أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - أحمد اسماعيل اسماعيل - الكردي في المسرح السوري














المزيد.....

الكردي في المسرح السوري


أحمد اسماعيل اسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 1428 - 2006 / 1 / 12 - 03:28
المحور: القضية الكردية
    



( صمت دهراً ونطق قهراً ) مثل عربي

منذ بداياته الأولى في العصر الحديث ،والإبداع العربي السوري بكل أجناسه، ومذاهبه وانتماءات صناعه ، يتحاشى تناول كل ما يمت للكرد في وطنهم سوريا من صلة، منسجماً في ذلك مع سياسات سلطات بلده المتعاقبة التي تجاهلت - وما تزال- الوجود الكردي في هذا الوطن : المادي المتمثل بعدد سكانه وأماكن سكناه، وغير المادي المتمثل بلغته ،وأدبه وفولكلوره، وتاريخه..إلخ. وباستثناء الكتاب الكرد الذين يكتبون بالعربية ، إضافة إلى قصة:
رماد الطاووس ،وربما قصة أخرى للروائي العربي المبدع إبراهيم الخليل.وإشارة سريعة،ولكن موحية ، في مسلسل – أخوة التراب – للقاص والسيناريست والصحفي المعروف: حسن م. يوسف،الذي يقر فيها الثائر الوطني إبراهيم هنانو بكرديته. باستثناء هؤلاء، لن يجد من يهمه الأمر وجوداً يستحق الذكر للكرد في الأدب العربي السوري. وهو تهميش تبناه كل المبدعين العرب السوريين : الموالي منهم للسلطات ،والمعارض والمستقل على حد سواء. وكم كانت دهشتي كبيرة عندما قرأت الأعمال الكاملة لسعد الله ونوس ولم أجد فيها أي حضور، بل ذكر للكردي في كل صفحاتها التي تجاوز عددها الألفين والخمسمائة صفحة , ولم تمنعني هذه الخيبة من إعادة قراءتها مرة ثانية وثالثة،لما تتسم به أعمال هذا المبدع من أصالة وجدة،حيث يصور فيها بدقة،وعمق حياة ومعاناة شرائح واسعة من شعبنا السوري,وقد وجدت فيما بعد إن سعد الله ونوس لم ،ولما يكن المسرحي السوري الوحيد الذي خلت أعماله من أية إشارة ، أو معالجة للكردي ، أو حياته المشبعة بالدرامية والمأساوية.
بعد هذا الصمت الطويل ، والتهميش المخجل للوجود الكردي في الأدب ,والمسرح العربي السوري خاصة،يظهر الكردي في ليلة سقوط بغداد،مهرجاً , وساذجاً،وجاحداً بوطنيته السورية. وليلة سقوط بغداد ،مسرحية جديدة لفرقة المهندسين المتحدين ، تأليف وإخراج وبطولة الفنان : همام حوت، وتمثيل فرقة المهندسين المتحدين في حلب .
في هذه المسرحية نقد للحياة الاجتماعية ,والاقتصادية ,والسياسية غير الصحية التي يعيشها
الوطن , والتي يخشى أن تتحول إلى ثغرات يتسلل منها العدو إلى داخله . وهي جرأة كان من
الممكن أن تحسب للفرقة لولا لجوء الفرقة إلى المعالجة التبسيطية ،والتهريجية، فأسأت إلى موضوع المسرحية ، ومشاعر وفكر الناس. يطول الحديث عن عثرات وأغلاط هذه المسرحية على المستويين: الفني والفكري.وسأكتفي هنا بالإشارة إلى اثنين من أغاليط المسرحية أولاهما :هو موضوع الديمقراطية التي أساء ت المسرحية معالجتها ،حيث تؤدي هذه البدعة المستوردة- حسب المسرحية- والتي لا نحسن التعامل معها، إلى انحلال اجتماعي،وأخلاقي ،سيؤدي بدوره إلى فساد وضياع وفوضى عميقة ، تشمل البيت والشارع بالدرجة الأساس.والموضوع الآخر الذي طالما انتظره المتلقي المسرحي-وغير المسرحي- الكردي في سوريا هو تجسيد الشخصية الكردية على خشبة المسرح الرسمي، باعتباره جزء من هذا الوطن الذي يشغل بال المبدع الوطني الحق ، غير أن ما حدث خيب أمل كل من

استبشر بهذه البادرة، واعتبرها جريئة, وسرَّ بشخصية مصطو الكردي الذي سكن في حي ركن الدين قادماً من عفرين، وضحك لها بقلب صاف،لكن سرعان ما يخيب العرض أمل المتلقي الكردي وهو يشاهد شخصية مصطو النمطية التي تمثل في هذا العرض الكرد السوريين عامة، رجل بسيط وساذج امتلأ رأسه بأفكار وأوهام عن صداقة الأمريكان للكرد,الذين لن يصيبوا أهله وأشجار زيتونه بأذى عندما يغزون الوطن ولذلك يقرر الذهاب إلى عفرين وشرب الشاي إلى حين انتهاء غزو الوطن. صورة سلبية يكرسها العرض في إظهار هذه الشخصية الانفعالية التي لا تعرف لها تاريخاً ، فتجعل من آدم ونوح ومارادونا وغيرهم كرداً . وفي ذكر الشخصيات الكردية يكتفي بذكر البطل التاريخي صلاح الدين الأيوبي، وشخصيات أخرى ممن لا يعتد الكرد بانتمائهم الكردي أمثال رمضان البوطي، وعدنان بوظو،وكفتار ممن انتسبوا لمصالحهم ودين أسيادهم . ولا أعرف إن كان تجاهله لأسماء وطنية سورية أمثال الثائر إبراهيم هنانو والبطل يوسف العظمة وغيرهما مقصوداً .. ناهيك عن أسماء شخصيات تاريخية وأدبية وسياسية كردية سورية وغير سورية.
وإذا كان العرض قد أشار – مشكوراً- إلى بعض الحيف الذي وقع على الكرد ، غير أنه لا يشير إلى أي قضية ،بل يتركها عامة ومجردة. الأمر الذي يسيء في المسرح أكثر مما يفيد.
يطول الحديث في هذا الأمر، ليس هنا مجال بحثه.
بقي أن أشير إلى المعالجة التوفيقية التي يجمع فيها العرض قلوب وعقول السوريين جميعاً المتمثلة بالوحدة أمام العدو الخارجي، وهي حجة لم تعد تقنع ، أوتستنفر أحداً إذا لم ترفق بمعالجة قضايا داخلية عالقة مثل القضية الكردية ، ومسألة الديمقراطية ،ومحاربة الفساد.
مسرحية ليلة سقوط بغداد سقطة للمسرح السوري بتوسله التبسيط، والتهريج ، واللعب على عواطف الناس ، وتمييع مطالبهم الملحة .









#أحمد_اسماعيل_اسماعيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطائرات وأحلام سلو - قصة قصيرة
- أوْرَبة تركيا ..أم توركة أوربا ؟
- التلقي المسرحي لدى الطفل
- الإرهاب في الدراما التلفزيونية
- قصص قصيرة جداً
- الكرد في سوريا - تجنيس الأفراد ..دون الشعب
- قصة- الاعتراف
- الديمقراطية السوداء - ماركة عربية مسجلة
- علي بابا والأميرة شمس النهار- وجبة مسرحية نموذجية
- ثمار الدكتاتورية المرة
- في المدينة الموبؤة الأستبداد وباء لا يستثني أحداً


المزيد.....




- نادي الأسير: الاحتلال يستخدم أدوات تنكيلية بحق المعتقلين
- رفح.. RT ترصد أوضاع النازحين عقب الغارات
- ميدل إيست آي: يجب توثيق تعذيب الفلسطينيين من أجل محاسبة الاح ...
- بعد اتهامه بالتخلي عنهم.. أهالي الجنود الأسرى في قطاع غزة يل ...
- الوحدة الشعبية يوجه رسالة للمركز الوطني لحقوق الإنسان حول اس ...
- الوحدة الشعبية يوجه رسالة لمركز عدالة لدراسات حقوق الإنسان ح ...
- الوحدة الشعبية يوجه رسالة للمنظمة العربية لحقوق الإنسان حول ...
- هايتي: الأمم المتحدة تدعو إلى تطبيق حظر الأسلحة بشكل أكثر فا ...
- قبيل لقائهم نتنياهو.. أهالي الجنود الإسرائيليين الأسرى: تعرض ...
- هيومن رايتس ووتش تتهم تركيا بالترحيل غير القانوني إلى شمال س ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - أحمد اسماعيل اسماعيل - الكردي في المسرح السوري