من حول أدائه السياسي الشكوك الممزوجة بالقلق بخصوص مواقفه المعلنة خلال الحملة الانتخابية من الأقليات والجوار والمرأة والعلاقات الدولية فالأولى به وبعد فوزه المعلن أن يقيم سلوكه ويعيد النظر في كل أطروحاته ومواقفه الاشكالية التي أدت الى الانقسام بالمجتمع الأمريكي واندلاع التظاهرات المليونية المستمرة حتى الآن وهذا يعني أنه بمواقفه لايعبر عن ثقافة غالبية الأمريكيين الذين يعتزون بديموقراطيتهم وليبرايتهم وتعلقهم بالحريات العامة والتعايش بين الأعراق والأجناس وسلاسة انتقال السلطة عندهم منذ أكثر من مائتي عام . كما هو معلوم ولأن ادارة الرئيس السابق أوباما قد خذلت السوريين وتخلت عن دعم ثورتهم من أجل الديموقراطية واسقاط الاستبداد ومنعت الآخرين من تسليح الثوار ليتم التوازن على الأقل مع قوى النظام وحلفائه الروس والايرانيين والميليشيات الطائفية خصوصا حزب الله اللبناني فان على ادارة الرئيس ترامب تصحيح تلك الخطيئة بحق الشعب السوري وتقديم الدعم والاسناد لمعارضي نظام الأسد وممثلي الشعب السوري الحقيقيين من أجل ازالة الاستبداد وتحقيق السلام واعادة الاعمار وعودة المهجرين والنازحين الى ديارهم في ظل سوريا الجديدة الديموقراطية التعددية لكل مكوناتها . وفي هذا المجال بالذات من الواجب الأخلاقي لدولة عظمى معنية بمسالة السلام وحرية الشعوب في العالم وحقوق الانسان بحسب التزاماتها وتعهداتها المعلنة أن تبادر الادارة الجديدة الى تقويم الاعوجاج الروسي بشأن القضية السورية ولجم زحفه العدواني الانفرادي واعادة التوازن الى الاختلال الحاصل نتيجة تصرف نظام بوتين كدولة احتلال مارقة ضد ارادة السوريين وثورتهم من أجل الحرية والكرامة وانحيازه الكامل الى جانب نظام الاستبداد وعدم وفائه حتى لوعوده بشأن وقف اطلاق النار من جانب جيش النظام والميليشيات الأجنبية ماقبل أستانة ومابعدها . كما يمكن لادارة الرئيس ترامب وجنبا الى جنب قوى الحرية والسلام في العالم بما فيها هيئة الأمم المتحدة أن تقوم بدور ايجابي في حوار السوريين راهنا وبالمستقبل من أجل الحلول المناسبة لقضاياهم الاقتصادية والاجتماعية والادارية والانسانية وكذلك السياسية وخصوصا القضية الكردية التي تأتي على رأس المسائل الملحة لمعالجتها على قاعدة تحقيق أماني الشعب الكردي كقومية رئيسية وكافة حقوقه المشروعة ضمن اطار سوريا الموحدة وذلك ليستتب السلم الأهلي ويترسخ العيش المشترك والوئام والتعامل بدراية ونزاهة مع الملف الكردي السوري بمعزل عن الأساليب الأمنية والممارسة الانتهازية المصلحية القصيرة المدى . وفي السياق ذاته بامكان الادارة الجديدة بل من واجباتها السعي الجاد من أجل توفير حلول سلمية لقضايا تقرير مصير شعوب ايران بدلا من عقد الصفقات النووية وغيرها مع نظام طهران الشوفيني المعادي لقضايا الحرية بالمنطقة والعامل على نشر الفتن المذهبية والعرقية كما بوسعها ممارسة دورها الايجابي في اعادة احياء العملية الحوارية التركية الكردية السلمية بالضغط على حكومة الحزب الاسلامي الحاكم وكذلك ممارسة الضغط على الحكومة العراقية من أجل الالتزام بالدستور والكف عن حصار كردستان واضطهاد المكون السني والرضوخ للعملية السلمية الديموقراطية .
#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
في اشكالية مسودة الدستور الروسي
-
تراجعت الثورة وانتصر الروس
-
مهام وآمال في بداية المرحلة الجديدة
-
الفصائل والائتلاف وأستانة
-
قبل -أستانا - ومابعدها
-
المستقبل الكردي في مستهل العام الجديد
-
كيف نواجه أزمة الثورة والمعارضة
-
مصارحة على درب التغيير
-
سوريا الى أين ؟
-
عندما ينجح الفكر في ترسيخ ثقافة قبول الآخر المختلف يمكن انجا
...
-
ملاحظات حول ظروف عابرة
-
يا أهل - الائتلاف - من دون لف واستخفاف
-
أحداث ومواقف ودلالات
-
مع صلاح بدرالدين في حوار شامل
-
حديث الثورة والمعارضة والبديل
-
قضية للنقاش ( 139 )
-
أضواء على همومنا المشتركة
-
جولة سريعة على مكامن الأحداث
-
الرد على- النقد السياسي - لسميرة المسالمة -
-
أضواء كاشفة على الأحداث
المزيد.....
-
مواقف جديدة لإيران بشأن التخصيب النووي: استئناف القتال مع إس
...
-
فيديو- مشاهد مؤثرة لطفل فلسطيني يركض حاملاً كيس طحين وسط واب
...
-
رقم قياسي - هامبورغ تشهد أكبر مسيرة في تاريخها لدعم -مجتمع ا
...
-
ويتكوف يلتقي في تل أبيب عائلات الرهائن الإسرائيليين المحتجزي
...
-
-واشنطن بوست- تنشر صورا جوية نادرة تكشف حجم الدمار الهائل ال
...
-
المبعوث الأمريكي ويتكوف يلتقي في تل أبيب عائلات الرهائن الإس
...
-
-ما وراء الخبر- يناقش أهداف زيارة الرئيس الإيراني لباكستان
-
والد الطفل عاطف أبو خاطر: أولادنا يموتون تجويعا أو تقتيلا عن
...
-
مصادر إسرائيلية: أسبوع حاسم ستتخذ فيه قرارات تغير وجه الحرب
...
-
رئيسها زار باكستان.. هل بدأت إيران ترتيب الميدان لحرب جديدة؟
...
المزيد.....
-
شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية
/ علي الخطيب
-
من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل
...
/ حامد فضل الله
-
حيث ال تطير العقبان
/ عبدالاله السباهي
-
حكايات
/ ترجمه عبدالاله السباهي
-
أوالد المهرجان
/ عبدالاله السباهي
-
اللطالطة
/ عبدالاله السباهي
-
ليلة في عش النسر
/ عبدالاله السباهي
-
كشف الاسرار عن سحر الاحجار
/ عبدالاله السباهي
-
زمن العزلة
/ عبدالاله السباهي
-
ذكريات تلاحقني
/ عبدالاله السباهي
المزيد.....
|