الثعلب الروسي وادواره في العراق وسوريه

صافي الياسري

الحوار المتمدن-العدد: 5413 - 2017 / 1 / 26 - 13:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

الثعلب الروسي وادواره في العراق وسوريا
صافي الياسري
كان الاتحاد السوفيتي يحلم ان يغسل اقدامه في المياه الدافئة في منطقة الخليج ،لكن حلمه ذاك خاب بعد ان اصطدم بالحراك الاميركي تحت لافتة ما يسمى بملء الفراغ اثر الانسحابات البريطانية من مواقعها شرق السويس ،وموقف دول الخليج المتشدد ضد الشيوعية ،ولم يتغير الموقف كثيرا بعد سقوط الشاه شرطي الخليج الاميركي وحارس مصالح الغرب في المنطقة اذ ان ايران الملالي قامت بنفس الدور الشاهنشاهي ،كما ان عبد الكريم قاسم وحكومات البعث لم تقدم للروس ما يشتهونه – قاعدة عسكرية في البصرة – بذلوا دونها اقصى الجهود لكنهم لم يتمكنوا من تحقيق حلمهم ،وبعد سقوط الاتحاد السوفيتي وبروز روسيا كقوة عالمية مؤثرة وطموحات بوتين في احتلال مكانة الاتحاد السوفيتي واعادة استقطاب جمهورياته حول موسكو والتسلل الى المياه الدافئة في الشرق الاوسط ( سواحل البحر الابيض المتوسط ) بمساعدة اسرائيل ثم تركيا لاحقا بعد ان تم تركيعها روسيا حيث عرف الثعلب الروسي كيف يلعب على تناقضات ومتغيرات المنطقة كما بدا ذلك واضحا في اشتراكه وتركيا بضمان الهدنة والتاسيس لمحادثات ستانه في كازاخستان لتثبيت وقف اطلاق النار بين المعارضة والنظام ،مع انه مستمر بقصف مواقع المعارضة ودعم تقدم جيش النظام وميليشيات الملالي في تقدمها لاحتلال مواقع المعارضة وغرض الحل العسكري باطنا والحل السياسي ظاهرا ضمن سياسة لعب الادوار المتقاطعة بدهاء ومكر وكسب ايران الملالي في تحريم مناقشة عرش الدكتاتور الاسد كما شهدنا ما حصل في حلب والانتقال الى صفحة ادلب والباب ودير الزور والرقة .
كما نلاحظ استغل بوتين نشاط الفصائل السورية المعارضة وتسويق تهمة الارهاب لبعضها للتواجد على الاراضي السورية بذريعة محاربة الارهاب ثم بناء قاعدة في اللاذقية على سواحل البحر الابيض المتوسط بمباركة ايران التي رات في مشاركة روسيا بتكاليف الحرب واعبائها عاملا ايجابيا يوجب مباركة الوجود السوري مع معرفة الملالي ان النفوذ الروسي المتزايد في موضوع صياغة حل للازمة في سوريا يقلل من نفوذهم او ينافسه .
اما بالنسبة لحراك بوتين على الارض العراقية فقد تكشف هذا الامر وان بشيء من الضبابية بعد الانسحاب الاميركي من العراق وتمدد داعش الى الاراضي العراقي لتوضع في يد بوتين ذات الورقة التي استخدمها للتغلغل في سوريا – محاربة الارهب ، لكنه لم يتمكن من لعب هذه الورقة لان الحكومة العراقية لم تجرؤ على الطلب من بوتين المشاركة في الحرب على داعش لان ذلك سيشكل اعتراضا على النشاط العسكري الذي تلعبه دول التحالف بقيادة اميركا ،كما ان ايران ترفض ان يشاركها بوتين في الكعكة العراقية بذات الروحية التي ترفض بها اميركا مشاركة روسيا |،لكن هذا كما اعتقد لا يمنع بوتين من البحث عن وسيلة للمشاركة وبخاصة بعد فشل غرفة العمليات الاستخبارية المشتركة بين العراق وروسيا وايران وهذه هل الخلفية التي اعتمدتها في تحليل خبر وجود خبراء روس متخصصون في صناعة الطائرات المسيرة بين صفوف داعش في الموصل .
حيث اعلنت الاستحبارات العسكرية العراقية ضبط وثائق في مضافة لداعش بالموصل لصناعة الطائرات المسيؤة بدون طيار يصنعها خبراء روس كما عثرت على جوازات عدد منهم ،ومن هذا الخبر اخلص للتساؤل هل ان دعم داعش بهذه الطريقة احدى وسائل بوتين الخبيثة التي تكلمت عنها اعلاه ام ان بوتين لا يعلم شيئا ؟؟ احسب ان بوتين يعرف
بوجود هؤلاء؟؟ وهناك سؤال اخر يطرحه هذا الخبر المؤكد حيث نشرت الاستخبارات العراقية وثائق تؤكده ،هل يحارب بوتين الارهاب في سوريا ام يحارب لتثبيت اقدامه على سواحل المتوسط وزرع صواريخه هناك لتهديد اوربا ؟؟وهل وجود هؤلاء الخبراء بين صفوف داعش لغرض دفع العراقيين للاستنجاد بالروس واعطاءهم الفرصة بالتالي لنقل قدمهم الاخرى الى العراق بذريعة محاربة داعش ومشاركة الايرانيين في الكعكة العراقيه ؟؟ الاجابات مرهونة بنتائج تحقيقات يجريها العراقيون والاميركان والتحالف الدولي ،وان كانت كما ارى لا تخرج عما ذكرت ،ما يجعلنا نقرأ بوضوح الصفحة الاستعمارية الروسية في سوريا وسواحل المتوسط .

#صافي_الياسري (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل