|
لما نجعل من استقلال كوردستان بعبعا
عماد علي
الحوار المتمدن-العدد: 5415 - 2017 / 1 / 28 - 12:17
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ان كنت انت و حزبك و من يوافقك الموقف و الراي سبب كل المصائب التي تفرض على كوردستان و اوصلت حاله الى الحضيض سياسيا و اقتصاديا، و تبتعد عن تحقيق اهدافه يوما بعد اخر على الرغم من الانتظار الطويل لنيل الحقوق التي سكبت من اجلها انهارا من الدماء . ان كنت انت من يقع عليه العتب من عدم ضمان المباديء الاساسية و المتطلبات الضرورية لبناء الكيان الكوردستاني و لم تعترف لحد اليوم لتعتذر من الشعب على عدم اداءك الواجب بالشكل المفروض، و تخرج لتقول ما يصعب و يعقد الامور بين فينة و اخرى . ان كنت انت تدعي بان من حقك التاريخي لما تعتقده بان تعلن عن استقلال كوردستان نيلا للمجد العائلي و الشخصي دون ان توفر لهذا الهدف ادنى المقومات السياسية و الاقتصادية و حتى الاجتماعية، هل هذه من سمات القيادة التاريخية و ما تحتاجه هذه المرحلة . ان كنت انت تلعب بالالفاظ دون ان تكون جديا في امر استقلال كوردستان لكونك انت و حزبك من كان يحمل شعار الحكم الذاتي و لم تتجرا لحمل حتى الفدرالية الا بعد ضغوط داخلية، و انت من تعلن بانك بنيت العراق الجديد ايمانا منك بالعيش بالسلام و الامان فيه، هذا لا يكشف لنا زيف الادعاءات المشابهة للفقاعات التي تفرزها بين حين و اخر فحسب بل تستغل الظروف و الاوضاع التي تعتقد بانها ليست لصالح سياساتك و ما يهم حزبك و تريد ان تلفت الانظار من ما انت فيه لاجل امرار المرحلة ايضا . ان كنت انت تدعي الاعلان عن استقلال كوردستان كلما احسست بان الاحتجاجات و الاعتراضات الشعبية قد تهز كرسيك و عرشك العاجي . و تصرح بكلمة كي تهدا من روع المحتجين و تقفز على ما هو الحق و تعبر المرحلة دون ان تكون مصرا على ما تلفظه شفهيا فقط و ليس لديك اية استراتيجية في بناء الكيان، فكيف يمكن ان يثق بك من يسمعك . ان كنت انت تدعي الاستقلال كامر شخصي و رد فعل، و كان الاستقلال ورقة سياسية حزبية شخصية بيدك الذي تعتقد بانه يمكن ان تستعملها لامور سياسية يومية تافهة او ترفعها كبعبع لاخافة المناوئين و المنافسين لك و لحزبك، فهل يمكن ان نعتقد بانك تحقق الهدف النبيل . هذا ما نحن فيه في كوردستان و نعيش في واقع لا يمكن ان نعتبره طبيعي من كافة الجوانب، و ان كان ما يهمنا هو الوضع السياسي، فاننا يمكن ان نكشف كل الادعاءات الواهية التي تبرز بين حين واخر لاغراض و اهداف في غير محلها او عكس ما يعلن عنها، فان الشعب له الحق ان يتحرك و يناهض السلطة بكل السبل من اجل نيل مستحقاته السياسية و تامين مصالحه العليا . هناك من الاهداف يعتبرها الكثيرون بانها مقدسة لكونهم ضحوا بالغالي و النفيس من اجلها بل قدموا دماءا و ارواحا من اجل تحقيقها، و عندما يرون بان من بيده الحل و الربط لا يتعامل مع تلك الاهداف كما يجب بل يستغلها لامور شخصية و حزبية، يمكنهم ان يقفوا ضد هذه التوجهات السطحية و ما تتضمن هذه من استعمال استقلال كوردستان كآلة سياسية و الية ساذجة في الصراعات و ما تحمل من الخداع و عدم ايلاء اي اهتمام بجوهر الهدف او التلاعب الحزبي الشخصي الخبيث مع ما ضحى الشعب من اجله الكثير . اصبح استقلال كوردستان عصا بيد السلطة الكوردستانية يرفعها بين يوم و اخر لامور في غير محلها، و اخيرا نطق البارزاني بما يمكن ان نعتبره بانه استوضح ما يكنه و يعمل من اجله و يدعيه، فكفر حين صرح بانه لو عاد المالكي الى الحكم سيعلن عن استقلال كوردستان بشخصه دون العودة الى اي احد مهما كان و مهما حصل . هل هذا منطق قائد حكيم و حكم رشيد، هل هذا هو الرجل محل الثقة و الامكانية التي يمكن ان تتحقق على يديه انبل الاهداف لشعب مغلوب على امره . هل يمكن ان يثق الشعب بانه محقق اهدافه و امنياته . هل يمكن تحقيق مثل هذا الهدف بمثل هذه الشخصيات و الاحزاب التي لا تفكر ولو لحظة في امر هام كهذا، و لم تخشى اي مصير للشعب في اية خطوة حزبية شخصية يخطونها دون التفكير في المصالح العامة و ليس لديهم الخطوط الحمر فيما يعتقدونه لصالح حزبهم و عشيرتهم و عائلتهم و شخصهم . انه من المحزن ان تذهب دماء المضحين سدىً بايدينا نحن و بقياداتنا غير المتمكنة من اي جانب و في ظل عدم توفر الامكانات و المقومات لما يتطلبها تحقيق تلك المهام و في ظل غياب قيادات رصينة حقيقية و شخصيات له القدرة في تحقيقمثل هذه الاهداف الصعبة .
#عماد_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
اثر الاسلام السياسي السلبي على فكر و فلسفة الناس
-
هل سيسجل العبادي تاريخا ناصعا له في حل القضية الكوردية
-
هل نحتاج لمرجع قومي او وطني لاقليم كوردستان ؟
-
الازمات والفساد المستشري و عملية الاصلاح في اقليم كوردستان
-
من تفوز في النهاية روسيا ام تركيا
-
2016 الكورد، هزيمة الارادة امام الظروف الموضوعية
-
اختطاف افراح لخلط الاوراق
-
دراسة السمات الخاصة من اجل تحقيق الهدف الكوردستاني
-
الكورد و مرحلة مابعد تحرير الحلب
-
حركة التغيير و مفتاح الحل للمشاكل العالقة في اقليم كوردستان
-
هل يمكن اعادة تلحيم البنية العراقية ؟
-
تكتيك الكورد في ميزانية العراق يضر باستراتيجيتهم
-
هل يصلح الحزب الشيوعي بتغيير قياداته
-
مابعد الموصل ليس كما كان و لا كما يريد البعض
-
التحديات المختلفة لمابعد تحرير الموصل
-
النية الصادقة اساس الحل لمشاكل اقليم كوردستان
-
مابين الحشد و البيشمركَة من نقاط مشتركة دافعة للتعاون فيما ب
...
-
ليتني كنت صهرا ل...... في كوردستان
-
هل فتح البارزاني برسالته منفذا لحل الازمات في كوردستان ؟
-
ما يجري في كوردستاننا
المزيد.....
-
محمد بن سلمان يعقد لقاء -أخويا- مع السيسي في منى
-
-ردا على الاعتراف بدولة فلسطينية-.. الحكومة الإسرائيلية تسعى
...
-
هل تنضم إيران إلى حزب الله في حرب شاملة مع إسرائيل؟ - يديعوت
...
-
المناظرات الرئاسية تبرز الأزقة المظلمة في السياسة الأمريكية
...
-
النظام العالمي في خطر حقيقي
-
أوليانوف: الخطاب النووي يتسبب بقلق لبعض الدول بعد التصريحات
...
-
آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /17.06.2024/
...
-
غروسي: اتفاق إيران النووي لم يعد يعني شيئا
-
إصابة نحو 16 ألف شخص في تركيا أثناء ذبح الأضاحي في عيد الأضح
...
-
مصدر إسرائيلي: قطر ومصر تضغطان على حماس للموافقة على وقف إطل
...
المزيد.....
-
الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت
...
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
هواجس ثقافية 188
/ آرام كربيت
-
قبو الثلاثين
/ السماح عبد الله
-
والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور
/ وليد الخشاب
-
ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول
/ بشير الحامدي
-
ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول
/ بشير الحامدي
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
المزيد.....
|