أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد اسماعيل اسماعيل - علي بابا والأميرة شمس النهار- وجبة مسرحية نموذجية















المزيد.....

علي بابا والأميرة شمس النهار- وجبة مسرحية نموذجية


أحمد اسماعيل اسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 1355 - 2005 / 10 / 22 - 10:47
المحور: الادب والفن
    


ما يزال الكثير مما يكتب للطفل من صنوف الإبداع أسير عقلية اجتماعية متخلفة،تُعيد إنتاج تخلفها من خلال تربية وصائية،وعظية،تلقينية،لا ترى في الطفل سوى بعده الفيزيولوجي الصغير.
وإذا كان هذا النوع من الإبداع قد استطاع الاستمرار حتى اليوم في بعض المجتمعات،
المقهورة خاصة، فذلك لأن الطفل فيها ما يزال ذلك الكائن الصغير،والتابع ،والعبد لمن يلقنه
حرفاً . غير أن تبدل الأزمان، قد غيَّر الأحوال،فأصبح التوجه نحو الطفل- تربية وإبداعاً-
يحتاج إلى معرفة طبيعة شخصيته،واحترام خصوصيتها .
هذه الحقيقة التي يتجاهلها العديد من مبدعي أدب الطفل، استطاع المسرحي السوري
المعروف عبد الفتاح قلعه جي أن يمتلكها ويطوعها باقتدار في مسرحيته (علي بابا والأميرة
شمس النهار) بأسلوب ممتع ومقنع.
تتحدث حكاية المسرحية عن أزمة تعيشها مملكة الأسرار التي يحكمها ملك لاه وشره ،اختطف
وحش اسمه (الدردبيس) ابنته الأميرة شمس النهار ليزوجها لابنه (كسيلون)، فيغرق القصر
ومن فيه في حزن مظلم وكئيب، وتخفق محاولات الملك لإنقاذ ابنته، وذلك بسبب اعتماده على
قادة جبناء لا تظهر بطولاتهم إلا أمام أبناء شعب المملكة المقهور.
ويأتي الحل على يد الفتى علي بابا،ابن الشعب الذي ينتصر على العدو،ويحرر الأميرة من
الأسر ،بفضل ما تسلح به من علم ومعرفة، إضافة إلى إخلاصه لشعبه ،وحبه للأميرة شمس
النهار.
لقد ساهم استخدام الكاتب لشخصيات وأشياء مستمدة من عالم التراث مثل: شخصية علي بابا
والملك،والمهرج ،والمارد، والغول، والقمقم ..الخ،التي تعتبر من أهم مكونات عالم الطفل
الحكائي،ساهم في بناء حكاية مسرحية قادرة على استيعاب ومعالجة موضوع كبير بحجم
الصراع العربي – الإسرائيلي،والذي يُدين فيه الكاتب طرفي الصراع ،الحاكم العربي المستهتر
وأعوانه الظلمة :الملك (شهرمان) والقائدان( دندان، وعقربان) ،والعدو الغاصب : الوحش
(دردبيس)وابنه (كسيلون) .ولقد توسل الكاتب لتحقيق غرضه هذا بعض عناصر الإبهار
والتشويق المحببة للطفل مثل: الألعاب،والأغاني،والأحاجي..وغيرها ،التي لعبت دوراً في
إيصال المعلومات المفيدة عن بعض الحيوانات مثل: الجمل،والقطة،والغنمة،والحمار..مثال ذلك
ما جاء على لسان زيزونة في وصف الغنمة :
زيزونة: ماع..ماع.. أنا الغنمة..ومن صوفي
أرد البرد عن أحبابي الصغار
وأرعى في مراعيكم ومن ثدييَّ
أقدم خير ألباني على الإفطار
ماع..ماع.. أنا الغنمة.. ص (12)
كما لعبت هذه العناصر دورها في كسر الإيهام في بعض الأماكن بغية إفساح المجال أمام الطفل
كي يفكر،ومن ثم يحكم ويتخذ الموقف المناسب مما يعرض عليه من أحداث وقضايا،إضافة إلى
ذلك فقد حوت هذه العناصر على قيم تربوية،ووطنية،وعلمية هامة،جاءت في سياق حبكة
مسرحية متحركة،بنت أحداثها،ورتبتها،وقدمتها بشكل منطقي ودرامي، الإيهام فيها ينكسر
ويستمر بشكل مدروس ،من خلال صراع حي،وصاعد،تقوده شخصيات متمايزة،وواضحة
يتجلى ذلك من خلال أسمائها الموحية: كسيلون، شمس النهار،عقربان..الخ.وأفعالها : استهتار،
قمع، تضحية،بساطة، تهريج..إلخ،وعلاقاتها ،وحواراتها،وصفاتها،وإن بدرجات تراوحت بين
نمطية ذات بعد واحد غني يفي بالغرض والهدف، ونمطية جامدة من ذلك النوع الذي عُرف في
المسرح باسم -الكركتر- والتي تميزت بها الشخصيات الشريرة خاصة،مثل شخصية الدردبيس
التي تمثل ، أو ترمز إلى أمريكا ،وشخصية كسيلون التي تمثل ،أو ترمز إلى إسرائيل ،وكذلك
شخصية الملك التي تمثل الحاكم العربي وترمز إليه بوضوح ،حيث تم بناؤها بانتقائية نابعة من رغبة الكاتب وانفعالاته تجاه ما تمثله من سلبية وشر في الحياة الواقعية، غير أن الجمع بين صفات
غير منسجمة مثل : الدموية ،والغباء،والجبن..في شخصية واحدة مثل شخصية كسيلون
( إسرائيل) قد لا تحقق الهدف المتمثل في إبراز سلبيتها،وبالتالي إدانتها من قبل الطفل ،لعدم دقة
الرمز ،وضعف علاقته بالمرموز الذي أصبح الطفل يتعرف على حقيقته، وينطبق القول نفسه
على شخصية الدردبيس (أمريكا) وشخصية الملك شهرمان (الحاكم العربي) المستهتر والساذج
والقامع في الوقت نفسه،وقد كان لهذا الخلل في بناء هذه الشخصيات (الرئيسة) خاصة، أثره في
مجريات الأحداث ،ومصير الصراع في نهاية المسرحية، التي جاءت كلها متناغمة مع توجه
الكاتب ورغبته في تحويل الوحش إلى ورق .
وفي الاتجاه نفسه يشكل استخدام الدردبيس-الوحش الشرير- لأحجية حلبية بقصد الإيقاع بعلي
بابا –فتى الشعب-إشارة استفهام واضحة، تقول الأحجية التي جوابها (رمانة):
طاسة طنطراسة
في البحر غطاسة
داخلها لولو خارجها الماسة ص(46 )
وإشارة استفهام أخرى سيضعها المتلقي أمام استخدام الكاتب للقلب الأحمر الكبير الذي يُخرجه
زيزون ،مهرج القصر، من البئر،كناية عن قلبه المولع بحب زميلته المهرجة زيزونة،وهو رمز
مستهلك،وغير مبرر درامياً، ناهيك عما قد يثيره هذا الغرض في العرض المسرحي من نفور
أو خوف لدى الأطفال الصغار، خاصة أن المسرحية موجهة إلى أطفال المرحلة الدنيا والعليا
على حدًّ سواء، والتي أحسن الكاتب صياغتها بمهارة فائقة، هذه المهارة التي برزت بشكل متألق
في استخدامه الجديد والموفق- أيما توفيق-للقمقم وساكنه المارد سمسم ،الذي أصبح فناناً ومثقفاً
نتيجة استغلا له الجيد للوقت الذي أمضاه داخل القمقم ،وهو لا يظهر إلا للمجدين من أمثال غلي
بابا المجتهد،والمحب للناس،ليساعدهم ويشدَّ أزرهم، وقد استطاع علي بابا الاستفادة من المارد
والقمقم رمز العقل في صراعه مع عدوه الوحش. لا شك أن هذا الاستخدام المجدد لعنصر قديم
في الحكايات الشعبية ،زاد المسرحية متعة وأغناها فكراً.
قد لا نغالي إذا قلنا إن مسرحية علي بابا والأميرة شمس النهار وجبة مسرحية نموذجية،بما
حوته من عناصر فنية ،وفكرية شهية وغنية،تُضاف إلى مائدة عبد الفتاح قلعه جي المسرحية
العامرة دائماً . --------------------مسرحية علي بابا والأميرة شمس النهار: منشورات:وزارة الثقافة سنة2004 – الطبعة الأولى – للكاتب :عبد الفتاح قلعه جي . ______________________



#أحمد_اسماعيل_اسماعيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثمار الدكتاتورية المرة
- في المدينة الموبؤة الأستبداد وباء لا يستثني أحداً


المزيد.....




- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد اسماعيل اسماعيل - علي بابا والأميرة شمس النهار- وجبة مسرحية نموذجية